في قمة تونس مواقف عربية متجددة حول القضية اليمنية:

الملك سلمان: ندعو المجتمع الدولي إلزام المليشيات الحوثية بوقف ممارساتها العدوانية..

2019-04-01 02:01:53 أخبار اليوم/ متابعات


أعلن العاهل السعودي الملك/ سلمان بن عبد العزيز، أن «القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك»، حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأكد الملك بن عبد العزيز- في افتتاح أعمال القمة العربية في دورتها الثلاثين بتونس- استنكار المملكة ورفضها لقرار الإدارة الأميركية المتعلق بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1948.
وقال العاهل السعودي «نجدد التأكيد على رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان».
وأكد الملك سلمان دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي في اليمن وفق المرجعيات الثلاث، مطالباً في السياق ذاته، «المجتمع الدولي إلزام المليشيا الحوثية المدعومة من إيران بوقف ممارساتها العدوانية التي تسببت في معاناة الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار المنطقة».

وأضاف العاهل السعودي، إن السياسات العدوانية للنظام الإيراني تشكل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والمبادئ الدولية، مطالبا «المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة تلك السياسات ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم».

وسلّم الملك/ سلمان بن عبد العزيز رئاسة القمة (ترأستها المملكة في دورتها الماضي وعقدت في ظهران بتاريخ 29 أبريل عام 2018) الحالية للرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية.
قمة العزم والتضامن
وفي كلمته الافتتاحية اقترح رئيس الجمهورية التونسية رئيس القمة/ الباجي قائد السبسي، أن تنعقد القمة العربية في دورتها الـ30 تحت شعار «قمة العزم والتضامن».
وأضاف السبسي- في الجلسة الافتتاحية التي انعقدت في قصر المؤتمرات بتونس العاصمة-«علينا العمل على استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا» وهو ما يستدعي- على حد تعبيره- «في المقام الأول، تجاوز الخلافات، وتنقية الأجواء العربية، وتمتين أواصر التضامن الفعلي بيننا».
وعبّر القائد السبسي عن الثقة بأنّ تحسين أوضاع الامة والارتقاء بها إلى المكانة التي هي بها جديرة، يظل ممكنا مهما استعصت الأزمات وتعقّدت الأوضاع..
فالوطن العربي- على حد قوله- لا تَعُوزُه آليات العمل المشترك، ولا الموارد البشرية والمادية ولا عناصر الوحدة والتكامل غير انه ظل رهين أوضاع دقيقة وقضايا لم تجد بعدُ طريقها نحو التسوية، بل ما فتئت تتفاقم لتُثقل كاهل البلدان وتستنزف مقدّرات الشعوب سياسيا وأمنيا وإنسانيا وتنمويا.
وشدد على أنه من غير المقبول أن يتواصل الوضع على ما هو عليه، وأن تستمرّ المنطقة العربية في صدارة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الإنسانية والإرهاب وتعطّل التنمية وان تُدار قضايانا العربية، المرتبطة مباشرة بالأمن القومي، خارج أُطُر العمل العربي المشترك.
الكويت تدعو لتجاوز الخلافات العربية
وأكد أمير دولة الكويت، الشيخ/ صباح الأحمد الصباح- في كلمته- على ضرورة توحيد المواقف العربية وتجاوز الخلافات وتطوير العمل العربي التنموي المشترك لمواجهة الظروف والتحديات المتسارعة في المنطقة.
وأوضح أمير دولة الكويت أن القضية الفلسطينية « لازالت قضية العرب الأولى » وهي تعاني «ابتعادها عن دائرة اهتمام المجتمع الدولي وصدارة الأولويات العربية »، مشدداً على « أن العالم واستقراره سيبقى يعاني اضطراباً وتدهوراً، ما لم تتحقق التسوية العادلة للقضية الفلسطينية والتي تفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية».
وحول الوضع في اليمن، شدد الأمير الكويتي أن العراقيل « لازالت تواجه المساعي لتطبيق اتفاق ستكهولم (السويد)»، معتبراً أن « الآمال لازالت بعيدة للوصول إلى حل سياسي ينهي الصراع الدامي والمعاناة الانسانية للشعب اليمني، رغم قناعة المجتمع الدولي أنه لا حل لهذا الصراع إلا بحل سياسي شامل يستند الى المرجعيات المعلنة».
وأعرب الأمير الكويتي عن « أسفه ورفضه لإعلان الولايات المتحدة الأميركية اعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، لما تمثله هذه الخطوة من « خروج عن قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 497 وإضرار بعملية السلام.
وبخصوص الوضع في سوريا، أبرز الشيخ/ صباح الأحمد الصباح، أن العالم تيقن بأن "الاقتتال " في هذا البلد الذي امتد لأكثر من ثماني سنوات « لم يفض إلى حل لهذا الصراع الدامي « حسب تعبيره، داعيا الى "إفساح المجال أمام الحل السياسي الذي قال إنه "يحقق مطالب أبناء الشعب السوري ويحقق لسوريا أمنها وسيادتها ووحدة أراضيها، استناداً للقرار 2254 ومخرجات مؤتمر جينيف 1".6
مصر تطالب بتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب
وأكد الرئيس المصري/ عبد الفتاح السيسي، أن مواجهة خطر الإرهاب- الذي بات يهدّد وجود الدول- تقتضي التحرك بشكل سريع وبدون مماطلة، لتطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب، التي تضمنتها قرارات جامعة الدول العربية، وعلى رأسها قرار «تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب»، الذي اعتمد في القمة العربية الأخيرة في الظهران.
وشدد على أن القمة العربية تأتي في منعطف خطير في تاريخ الأمة العربية، ازدادت فيها التحديات، وتعددت الأزمات، وتعقدت المهام المطلوبة لمواجهتها في ظل تحديات متراكمة، على رأسها الصراع العربي الإسرائيلي.
وقال، إن ما ستتخذه القمة من قرارات لمواجهة هذه التحديات سيكون له أثر حاسم، ليس فقط على حاضر المنطقة وإنما أيضا على مستقبل الأجيال القادمة، التي قال إنها «ستحاسبنا، كما سيحاسبنا التاريخ، على القرارات التي سنتخذها، وعلى النهج الذي سنتبعه في توجيه دفة دولنا».
وأضاف "إن استمرار الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، سيبقى وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولي، طالما استمر ضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، وبقيت محاولات الالتفاف على مرجعيات السلام ومحدداتها، مشيراً إلى أن العرب قد اختاروا السلام، وقدموا مبادرة شاملة تمد اليد بالسلام العادل، مقابل تحرير الأراضي العربية المحتلة كافة".
وأعرب عن تمسك مصر بتطبيق اتفاق ستوكهولم في ما يتعلق بالأزمة في اليمن، وتنفيذ الانسحاب الكامل والفوري من ميناء الحُدَيْدَة، كمقدمة لبدء المفاوضات الرامية لتسوية الأزمة اليمنية وفقا لمرجعياتها المعروفة، مطالباً بالتخلي عن منطق الغلبة والاستقواء، والتوصل إلى كلمة سواء، تعلي مصلحة اليمن وشعبه الشقيق.
أمير قطر يقطع مشاركته ويغادر
وقطع أمير دولة قطر، الشيخ/ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، مشاركته في القمة العربية وغادر في اتجاه مطار تونس قرطاج، دون أن يلقي كلمة قطر ودون مواصلة الأشغال وفق ما نقلت وكالة أنباء التونسية (وات).
وأكدت وكالة الأنباء القطرية، مغادرة الشيخ تميم تونس، وتوجيهه برقية شكر للرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي على الحفاوة التي وجدها عند استقباله.
ولم تذكر الوكالة القطرية الأسباب التي دفعت أمير قطر للمغادرة بشكل مفاجئ، دون أن يلقي كلمته في القمة كبقية الرؤساء العرب.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد