تقرير أميركي: جنوب اليمن برميل بارود سينفجر عما قريب

2018-12-06 06:16:26 أخبار اليوم/ متابعات


حذر تقرير نشره موقع أميركي من انفجار الوضع بالمحافظات الجنوبية اليمنية، مستبعدا أن تفضي الهدنة الى سلام حقيقي.
وقال موقع "ستار آند ستريب" الأميركي إن عدم الاستقرار الذي طال أمده في المكلا والمناطق الأخرى يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الهدنة ستجلب السلام للبلاد الفقيرة، أو أنها ببساطة ستعمل على تحرير الأطراف المتحاربة لتصفية حسابات أخرى.
وأشار الى أن الوضع في مدينة المكلا والتي ينشط فيها مقاتلو القاعدة يعطي لمحة عن الصراعات الأخرى التي تحتدم في اليمن.
ولفت الموقع العسكري إلى أن تلك الصراعات مهددة بالغليان حتى لو نجحت الضغوط الدولية الأخيرة في تحقيق هدنة في ستوكهولم هذا الأسبوع.
ويورد الموقع- نقلا عن بيتر ساليسبري الخبير في تشاتام هاوس- أن الوضع في الجنوب لا يزال واحدا من أقل جوانب الصراع التي تم تحليلها، مضيفا إن هناك فراغ سياسي مثير للقلق، وأن الجنوب "برميل بارود" على وشك الانفجار.
ويقول التقرير الذي ترجمه الى العربية "الموقع بوست" إنه على الرغم من أن المكلا بعيدة عن الخطوط الأمامية للحوثيين، إلا أن انهيار الحكومة المركزية سمح للقاعدة في شبه الجزيرة العربية باجتياحها من الصحراء الوعرة المحيطة وانتزاع السيطرة عليها في 2015، وهو ما مكن المسلحين الذين تعتبرهم واشنطن الفرع الأكثر دموية في الجماعة الإرهابية، من السيطرة على أسلحة من مخزونات عسكرية وأخذ ما يقدر بـ100 مليون دولار .
ويستدرك الموقع بأن الإمارات والقوات المتحالفة معها تمكنت في أبريل / نيسان 2016، من استعادة المكلا جزئيا عن طريق التفاوض الذي أفضى إلى اتفاق سري مع المسلحين للانسحاب، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء أسوشيتد برس في وقت سابق من هذا العام.
يضيف الموقع: بعد مرور أكثر من عامين لا يزال التوتر يسود المكلا، وهو ما رواه صحفيون في رحلة أخيرة نظمتها المملكة العربية السعودية إلى المكلا والذين وجدوا شبابا يضعون أيديهم فوق رؤوسهم عند مرور قافلة عسكرية تقل السفير السعودي في اليمن، في إشارة على ما يبدو إلى أنهم غير مسلحين.
كما أشار التقرير إلى تعرض السجناء اليمنيين للإيذاء جسديا وجنسيا من قبل التحالف، بما في ذلك في القاعدة الإماراتية المحلية بالقرب من المكلا، وفقا لتقارير الوكالة والأمم المتحدة، ورفض المسؤولون السعوديون أخذ الصحفيين إلى اي مرافق احتجاز.
ويرى الموقع أنه بالرغم من تصاعد الضغوط الدولية على التحالف الذي تقوده السعودية لإنهاء الصراع خصوصا بعد مقتل خاشقجي، وتأجيج تصويت مجلس الشيوخ الأميركي للمضي قدما في إجراء لسحب الدعم الأميركي للحرب، إلا أن ذلك لن يكون له تأثير يذكر على الصراعات الأخرى التي تتصاعد في جميع أنحاء البلاد.
ونقل عن جورجيو جونسون وهو عضو سابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن قوله "حتى لو انسحب السعوديون والإماراتيون غدا، فإن الحرب الأهلية المحلية ستستمر وتستمر لفترة طويلة، وفي الواقع، أعتقد أن القتال سيكون أسوأ بكثير من القتال الذي نشهده الآن".
وأضاف الخبير الدولي: "لديك هذه المجموعات المختلفة وستتقاتل جميعًا، للحصول على أكبر قدر ممكن من الكعكة".
ولفت الموقع إلى أن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب زادت من وتيرة حملة الضربة الجوية ضد تنظيم القاعدة إلى أعلى مستوى شهدته الحرب الطويلة، بالمقارنة مع الغارات التي تم إجراؤها في عهد الرئيس السابق أوباما حيث شنت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 93 ضربة بطائرات بدون طيار، وفقا لما ذكرته مؤسسه نيو أميركا للفكر في واشنطن، مقابل 183 ضربة شنها أوباما خلال رئاسته التي مدتها ثماني سنوات.
وتحدث التقرير عن معضلة أخرى في اليمن تتمثل في الانفصاليين الذين يتحالف بعضهم مع الإمارات، ويرفعون العلم الانفصالي للجنوب، بألوانه الثلاثية -الأحمر والأبيض والأسود- مع شيفرون الأزرق الفاتح والنجم الأحمر علي جانب واحد، على اللوحات الجدارية في جميع أنحاء المكلا.
وأضاف بأن الانفصاليين يريدون الضغط لتحقيق مطالبهم في أي اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة بين الحوثيين والحكومة (المعترف بها دوليا) والقوات التي تقودها السعودية.
ويخلص التقرير على لسان الخبير الدولي جونسون بأن اليمن لديه مشكلة من المستحيل حلها، وقال "لقد انهارت و لا أعتقد أن أي شخص، بغض النظر عن مقدار الأموال التي ستصب في البلاد، سوف يكون قادرا علي إعادته مرة أخرى، وبالتأكيد فإن ذلك لن يحدث في وقت قريب".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد