المهرة.. القبائل تفشل استحداثات عسكرية للسعودية والأخيرة تسعى لفرض مشايخ موالين لها

2019-03-13 12:47:13 أخبار اليوم/ المهرة


حذرت قبائل محافظة المهرة, السعودية ومليشياتها من التصعيد أو محاولة السيطرة على المديريات والقرى ونشر جنود سعوديين أو مليشيات تتبعهم في أي منطقة في المحافظة.
وأكدت القبائل- في بيان صادر عنها- أمس- ونقله المركز الإعلامي للمهرة- أنه في حال عدم الالتزام لهذا النداء، لن تظل قبائل محافظة المهرة مكتوفة الأيادي.
وطالب البيان بإيقاف التصعيد وخروج الشاحنات السعودية اليوم الأربعاء بمرافقة الأمن والجيش التابعة للمؤسسات الدولة الشرعية إلى خارج المحافظة.
وحملت القبائل محافظ المحافظة/ راجح باكريت، كل ما حدث، كونه نقض الاتفاق السابق مع مدير عام مديرية "حات" وعزز بمليشيات تتبعه قامت بإطلاق النار على أبناء القبائل دون أي مبرر وفق البيان.
وطالب أبناء محافظة المهرة وقبائلها، الرئيس هادي، بإقالة المحافظ/ راجح باكريت، وطرد المليشيات من المحافظة، وعدم السماح للسعودية بالتوسع في محافظة المهرة.
وناشد أبناء محافظة المهرة كل أحرار اليمن الوقوف الى جانبهم ضد المليشيات والمشروع التخريبي الذي يشرف عليه راجح باكريت بأوامر سعودية، مُشيرين إلى أنهم رفعوا شعارات سلمية ومارسوا حقهم القانوني في التظاهر السلمي ضد التواجد السعودي.
وهدد البيان بأنه قد تضطر قبائل محافظة المهرة للدفاع عن نفسها” في إشارة للكفاح المسلح” في حال التعدي عليهم أو على حقوقهم ومصالحهم.
وأكد أبناء محافظة المهرة موقفهم الثابت في دعم الشرعية ممثلة بالرئيس هادي، رغم ما تتعرض له المحافظة من اتهامات زائفة ومحاولات لتشويه سمعتها من قبل وسائل إعلامية تابعة للإمارات والسعودية.
كما ناشد أبناء محافظة المهرة، عقلاء وقيادات المحافظات الجنوبية بسحب أبنائهم الذين استقدمتهم الإمارات والسعودية والمحافظ راجح باكريت ليكونوا أداة لقتل إخوانهم في محافظة المهرة.
منع الاستحداثات السعودية
وكانت القبائل في محافظة المهرة، شرق اليمن، قد منعت القوات السعودية من استحداث موقع عسكري في مديرية شحن، ومنعت وصول شاحنات تابعة للسعودية كانت متجهة إلى الموقع الذي اختارته مكاناً للتمركز فيه، وأجبرتها على مغادرة المحافظة، والتوجه إلى منطقة شرورة التابعة للسعودية.
وشرعت القوات السعودية- منذ وصولها محافظة المهرة نهاية العام 2017م- في استحداث سلسلة من المعسكرات والنقاط الأمنية في أكثر من مديرية، بالتزامن مع تجنيد مليشيا تتبعها، بعيداً عن القوات الأمنية والعسكرية الرسمية، متخذة من برنامج الإعمار وسيلة للبقاء والتواجد والتمدد داخل المهرة.
معسكر في شحن
وقالت مصادر قبلية في المهرة، إن تحرك القبائل- أمس- ومنعها وصول الشاحنات المحملة بالكرفانات جاء لوقف استحداث القوات السعودية موقعا عسكريا في مديرية شحن، ضمن المعسكرات التي استحدثتها، مؤكدة أن تلك المعسكرات هي إحدى وسائل الهيمنة السعودية للسيطرة على المهرة، تحت حجج واهية.
وأكدت المصادر أن القبائل منعت وصول الشاحنات إلى مديرية شحن، وأرغمتها على العودة إلى مديرية "حات" التي تتواجد فيها قاعدة عسكرية كبيرة للقوات السعودية، وتنطلق منها نحو المناطق المجاورة، بالتنسيق مع القاعدة المركزية لقوات السعودية في مطار الغيضة.
وبثت صفحات إخبارية تابعة لناشطين في المهرة على فيسبوك لقطات فيديو تظهر إيقاف رجال القبائل لتلك الشاحنات، وإرغامها على التوقف، ومنعها من التوجه نحو المكان الذي اختارته القوات السعودية كموقع عسكري في شحن.
وذكرت المصادر أن الأمر انتهى لاحقا بانسحاب القبائل إلى منطقة شحن بعد تدخل نائب مدير الأمن، وجرى الاتفاق على عبور الحاويات التابعة للسعودية مباشرة إلى منطقة شرورة الحدودية التابعة للمملكة، وأن لا تفرغ حمولتها في أراضي محافظة المهرة.
وتعد شحن مديرية حدودية تربط اليمن بسلطنة عمان، ويتواجد فيها المنفذ البري الذي يربط الدولتين، ويعد من أهم المنافذ التجارية بعد إغلاق السعودية التي تقود- التحالف العربي- وتعطيلها أغلب المنافذ البرية والموانئ اليمنية.
التهريب كذريعة
وتتذرع القوات السعودية في البقاء داخل المهرة بعملية مكافحة التهريب للأسلحة بحجة وصولها لمليشيا الانقلاب الحوثية في صنعاء، لكن مصدراً قبلياً أكد- في حديثه للموقع بوست- أن تلك الدعاوى هي مجرد أكاذيب تسوقها القوات السعودية، التي يتواجد بعض أفرادها داخل منفذ شحن ويمارسون الرقابة على جميع الواردات إلى المنفذ، نافياً دخول أي سلاح عبر المنفذ أو غيره.
وقال مصدر في منفذ شحن للموقع بوست إن القوات السعودية- عقب وصولها المحافظة- قامت بفرض آلة مراقبة جديدة إلى جانب الآلة الموجودة في المنفذ وتتبع السلطات اليمنية، مؤكدا أن الجانب اليمني تعاون معها في ذلك لتأكيد عدم وجود أي تهريب للسلاح أو المخدرات عبر المنفذ، رغم أن تلك الآلة أصغر حجما من الآلة اليمنية، وتسببت بعرقلة دخول الشاحنات، بسبب الأساليب المستفزة التي تمارسها القوات السعودية داخل المنفذ.
فرض مشايخ
إلى ذلك كشف أحد مشايخ القبائل عن فرض القوات السعودية مشايخ لقبائل المهرة وتجاهل المشايخ المعروفين في كل قبيلة، وذلك في محاولة للسيطرة على القبائل من جهة، وخلف فتنة قبلية بينية في أوساطها من جهة أخرى.
وقال الشيخ القبلي- في حديثه للموقع بوست- إن السعودية اختارت 65 شخصاً من المنتمين لقبائل المهرة لتمثيل كل قبائل المحافظة، والتعامل معهم بشكل مباشر، واعتمدت لهم مبالغ مالية، وأغلبهم يحمل الجنسية السعودية.
وذكر أن العديد من مشايخ القبائل تواصلوا مع السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة، وكان رده عليهم بأن الرياض هي من اختارت هؤلاء ولا يستطيع فعل شيء إزاء الأمر.
وتعد القبيلة أحد المكونات الأساسية في المجتمع المهري، وتمتاز بتماسكها، وتوحد مواقفها، واحتكامها لأعراف قبلية تمنع الاقتتال الداخلي بينها، وتوجيه السلاح ضد بعضها البعض.
وتعتمد السعودية- قبل مجيئها إلى المهرة -على بعض مشايخ القبائل الموالين لها، والذين منحتهم جنسيتها في العقود الماضية، وهم من يسهلون تحركاتها داخل المحافظة في الوقت الراهن، وقامت القوات السعودية- عبر المحافظ الحالي للمهرة- بتصعيد العديد منهم إلى مواقع قيادية في المحافظة، بينهم وكلاء للمحافظة، ومدراء عموم، وقادة أمنيين.
وأدى التواجد السعودي في المهرة إلى توسع دائرة الرفض الشعبي للقوات السعودية، ومثلت الاعتصامات التي انخرط فيها أبناء المحافظة أحد وسائل الرفض، بعد انتهاك السيادة الوطنية في المهرة، كما يقول قادة الاعتصام.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد