حاول نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية/ أحمد الميسري، أن يرسل إشارات إطمئنان إلى العلماء والدعاة والخطباء بأن الأجهزة الأمنية ستعلن- عما قريب- عن قتلة الشيخ راوي، ومن وراءهم وقدّم لهم الدعم لتنفيذ العملية الغادرة.. ولم يكتف الوزير الميسري بذلك، بل جعل كلمته أمام مؤتمر العلماء والمشايخ والخطباء في مدينة عدن محط اهتمام ومتابعة كل شرائح المجتمع.. إذ حرص على أن يتناول القضية التي أرّقت الأوساط المجتمعية بعدن وهي اغتيال وقتل علماء الدين والدعاة وأئمة المساجد.. دون الكشف عن قاتل واحد أو جهة تقف وراء عمليات الاغتيالات..
وزير الداخلية/ أحمد الميسري، ألقى بالمسؤولية على جهات أخرى وحاول التملص وتطرّق إلى أن عمليات الاغتيالات التي تحدث وراح ضحيتها الكثير من العلماء والمشائخ، يعد عملاً دخيلاً على مجتمعنا..
وأشار إلى أنه سيتم الإعلان قريباً عن قتلة الدعاة والعلماء وأئمة المساجد وسيتم الكشف عن الجهات التي تقف خلف هؤلاء القتلة ومن يقدّم لهم الدعم المالي لتنفيذ هذه العمليات القذرة والتي لا ترضي الله ولا رسوله وتتنافى مع كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية وتتنافى مع عادات وتقاليد بلادنا ومجتمعنا اليمني المحافظ والملتزم..
الميسري يكشف الحقائق
واعترف الوزير أحمد الميسري، بحقائق مرعبة، لكنه لم يفضّل إخفائها إذ قال إن ظاهرة استهداف الخطباء والدعاة والأئمة في عدن أمر ممنهج ومنظم وهناك من يدعمه ويموله ويحميه..
ويواصل وزير الداخلية، اعترافاته الخطيرة بالقول: لسنا وحدنا المتحكمون في المشهد الأمني بعدن ومن يقدّم مصلحة السعودية والإمارات على مصلحة بلاده يعتبر منافقاً ومنبطحاً ويوهم الناس بحبه للوطن..
تسليم ملف قتلة راوي
و/كشف وزير الداخلية أحمد الميسري، أنه تم الانتهاء من تسليم ملف قضية قتلة القيادي والشيخ/ سمحان العريقي- المشهور بالشيخ راوي- إلى النيابة العامة.. والشيخ راوي اغتيل في شهر يناير من عام 2016م..
ويضيف الوزير الميسري إنه حرص على فتح ملف اغتيالات العلماء.. مؤكداً أنه تم اعتقال خليتين قامتا باغتيال 11 إماما وخطيباً وأن أعضاء الخليتين رهن التحقيقات.. وأن العمل متواصل لتتبع الخلايا الأخرى ومحاسبة كل من ارتكب الجرائم ومن موّلهم وقف خلفهم.. وبالتالي كشفهم للرأي العام..
اتهامات وتحذير
ويشير وزير الداخلية إلى أن هناك قوى تريد تجفيف منابع الدعوة ولن تسمح بمحاربة ذلك عبر التهم الجاهزة، بأن هذا المركز أو الجامع لتفريخ الإرهاب.. ويلفت الوزير الميسري بأن هناك من يسعى لخلق الفتن وإشعال حروب أخرى.. محذراً أنه لن يتم السماح بذلك ولن يتم التفريط فيما بنيناه واستعدناه من مؤسسات الدولة..
ورغم هذا فإن ما قاله وزير الميسري، يعيد إلى الذاكرة، التصريحات التي قالها في وقت قريب مدير أمن عدن/ شلال شايع، عن ضبط خلايا إرهابية وقتلة، لكن الحقيقة أثبتت أن القتلة لازالوا طلقاء ولم يتم أي شيء مما قيل.
وها هو ذات الأمر يتكرر مرة أخرى ومن وزير الداخلية نفسه.. ما يدعونا للتساؤل هل هذه التصريحات للاستهلاك الإعلامي والبهرجة والاستعراض؟.. بينما سيظل القتلة والمجرمون يسرحون ويمرحون في العاصمة المؤقتة عدن وتفشل المنظومة الأمنية في ضبط الأمن، ويظل شبح الموت يتجول في شوارع المدينة.
اغتيال 30 إماماً وخطيباً
يؤكد وكيل وزارة الأوقاف/ محمد مشدود، أنه تم اغتيال أكثر من 30 إماماً وخطيباً من أئمة المساجد في العاصمة المؤقتة عدن.. فيما أجبرت عمليات الاغتيالات اكثر من 200 من المشايخ والعلماء إلى الهروب خارج البلاد، خوفاً من ملاقاة هذا المصير..
المطالبة بالتحقيق
من جهة ثانية طالب بيان صادر من أئمة مساجد وخطباء عدن، وزارة الداخلية، بالتحقيق في قضايا الاغتيالات التي طالت الدعاة والخطباء وكشف نتائجها للراي العام.. وأيضا كشف الجهات التي موّلت عمليات الاغتيالات، سواء كانت محلية أو خارجية..
وطالب البيان وزارة الداخلية، بتامين حياة خطباء وأئمة ودعاة المساجد في عدن.. وتقديم قتلة الشيخ راوي إلى العدالة ويقول البيان (من تبقى من الخطباء والدعاة يخشى من طلقات الغدر من المجرمين)..
خطيب يحمل كفنه

عندما يغادر الشيخ/ محمد علي عثمان، منزله، يحمل كفنه في يده ويظل ملازماً له عند ذهابه إلى أي مكان.. ويقول الشيخ محمد- خطيب مسجد الخليل بمدينة عدن- إنه يغادر منزله، مستعداً للموت برصاص القتلة والمجرمين وإنه يحمل كفنه معه طيلة اليوم، منتظراً رصاصة غادرة من قاتل مأجور..!!