سبق وأن وجهت طائراتها المسيرة وأسقطتها القبائل، وقصفتها مؤخراً بالباليستي..

الميليشيات تحشد أكثر من ١١لواء مسلحاً لكسر شوكة حجور وسلبية الشرعية والتحالف تخدم الحوثيين..

2019-03-07 03:09:13 أخبار اليوم/ تقرير خاص


تشهد منطقة حجور بمحافظة حجة، ضغطاً حوثياً متزايداً على القبائل، استخدمت فيه للميليشيات شتى أسلحتها، بما فيها الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، الا أن الجديد في ذلك تزامن هذا الضغط من الميليشيات مع خذلان زادت حدته من قبل الشرعية والتحالف تجاه القبائل.
فمنذ يومين توقف طيران التحالف عن شن غاراته على قوات ومقاتلي الميليشيات، كما أن توقف الجبهات القتالية ساهم في حشد مقاتليهم إلى حجور، والأمر الأهم تجميد قوات الشرعية التي تم إرسالها لفك الحصار عن القبائل في المنطقة العسكرية الخامسة منذ وصولها نهاية الأسبوع الماضي دون مبرر.
"أخبار اليوم" تابعت مجريات الأحداث في حجور، والوضع القتالي والإنساني لأبنائها، وموقف الشرعية والتحالف منهم، ومآلات هذا التعاطي السلبي من قبل الشرعية مع أبنائها في هذا التقرير.. إلى التفاصيل:
الحوثي يكثف حصاره
كشفت مصادر مطلعة لـ" أخبار اليوم" بأن ميليشيات الحوثي دفعت بأكثر من أحد عشر لواء من مقاتليها إلى حجور، مشددة خناق حصارها على القبائل وسط ضغط مسلح بشتى الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، من مختلف الجهات.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الميليشيات شنت قصفاً عنيفاً- منذ مساء الأربعاء- شرق العبيسة، وتمكنت من السيطرة على منطقتي "الحديتين والقيم" مقتربة بذلك من وسط مديرية كشر، إلا أن القبائل تواجه تلك الهجمات بكل بسالة رغم إمكاناتهم المتواضعة.
طائرات مسيرة وباليستي
ومنذ منتصف فبراير الماضي بدأت الميليشيات استخدام طائراتها المسيرة في حربها مع أبناء حجور إلا أنها فشلت في تنفيذ مهامها إثر إسقاطها من القبائل، كما تؤكد المعلومات بأن الحوثيين استخدموا- في هذه المواجهات- أسلحة نوعية لم يسبق لها أن استخدمتها في أي جبهة قتالية.
ومنذ مطلع مارس الجاري، أطلقت الميليشيا اثنين من الصواريخ الباليستية على قرى كشر وسط حجور، خلفت عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين مع أضرار مادية كبيرة، واعتبر مراقبون محليون استخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية فيه إشارة إلى مستوى ضعفهم وانكسارهم أمام صمود القبائل، وأن هذه آخر أوراقها لتركيع أبناء حجور، إلا أنها لم تحقق ما تهدف إليه حتى اللحظة.
توقف غارات التحالف!!
ومنذ بدأت الحرب شكّل تدخل طيران التحالف العربي في دك مواقع وآليات الميليشيات والتي خففت من الضغط على القبائل، إلا أن الغارات توقفت منذ يومين -بحسب ما أكدته مصادر ميدانية- بالتزامن مع مضاعفة الحوثيين لمسلحيهم الذين تحشدهم حول حجور، ما شكّل ضغطاً كبيراً على القبائل التي بدأت تفقد بعضاً من مقاومتها، خاصة مع وجود بعض ضعفاء النفوس الذين بدأ الخوف ينتابهم، ومن المحتمل أن يشكلوا سبباً رئيساً لخلخلة صفوف مقاتلي حجور وانهيارهم إذا ما استمر خذلان الشرعية والتحالف لهم.
ونفى المصدر المحلي الميداني تنفيذ التحالف أي غارات على مواقع الميليشيات منذ يومين.
وتوقف الجبهات
توقف باقي الجبهات القتالية بمختلف المحافظات وخاصة شمال محافظة حجة شكّل دعماً آخر للميليشيات -كما سبق أن أشارت إليه" أخبار اليوم" في تقارير سابقة - إلا أن استمرار ذلك التجميد للجبهات أمر ساعد الحوثيين في تكثيف جهودهم وتركيز قوتهم على قبائل حجور التي ترى ضرورة إخماد انتفاضتها حتى لا تشجع باقي القبائل للانتفاضة ضدها وتكون عبرة لهم.
وبالمقابل فإن تحريك الجبهات سيساهم في تشتيت قوات الميليشيات وتخفيف الضغط على أبناء حجور الذين يرى فيهم اليمنيون، الأمل في استنهاض مقاومة الانقلاب وميليشياته.
تجميد قوات دعم الخامسة
وفي صورة من صور خذلان الشرعية والتحالف لقبائل حجور في مواجهتها للميليشيات، كشفت مصادر خاصة لـ" أخبار اليوم" عن تجميد للقوات الشرعية التي تم إرسالها نهاية الأسبوع المنصرم إلى المنطقة العسكرية الخامسة من مختلف المناطق العسكرية، والتي كان من المقرر أن يتم الدفع بها نحو حجور لفك الحصار المفروض عليها من الميليشيات إلا أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة.
وبحسب المصادر فقد تم توزيع تلك الوحدات العسكرية على ألوية المنطقة الخامسة، بعد وصولها، كما لا توجد أي ترتيبات لتحريكها وفقا للهدف المرسلة من أجله، في الوقت الذي ضاعفت فيه الميليشيات من ضغطها على القبائل ما ينذر بعواقب وخيمة، اذا ما تأخرت عملية فك الحصار والالتحام مع القبائل من قبل قوات الشرعية.
العبيسة !!
أثارت شائعات الميليشيات التي تناقلتها- أمس الأربعاء- عن سيطرتهم على منطقة العبيسة وسط كشر مخاوف معظم القبائل بمحافظة حجة، بعد أن تمكنوا من الاقتراب منها بالسيطرة على الحديتين والقيم، والتي تستميت الميليشيات في الوصول اليها لموقعها على الخط الاستراتيجي بين عمران وحرض.
وبحسب مصدر ميداني فإن الميليشيات فشلت في الوصول إلى العبيسة، كما أن أبناء حجور لازالوا صامدين في مواقعهم المحيطة بالعبيسة ممثلة في مواقع " درب بني صوفان و بلاد بني النمشة، و جبل درب المرو بني العجري و جبال بني ريبان وجبل قلحاح الاستراتيجي" وعدة جبال في العبيسة لازالت تحت سيطرة القبائل و المواجهات مستمرة.
جرائم بالجملة 
ووفقا لتقرير حقوقي صادر عن ائتلاف المنظمات الحقوقية بمحافظة حجة، فقد سجّل جملة من الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات بحق أبناء حجور حتى نهاية فبراير الماضي، تمثل أبرزها في قتل ٥٢ مواطناً معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وجرح قرابة مائتي مواطنا آخرين، تفجير ٢٠منزلاً، وتضرر أكثر من ألف و٧٥٠ منزلاً نتيجة القصف العشوائي على القرى والمحلات، والذي بدوره تسبب في نزوح قرابة ٥٠ ألف مواطن إلى مناطق متفرقة.
كما تسببت الميليشيات في تعطيل العملية التعليمية برمتها، ودمرت الأسواق وعشرات المزارع نتيجة الحصار والقصف المتواصل على السكان وغيرها من الجرائم الوحشية وصلت حد منه دخول المياه إلى المواطنين.
تواطؤ أممي
تعاطي الأمم المتحدة مع ميليشيات الحوثي، منذ انقلابهم حتى اليوم يشير -بحسب مراقبين- إلى اعتراف عملي من المجتمع الدولي بسلطة الحوثيين، مدللين على ذلك بالاتفاقات التي تبرمها المنظمات التابعة للأمم المتحدة مع الميليشيات، وتسليم المساعدات التي تقوم بتوزيعها للمواطنين اليهم وترك حرية التصرف فيها من قبلهم.
وتساءل ناشطون كيف للشرعية والمنظمات الانسانية أو التحالف أن يطالب المجتمع الدولي بإدانة الميليشيات أو اتخاذ ـي قرارات بحق الحوثي بعد هذا التعاطي السلبي من الأمم المتحدة مع الانقلابيين التي تعترف بسلطهم عملياً وتنفي قولاً، في تناقص واضح يؤكده تغاضي مجلس الأمن عن تنفيذ قراراته السابقة بحق الميليشيات الانقلابية؟.
ويتساءل الناشطون " كيف لمجلس الأمن والمؤسسة الدولية أن تحاول إقناع المجرم بتنفيذ عقوبته عن رغبة منه ؟!" كما أنه لم يسبق لمجلس الأمن أن استعطف جماعة إرهابية مثلما يستعطف ميليشيات الحوثي التي فاقت في جرمها بحق الشعب اليمني كل جماعات الإرهاب في العالم.
حجور.. تحتضر
وفي ظل المعطيات المحيطة بمواجهة أبناء حجور لآلة الحرب الحوثية فإن العواقب ستكون وخيمة إذا لم تنفض الشرعية والتحالف هذا الخذلان، كما أن القبائل لن تتمكن من الصمود أكثر اذا لم تتحرك قوات الشرعية ميدانياً والتحالف جواً بشكل سريع، فالوقت يمر والحوثيون يحاولون كسبه لصالحهم.
كما أنه بات من الضروري التوجه نحو الحسم العسكري لإنهاء الانقلاب في مختلف المحافظات، خاصة وأن الميليشيات قد تكشفت في الآونة الأخيرة ما تبقى لها من أوراق تلعبها على الصعيد السياسي، كما أن التحالف والشرعية قد أتاحوا فرصة كافية للمبعوث الدولي خلال الفترة الماضية لإثبات مصداقية الحوثيين من عدمها في التوجه نحو الحل السلمي.
و تبقى حجور بارقة أمل اليمنيين في نهاية أوضاعهم المأساوية.. فإلى متى سيستمر خذلان حجور وتأجيل فك الحصار عنها؟ أم أننا سننتظر حتى تلتهمها الميليشيات، خاصة وأن عدم تحرك الجيش الوطني نحوهم من حرض وحيران حتى الآن غير مبرر؟..

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد