«علل: السيد عبدالملك عليه السلام تتحقق فيه قيادة الأمة الحقة» سؤال في اختبار معهد الشوكاني

التعليم الجامعي.. بين التهديد والضياع في عهد المليشيا

2019-01-15 07:00:25 أخبار اليوم/ عارف الواقدي


تواصل مليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة إيرانياً تدمير قطاعات التعليم في كل مراحله داخل اليمن، من خلال التزييف الممنهج للكتب الدراسية والمناهج التعليمية بما يخدم فكرها الطائفي.
المليشيا الحوثية الإيرانية وخلال سنوات مضت، لم تكتفِ بما أوصلت إليه الحالة التعليمية من دمار عبر تعيينات لكوادر موالية لها في العديد من الجامعات اليمنية والمدارس، بل عمدت أيضاً إلى تفخيخ المناهج التعليمية بسمومها الطائفية، بعد أن شردت واختطفت آلاف المعلمين، علاوة على نهب مستحقاتهم منذ أعوام.
جامعة صنعاء، كانت هي أحد الصروح العلمية التي عملت المليشيا الحوثية على تفخيخ مناهجها التعليمية عبر تعيينات كوادر موالية لها تحمل فكرها الطائفي.
هذه التصرفات التي تقوم بها المليشيا الحوثية الموالية لإيران -وفق ما يقول أكاديميون- ساهمت في تشويه المناهج الجامعية، مستغلة الصروح العلمية لخدمة أفكارها الرجعية العنصرية، إضافة إلى قيامها في استغلال المنشآت التعليمية لحشد مقاتلين لها.
تفخيخ الاختبارات
وصل الأمر بمليشيا الانقلاب الحوثية في تدميرها لقطاع التعليم وحوثنته، إلى استغلال الامتحانات في المدارس والجامعات، والقيام بإنزالها وفق ما يلبي رغباتها الطائفية.
وفي نموذج من أسئلة اختبار مادة التفسير، في معهد الشوكاني العالي لتأهيل المعلمين بالعاصمة صنعاء - حصلت "أخبار اليوم" على صورة منه - يوضح أعمال التحريف الممنهج التي طالت كافة المناهج التعليمية على يد المليشيا الحوثية المدعومة من إيران.
ومن خلال النموذج يتضح جلياً فرض الخرافات الإيرانية على طلاب وطالبات الجامعات من قبل مليشيا الانقلاب الحوثية، التي تصف زعيمها عبدالملك الحوثي بالرسول، وتؤكد أن أي إنسان ليس من أنصار الله - كما تطلق على نفسها - فهو فاسق وعاص لأمر الله، في تعد سافر على شعائر الله.
وأظهر نموذج أسئلة الامتحان الذي فرضته مليشيا الانقلاب الحوثية، عبارات طائفية وتحريضاً على الكراهية والقتال في صفوف مليشياتها باعتباره عملاً مقدساً، وأن كل من يخالف فكرها يعد خارجاً عن مفهوم الإيمان.
خرافات المليشيا
وفي تغريدة لوزير الإعلام معمر الإرياني، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال: إن نموذج اختبارات مادة القرآن الكريم في المعهد العالي للتدريب والتأهيل بصنعاء، الذي فرضته المليشيا الحوثية على الطلاب، يؤكد أن خزعبلات المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، لم تعد مجرد ملازم تدرس في دورات ثقافية خاصة بها، بل تعد إلى التعليم الجامعي.
الوزير الإرياني، أشار في منشوره إلى أن هذه التُرَّهات والخرافات - بحسب ما وصفها - باتت ضمن صلب العملية التعليمية في جامعات ومدارس ومعاهد المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الانقلاب الحوثية، التي عملت على إدراج أفكارها الطائفية في المناهج الدراسية لطلاب المدارس والجامعات بصنعاء، وهو الأمر الذي يهدد عقيدة وقيم الأجيال القادمة، وينسف مستقبل السلم والتعايش المجتمعي.

تبديل المقررات الجامعية


يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار المليشيا في تدخلها السافر للتعليم الجامعي، حيث تقوم مليشيا الانقلاب الحوثية الموالية لإيران بزج ملازم قائدها حسين بدرالدين الحوثي، عبر مادة مستحدثة باسم "الصراع العربي الإسرائيلي" - وفق ما قالت مصادر متطابقة - أكدت أن هذه الملازم أعدَّتها شخصيات ليست أكاديمية، تابعة للمليشيا.
وبحسب المصادر، فإن المليشيا من خلال هذه الملازم تقوم على ترويج أفكارها، في انتهاك صارخ للعمل الأكاديمي والنهج العلمي في صياغة المقررات الدراسية في المؤسسات التعليمية باليمن.

محاولة طمس الهوية الوطنية
وكانت مصادر أكاديمية في جامعة صنعاء، كبرى الجامعات اليمنية، أكدت خلال العام المنصرم أن مليشيا الحوثي قامت باعتماد مقررات دراسية في الجامعة تحمل بعداً سياسياً وطائفياً متعارضاً مع الهوية الوطنية، عبر كتيب جديد بعنوان مادة "الثقافة الوطنية" صادر عن وحدة المتطلبات الجامعية.
ووفق ما ذكرت هذه المصادر، فإن المليشيا الحوثية بدأت بتدريس منهج ما أطلقت عليه "الثقافة الوطنية" لجميع طلاب جامعة صنعاء في كل كلياتها وتخصصاتها، في محاولة جديدة لتغيير المناهج وتضليل الطلاب وغرس أفكارها وتوجهاتها المزيفة للتاريخ خدمة لمشروعها الظلامي الإمامي الكهنوتي بامتداداته الإيرانية، حيث يتضمن الكتيب في مجمله أفكاراً طائفية - تقول المصادر - إن المليشيا الحوثية من خلالها تحاول طمس الثورة اليمنية الأم السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة التي قضت على النظام الرجعي الإمامي آنذاك.
ويأتي ذلك - طبقا لما تؤكد المصادر - من خلال استحضار معلومات مشوهة عن العهد الجمهوري وإنجازاته بمراحله المختلفة، واعتبار ما مضى من عهود النظام الجمهوري بأنه لم يكن إلا عهود عمالة للسعودية وأمريكا - حسب ما تزعم -وخدمة لما أسمتها القوى التكفيرية، وهي الشماعة التي تعلقها مليشيا الحوثي لتنفيذ أجنداتها المرسومة من طهران.
وطبقاً لما أوردته من معلومات في الكتيب، فإن النظام الجمهوري لم يكن إلا نظاما عميلا لأمريكا والسعودية، مكرسة في مضامين الكتيب حقداً دفيناً تحمله ضد ثورة 26 سبتمبر المجيدة وكل تضحيات اليمنيين وتاريخهم النضالي لأكثر من 60 عاماً، علاوة على احتوائه على أهداف مشوهة تحمل في مجملها تزويراً لأهداف ثورة اليمنيين الأم الـ26 من سبتمبر.
وفي الكتيب التي فرضته المليشيا الحوثية لتضليل هوية الوطن وتشويه الوطنية في عقول الأجيال، اعتبرت أن ما قامت به من انقلاب هو الثورة الحقيقية ضد كل العمالة لأمريكا ووقف الوصاية السعودية، حسب ادعائها.

تحذيرات
ومع هذا المد الطائفي والتزييف المتواصل الذي تقوم به المليشيا، كانت هيئة علماء اليمن لها في المرصاد من خلال بيانات أصدرتها، حذرت فيها المليشيا ممَّا تقوم به من استهداف ممنهج للعملية التعليمية في اليمن.
هيئة علماء اليمن في بيانتها، حذرت المليشيا الحوثية مما تقوم به من هجوم على الثورة اليمنية في سبتمبر عام 1962م، ووصفها بأنها مجرد انقلاب غاشم، وذلك توطئة وتمهيدا لما يقومون به من تزيين وتمجيد لتمردهم المسلح، الذي بلغ ذروته في انقلابهم المشؤوم في21 سبتمبر 2014 م على الدولة اليمنية ومؤسساتها الدستورية وإرادة الشعب اليمني.
علماء اليمن في جميع بيانتاهم الصادرة أكدوا على أن برنامج الحوثيين لم يقتصر على تغيير الهوية الدينية والوطنية لليمن من خلال تغيير المناهج التعليمية للمدارس فحسب، بل تعداه إلى تغيير المفاهيم العقائدية الثابتة بالكتاب والسنة، من خلال توزيع كتيبات صغيرة لمؤسس جماعة الحوثيين على طلاب الجامعات والجنود والموظفين في مناطق سيطرتهم، وكذا تدريس كتب إيرانية تتناقض مع نصوص الكتاب والسنة وما أجمعت عليه الأمة، وتدعو للمذهب الاثني عشري المرفوض في اليمن، وتسهم جميعها في نشر الفتن والتفرقة الطائفية بين أبناء الشعب اليمني الواحد.

تضليل متواصل
يأتي ذلك - طبقا لما يقول طلاب وأكاديميون في جامعة صنعاء - امتداداً لمقررات دراسية ذات بعد طائفي نشرتها مليشيا الحوثي بجامعة صنعاء، موضحة أن مقررات دراسية لمادة الثقافة الإسلامية قامت المليشيا الحوثية بتعديلها، وفرضها.
المصادر أكدت أن المليشيا الحوثية، وضمن تزييف وتفخيخ التعليم الجامعي، عمدت أيضاً في نشر وفرض مادة أخرى جديدة في كليات جامعة صنعاء تعيد تعريف الصراع العربي الإسرائيلي بناء على الثقافة الإيرانية، موضحة أنه وبناء على المادتين اللتين نُشرتا، فإن مضمون المقررات مستنبط من ملازم الصريع حسين الحوثي، بل إنها تعد ترجمة لها وفي سياق توجهاتها المنحرفة.
وقامت مليشيا الانقلاب الحوثية خلال الأعوام الماضية – وفق ما يرى طلاب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء – بانتهاكات كبيرة بحق التعليم الجامعي في الجامعة، محولة الجامعة إلى باحة كبيرة لنشر أفكارها الطائفية والعنصرية بين الطلاب.
ويؤكد الطلاب أن الهم الوحيد لمليشيا الانقلاب الحوثية من خلال تدميرها لقطاع التعليم في المدارس والجامعات، هو التجهيل لهذا الشعب من خلال نشرها الفكر الطائفي في المناهج التعليمية، وإلقاء المحاضرات عبر مدرسين موالين لها، تدعو كلها إلى ترك العلم بكل مستوياته والتوجه للقتال في الجبهات وتحريضهم على ذلك.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد