عن تقرير لجنة الخبراء الأخير..

اليمن كدولة تتآكل لصالح المليشيا الإيرانية والإماراتية!!

2019-03-31 03:03:06 أخبار اليوم/ خاص


أكد تقرير لجنة الخبراء- الذي قُدم مؤخراً إلى مجلس الأمن- أن اليمن كدولة يتجه نحو كارثة إنسانية واقتصادية، فلا يزال البلد ممزقاً بشـدةُ مع تزايد وجود الجماعات المسلحة واستحكام الفساد بالحكومة الشرعية، الأمر الذي فاقم آثار النزاع المسـلح على اليمنيين.
وأشار التقرير- الذي تنفرد "أخبار اليوم" بإعادة نشر نصه على سلسلة حلقات- إلى أن مليشيا الحوثي- وخلال الفترة التي المشمولة في التقرير- واصلت إحكام قبضتها على المؤسسات الحكومية والغير حكومية، وأرغمت بقية قيادة المؤتمر الموجودة في صنعاء على تبعيتها بالقوة.
وأكد التقرير أن مصالح مشتركة داخل التحالف ضد الحوثيين، تفاقم تقسيم البلد.. فعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته حكومة رئيس اليمن/ عبدربه منصور هادي، وشركاؤها في التحالف، في ظهور قوات أمن قوية في عام 2018، في وقت طرح فيه قادة محليون صعوبات كبيرة أمام أداء الواجبات والالتزامات التي هي من الاختصاص الخاص للمسؤولين الحكوميين وقوات الأمن.
ومازال المجلس الانتقالي الجنوبي هو المصدر الرئيسي لمعارضه حكومة الرئيس هادي في جميع أنحاء المحافظات الجنوبية.
فإلى التقرير...

(ب):- القوات في محافظة تعز
(56):- لاتزال النزاعات المسلحة تجتاح مدينة تعز على مستويات متعددة.. فعلى الرغم أنها كثيراً ما توصف بأنها مدينة محاصرة ليس لديها إلا طريق واحد مفتوح للمغادرة والدخول وبضعة مسالك خطرة لعبور المشاة، فإن الواقع اشد تعقيداً.. وتسيطر على طرق الوصول الرئيسية ميليشيات تحظر أشكالاً معينة من النقل أو تفرض رسوماً كبيرة للسماح بالعبور..
وضمن هذا النمط العام من النشاط الإجرامي تقع اشتباكات بين قوات الحوثيين وخصومهم، واشتباكات بين الوحدات العسكرية الحكومية المتنافسة، واشتباكات بين العناصر الموالية لحزب الإصلاح وكتائب أبي العباس، وجميعها يتنافس على السيطرة على أحياء في تعز أو المناطق المحيطة بها لتحصيل الإيرادات.. وتحول ديناميات اقتصاد الحرب، دون الإدارة الفعالة وتعوق إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية.
(57):- ومنذ اغتيال موظفة اللجنة الدولية لصليب الأحمر/ حنا لحود، في نيسان/ إبريل 2018، ما برح التوتر يشتد بين المحافظ/ أمين أحمد محمود وجماعات مقاتلة من قبيل كتائب أبي العباس وعناصر من حزب الإصلاح والوحدات العسكرية الحكومية، مثل اللواءين 22 و35.
ولاحظ الفريق أن هذه الجماعات ظلت تهيء نفسها لملء الفراغ الأمني في كافه المناطق داخل مدينة تعز، مما أدى- في الغالب- إلى حدوث تحولات في التحالف وإيجاد حيز لمجموعات مقاتلة جديدة أصغر حجماً تقوم أساساً بأنشطة إجرامية مثل الابتزاز والاغتيالات بمقابل.
(58):- وحقق حزب الإصلاح، بعض المكاسب في محاولاته ليصبح الجماعة المسيطرة في المدينة، ومع ذلك ظل التوتر بين الحزب والمحافظ مستمراً بشأن السيطرة على عناصر الشرطة المحلية والشرطة العسكرية وقوات الأمن الأخرى.
ج- القوات على طول الساحل الغربي
(59):- لاتزال العمليات العسكرية ضد الحوثيين التي تنفذها القوات الموالية للحكومة على طول الساحل الغربي في محافظة الحديدة أولوية عليا لدى حكومة اليمن والتحالف.. ونظراً لاستئناف القتال في تشرين الثاني/ نوفمبر2018، يرى الفريق أن من غير المرجح أن تتوقف القوات الموالية للحكومة قبل إزالة الوجود الحوثي بالكامل في مدينة الحديدة ومينائها.
(60):- ولا تزال ألوية العمالقة وحراس الجمهورية، هي القوات المسلحة الرئيسية التي تقود العمليات العسكرية ضد الحوثيين على طول جبهة ساحل البحر الأحمر في منطقة تهامة. وأدارت ألوية العمالقة- بقيادة قادة سلفيين من الجنوب- حملة إعلامية منسقة تنسيقاً جيداً لكي تقدّم نفسها بوصفها رأس حربة العمليات العسكرية، بينما حاولت أوساط الإعلام التابعة لحراس الجمهورية كفالة حصول قواتها على قدر مساوٍ من الاعتراف بدورها في تحقيق النجاحات من خلال نشر أشرطة فيديو تظهر القائد/ طارق محمد صالح وهو يزور الخطوط الأمامية.. وعلى الرغم من أن لهاتين القوتين المسلحتين هدفاً مشتركاً يتمثل في هزيمة قوات الحوثيين، فإنهما بعيدتان عن أن تكونا حليفتين تتبنيان أهدافاً مشتركة طويلة الأجل..
ونشأت توترات بين المجموعتين.. إذ أنهما تتنافسان من أجل الحصول على الدعم من أعضاء التحالف وبشأن الطرف الذي سيتحكم في الحديدة إثر هزيمة الحوثيين.. وفي حين أن ألوية العمالقة أعلنت دعمها للرئيس هادي، فإن قائد حراس الجمهورية طارق صالح لم يتلق بعد تعييناً رسمياً من الرئيس.
(61):- ولاحظ الفريق صعوبة الإبلاغ عن هيكل هذه القوات، وسجل أن ألوية العمالقة تميل إلى تقليص وزيادة عدد الوحدات المنتشرة، نتيجة لحدوث تغيرات في هيكل القيادة- بما في ذلك عند وقوع إصابات في صفوف القادة المدنيين أو تقديم حوافز للجنود..
وبوجه عام يبدو أن المرونة التنظيمية الظاهرة تفيد القوات على مستوى الألوية وما دونها ولكنها لاتزال تشكل تحدياً في مستويات أعلى من القيادة..
.د- قوات النخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية
(62):- يقع مقر النخبة الحضرمية في حضرموت ومقر قوات النخبة الشبوانية في شبوة، ويدعمها مجندون من أفراد القبائل من هاتين المحافظتين، وكلاهما يتلقّى دعماً هاماً من قوات تابعة للإمارات العربية المتحدة تتمركز في المكلا.
(63):- وواصل الفريق رصد وجود قوات النخبة الشبوانية في منطقه بلحاف.. ويدرك الفريق أنه قد أتيحت- في الماضي- عقود مربحة للقادة العسكريين في كل مأرب وشبوة لقاء توفير خدمات الحماية لصناعه النفط والغاز.
باء- الجماعة المسلحة
(1):- قوات الحوثيين
(64):- لاتزال القيادة الحوثية تشغل المستويات العليا من السلطة السياسية والعسكرية ضمن هيكل تهيمن عليه الأسرة، وهو عبارة عن دائرة ثقة اعتمد- في تشكيلها- أساساً على الولاء، حيث أن الأعضاء الرئيسيين هم أفراد من عائله الحوثي أو أقارب عن طريق الزواج..
وينتمي معظم الكوادر القيادية- وإن ولم يكن كلهم- إلى العائلات الهاشمية (السادة).. وقد سعت القيادات الحوثية- في الماضي- إلى أن تكون شاملة من الناحية السياسية، والتمست الدعم من مختلف ألوان الطيف السياسي والديني والاجتماعي، وفي الآونة الأخيرة ظهرت علامات تدل على تناقض في التنوع داخل القيادة الحوثية.
(65):- ويرى الفريق أن "قائمة أسماء المطلوبين" من المسؤولين الحوثيين الصادرة عن السلطات السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر2017 أسفرت عن وفاه شخص واحد فقط.. وبعد وفاة الصماد- رئيس المجلس السياسي الأعلى- في نيسان/إبريل 2018، توقف التحالف عن سعيه إلى القضاء على الفاعلين الرئيسيين في القيادة الحوثية..
ولاحظ الفريق أن القيادة الحوثية لم تعد تظهر في الأماكن العامة وأن عمليات إطلاق الحوثيين للقذائف في اتجاه الرياض قد توقفت في حزيران/يونيو2018.
(66):- وينقسم الهيكل العسكري للحوثيين إلى أربعة قطاعات هي: (أ) جماعة تقاتل في تعز، (ب) جماعة تتمركز في الحديدة، (ج) وجماعة تقاتل على طول الحدود مع المملكة العربية السعودية، (د) وقوة مشتركة مسؤولة عن القذائف والطائرات المسيرة من دون طيار..
ولم يتلق الفريق- بعد- أدله تثبت وجود أي وحدات عسكرية رسمية- ربما باستثناء التشكيلات التي تقاتل في الحديدة- ونفي ما يدعيه الحوثيون من امتلاكهم القدرة على أن يكونوا حكومة تؤدي وظائفها.
(67):- إن عمليات التجنيد في صفوف الحوثيين تتم في المقام الأول على يد مشرف على مستوى المجتمع المحلي، يقنعون الشبان- وبعضهم في سن السادسة عشرة، ولكن معظمهم ينتمون إلى الفئة العمرية من 18 إلى 22 سنه- يقنعونهم بالانضمام إلى قوات الحوثيين، ولاحظ الفريق أن معظم المجندين من المناطق الريفية لم يكملوا التعليم الابتدائي وأن معظمهم أميون وظيفياً.
2- تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية
(68):- لايزال تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية نشطاً في عدد من المحافظات في جنوب اليمن ومحافظة تعز، رغم ما رآه الفريق من أن قدراته- بالمقارنة من السنوات السابقة- قد تراجعت في عام 2018.. وكذلك فإن الضربات- التي تقودها الولايات المتحدة ضد عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية- قد انخفضت انخفاضاً كبيراً من عام 2017 إلى عام 2018.. ولايزال التنظيم هدفاً للقوات التي تقودها الولايات المتحدة في كلٍ من البيضاء وشبوة .
(69):- وتواصلت عملية مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء المحافظات الجنوبية، ففي أبين شنت قوات الحزام الأمني عملية الانتقام الساحق في 12كانون الأول/ ديسمبر2018 في مديرية مودية، بينما نفذت قوات النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، عملياتها حول مديرية الصعيد في شبوة وغربي حضرموت على التوالي.
(70):- ولاحظ الفريق- أيضاً- اتجاهات تعطي لمحة عن المرونة المستمرة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.. فعلى الرغم من التباطؤ الذي شهدته منتجاته الإعلامية- إذ تباطأت نشرات المداد ومنتجات مؤسسة الملاحم الإعلامية إلى حد كبير، بالمقارنة من عام 2017م- إذ يواصل التنظيم مساعيه لقيادة الحركة الجهادية على الصعيد العالمي عبر المنابر الإلكترونية، وأصدر منشورات تتعلق بالنزاع في اليمن والجهاد العالمي.
(71):- وفي منتصف عام 2015 ظهرت جماعة "أنصار الشريعة" مجدداً كحليف غير مقصود لحكومة اليمن والتحالف ضد الحوثيين في مناطق مثل تعز، على الرغم من أن قدرتها العسكرية قد تراجعت إلى حد كبير وأن قيادتها لا تزال غير واضحة.. وقد انقسمت جماعة "أنصار الشريعة" إلى جماعات صغيرة لا تربطها سوى صلات ضعيفة بالقيادات المركزية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي يتولاها قاسم الريمي وخالد باطرفي.. ويتولى زعيم محلي شاب- حالياً- قيادة كل من هذه الجماعات الصغيرة، التي غالباً ما توصف إنها ألوية، وتقوم هذه الألوية أساساً بأنظمة إجرامية مثل الابتزاز وعمليات الاغتيال التي غالباً ما تتم مقابل آجر.
(72):- وفي مناطق مثل أبين حيث اضطلعت قوات الحزام الأمني بعمليات لمكافحة الإرهاب، بدعم من الإمارات العربية المتحدة، تم تحديد المقاتلين على أنهم "عناصر وقادة في تنظيم القاعدة" وأخيراً ما تمت الإشارة مباشرة إلى أنهم منتمون إلى جماعة "أنصار الشريعة".. ويمكن أن يكون سبب ذلك هو أولويات الخطاب الصادر عن مسؤولي الأمن الجنوبيين أكثر من انتماء المعتقلين أو القتلى المباشر إلى التنظيم.
. ويبدو أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أصبح عبارة عن شبكة غير متجانسة من الأفراد الذين باتت اتصالات الهواتف النقالة تهديداً كبيراً لهم .
3- تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام
(73):- لايزال فرع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام باليمن، أصغر بكثير من حيث العدد، من فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ويبدو أقل قدرة على القيام بهجمات واسعه النطاق خارج قواعده في مديريتي "قيفة والحميضة" بمحافظة البيضاء، وآخر هجوم كبير تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن وقع في عدن في شباط/فبراير 2018.
(74):- ولاحظ الفريق- خلال الفترة المشمولة بالتقرير- أن تنظيم الدولة الإسلامية، لم يجذب أعداداً كبيرة من المقاتلين، بخلاف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وقد يكون هناك عدد من الأسباب وراء ذلك، منها الغارة التي شنتها الولايات المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر2017 على معسكرين للتدريب في البيضاء، وعدم حصوله على الموارد المالية التي يحصل عليها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، واشتباكاته مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية =، الذي لديه سجل أطول بكثير من العلاقات مع بعض القبائل.
(75):- وقد تصاعد النزاع بين تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على المجندين، واتسع نطاق هذا الجانب المحدد من المنافسة ليصبح عالمياً، إذ واصل التنظيمان نشر أشرطة فيديو ورسائل إخبارية تشوّه صورة الآخر، وهذه التهجمات ركّزت على الجرائم المرتكبة ضد المسلمين واتهامات كل تنظيم للآخر بإرسال جواسيس متسللين..
وعلى نقيض تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لا يوجد دليل واضح على أن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول تقديم نفسه في صورة جديدة أو انقسام إلى فصائل أصغر حجماً.
رابعاً:- الأسلحة وتنفيذ حظر الأسلحة المحدد الأهداف
(76):- عملاً بأحكام الفقرات 14 إلى 17 من القرار2216 (2015)، واصل الفريق التركيز على مجموعه من أنشطة الرصد والتحقيق من أجل تحديد ما إذا كانت هناك أي انتهاكات لحظر الأسلحة المحددة الأهداف وتنطوي- بوجه مباشر أو غير مباشر- على توريد الأسلحة أو بيعها أو نقلها إلى أفراد وكيانات أدرجت اللجنة ومجلس الأمن أسماءهم في القائمة أو لفائدتهم.
(77):- وليس لدى الفريق علم بأي عملية ضبط لمواد متصلة بالأسلحة على طول طرق الإمداد الرئيسية من شرق اليمن.
وكان الفريق يرصد ما إذا كان الانتشار الأخير للقوات السعودية في محافظة المهرة قد أثّر على سلاسل إمدادات الأسلحة والذخيرة التي أبلغ عنها الفريق في السابق (S/2017/81) وفي 28 آب/ أغسطس، فقد ضبطت القوات البحرية للولايات المتحدة شحنة كبيرة من الأسلحة على متن زورق قرابة سواحل اليمن.. وواصل الفريق التحقيق لمعرفة الجهة التي كانت هذه الأسلحة متجهة إليها.
(78):- وواصلت قوات الحوثيين إبراز قوتها خارج ساحة القتال في اليمن من خلال استخدام القذائف التسيارية القصيرة المدى المعدلة لإطالة مداها، على الأقل حتى حزيران/يونيو2018، ضد أهداف في المملكة العربية السعودية، وكذلك من خلال نشر قذائف مضادة للسفن وأجهزة متفجرة، يدوية الصنع، منقولة بحراً ضد السفن العسكرية والمدنية في البحر الأحمر.
وثمة اتجاه جديد تمثّل في نشر نوع جديد من المركبات الطيارة غير المأهولة ذات المدى الأطول، وقد لوحظ استخدامها منذ آب/ أغسطس 2018، وهو ما قد يتيح لقوات الحوثيين مهاجمة أهداف بعيدة وصولاً حتى أبوظبي ودبي.
ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الأسلحة الجديدة تفي بالغرضين العسكري والسياسي بوصفها ورقة مساومة أثناء مفاوضات السلام.
(79):- وعلى الرغم من التفوق الجوي والبحري للتحالف، وأن جميع الحدود البرية- على الأقل من الناحية النظرية- خاضعة لسيطرة قوات تابعة لحكومة اليمن، فقد وجد الفريق أن قوات الحوثيين تظهر قدرة على ابتكار ونشر منظومات أسلحة أكثر تطوراً، غير أنه- استناداً إلى الأدلة المتاحة للفريق- يبدو أنه- خلافاً لما تم في عامي 2015 و2016 من توريد منظومات أسلحة كاملة أو مجمعة تجميعاً جزئياً من الخارج إلى قوات الحوثيين- فهي تعتمد حالياً- بصورة متزايدة- على استيراد مكونات عالية القيمة تُدمج- بعد ذلك- في منظومات مجمعة محلياً، مثل الطائرات المسيرة من دون طيار الطويلة المدى.. وواصل الفريق التحقيق فيما إذا كانت قوات الحوثيين تتلقى مساعدة من خبراء أجانب في هذه العملية.
ألف- القذائف الإنسيابية المضادة للسفن
(80):- تلقى الفريق معلومات إضافية تتعلق بدراسة الحالة التي أصدرها في تموز/يوليو 2018بشأن الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وهو بصدد تحديث تحقيقه بهذا الخصوص..
ويرى الفريق أن قوات الحوثيين تتحمل المسؤولية عن الهجمات التي شنت على السفينة "أبقيق" في نيسان/ إبريل وعلى السفينة" إنجي إنيبولو" في 10 أيار/ مايو. وأجرى الفريق مقابلات مع أفراد الطاقم وممثلي شركات الشحن وخبراء في المجال البحري.. وحلل الحطام المتبقي من كلتا السفينتين، فضلاً على صورة ملتقطة بالرادار..
واستناداً إلى تقييم البيانات المتاحة، استنتج الفريق أن السفينتين أصيبتا بقذائف مضادة للسفن أطلقت من الأرض.. وفي حالة الهجوم- الذي أستهدف الناقلة" إنجي إنيبولو" التي ترفع العلم التركي والتي كانت تنقل شحنة حبوب إلى اليمن- يبدو من المرجح جداً أن الهدف المقصود كان ناقلة النفط الخام الضخمة "مانيفا" التي ترفع العلم السعودي، والتي كانت- وقت وقوع الحادث- تبحر بالقرب من السفينة" إنجي إنيبولو". وفي كلتا الحالتين كادت الخسارة في الأرواح تكون كبيرة.
(81):- وفي 7 تشرين الثاني/نوفمبر2017 نشر الحوثيون صوراً إعلامية لخمس قذائف مضادة لسفن تسمّى "المندب" وتتميز بخصائص خارجية مماثله للقذائف المضادة لسفن من النوعين C-801 و C-802 التي تنتجها الصين..
وفحص الفريق بقايا المقذوفات التي جمعت من كلتا السفينتين المستهدفتين ووجد ما يلي:- (أ) قطع ذات خصائص مماثله للقذائف من نوع C-802، (ب) علامات تشير إلى أرقام تسلسلية لقذائف من نوع C-802، (ج) قطع من محركات TRI-60 Microturbo الفرنسية الصنع.
ووجه الفريق رسائل إلى حكومات الصين وفرنسا واليمن، بغية تحديد نوع القذيفة المستخدمة بدقة.. وتلقى الفريق تأكيداً من حكومة اليمن يفيد أن القذائف المضادة لسفن من نوع C-802 كانت جزءاً من ترسانة البلد قبل فرض حظر الأسلحة المحددة الأهداف، مما يعني- ضمناً- أن القذائف وقعت في أيدي الحوثيين في عام 2015.. بيد أن رسالة التأكيد الواردة في حكومة اليمن لم تحدد الطراز الذي جرى استيراده من فئة القذائف C-802..
وتلقى الفريق معلومات تفيد بأن المحرك من نوع Microturbo -الذي أشير إلى استخدامه في الهجوم على السفينة "أبقيق"- قد تم توريده إلى شركة SODIS SA في برشلونة بإسبانيا، وأنه يحمل رقم القطعة 20-01-200 والرقم التسلسلي122..
وقد وجه الفريق رسالة إلى إسبانيا يطلب فيها، موافاته بمعلومات عن آخر جهة وديعة معروفة للمحرك، والفريق في انتظار تلقي رد من إسبانيا ومعلومات إضافية من فرنسا.. وتلقّى معلومات من الصين تفيد بأنه لم يتم تصدير أي قذائف من نوع C-802 إلى اليمن.
(82):- وفي وقت الهجوم.. كانت السفينتان على بعد 88 كم و 123,8 كم من البر.. وقد أنتجت أنواع عديدة من القذائف من فئة C-802، منها نوع يطلق من البر ويصل مداه إلى 190 كم..
ويبرهن استخدام مثل هذه القذائف على قدرة الحوثيين على أن تهدد فعلياً الملاحة التجارية في البحر الأحمر..
ويرى الفريق أن قوات الحوثيين استخدمت- لتحديد الأهداف- أسلوباً يجمع بين الرصد البصري من البر ومن الزوارق والرادار المتنقل على البر.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد