الانقلابيون يسلمون ميناء الحديدة للمليشيات الحوثية

الحوثيون يخيبون آمال "كاميرت" والأمم المتحدة تتهمهم بعدم احترام الاتفاق

2018-12-31 06:54:09 أخبار اليوم/ تقرير


بعد يوم واحد من إعلان مصدر مسئول في المنظمة الأممية بدء انسحاب مليشيات الحوثي الانقلابية من ميناء الحديدة، أعلنت الأمم المتحدة الأحد، 30 ديسمبر/ كانون الأول 2018م ، موقفها من مزاعم المليشيا الانسحاب من الميناء.
الأمم المتحدة شككت في مزاعم مليشيا الحوثي الانقلابية بالانسحاب من ميناء الحديدة، واصفة إياها بالخطوة الأحادية، حيث قال "ستيفان دوجاريك" -المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، في حديث للصحفيين-: إن مثل هذه الخطوات يمكن أن تكون ذات مصداقية فقط إذا تمكنت جميع الأطراف الأخرى من التحقق منها.
وأضاف: إن الحوثيين فشلوا في احترام اتفاق لفتح ممر “إنساني” بين الحديدة وصنعاء لتسليم المساعدات، موضحاً أن الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، الذي يرأس الفريق الأممي، أعرب عن خيبة أمله إزاء الفرص الضائعة لبناء الثقة بين الطرفين في اجتماع مع ممثلي الحوثيين تناول عدم قيامهم بفتح الممر الإنساني.
وأشار، إلى أن كاميرت يعتزم لقاء ممثلين عن الجانبين يوم الثلاثاء المقبل؛ لمناقشة خطط إعادة توزيع الأطراف وآلية الاتصال والرصد والتنسيق، وضمان تحقيق عملية إعادة نشر موثوق بها.
وفي ذات الاتجاه، قال عضو الوفد الحكومي في مشاورات السويد، عسكر زعيل: إن ادعاء الحوثيين انسحاب مليشياتهم من ميناء الحديدة يمثل بداية سلبية تجاه تنفيذ اتفاق السويد.
وأكد زعيل -في تصريح لوكالة الأنباء الحكومية (سبأ)- رفض الجانب الحكومي تسليم الميناء لقوات تابعة للمليشيا، مشيراً إلى أن الاتفاق ينص على تسليم إدارة الموانئ وأمنها للجهات الرسمية التابعة للحكومة وفقا للقانون.
وأضاف، إن هذه الخطوة تقلل من فرص السلام، وتكشف عن نوايا جماعة الحوثي ومساعيها لإفشال الاتفاق، مؤكداً أن الحكومة ستقوم بإبلاغ أمين عام الأمم المتحدة، والدول الخمس الدائمة العضوية بأن هذا الإجراء مرفوض، لمناقضته الصريحة لاتفاق السويد.
في السياق قالت مصادر مطلعة لـ"مأرب برس": إن الحوثيين وإلى جانب ما قاموا به في ميناء الحديدة من مسرحية تسليم واستلام حدثت بين مليشياتهم التي عينتها في قوات خفر السواحل، أكدت أن المليشيا انقلبت على اتفاق قضى بفتح ممر إنساني عند كيلو 16 (المدخل الجنوبي الشرقي) للحديدة، حيث أفادت المصادر بمنع المليشيات قافلة مساعدة من المرور في الطريق المتفق على فتحه، وكانت تلك القافلة متجه إلى مديريات جنوب الحديدة وقادمة من الميناء.
كما تعرضت جرافات تتبع الجيش الوطني، لإطلاق نار من قبل الحوثيين، عندما كانت تقوم بفتح الطريق في كيلو 16، كما رفضت المليشيات إزالة الألغام والحواجز العسكرية في ذات المنطقة، ما أعاق مرور القوافل والمساعدات الإغاثية.

كذبة حوثية


وكان سليم المغلس، عضو وفد المليشيا الحوثية في مشاورات السويد، كشف تفاصيل تسليم ميناء الحديدة إلى خفر السواحل، وفقا لاتفاق الأمم المتحدة، موضحاً -في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"- إن فريق الأمم المتحدة برئاسة، باتريك كمارت، المعني بتنفيذ مشاورات السويد وصل إلى ميناء الحديدة، صباح اليوم (أمس الأحد)، لبحث خطط إعادة انتشار قوات الطرفين في المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وأضاف المغلس، أن القائم بأعمال محافظ الحديدة، ومدير الميناء، وفريق لجنة التنسيق التابع لصنعاء، كانوا في استقبال الوفد الأممي، حيث قامت اللجان الشعبية التابعة لقوات صنعاء بالانسحاب والخروج من الميناء بناء على مخرجات السويد.
كما قال عضو وفد صنعاء: إن الوفد الأممي توجه إلى معسكر خفر السواحل والتقى برئيسه، ثم قامت قوات خفر السواحل باستلام الميناء أمنياً، وباشرت عملها في الميناء فيما يختص بالجانب الأمني.
كما تم الاتفاق مع رئيس لجنة التنسيق الأمني بأن يقوم كل طرف بإعداد خطة مكتوبة فيما يختص بعمليات إعادة الانتشار، وتسليمها بنهاية اليوم إلى مكتب المبعوث الأممي وأن يحدد فيها كل طرف المواقع المراد الانسحاب منها.
وأشار المغلس، إلى أن فريق صنعاء طلب من لجنة التنسيق اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل أن يقوم الطرف الآخر التابع لحكومة هادي بسحب قواته من محيط المدينة وجنوب المطار، وأن يتم مراقبة التعزيزات العسكرية التي يقوم فيها بتدعيم قواته بشكل مستمر حتى الآن، ويكون هناك موقف حاسم لوقف تلك التعزيزات.
ولفت عضو وفد المشاورات، إلى أن رئيس لجنة التنسيق الأمني أكد على أهمية أن تكون هناك ثقة متبادلة بين الأطراف لتسهيل عملية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد كاملا دون قفز أو انتقائية لبنود دون أخرى، مشيرا إلى أن اللجنة جاءت لتنفيذ ما تم التوافق علية في مشاورات السويد، وليس بدء مشاورات جديد بين الأطراف.

تحرك للشرعية رداً على مغالطات المليشيا


في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لـ«مأرب برس» بأن وفد الحكومة الشرعية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار الخاصة بتنفيذ اتفاق «الحديدة»، أبلغ -السبت- كبير المراقبين الأمميين على تنفيذ اتفاق الحديدة «باتريك كاميرت» في مذكرة خطية، عن أبرز المغالطات الذي مارستها المليشيات الانقلابية الهادفة إلى الالتفاف على اتفاق الحديدة.
وأوضحت المصادر، على أن «باتريك» أبدى استعداده برفع ما أوردته لجنة الحكومة الشرعية من معلومات إلى مجلس الأمن الدولي في تقرير مفصل.
وأضافت المصادر، بأن المليشيات الحوثية استغلت اليوم (أمس السبت) تواجد رئيس بعثة المراقبين الأمميين الجنرال «باتريك كاميرت» في ميناء الحديدة، والذي كان متواجدا بهدف تدشين نقل قافلة مساعدات إنسانية، وليس الإشراف على مغالطات المليشيات المفضوحة، التي قالت بأنها انجاز لمهمة تسليم ميناء الحديدة للمليشيات الحوثية الجديدة.
مصدر عسكري أكد لـ «مأرب برس»، بأن القصور الفادح لدى وفد الشرعية تمثل في عدم إعداد قاعدة بيانات خاصة بأسماء القوات الخاصة بخفر السواحل التي ستتولى استلام ميناء الحديدة، والتي كان من المفترض إعدادها وتسليمها مسبقاً لكبير وفد لجنة تنفيذ اتفاق الحديدة الجنرال «باتريك».
وأعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، أمس السبت، بدء مليشياتها في تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في ميناء مدينة الحديدة (غربي اليمن)، وفقاً لاتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة مطلع ديسمبر الجاري.
وقال الناطق باسم الحوثيين -في تصريحات صحفية تابعها مأرب برس-: "تم تسليم ميناء الحديدة إلى قوات خفر السواحل بحضور فريق الأمم المتحدة".

كما نقلت وكالة الأنباء «سبأ» بنسختها الحوثية عن المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع، قوله: إن مليشياتها التي تسميها "قوات الجيش واللجان الشعبية بدأت منذ ليلة أمس تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من ميناء الحديدة".

وذكر: "إنه وبناءً على ما نص عليه اتفاق ستوكهولم وتنفيذاً لتوجيهات القيادة، فقد بدأت قواتنا منذ ليلة أمس تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من ميناء الحديدة".
ويأتي هذا الإعلان الحوثي بالتزامن مع خروقات وعدم الالتزام بالاتفاق فيما يخص الحديدة، حيث أكدت مصادر إعلامية متطابقة أن الحوثيين أطلقوا النار على جرافات تتبع الجيش الوطني، كانت تقوم بفتح الطريق عند كيلو 16.
هذا فيما نفى مصدر حكومي، مساء السبت، 29 ديسمبر/ كانون الأول، الأنباء التي تحدثت عن انسحاب مليشيا الحوثي الانقلابية من ميناء الحديدة.
وكانت عرضت مليشيا الحوثي على تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة، بعد أن اقتربت قوات الشرعية المدعومة من التحالف من السيطرة عليه، حيث جاء عرض مليشيا الحوثي بعد أن سيطرت قوات الجيش الوطني على مطار الحديدة، وتقدمت شمال شرق المدينة باتجاه طريق صنعاء الحديدة وكيلو 16.
وقال السياسي اليمني علي البخيتي: إن الحوثيين وافقوا على تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة شريطة أن يبقوا مسيطرين على المدينة؛ هكذا صفقة كانت معروضة عليهم سابقاً أما اليوم فالمعروض هو انسحاب آمن من المدينة كذلك.
وأضاف: مشكلة الحوثيين أنهم متأخرين دائماً؛ وسيأتي الوقت الذي يرجون حتى الانسحاب الآمن، لكنه لن يكون معروضاً وقتها.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد