استخدمت أساليب الترهيب والترغيب والإقصاء من الوظيفة العامة..

حجة ... الميليشيات تواصل تنفيذ مشروع حوثنة المحافظة وسط تخاذل التحالف في استكمال تحريرها

2019-01-17 02:05:46 أخبار اليوم/ تقرير خاص


الاستبداد وعدم القبول بالآخر عنوان ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ نشأتها، غير أنها مضت في تنفيذ مشروعها الإقصائي بشتى المجالات والقطاعات على مراحل، لمعرفتها بعدم وجود قاعدة شعبية تستند إليها في كل المحافظات بما فيها صعدة التي أذاقت أبناءها الويلات، وبسطت نفذوها فيها بالتسلط والاستبداد وكذلك في باقي المحافظات .
محافظة حجة واحدة من المحافظات التي مارست فيها الميليشيات أبشع أنواع التسلط، ونفذت بحق أبنائها أعمال الإقصاء في شتى المجالات والمستويات بعد أن دمرت الحياة السياسية وأفرغت مؤسسات الدولة من محتواها، وفي هذا التقرير تسلط "أخبار اليوم" الضوء على جانب من جرائم الميليشيات بالمحافظة، وكيف أنها تفتقد الى أي حاضنة شعبية كما تدعي في وسائل إعلامها، وكيف تستغل الظروف السابقة والراهنة في تنفيذ أهدافها البشعة بحق المواطنين، إلى جانب المواقف المتخاذلة للشرعية والتحالف تجاه من تبقى من أحرار المحافظة المناهضة للميليشيات، وعواقب ذلك الخذلان ... إلى التفاصيل :

بلا حاضنة شعبية
لم تكن محافظة حجة حاضنة شعبية للميليشيات الحوثية يوما ما، بل كانت مناهضة لمشروعها الطائفي ورافضة له لدرجة أن أحد المواطنين غضب من خصمه عندما وصفه بأنه "حوثي" ليتقدم باعتراض قبلي لدى شيخ المنطقة مطالبا برد اعتباره ممن وصفه بالحوثي، ولا زالت الحادثة يتذكرها الناس في مديرية المحابشة حتى اليوم منذ وقعت قبل ٢٠١٠م .
وكانت المحافظة محسوبة على المؤتمر الشعبي العام؛ كونه حاز على الأغلبية فيها طيلة الانتخابات السابقة، ولم يكن للحوثي أي قبول لدى فئاتها المختلفة، ما يؤكد انعدام ما تدعيه الميليشيات من قبول شعبي لها بالمحافظة ... والسؤال الذي يفرض نفسه "لماذا يدفع أبناء المحافظة بالآلاف منهم إلى حروب الميليشيات؟ وكيف يبسط الحوثيون نفوذهم فيها؟" .

شراكة المؤتمر
استغل الحوثيون منذ الوهلة الأولى لانقلابهم شراكة المؤتمر الشعبي العام "جناح صالح" معهم في رفد جبهاتهم بالمقاتلين والاستحواذ على مؤسسات الدولة، وترك العنان لهم في تعيين وإزاحة من يرغبون في الوظيفة العامة، حتى وصلوا إلى مرحلة وجد فيها عناصر المؤتمر أنفسهم خارج اللعبة، ولم يعد في مقدورهم إيقاف أي خطوة أو قرار تريده الميليشيات، ولم يبق أمامهم سوى الانصياع والخضوع، خاصة بعد مقتل الرئيس السابق على أيدي الميليشيات نهاية ٢٠١٧م .

موروث بشري ومادي


يمكن القول بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قد خلف للميليشيات الانقلابية موروثاً بشرياً كبيراً ومادياً أكبر في محافظة حجة، التي كانت تسمى لدى الحزب بالمحافظة الذهبية، إلى جانب أن هذا الموروث يمكن وصف قياداتهم بشبكة من النافذين والمنتفعين الذين يمكن أن يتقلبوا مع مختلف الأوضاع السياسية، بما يكفل حفاظهم على مصالحهم الشخصية ولو بشكل صوري كما هو حالهم اليوم في ظل سلطة وتسلط الميليشيات .
وتعمل الميليشيات على استغلال هذا النفوذ لقيادات المؤتمر -بعد ان تم تشريد واختطاف قيادات بقية الأحزاب خاصة الإصلاح- لتزويد جبهاتهم بالمقاتلين وجباية ما يسمى بالجهود الحربي، ومن يرفض منهم بتنفيذ توجيهاتهم فسيناله ما لا يسره، فيما اختار أعداد كبيرة منهم لمسايرة الحوثيين على مضض لا عن رغبة خاصة، وأنهم فقدوا مصالحهم التي كانوا يحظون بها في عهد صالح .

حوثنة المحافظة


وتعمل ميليشيات الحوثي منذ انقلابها في ٢٠١٤م على حوثنة الوظيفة العامة للدولة بشكل ممنهج وبوتيرة عالية، طالت جميع مدراء المديريات، ومعظم المكاتب الحكومية، بمنهجية عنصرية إقصائية تكشف مشروعها الطائفي المقيت، وعدم قبولها بكل الأطياف السياسية والاجتماعية .
وقد استكملت ميليشيات الحوثي مطلع الأسبوع الجاري من حوثنة قطاع الصحة بالمحافظة، وذلك بتغييرها رئيس هيئة بالمستشفى الجمهوري في حجة، السابق "قيادي مؤتمري" واستبداله بأحد قياداتها المدعو: عبدالملك جحاف، وذلك بعد أشهر من تغيير مدير مكتب الصحة المؤتمري بأحد عناصرها .
كما امتد مشروع الحوثنة ليشمل حتى منظمات المجتمع المدني، من خلال إغلاق كافة المنظمات التي لا تتبعهم وإنشاء منظمات مماثلة يقودها عناصرهم، لتكون الوجه الآخر لعملتهم الرخيصة .

حجور .. قلعة صامدة
وأمام هذا الاستسلام لمعظم قيادات ووجاهات المؤتمر في مختلف المديريات، إلا إن قيادات الحزب وأعضائه ومعهم باقي أبناء المنطقة في حجور، لم يستسلموا لتهديدات أو وسائل الترغيب للميليشيات ولازالوا حتى اليوم يرفضون أي تواجد مسلح للحوثيين في مناطقهم، التي باتت قوات الشرعية والتحالف قريبة منهم، ما يشير إلى أمرين مهمين: الأول أن الحوثيين لا يمتلكون أي ترحيب شعبي في المحافظة، والثاني: أنه لايزال هناك من يقاوم مشروع الميليشيات الطائفي، رغم أن مناطقهم لم تصلها قوات الشرعية .

خذلان وفقدان الأمل
وأمام ممارسات الميليشيات، يشعر المواطنون فيها بالخذلان من قبل قوات الجيش الوطني والتحالف العربي، التي كلما تحركت نحو منطقة سرعان ما يفقدون الأمل في استكمال تحرير البقية، بعد أن يلاحظوا توقفهم عند حد معين، رغم أن الظروف المادية والبشرية التي تعيشها الميليشيات في جبهات حجة تكون هشة، ولا يوجد ما يعرقل تقدم قوات الشرعية لتحرير باقي المديريات سوى اتخاذ القرار .
كما أن سياسات الميليشيات القمعية والإقصائية لم يمنحهم أي شعبية أو تعاطف من المواطنين، الذين ينتظرون بلهفة لحظة وصول قوات الجيش والتحالف إليهم، فهل سيتبدد هذا الأمل ويفقد الأهالي ما تبقى لهم من كرامة؟ أم سيتم التعجيل بقرار حسم معركة تحريرها من الميليشيات؟ ..

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد