تقرير الخبراء الدوليين يتهم الحوثيين بعدم التعاون والسماح لهم بزيارة صعدة:

مليشيات الحوثي تتوسع في السيطرة على مؤسسات الدولة !!

2019-02-23 15:13:56 أخبار اليوم/ خاص


وجّه فريق الخبراء الدوليين اتهامات لمليشيات الحوثي بعدم تسهيل مهام الفريق الأممي أو السماح لهم بزيارة اليمن أثناء فترة إعداد التقرير.
وأشاروا إلى أن المليشيات الحوثية لا زالت تتوسع في سيطرتها على مؤسسات الدولة في المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرتها.
وفي حين ذكر التقرير الأممي حادثة قيام مسلحين حوثيين بتفجير مسجد في قرية بمدينة ذمار رفض أهلها ترديد صرخة الموت الحوثية..
يرصد التقرير تفاصيل دقيقة عن المستويات القيادية للحركة الحوثية وجناحيها السياسي والعسكري
حدد التقرير كيفية انقسام حزب المؤتمر الشعبي العام إلى أربعة فصائل وعلاقته بالحوثيين.
توسيع السيطرة الحوثية
من خلال التمعن في الرصد الدقيق الذي حواه تقرير لجنة الخبراء الدوليين المرفوع لمجلس الأمن الدولي، فيما يتعلق بتفاصيل التراتبية للحركة الحوثية وقيادتها وجناحيها السياسي والعسكري يقول الخبراء إنهم - في الفترة المشمولة بالتقرير- حددوا أشخاصاً في شبكة الحوثيين لا يزالون يمثلون تحدياً لسلطة الحكومة..
وبالرغم من أن الميليشيات الحوثية تسيطر على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء وتحكم قبضتها على كل مقاليد السلطة منذ انقلابها في العام 2014م بقوة السلاح واجتياحها للعاصمة ولكل مؤسسات الدولة، فقد لاحظ تقرير الخبراء توسع الحوثيين في السيطرة على مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية سواء في العاصمة صنعاء أو في المحافظات الشمالية التي استولت عليها قوات الحوثيين..
وهذا التوسع الحوثي المستمر في السيطرة على المؤسسات الحكومية وغيرها يأتي في إطار فرض سيطرتها التامة ويدها على كل المؤسسات ولكي يستطيعوا ممارسة لصوصيتهم وقبضتهم الأمنية وتسهيل سرقة المال العام وتسخيره لهم ولما يسمونه مجهودهم الحربي.. وأيضا حتى يجبروا الناس على التوجه لجبهات القتال بالقوة.
هيكل الحوثي ثابت
يكشف الخبراء الدوليون أن الهيكل التنظيمي للحوثيين لا يزال ثابتاً على ما هو عليه.. ويؤكد التقرير أنه لا يزال عبد الملك الحوثي على رأس القيادة وصوتها الرئيس.. كما لا يزال مهدي المشاط رئيساً للمجلس السياسي الأعلى بصنعاء- وهو أحد أصهار عبد الملك الحوثي والمقرب من عبد الكريم أمينر الدين- كما لا يزال محمد علي الحوثي يرأس اللجنة الثورية العليا.. ويرصد الخبراء أن محمد علي الحوثي يسعى لأن يجعل لنفسه مكانة هامة ومختلفة عن الآخرين ويقدّم نفسه كوجه يعكس صورة الحوثيين عبر وسائل التواصل اجتماعي..
احتجاجات وتفجير مسجد
طوال الفترة التي شملها التقرير تم رصد حالات محدودة من الاحتجاجات.. أو الانشقاق عنهم ويقول التقرير (واجه الحوثيون زيادة طفيفة في مستويات الانشقاق.. وزيادة الاحتجاجات المحلية حيث شملت الحوادث احتجاجات اندلعت في جامعة صنعاء في أكتوبر وتمرداً اندلع في قرية في ريف ذمار في 26 أكتوبر ).. ويركز الخبراء على أن بعض القبائل المنتمية لسفيان وخولان بدأت تظهر وتكشف علامات استيائها ورفضها لسيطرة الحوثيين وأساليبهم..
ويشير تقرير الخبراء في حادثة ذمار إلى ما نشره موقع "الوفاق نيوز" إذ يقول التقرير في تفاصيل الحادثة (إن ميليشيات تابعة للحوثيين قامت بحرق مسجد في قرية حقار في ذمار بعد رفض المواطنين ترديد الصرخة الحوثية).. وقال أبناء القرية إن المسلحين الحوثيين أصابتهم حالة هيجان وجنون وهم يرون القرويين يرفضون الانصياع لهم وترديد صرختهم بالقوة وبتهديد السلاح ويقول التقرير الإممي (إن مسلحين حوثيين من قرية مجاورة وصلوا مع مسلحين حوثيين في القرية قاموا وبإحراق مسجد القرية وأضرموا فيه النار)..
العلاقة مع المؤتمر
تظل علاقة الميليشيات الحوثية مع المؤتمر الشعبي العام الموجود في العاصمة صنعاء، محط اهتمام من نوع خاص وتقييم يرتكز على معطيات واقعية خاصة، بعد أن ارتكبت الميليشيات الحوثية الجرم الأكبر وذلك بقتل رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام/ علي عبد الله صالح في ديسمبر 2017م.. وهو الذي كان حليفهم وظل كذلك حتى قتلوه في منزله بعد دعوته لثورة ضد ميليشيا الحوثي الإمامية الكهنوتية.. ويقول تقرير الخبراء الدوليين (منذ وفاة علي عبد الله صالح استمالت القيادة الحوثية المؤتمر الشعبي العام المتبقي في صنعاء ليبقى مستمراً في تحالفهم الثنائي)..
ولاحظ الفريق الأممي أن حزب المؤتمر الشعبي العام انقسم إلى أربعة فصائل محددة بشكل فضفاض.. فصيل في صنعاء وفصيل في الرياض متحالف مع الرئيس هادي وفصيل بقيادة/ سلطان البركاني- الأمين العام المساعد للحزب في القاهرة-..و فصيل يدور في فلك أحمد علي عبد الله صالح)..
وهكذا تفتت الحزب المعروف الكبير إلى كيانات ولم يعد له موقف واحد موحد أو توجه واحد وقيادة موحدة.. واستغل الحوثيون هذا التفتت ودعموا مؤتمر صنعاء لإعلان صادق أمين أبو رأس، رئيساً للمؤتمر الشعبي العام وتفرض الميليشيات الحوثية رقابة صارمة على اجتماعات المؤتمر ولا تصدر قراراته إلا بعد الموافقة عليها من الحوثيين في صورة مأساوية حزينة تكشف إلى أين وصل هذا الحزب وقيادته الضعيفة في صنعاء..
الحوثيون يرفضون التعاون
اتهم فريق الخبراء الدوليين، الميليشيات الحوثية، بعدم التعاون معهم وتسهيل مهمتهم لزيارة العاصمة صنعاء وذلك للحصول على المعلومات الدقيقة والصحيحة والاطلاع على الحوادث ورصد كل التفاصيل.. ما يؤكد أن الميليشيات الحوثية تمارس عنجهيتها وأسلوبها القذر حتى في التعامل مع فريق الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة ويقول تقرير الخبراء (أجرى الفريق اتصالات هاتفية مع ممثلي حركة الحوثيين لأجل تنسيق زيارة وذلك عن طريق حسين العزي- نائب وزير خارجية حكومة الحوثي- ومحمد عبد السلام- الناطق الرسمي للحوثيين.. وتبادل معهما رسائل بشأن هجمات الحوثي على سفن في البحر الأحمر باستخدام قذائف مضادة للسفن..) وأعطى الفريق فرصة للحوثيين للرد لكنهما لم يردا..
ورغم أن فريق الخبراء طلب زيارة للعاصمة صنعاء، بيد أن الميليشيات الحوثية رفضت السماح لهم بذلك.. رغم أن التقرير يقول إن الزيارة كانت تستهدف الاطلاع على مكان الغارة الجوية التي شنت في أغسطس على مدينة ضحيان بصعدة..
ويشير تقرير الخبراء إلى أن القياديين الحوثيين حسين العزي ومحمد عبد السلام، أبلغا الخبراء بأن السلطات الحكومية بصنعاء تأبى التعاون مع الفريق الدولي.. بل وتتهم فريق الخبراء بتضمين معلومات غير دقيقة في التقرير الأممي السابق.. وهكذا تثبت الميليشيات الحوثية للعالم بأنها حركة انقلابية، مسلحة، قامت بالسطو على البلاد بقوة السلاح والسيطرة على مؤسسات الدولة والانقلاب على السلطة الشرعية ويرفضون تماماً إلى الآن الانصياع للقرارات الدولية وإنهاء الانقلاب الحوثي على السلطة اليمنية..
ويحدد التقرير الأممي تفاصيل دقيقة عن المستويات السياسية والعسكرية في الحركة الحوثية ويقول التقرير (لا تزال القيادة الحوثية تشغل المستويات العليا في السلطة السياسية والعسكرية ضمن هيكل تهيمن عليه الأسرة وهو عبارة عن دائرة ثقة اعتمد في تشكيلها أساساً على الولاء، حيث أن الأعضاء الرئيسيين هم أفراد من عائلة الحوثي أو أقارب عن طريق الزواج)..
ويرصد التقرير (وينتمي معظم الكوادر القيادية الحوثية إن لم يكن كلهم إلى العائلات الهاشمية (السادة) وقد توسعت القيادة الحوثية في الماضي إلى أن تكون شاملة من الناحية السياسية والتمست الدعم من مختلف ألوان الطيف السياسي والديني والاجتماعي وفي الآونة الأخيرة ظهرت علامات تدل على تناقص في التنوع داخل القيادة الحوثية).. ويرصد تقرير الخبراء تفاصيل الهيكل العسكري للحوثيين إذ يقسمه التقرير إلى أربعة قطاعات هي:_جماعة تقاتل في تعز _ جماعة تتمركز في الحديدة _ جماعة تقاتل على الحدود مع السعودية _ وقوة مشتركة مسئولة عن القذائف والطائرات المسيرة من دون طيار..
ويكشف التقرير (أن عمليات التجنيد في صفوف الحوثيين تتم في المقام الأول على يد مشرفين على المستوى المحلي يقنعون الشباب- وبعضهم في سن السادس عشرة ولكن معظمهم ينتمون إلى الفئة العمرية 18_20 سنة- بالانضمام إلى قوات الحوثي ولاحظ الفريق الأممي أن معظم المجندين من المناطق الريفية لم يكملوا تعليمهم الابتدائي وأن معظمهم أميون وظيفياً).
. ويرى الفريق الأممي أن قائمة أسماء المطلوبين من القادة الحوثيين الصادرة عن السلطة السعودية في نوفمبر 2017م، أسفرت عن وفاة صالح الصماد رئيس المجلس السياسي في أبريل 2018م.. ولاحظ الفريق توقف التحالف عن سعيه إلى القضاء على الفاعلين الرئيسيين في القيادة الحوثية ويرصد التقرير أيضا أن القيادات الحوثية- بعد استهداف الصماد- لم تعد تظهر في الأماكن العامة وأن عمليات إطلاق الحوثيين للقذائف باتجاه الرياض قد توقفت في يوليو 2018م.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد