٣٥ أسيراً حوثياً لدى قبائل حجور وقفلة عذر خلال اليومين الماضيين والتحالف يكثف غاراته ويدمّر آليات للميليشيات

القبائل تواصل انتفاضتها ضد الميليشيات في عمران وحجة ودعوات لالتحام الجيش الوطني معهم

2019-02-16 02:42:26 أخبار اليوم/ تقرير خاص


تشهد محافظتا حجة وعمران، تحديداً قبائل (حجور وقفلة عذر) تصاعداً ملحوظاً لانتفاضة القبائل ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية التي تكبدت ولاتزال، هزائم متتالية ودفعت فاتورة باهظة بشرية ومادية نتيجة حماقتها بالتعرض لأعتى القبائل اليمنية التي لا تقبل الضيم.
حيث تشهد كلً من حجور وقفلة عذر تطورات متسارعة للأحداث، وتصاعداً لوتيرة المواجهات، بالتزامن مع جمود واضح لقوات الجيش الوطني المرابطة بالقرب من المنطقتين، وهو ما اعتبره مراقبون عسكريون وسياسيون أمراً غير طبيعي، يشير إلى وجود أيادٍ وسط الشرعية والتحالف تعمل على مساندة الميليشيات بالتخفيف عنها عبر توجيهات عقيمة تجمد قوات الشرعية في مثلث عاهم، رغم أن القبائل بانتفاضتها ضد الميليشيات تقدم لها فرصة ذهبية الوصول إلى عمران من جهة الشمال الغربي.
"أخبار اليوم" تابعت مستجدات الأحداث في المنطقة خلال اليومين الماضيين عبر هذا التقرير، إلى جانب الكشف عن معلومات مهمة تتعلق لترتيبات حوثية مسبقة لشن هذه الحرب ضد أبناء حجور، وتفاعلات الواقع السياسي والعسكري والاجتماعي معها، وما آلت إليه الميليشيات الانقلابية من مأزق يصعب عليها الخروج منه.. إلى التفاصيل:
ترتيبات حوثية للحرب/
كشف مدير عام شرطة محافظة حجة العميد/ أمين الحجوري، وهو أحد أبناء حجور، عن استعدادات سابقة لميليشيات الحوثي لشن حربها المسعورة ضد أبناء حجور وخاصة كشر التي يمر منها الخط الاستراتيجي الرابط بين عمران وحرض.
وقال الحجوري- في حديثه مع "أخبار اليوم"- مهدت الميليشيات منذ أشهر لحربها البشعة ضد حجور وقبائلها الأبطال، فبدأت بنقل عناصرها الهاشميين من بني جحاف وغيرهم مع أسرهم وممتلكاتهم قبل بدء الحرب في مواكب فارهة، ونقلتهم إلى صنعاء وصعدة كجزء من خطتهم".
وأضاف " بعد ذلك قاموا بتحويل منازل عناصرهم في كشر إلى مخازن أسلحة ومواقع عسكرية لقصف منازل المواطنين منها، بعد أن أدخلت إليها عناصرها المسلحة، ليتم مواجهة القبائل من خارج المنطقة وخلخلتهم عبر تلك العناصر من الداخل إلا أن القبائل تنبهوا لذلك وباشروا بضرب تلك المنازل التي حولت إلى ثكنات".
وفي منتصف الأسبوع المنصرم عثرت قبائل حجور على كميات كبيرة من الأسلحة التي كانت الميليشيات قد كدستها في تلك المنازل، الأمر الذي يؤكد صحة المعلومات التي أوردها العميد الحجوري، وتشير- في الوقت ذاته- إلى خبث الميليشيات وحقدهم على أبناء المنطقة الذين رفضوا ولازالوا يرفضون تسلط وسلطات الميليشيات.
مغالطات الحوثي
وفي حديثه عن مغالطات الميليشيات في تبرير حربها ضد حجور، يشير مديىر شرطة حجة بالقول "في البداية قالوا إن حجور قُطّاع طرق، ثم زعموا أنها حرب قبلية واستمات أتباع الحوثي لإقناع الناس بذلك لتكون مبرراً لدخول المنطقة والسيطرة على الجبال، وحين فضحتهم المدفعية والدبابات والمدرعات والأسرى القادمون من المحافظات، عادوا من جديد لتأليف قصة إحراق المنازل".
وينبه الحجوري من خطورة تصديق مثل هذه الأكاذيب، لافتا إلى أنه ليس ببعيد أن تخرج المنظمات الإنسانية بعد أيام بتقارير وبيانات إدانة وتضامن مع الميليشيات، في الوقت الذي تتغطى بالصمت منذ ما يقارب شهر من القصف الحوثي والحرب على قرى ومنازل المواطنين في حجور. التحالف يواصل غاراته/
وفي اطار دعمه لانتفاضة القبائل في كل من حجور وقفلة عذر، كثف طيران التحالف العربي خلال الخميس و الجمعة المنصرمين غاراته على تعزيزات ومواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية والتي بلغت اكثر من ١٥ غارة دمرت خلالها آليات ثقيلة ومتوسطة للحوثيين وألحقت بهم خسائر بشرية كبيرة.
وبحسب مصادر ميدانية فإن غارات التحالف دمّرت عربات ومدفعية "هاون" كانت بحوزة الميليشيات في منطقة المندلة شرق حجور التابعة لمحافظة حجة، فيما أسفرت غارات أخرى على مواقع وتعزيزات الحوثيين في قفلة عذر التابعة لعمران عن تدمير ٩ عربات ودبابات.
أسرى لدى القبائل


وخلال المعارك الدائرة في المنطقتين تمكنت القبائل من أسر ٣٥ عنصراً من الميليشيات، وبحسب مصادر مؤكدة فقد تمكنت قبائل حجور من أسر خمسة عناصر حوثية يوم الخميس في منطقة قرايات، بعد أن ألحقت بهم عشرات القتلى والجرحى.
وفي قفلة عذر تمكنت القبائل أول أمس الخميس من أسر ٣٠ عنصراً من المليشيات، واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر على وقع المعارك المحتدمة .
جرحى القبائل يموتون
ونتيجة للحصار المفروض على قبائل حجور منذ أسابيع من قبل الميليشيات، فإن جرحى القبائل يعيشون في خطر، وبحسب مصادر ميدانية فقد استشهد أحد جرحى حجور يدعى/ أحمد عبده داقعي، أمس الجمعة، متأثراً بجراحه منذ الخميس نتيجة انعدام الإسعافات الأولية، فيما لايزال جريح آخر وهو الشيخ /وليد زيد عرجاش، يعاني من آثار إصابته إثر تعرضه لكمين أثناء عودته من زيارة نفذها لقبائل قارة التي بدأت قبائلها في مساندة أبناء كشر.
وسبق لـ"أخبار اليوم" أن تطرقت في تقارير سابقة لأهمية وضرورة توفير مستشفى ميداني لقبائل حجور ودعمهم بالأدوية اللازمة في ظل الحصار الذي يعانونه، إلا أن تلك النداءات لم تجد طريقها للتنفيذ من قبل الشرعية والتحالف، ونكرر النداء من جديد بضرورة الإسراع في تقديم كافة ألوان الدعم وفي مقدمتها الأدوية.
والميليشيات تمنع وصول الأدوية
وضمن نتائج حصارها المفروض على القبائل أكدت مصادر محلية بأن ميليشيات الحوثي احتجزت الخميس الفائت كمية من الأدوية والمواد الغذائية التابعة لتجار كانوا في طريقهم إلى مديريات حجور، حيث احتجزت المواطن /عبدالله مجاهد ابو هادي وسيارته التي تحمل أدوية تابعة لمستشفى قبان بني شوس في كشر، وذلك في منطقة ذراع النيد التابع لأفلح الشام جنوب حجور واقتادت مالك الأدوية وسيارته إلى مكان مجهول.
فيما منعت نقاط مسلحة تابعة للميليشيات بقيادة المدعو/خالد القاضي، منعت مرور المواد الغذائية من الدقيق وغيره إلى قبائل حجور، حيث احتجزت ناقلة مع مالكها في نقطة الراكب وناقلة اخرى مع مالكها في منطقة الهيجة بمديرية مستبأ غرب حجور، واقتادتهم إلى مكان مجهول. الانتفاضة تتوسع
وأمام هذا الصلف الحوثي تجاه القبائل، تشهد موجة الانتفاضة القبلية توسعا يوما بعد آخر لمساندة اخوانهم في كل من حجور والقفلة، فقد أعلنت قبائل وشحة انضمامهم لمساندة أبناء حجور، فيما أعلنت قبائل العصيمات التابعة لعمران النكف القبلي لنجدة إخوانهم في قفلة عذر، كما التحمت قبائل ‎قارة في حجة مع جبهة ‎حجور لمواجهة الميليشيات.
وجواس يجدد تحذيراته
اللواء / ثابت جواس- الذي سبق أن حذر من مغبة خذلان قبائل حجور- جدد الخميس الفائت نداءه للشرعية والتحالف العربي قائلا " ‏اذا لم يتم دعم جبهة ‎حجور بما يلزمها من مدد وسلاح وتموين وأدوية سيندم الجميع".
وأضاف جواس- في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي- "نكرر لقيادتنا السياسية لا تفوتوا الفرصة، إدعموا أبناء حجور وستتفجر جبهات أخرى في وجه الحوثيين من كل حدب وصوب " مؤكدا بأن نداءاته نابعة من وجهة نظر عسكرية، مختتما منشوره بـ" جبهة حجور فرصة لبداية سحق الحوثيين".
دعوات لتحرير مستبأ
من جهته دعا قائد المقاومة الشعبية في إقليم تهامة / مهدي مهدي الهاتف، قيادة الشرعية إلى تحرير مديرية مستبأ حتى تلتحم المعركة مع قبائل حجور، مؤكداً بأن انتصار قبائل حجور سيشجع القبائل الأخرى للانضمام إلى قتال الحوثيين.
وأضاف الهاتف- في تصريحات صحفية- بأن القبائل رفضت أن تكون مناطقها منطلقاً لهجمات الحوثيين ضد الشرعية، داعيا إلى ضرورة تقديم الدعم المالي واللوجستي وغيره من ألوان الدعم للقبائل حتى تتصدى للإنقلابيين.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد