سجلت قبائل حجور بمحافظة حجة حضوراً بارزاً بين مختلف الجبهات القتالية التي تواجه ميليشيات الحوثي الانقلابية، رغم بساطة عتادهم الحربي، ومؤنهم القتالية بالمقارنة مع ما تمتلكه قوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف العربي التي لم تحقق الكثير من تطلعات الشعب اليمني طيلة سنوات الحرب الماضية.
ومع مطلع الأسبوع الجاري اشتدت وتيرة المواجهات بين القبائل والميليشيات التي ضاعفت من حشدها وضغطها على أبناء حجور، إلا أن الميليشيات لم تتكبد خسائر مثلما منيت بها في حجور، سواء البشرية أو المادية.
"أخبار اليوم" تابعت مستجدات الأحداث في المنطقة، وتطوراتها الميدانية والمحلية، إلى جانب ما يثار من تساؤلات حول توقف جبهات المحافظة الذي يصب في خدمة الحوثيين، وغيرها من القضايا المتصلة... إلى التفاصيل:
انكسار للميليشيات/
منذ بدأت المواجهات مع قبائل حجور قبل عشرين يوماً، والميليشيات في انكسار متواصل وهزائم متتالية، دفعت فيها فاتورة باهظة بشرية ومادية، إثر محاولاتهم الفاشلة في اقتحام المنطقة والسيطرة عليها، إلا أن القبائل لقنوهم ولازالوا دروساً في التضحية والفداء والصمود في وجه عنجهيتهم.
وبحسب ما أكدته مصادر ميدانية لـ"أخبار اليوم" فقد خسرت الميليشيات ما يزيد عن مائة مسلح من عناصرها بين قتيل وجريح إلى جانب عشرات الأسرى، ودمرت عدداً من الآليات التي كانت بحوزتهم، بالإضافة إلى دحرهم من عدة مواقع كانت تتمركز فيها خاصة في جهة الشرق من حجور المحادة لمحافظة عمران.
أسرى للميليشيات وضحايا/
وبحسب المصادر الميدانية فقد بلغت خسائر الميليشيات البشرية لأكثر من مائة قتيل وجريح، فيما بلغ أسراهم لدى القبائل لأكثر من ثلاثين حوثيا، ٢٦ منهم تم أسرهم ليلة السبت المنصرم، في الوقت الذي لاتزال الميليشيات تدفع بمزيد من المقاتلين لتنفيذ أهدافها الرامية لتدمير المنطقة أرضاً وإنساناً بشكل انتقامي.
شهود عيان في عدد من مديريات حجة أكدوا تشييع الميليشيات لعشرات القتلى من عناصرهم الذين لقوا مصرعهم في حجور، في الوقت الذي تزدحم فيه مستشفيات المحافظة بعشرات الجرحى معظمهم جراحهم بليغة.
انسحاب مقاتلي الحوثي/
مصدر محلي في كشر- وسط حجور- أكد للصحيفة بأن أكثر من 300 مقاتل من عناصر الميليشيات أعلنوا الليلة الماضية "الأحد" انسحابهم وانضمامهم إلى قبائل حجور، وباشروا مهامهم القتالية في الصفوف الأمامية مع إخوانهم من أبناء حجور.
وأشار المصدر إلى أن المقاتلين المنسحبين من بين الحوثيين يواجهون الميليشيات بسلاحهم وذخيرتهم، ويعرفون الأساليب التي يستخدمها عناصرهم، لافتا إلى أن العشرات من الحوثيين باتوا على قناعة بمساندة القبائل وأن الأيام القادمة ستشهد انضمامهم إلى صفوف القبائل.
والقبائل تغنم/
وعقب المعارك العنيفة التي شهدتها منطقة المندلة شرق حجور، تمكنت القبائل- خلال أمس الأحد- من اغتنام مصفحة عسكرية وطقمين وسيارة هيلكس و3 دراجات نارية مع كمية كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة كانت جميعها مع الميليشيات، بعد أن ألحقت بهم خسائر بشرية كبيرة.
وبخبرة القبائل القتالية وفي ظل الحصار الجائر المفروض عليهم منذ ما يقرب من شهر، يكتسب القبائل سلاحهم وعدتهم الحربية من عتاد الميليشيات عبر سيطرتهم على كميات من الذخائر والأسلحة بين الحين والآخر، خاصة وأنهم لم يتلقوا حتى الآن أي نوع من الدعم بالسلاح الذي كان الكثير يؤمله من قبل الشرعية والتحالف.
سيطرة وتقدم /
وقد أسفرت المعارك- التي شهدتها حجور خلال السبت والأحد المنصرمين- عن سيطرة القبائل على مواقع "جبل الشاحي - وجبل الحوج - وجبل الذنبة" -كما باتت المندلة تحت سيطرة أبناء حجور الذي تمكنوا من تطهير منطقة قريات في اتجاه بني الدريني شرقا.
تحركات قبلية حثيثة/
وضمن التحركات القبلية المساندة لقبائل حجور، وجّه الشيخ القبلي ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة حجة الشيخ/ فهد دهشوش، السبت دعوة للقبائل بسحب أبنائهم المقاتلين في صفوف الحوثيين قائلا "أتمنّى من كل إخواننا في حجور خاصة وقبائل حجة عامة وإخواننا في حاشد المجاورين لنا ويتم الضرب من بلادهم، أتمنّى أن يقفوا إلى جانب إخوانهم في حجور ويساندوهم أو يسحبوا أولادهم وأقاربهم من الذين يحاربون مع الحوثي".
وأكد الشيخ دهشوش- في تصريح لوكالة "خبر" للأنباء- بأنهم وكافة القبائل أخوة، محذّرا بأن الدماء عواقبها وخيمة ولن تسقط بالتقادم، مشيراً إلى أن الحوثي سيفر ويعود إلى كهوف صعدة ويتركهم بمفردهم.
ودعا كل من يقاتل مع الحوثي إلى أن ينسحبوا، مناشداً إياهم بحق الدين والأخوة والقبيلة أن يحفظوا أولادهم ولا يريقوا دمهم مع الحوثي، مؤكدا بأنهم سيدافعون عن بلدهم حتى الموت ولن يستسلموا لعصابة الحوثي وسيثأرون بالحق من كل من يوجهه أو يأمر أو يساعد أو يساهم في سفك دماء أبناء بلده مهما طال الزمن.
وثمن متابعة فخامة رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي، الحثيثة لسير المعارك في كشر، والذي يحيي أحرار حجور الأبطال، وتوجيهاته بتوفير الاحتياجات اللازمة لمساندتهم وفتح الحصار الحوثي الغاشم عليهم.
والحوثي يوجه عناصره/
مصادر مقربة من قيادات المليشيات أكدت بأن عبدالملك الحوثي وجّه قيادات عسكرية وقبلية في جماعته الإرهابية بشن عملية عسكرية واسعة ضد قبائل حجور في محافظة حجة لفرض سيطرتهم في حجور بالقوة.
وبحسب وكالة "خبر"، فإن عبدالملك الحوثي، أبدى قلقه الشديد من قبائل حجور التي انتفضت ضدهم منذ أسابيع، وتخوض مواجهات شرسة مع مليشيات الحوثي الإرهابية والمدعومة من إيران، مشيرين إلى أن الحوثي وإزاء شعوره بالقلق من انتفاضة أبناء حجور، أصدر توجيهات بالتعامل عسكرياً حتى مع المدنيين من النساء والأطفال، واستهداف كل من يرفض السيطرة الحوثية بتفجير منازلهم وقصفها بالمدفعية، في توجه مباشر لشن حرب إبادة ضد قبائل حجور.
توقف الجبهات../
وفيما تخوض القبائل حرباً ضروساً مع الميليشيات، تشهد جبهات بمحافظة حجة توقفاً منذ أن وصلت إلى مثلث عاهم القريب من حجور، ما أثار تساؤلات عدة حول الأسباب التي أدت لتوقفها، ومن المستفيد من ذلك، ولماذا لم تتحرك قوات الشرعية والتحالف نحو عاهم وقبلها مستبأ التي تتمركز فيها الميليشيات وتقزم بضرب المدنيين من قبائل حجور منها.
وسبق لـ" أخبار اليوم" أن تناولت هذه التساؤلات إلا أنها لم تجد أي إجابات لها رغم تواصل الصحيفة مع عدد من قيادات الجيش الوطني في العسكرية الخامسة غير أنها لم تتجاوب مع مراسلنا، لكشف حقيقة ما يجري ومن يعرقل مساندة القبائل الذين يواجهون حصاراً جائراً، خاصة وأن هذا التوقف يخدم الميليشيات بشكل كبير.
تساؤلات مشروعة/
ويبقى السؤال قائماً أمام قيادة الشرعية العليا، لصالح من إيقاف الجيش الوطني عند مثلث عاهم؟ وكيف سيتم تنفيذ توجيهات الرئيس/ عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء/ معين عبدالملك القاضية بدعم ومساندة قبائل حجور؟ أم أن هذه التوجيهات ستظل حبرا على ورق وتصريحات للاستهلاك الإعلامي؟ خاصة وأن تلك التوجيهات لا يوجد لها أي ترجمة واقعية سوى تدخلات طيران التحالف بعدة غارات يصفها الكثير بـ"الخجولة".