سيخوض المدرب كارلوس كيروش البطولة المُفضلة للمنتخب الإيراني من خلال كأس آسيا لكرة القدم 2019 في الإمارات، وذلك بعد أن أمر لاعبيه بالتركيز على الفوز في أول مباراة في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى إنهاء 43 عاماً من الغياب عن التتويج بلقب هذه البطولة القارية.
يقود المدرب البرتغالي فريقاً يعتمد إلى حدٍ كبير على التشكيلة التي مثلت البلاد في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا خلال الصيف الماضي، حيث من المقرر أن يكون 18 من اللاعبين الذي لعبوا ضد المغرب وإسبانيا والبرتغال متواجدين في الإمارات.
ولكن في حين أن قوة لاعبي المدرب كيروش في الأساس جعلت الإيرانيين يعتبرون بأن منتخب بلادهم واحداً من المنتخبات المتحمسة للفوز باللقب، إلا أن مدرب ريال مدريد السابق يؤكد أن تركيزه يقتصر فقط على مباراة فريقه الأولى أمام اليمن في 7 كانون الثاني/يناير في أبو ظبي.
حيث قال كيروش في حوار مع الموقع الإلكتروني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم: إنها المباراة الأولى وليس هناك فرق صغيرة في المباراة الأولى، إن آمال الجميع مفتوحة وهناك تحدي أمام الجميع دائماً في المباراة الأولى.
وأوضح: المباراة الأولى هي دائماً المواجهة الأكثر صعوبة في هذا النوع من البطولات، لأن كل شيء يكون للفائز ولا شيء تقريباً للخاسر في منافسة قصيرة من ثلاث مباريات في دور المجموعات. إنها مباراة نحتاج إلى الفوز بها، كما هو الحال دائماً، فهي مواجهة حاسمة.
ويصطدم منتخب إيران بالمنافس بصفته أفضل منتخب في آسيا، بينما يحتل منتخب اليمن المركز 26 في آسيا و135 حسب التصنيف العالمي، لكن كيروش يشعر بالقلق من التهديد الذي يمثله المنتخب اليمني بقيادة المدرب يان كوسيان، ويعرف أن لاعبيه يجب أن يركزوا بشكل كامل على المهمة الواقعة على عاتقهم.
وقال: كنُت أتحقق من نتائج المنتخب الإيراني في بطولات مختلفة، في أقل من 17 عاماً أو 20 عاماً، لم يسبق أن خسرت إيران من اليمن في أي بطولة رسمية. هناك سبب لذلك: قد يحقق اليمن التعادل أو يتعرض للخسارة، لكن اليمن فريق صعب الفوز عليه.
وبيّن: عندما تبدأ المباراة ضد اليمن، نحتاج إلى التخلص من الإحباطات التي لدينا حول الفريق المنافس والتركيز على أنفسنا. تدور أحداث المباراة حول 11 لاعباً يلعبون ضد المنتخب اليمني. كما أن الأمر يتعلق بالكادر التدريبي، وبأنفسنا ونحتاج للحصول على الفوز.
وأكمل: لا يمكننا بدء مباراة كهذه في نهائيات كأس آسيا والتفكير بأي شيء آخر. إنها 90 دقيقة للعب بالتزام، 90 دقيقة للعب من أجل الفرح والسعادة والفخر في إيران.
ولم تفز إيران بلقب كأس آسيا منذ الفوز بثلاثة ألقاب متتالية كان آخرها في عام 1976، إلا أن المنتخب الإيراني لا يزال واحداً من أقوى المنتخبات في القارة، حيث قاد كيروش منتخب إيران للظهور في نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين 2014 و2018 وذلك للمرة في تاريخ البلاد.
وعلى الرغم من أن وضع المنتخب الإيراني بين نخبة كرة القدم الآسيوية أمر لا جدال فيه، فإن المدرب البالغ من العمر 65 عاماً ما زال يحذر لاعبيه من التهاون.
وشدد بقوله: بالطبع، من المعروف أن منتخب إيران حقق تطوراً رائعاً من حيث المركز والتنظيم والانضباط، لكن أكبر خطأ يحدث لدى الفرق هو أنه عندما يكون لديك أوقات جيدة، يعتقد البعض بأنه لسنا بحاجة إلى القيام بأي شيء أكثر من ذلك.
وأردف قائلاً: لديهم تصورات خاطئة بأن المنافسين الآخرين يجلسون فقط في منازلهم ويراقبوننا، لكن هذا انطباع خاطئ تماماً لأن قطر تعمل بجد، والإمارات والسعودية وغيرها، وتابع: إنهم يبذلون جهداً أكبر لأنهم شاهدوا تقدم إيران، ولذلك بذلوا جهوداً هائلة للتقدم إلى الأمام. فلسطين، وكل هذه المنتخبات، وفيتنام أيضاً. يعتقد الناس أن هذه المنافسة سهلة، لكن فيتنام حققت تطوراً كروياً رائعاً خلال السنوات القليلة الماضية، لديهم زخم كبير في هذه اللحظة، لأنهم فازوا للتو بمنافسة مهمة في منطقة جنوب شرق آسيا.
وأضاف: لا يُمكننا اتباع هذا المسار، حيث يعتقد بعض الناس أن الأمور سهلة بالنسبة لنا. بل على العكس، لأن الأشخاص الذين يرغبون في التفكير بأن الأمور سهلة في لعبة كرة القدم يحاولون فقط تعريض آمالنا للخطر. سنكون متواضعين ونحترم جميع خصومنا، ونحاول أن نبذل قصارى جهدنا.
ومع وضع ذلك في الاعتبار، يؤكد كيروش أن منتخب اليمن مثله مثل الذي قد يواجهه منتخب إيران في أي مرحلة أخرى من البطولة، بما فيها المباراة النهائية في أبو ظبي في الأول من شباط/فبراير، وهي الأعلى في ذهنه، وقال: في هذا النوع من البطولات، لن يكون هناك غداً إذا لم نفز بالحاضر وأول مباراة لنا في نهائيات كأس آسيا التي ستكون ضد اليمن. لا يهمني أي شيء آخر من حولنا، وختم بقوله: عندما ننتهي من المباراة أمام اليمن، سيكون الوقت قد حان للتفكير في فيتنام وبعد ذلك العراق. أما في الوقت الحالي، أريد زرع هذا النوع من الغريزة في صفوف فريقي، للحفاظ على كل طاقتنا بحيث تنفجر في 90 دقيقة ضد اليمن. وكل ما تبقى لا نفكر فيه حالياً.