كشفت قوة الميليشيات الضعيفة ووضعت التحالف في دائرة الشك

حجة .. قبائل حجور بين حرب الحوثيين المسعورة وتخاذل الشرعية والتحالف

2019-01-27 07:12:05 أخبار اليوم/ تقرير خاص



تواجه قبائل حجور، شمال محافظة حجة منذ عشرة أيام، حملة مسلحة مسعورة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية، ضمن مسلسل إخضاع أبنائها لمشاريعهم الهدامة، والتي اشتدت وتيرتها منذ شهرين خاصة مع تقدم قوات الشرعية والتحالف، في كل من: حرض، وحيران، وصولاً إلى حدود مستبأ المحادة لمديريات حجور (كشر، وقارة، وبكيل المير، ووشحة).
حجور وأبناؤها الأحرار رفضوا ولازالوا رافضين للخضوع لسلطات الأمر الواقع الحوثية، إلا إن التساؤلات التي تضع نفسها، لماذا تتجاهل قوات التحالف العربي و الشرعية مواقف حجور المناهضة للميليشيات الانقلابية؟!، ولماذا يتم تركهم لقمة سائغة لعناصر الحوثي الاجرامية؟! أم أن التحالف والشرعية بسياستهم هذه يدفعان بالقبائل للخضوع والقبول بتسلط الحوثي والوقوف إلى جانبه؟.
"أخبار اليوم" سلطت الضوء على أحداث حجور في حجة، بعد شهر من تقرير سابق للصحيفة نهاية ديسمبر الماضي، حذرت فيه من مغبة إهمال مواقف القبائل البطولية ضد الميليشيات، لما للمنطقة من أهمية استراتيجية سواء للميليشيات أو الشرعية، واليوم ندق جرس إنذار آخر للتحالف والجيش الوطني بسرعة إنقاذ أبناء حجور الأوفياء مع الجمهورية، ما لم فالعواقب وخيمة والكلفة ستكون أكبر، وغيرها من التساؤلات المشروعة إزاء مواقف التحالف العربي تجاه إنهاء الانقلاب ... إلى التفاصيل :

حملة مسعورة
منذ منتصف الأسبوع الفائت، تشهد منطقة حجور بمحافظة حجة حملات مسلحة مسعورة لميليشيات الحوثي الانقلابية في محاولة منها لثني القبائل عن موقفهم الرافض للتواجد الميليشاوي بينهم؛ حيث شنت الميليشيات حملتها الأولى الإثنين الماضي، على قبيلة ذو يحيى التابعة لمديرية كشر وسط حجور، إلا إن الحوثيين تكبدوا هزيمة نكراء انتهت بتفجير طقمين لهم والاستيلاء على طقمين آخرين وأسر ٢٢ مسلحاً من عناصرهم لدى القبائل .
الحادثة ألهبت صفوف الميليشيات، التي جمعت حملة أخرى أكبر منها في اليوم التالي مصحوبة بأنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة؛ لتصب غضبها على قبيلتي ذو يحيى، والنماشية، الذين واجهوا الميليشيات بكل بسالة وأظهروا حجم الحوثيين الحقيقي والضعيف .
وبحسب المعلومات الواردة إلينا؛ فإن الميليشيات حشدت مسلحيها من عمران وصعدة وحجة لتقضي على شوكة حجور التي وقفت أمامهم حجر عثرة.

مساندة قبلية
ومع مساء الجمعة الفائت بدأت قبائل حجور تتوافد وتتداعى لنصرة قبيلتي ذو يحيى والنماشية، ومواجهة تسلط الحوثيين وهمجيتهم، وبحسب مصادر محلية، فإن حملة الميليشيات الأخيرة فشلت كسابقتها أمام بسالة قبائل حجور، لتبدأ خطة الحوثيين الالتفافية كعادتهم عبر الوساطات.
وحصلت الصحيفة على بيان من قبيلة بني الدريني، التي دعت فيه إلى مساندة إخوانهم من النماشية، وذو يحيى، موضحين بأن ما تروج له الميليشيات من أن الحرب قبلية لا صحة لها؛ وإنما اعتداء حوثي عليهم .

لماذا حجور؟
مع تقدم الجيش الوطني بإسناد من قوات التحالف العربي في جبهات محافظة حجة، ووصولهم إلى القرب من مركز مديرية مستبأ جنوب شرق حرض، التي تعد مركزاً عملياتي للمتمردين الحوثيين، وجدت الميليشيات نفسها في مأزق أمام قوات الشرعية من جهة، ورفض قبائل حجور المحيطة بالمنطقة لأي استحداث لمواقع مسلحة للحوثيين منذ بدأت الحرب، تجنيباً للمدنيين ويلاتها .
إلا إن الميليشيات لم تستسلم لرفض قبائل حجور، بل استخدمت كل جوانب نفوذها بالترغيب أحياناً وبالترهيب أحياناً أخرى، حتى يتمكنوا من خلخلة صف القبائل وإخضاعها لتنفيذ رغباتهم في استحداث مواقع مسلحة لهم؛ لمواجهة تقدم قوات الشرعية من أعالي جبالها المحيطة بمديريات مستبأ، وحرض، وحيران، وخيران المحرق الواقعة في أسفل جبالها، إلى جانب ما تمثله تلك المناطق من بعد استراتيجي للميليشيات في عدة جوانب، خاصة وأنها تعد حلقة وصل بين حجة وعمران وصعدة .
وشكل موقعها الجغرافي بعداً استراتيجياً للميليشيات؛ لعرقلة أي تقدم للجيش الوطني في اتجاه عمران أو صعدة، إلى جانب كونها مناطق جبلية يمكنهم المواجهة لفترة أطول، إلى جانب إحباط أي محاولة - حسب رؤية الحوثيين - للسيطرة على مستبأ التي تعد أول مديرية يسيطرون عليها بعد صعدة وقبل دماج في عام ٢٠١١م ، كل ذلك دفعهم لاستخدام كافة الأساليب مع قبائل حجور لفتح المجال أمامهم في استحداث مواقع مسلحة على جبالها، إلا أنها باءت بالفشل .

نزول قيادات بارزة
وللأهمية البالغة لمساعي الميليشيات في المنطقة، فقد كلفت قيادات بارزة من الصف الأول للنزول الميداني والإشراف المباشر على الترتيبات الجارية، وفي مقدمتهم القيادي/ يوسف المداني، المكلف بالمنطقة الشمالية الغربية، ومشاركة ميدانية حثيثة من مشرف الحوثيين بمحافظة حجة المدعو/ نايف الخرفشة، والمحافظ المعين من الانقلابيين المدعو/ هلال الصوفي، والقيادي الحوثي مشرف إقليم تهامة المكنى/ أبو إدريس، مع قيادات أخرى بارزة .
كل ذلك لإقناع المشائخ بدخول المنطقة وتحويلها لساحة حرب، إلا أنها فشلت أيضا أمام وعي الأهالي بمألات ذلك على نسائهم وأطفالهم ومساكنهم، التي ستتحول إلى دمار، إلى جانب أنهم لم يقبلوا من قبل بسلطة الميليشيات .

لصالح من خذلان حجور؟
وأمام هذا التسلط الحوثي على حجور وأبنائها الأحرار، لم تشهد حتى الآن أي تدخل مساند لهم من قبل قوات الشرعية أو التحالف العربي، اللذان يقفان موقف المتفرج على القبائل المناهضة للميليشيات، والسؤال الذي يطرح نفسه "لصالح من يتم تجاهل صمود وثبات ومواجهة أبناء حجور للحوثيين؟! وهل يراد لهذه القبائل الأبية أن ترضخ لسلطات التمرد؟"، خاصة وإنه إذا لم يتم انقاذهم فإن صمود القبائل لن يطول كون الحوثيون يحاربونهم بسلاح الدولة المختلف الذي لا تمتلكه القبائل .
وواقع الحال في المنطقة يقول: "بأن صمت التحالف والشرعية إزاء ما تتعرض له حجور، يعد تواطؤا واضح مع الميليشيات للتوسع وفرض هيمنتها على المواطنين، بل وكأنهم يقولون للأحرار ممن تبقى في المحافظة عليكم أن تستسلموا للحوثيين وتسلموا أنفسكم لهم ..

استياء وتذمر
وإزاء خذلان التحالف والشرعية لأبناء حجور، عبر ناشطون بالمحافظة عن سخطهم واستيائهم من هذه المواقف التي وصفوها بالمخزية، لافتين إلى أن مثل هذه السياسات التي لا تخدم الشرعية والشعب اليمني تكشف أوراق التحالف ونواياه السيئة تجاه الحرب، وتؤكد -بحسب الناشطين- عدم جدية التحالف في إنهاء الانقلاب أو استعادة الشرعية .

القبائل تحرج التحالف
ما يسطره القبائل بأسلحتهم البسيطة والخفيفة من انتصارات ضد الميليشيات الانقلابية بما تمتلكه من أسلحة ثقيلة وخفيفة، يكشف القوة الحقيقية للميليشيات التي لا تستحق أن تطول الحرب ضدها لأربع سنوات وعلى وشك الدخول في العام الخامس من الحرب .
فها هي الميليشيات لم تتمكن من إخضاع القبائل الحرة، الأمر الذي يشير إلى أن الحوثيين يستمدون قوتهم من أجندة إقليمية ودولية تساهم في بقائهم لفترة أطول، كما أن السنوات الماضية فيها الكثير من الأحداث الخاصة بعرقلة التحالف العربي لأي تقدم للجيش الوطني في أكثر من منطقة، بل وتم التوجيه بالانسحاب من مناطق سبق السيطرة عليها لتعاد إلى المتمردين مرة أخرى .
كل ذلك يضع التحالف العربي أمام اختبار حقيقي، في جديته من عدمه لإنهاء الانقلاب ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني، وحتى لا يمتد هذا العبث ليعم المنطقة برمتها، لابد من إيقاف أي حسابات لا تخدم أمن واستقرار دول المنطقة .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد