مارتن غريفيث- في حوار مع موقع الأمم المتحدة:

عام 2018 كان مروعاً ولكنه حمل في النهاية الأمل لليمنيين والجولة القادمة ستكون سياسية محضة

2018-12-25 08:04:11 أخبار اليوم/تقرير


قال المبعوث الأممي إلى اليمن/ مارتن غريفيث، الذي يتواجد حاليا في العاصمة الأردنية عمان- في حوار مع أخبار الأمم المتحدة- إن العام 2018 كان مروعاً بالنسبة لليمن.
المبعوث الأممي- في حديثه لموقع الأمم المتحدة عبر حوار هاتفي- تحدث عن المراقبين غير المسلحين الذين من المقرر أن يتمركزوا في مناطق رئيسية في الحديدة والدور الذي ستقوم به الأمم المتحدة لدعم إدارة الميناء.
أخر سنوات الصراع
وفي سياق الحديث عن أحداث العام 2018م، يؤكد غريفيث، أنه حمل في نهايته- بعد المشاورات التي جرت في السويد- أملاً بإمكانية أن يكون آخر سنوات الصراع اليمني.
تنفيذ وقف إطلاق النار
وفي إجابته عن تقييمه لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة قال المبعوث الأممي لدى اليمن، إن ذلك يعد من بين الأشياء التي لا يمكن معالجتها إلا من خلال الأمم المتحدة.. والمثال الجيد على ذلك يتمثل في أن مراقبة وقف إطلاق النار والانسحاب سيتم تحت قيادة الجنرال باتريك كاميرت الذي يتمتع بخبرة واسعة، نحن محظوظون لعمله معنا. والأمين العام نفسه حريص للغاية على التحرك بشكل عاجل على مسار تنفيذ وقف إطلاق النار. وفي غضون أسبوع من التوصل إلى اتفاق في السويد، بدأنا في رؤية الناس يتحركون ويعملون على الأرض في الحديدة. سيكون الأمر صعباً ولكنها بداية جيدة. وبشكل عام فإن اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة قائم.
وأجاب عن سؤال تضمن: ستقوم الأمم المتحدة بدورين في الحديدة، أحدهما عبر لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي أشرت إلى أن الجنرال كاميرت يرأسها، ما القدرات المتوفرة لديه لتنفيذ هذا الدور على الأرض؟، بقوله : سيـُفصل الأمين العام ذلك في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، إذا حدث ما نتوقع وصدر قرار من المجلس خلال يوم أو اثنين يطلب تقديم مثل هذا القرار. تفاصيل بعثة الجنرال كاميرت ستكون واضحة عندما يتوجه إلى هناك، وستتضح أيضا في التقرير المقدم إلى مجلس الأمن.
وأضاف "ولكن، كما أعتقد، فسيتمركز المراقبون غير المسلحين تحت قيادته في مواقع رئيسية بأنحاء مدينة وميناء الحديدة، مزودين بآلية إبلاغ قوية. ووفق المتصور، ستقدم تقارير أسبوعية إلى مجلس الأمن بشأن الامتثال للاتفاق. أعتقد أن هذا الأمر مهم للغاية ويمنح الثقة للأفراد والمجتمع الدولي ولنا في أن الاتفاق سينفذ".
حسن النوايا
ولفت المبعوث الأممي ان أولئك المراقبون غير المسلحين سيعتمدون بشكل أساسي على حسن نوايا الأطراف. الجنرال كاميرت عقد اجتماعا مع اللجنة التي يرأسها، يوم الأربعاء، والأمر المهم هو أن الطرفين أعربا عن دعمهما الكامل لأنشطة المراقبة.
وتابع: ونحن نعلم أن ممثلي الطرفين يعرفان بعضهما البعض جيدا وقد عملوا معا من قبل. ويعطينا ذلك بعض الثقة. لا يمكن أن ينجح اتفاق لوقف إطلاق النار عبر المراقبة فقط، ولكن النجاح يأتي عبر إرادة الطرفين. ولم أسمع من أي من الطرفين ما يثير الشكوك في أنهما سيلتزمان بذلك. لا يعنى هذا أن الأمر سهل، ولكنني واثق أن الإرادة موجودة.
دور الأمم المتحدة
وعن الدور الرئيسي الذي ستقوم به الأمم المتحدة لدعم إدارة ميناء الحديدة، أوضح المبعوث الأممي بقوله: هذا أمر مهم، وقد يكون أكثر أهمية من وقف إطلاق النار نفسه. ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية والتي تتمتع بكفاءة استثنائية، وزملاؤها في وكالات الأمم المتحدة وضعوا خططا مفصلة لذلك. كنا محظوظين في السويد بحضور ممثلين عن مكتبها وبرنامج الأغذية العالمي، الذين كانوا منخرطين للغاية في ذلك منذ البداية.
وأردف "وأعلم أن برنامج الأغذية العالمي، الذي غالبا ما سيقوم بالدور الرئيسي في تعزيز عمل سلطة موانئ البحر الأحمر في اليمن، قد بدأ بالفعل التفكير في كيفية فعل ذلك".
اتفاق تبادل الأسرى
وحول الاتفاق الحاصل بين الطرفين حول تبادل الأسرى، أكد غريفيث ان هناك تقدم، في هذا الجانب.
وأضاف "الميزة التي كانت لدينا بخصوص اتفاق تبادل الأسرى تمثلت في أن الطرفين اتفقا على ذلك قبل التوجه إلى السويد بعدة أيام. ثانيا يعرف الطرفان بعضهما البعض جيدا وقد تفاوضا حول هذا الموضوع. ما نتصوره، وسيكون أمرا رائعا إذا حدث، أنه سيتم إطلاق سراح أربعة آلاف سجين، 2000 من كل جانب، ونقلهم جوا من صنعاء إلى حضرموت والعكس. وسيكون ذلك رائعا لأسر أربعة آلاف شخص، وأيضا سيكون رسالة أمل للشعب اليمني. اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي كانت حاضرة أيضا بدور داعم في مشاورات السويد، قد وافقت على إدارة النقل الجوي. وآمل أن ينجح ذلك.
قضايا صعبة
وفي السياق، أكد المبعوث الأممي بأن هناك قضايا صعبة لم يتم الاتفاق عليها في مشاورات السويد، وتحديدا إعادة فتح مطار صنعاء والبنك المركزي، موضحاً أن إعادة فتح مطار صنعاء قضية صعبة منذ سنوات.
ويوضح "حاولت تحقيق تقدم على مسار هذه القضية منذ توليت مهمتي في مارس/آذار، خاصة وأن الأمين العام يتخذ موقفا قويا حيال تلك القضية ويشعر بالقلق بشأنها. ما زلنا نتفاوض بين الجانبين للموافقة على العناصر الأساسية للاتفاق. لا نحتاج جولة أخرى من المحادثات للتوصل إلى هذا الاتفاق. الحكومة اليمنية تريد بقوة التوصل إلى هذا الاتفاق".
وتابع: وأعتقد أن اليمنيين يودون استئناف الرحلات الجوية عبر المطار بعد التوقف. أتمنى تحقيق تقدم على هذا المسار. بالنسبة للبنك المركزي، فالقضايا الاقتصادية أعقد قليلا، ولكننا نود أن يعقد اجتماع ربما في عمـّان أو مكان آخر بين تقنيين من البنك المركزي بمساعدة صندوق النقد الدولي لضمان وجود عملية شفافة لجمع الإيرادات، بما في ذلك من ميناء الحديدة، كأساس لدفع الرواتب بأنحاء اليمن لجميع الموظفين.
مشاورات السويد إنجاز
وأكد المبعوث الأممي ان مشاورات السويد حققت انجازا كبيرا بين الأطراف اليمنية، لافتا "ما آمل أن أتمكن من تحقيقه خلال الجولة المقبلة، وبالطبع سأسعى لموافقة الرئيس/ عبد ربه منصور هادي حول التوقيت والمكان وكذلك موافقة قيادة أنصار الله، ما نأمل، في الأمم المتحدة، في رؤيته خلال الجولة المقبلة من المشاورات هو بحث العناصر الأساسية للحل السياسي للصراع".
وأشار "قال البعض إن مشاورات السويد كانت جيدة ولكنها مجرد خطوة إنسانية إلى الأمام، فمن المهم الآن أن نتفق على أن تكون الجولة المقبلة خطوة سياسية إلى الأمام. يجب أن نعالج القضايا الرئيسية من أجل تحقيق تقدم وكي نعطي لليمن وللمجتمع الدولي ومجلس الأمن حسا بالتوقيت الذي سنتمكن في إطاره من التفاوض لإنهاء الصراع. أعتقد أن الجولة المقبلة من المشاورات ستقدم إجابات أوضح لتلك الأسئلة".
وأوضح "طوال الوقت في الحقيقة. كنا سعداء للغاية بالوصول إلى السويد ورؤية الطرفين يجلسان مقابل بعضهما على نفس الطاولة. كانت لحظة رائعة. كان هناك الكثيرون الذين قالوا إن هذا يكفي. ولكن جميع من انخرط في هذه العملية، وأشمل هنا الكثير من السفراء والدبلوماسيين الذين تواجدوا هناك والدول الأعضاء التي دعمت العملية، كلهم أرادوا أكثر من ذلك".
لقد كان أمرا مهما للغاية – بحسب ما أكد - أن تقرر أطراف حرب مثل التي يشهدها اليمن، أن تضع أسلحتها جانبا وتجلس معا للحديث للمرة الأولى منذ أكثر من عامين. كان من المهم الاستفادة من هذه اللحظة، وألا تصبح مجرد تدبير لبناء الثقة.
وأضاف "لذا كنت حريصا للغاية على تحقيق تقدم على صعيد القضايا الرئيسية بما في ذلك الحديدة. بعض الناس كانوا متشككين بشأن ذلك، ولكن يجب أن نتذكر أننا كنا نتفاوض بشكل فاعل حول اتفاق ما بشأن الحديدة منذ مايو/أيار، بسبب القضايا الإنسانية والقلق إزاء تعقيد الوضع في المدينة والميناء. لذا كنا نعرف الكثير عن الاتجاه الذي نريد التحرك على مساره، وكنا محظوظين للغاية لأن الأطراف في السويد اتفقت معنا.
ويقول: كنت أقابل عضوات المجموعة الست كل يوم. لم يشاركن في المشاورات الرسمية، ولكنهن تمكن من التواصل بشكل اجتماعي فعال مع الوفدين. لقد قدمن النصح، بصورة غير رسمية لأعضاء الوفدين، وكن يعلمونني أنا وزملائي بحقيقة ما يدور، لذا كن مصدرا مهما هائلا للغاية نتمنى أن يتوسع مع الوقت.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد