لم ينس الحوثيون هزيمتهم من القبائل في ٢٠١١م/٢٠١٢م لتعود اليهم للانتقام..

عاهم.. شاهد على إجرام الميليشيات بحق أبناء حجور منذ ٨ سنوات

2019-02-18 02:34:05 أخبار اليوم / تقرير خاص


منذ ٨ سنوات مضت، شنت ميليشيات الحوثي الإرهابية حرباً غاشمة على أبناء حجور شمال محافظة حجة، لاتزال آثارها على الأرض حتى اللحظة، كما أن الحوثيين لم ينسوا هزيمتهم النكراء على أيدي القبائل حينها تحديدا خلال عامي ٢٠١١/٢٠١٢م، وذلك ضمن مشروع انقلابهم على الدولة.
حرب الميليشيات على أبناء حجور- التي دارت رحاها في منطقة عاهم التابعة لمديرية كشر- شواهدها لاتزال حية، حيث آلاف الألغام المزروعة من الحوثيين وما خلفته من آثار على الأطفال والنساء والمواشي، الى جانب التهجير لمئات الأسر، وغيرها من الجرائم.
"أخبار اليوم" تستعرض- في هذا التقرير- جانباً من تلك الجرائم الحوثية وما خلفته من دمار للأرض والإنسان في عاهم، للتذكير بما تحمله الميليشيات من حقد دفين على أبناء حجور.. إلى التفاصيل:
حرب انتقامية 
لم تكن الميليشيات- حين خاضت حربها مع حجور قبل ٨ سنوات- قد تمكنت من السيطرة على مقدرات الدولة وأسلحتها وإمكاناتها المادية و البشرية، وإنما كانت تمتلك من العتاد والسلاح الذي استولت عليه في صعدة من معسكرات الدولة، والذي وجهته صوب أبناء حجور، الا أنها منيت بهزيمة لم تكن تتوقعها من قبل القبائل الذين تركتهم السلطات المحلية والمركزية حينها يواجهون مصيرهم وقد كان النصر حليفهم.
الحوثيون لم ينسوا ما حل بهم في "عاهم" من انتكاسة، لتوجه عناصرها اليوم بعد أن استولت على مقدرات الدولة وأسلحتها وصارت السلطة في يدها، لتعود إلى المنطقة للانتقام من أبنائها، غير أنها لم تحقق أي شيء من أهدافها، بل على عكس ما كانت تتوقع فقد كبدها قبائل حجور الأشاوس خسائر باهظة في الأرواح والعتاد في أقل من شهر منذ بدأت حربها مؤخراً.
عاهم.. منطقة منكوبة
أعلن فريق حقوقي من المحامين بمحافظة حجة عن منطقة عاهم بأننا "منكوبة" وذلك لبشاعة ما تعرض له أبناؤها من انتهاكات من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية تنوعت ما بين قتل وتهجير وزراعة للألغام وتدمير لسوقهم التجاري وغيرها.
التقرير الذي صدر عقب توقف الحرب نهاية ٢٠١٢م، تضمن إحصائيات عن حجم الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات، والتي امتدت آثارها حتى اليوم.
جرائم ضد الانسانية 
وثق تقرير المحامينـ آلاف الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات بحق أبناء حجور، ما بين قتل وإصابات وتهجير وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية، لم تلتفت اليها الدولة حينها رغم النداءات المتكررة، سبق ل أخبار اليوم ان واكبت مجرياتها في حينها.
وسجل التقرير ارتكاب الحوثيين لأكثر من٥٠٠ حالة قتل لمواطنين بينهم أطفال ونساء، فيما تضطر قرابة ٤٠ ألف مواطن للنزوح الى المجهول.
نزوح بلا عودة


نازحو عاهم في حجور البالغ عددهم لأكثر من ٤٠ ألف مواطن، لازال معظمهم يعاني قسوة النزوح والتشرد حتى اليوم نتيجة زراعة الميليشيات لآلاف الألغام وسط قراهم ومساكنهم، وسبق أن حاول البعض منهم الرجوع إلى منزله بعد أن توقفت الحرب إلا أنهم تعرضوا لانفجار الألغام، ما جعل البقية يعيشون بين الخوف من الموت بالألغام وقسوة التشرد والحرمان.
تدمير أكبر سوق..
يعتبر سوق عاهم أكبر سوق تجاري على مستوى محافظة حجة بشكل عام، حيث كان يتمتع بحركة تجارية كبيرة، غير أن الحوثيين عمدوا إلى تدميره بالكامل، وإحالته إلى ركام.
وقد سجل المحامون- في تقريرهم- تدمير الميليشيات لـ ١٧٧ محلاً تجارياً في عاهم، علاوة على ما خلفته من خسائر في ممتلكات التجار التي تقدر بمئات الملايين، بالإضافة إلى أن ذلك كان له تبعات عديدة على المواطنين ابتداء بإفقار التجار، وإحالة المئات من العاملين في السوق إلى البطالة وغيرها من التبعات نتيجة هذه الحرب العبثية للحوثيين.
الغام بالآلاف 
وبحسب التقرير فقد قدرت الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات في عاهم بحوالي (3000) لغم، فيما بلغ عدد القذائف المتفجرة(6000) قذيفة، مخلفة عشرات الوفيات معظمهم من الأطفال والنساء، كما تسببت في إعاقة ما يزيد عن ٣٠ مواطنا آخرين.
تدمير للمنازل والبنية التحتي 
وسجل التقرير الذي يدعمه واقع المنطقة قرابة ٢٥٠ حالة تدمير للمنازل ومدارس ومرافق صحية، وآبار، الى جانب إتلاف مئات المزارع.
في صورة تعكس الهدف الإجرامي والسلوك الإرهابي الذي تنتهجه ميليشيات الحوثي بحق اليمنيين عامة وأبناء حجور على وجه الخصوص، لتبقى جرائمها في عاهم التابعة لحجور، شاهداً على إجرام الحوثيين الذي فاق كل جماعات الإرهاب.
توصيات لم تجد التنفيذ
ورغم أن تقرير المحامين الحقوقي تضمن جملة من التوصيات والمناشدات للجهات الرسمية والمجتمعية والمنظمات الدولية، لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم بحق أبناء حجور، إلا أن تلك التوصيات والنداءات لم تجد طريقها للتنفيذ، وظلت معالمها حتى الآن تجدد النداء للنظر في تأريخ الميليشيات الإجرامي وحاضرها الأكثر إجراماً.
وهاهي الحرب البشعة تتجدد ضد أبناء حجور، من قبل الميليشيات الحوثية التي تمادت ولا تزال تتمادى في انتهاكاتها ضد اليمنيين عامة، نتيجة التساهل في محاسبتها على جرائمها السابقة.. الأمر الذي يتطلب الوقوف بحزم إزاء جرائمها من قبل الشرعية والمجتمع الدولي وتقديم مرتكبيها للجنايات الدولية إنصافا للمظلومين وحتى ينالوا جزاءهم العادل.
نهاية الانقلاب !
ونختتم التقرير برسالة لعضو مجلس النواب/ شوقي القاضي، وجهها أمس الأحد على صفحته بالفيسبوك لكل من، قيادة الشرعية والتحالف العربي التي قال فيها "قبائل اليمن عينُها على حجور، فإن انتصرَت برجالها وإسنادكم جوَّاً وبَرَّاً، عسكرياً وإغاثياً - وقبل ذلك وبعده بعون الله - فستنفجر كافة القبائل في وجه مليشيا الانقلاب السُّلاليَّة، كبُرْكانٍ لا يقف أمامه شيء".
وأضاف شوقي بأنه ربما تكون نهاية هذا الانقلاب المشؤوم، محذراً من خذلان حجور من قبلهم، قائلا " وفي حال خُذِلَتْ منكم ـ لا سمحَ الله ـ فلن تقومَ لها قائمة، في الأجل المنظور، وسيعتبركم أحرارُ اليمن ـ وأنا في المقدمة ـ متآمرين عليها، ومتواطئين مع الانقلاب، ولكم الخيار".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد