رغم سوء المعيشة وانقطاع الرواتب..

إدارات المدارس بصنعاء تحتال على الطلاب والطالبات وتنهب مصاريفهم

2019-04-01 02:04:57 أخبار اليوم/ متابعات


"لا يحصلون على وجبة إفطار كاملة وبعضهم جائعون، لا يستطيع أهاليهم تأمين الوجبات لهم وتبدو عليهم ملامح الإرهاق والتعب".. هذا هو ملخص حالة الكثير من طلاب وطالبات المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء.. ومع كل هذا السوء، يتعرضون للجباية بمبررات احتياله من قبل إدارات المدارس، بالإضافة إلى الرسوم الشهرية المفروضة مؤخراً.
وتعد الدراسة شبه معطلة في كثير من المدارس بصنعاء وبقية المحافظات، التي يسيطر عليها الحوثيون، بسبب انقطاع رواتب المعلمين للعام الثالث على التوالي، حيث تجري العملية التعليمة بطريقة مختلة، ويتاح الغياب للطلاب بشكل مطلق، وفي غالبية الأيام لا يأتي مدرسون، فتكون إجازة إجبارية للطلاب.
وتعمل وزارة التربية- التي يسيطر عليها الحوثيون- على استخدام كل الوسائل والطرق- عن طريق إدارات المدارس ومكاتب التربية- لجباية الأموال من الطلاب، سواء من خلال فرض رسوم إجبارية مضاعفة أو معاقبة الطلاب على أخطاء يرتكبونها بدفع أموال لإدارة المدرسة.
جباية مصروف الطلاب


في مطلع مارس عملت إدارة مدرسة "فاطمة الزهراء للبنات" في حي سواد حنش بالعاصمة صنعاء، على فرض مبالغ مالية احتيالية على الطالبات في المدرسة الحكومية التي يتم التدريس فيها بالفترة الصباحية للمرحلتين الأساسي والثانوي.
وقالت طالبات- في حديث لـ "يمن شباب نت"- إن المدرسات يتعمدن على معاقبة الطالبات بدفع مبالغ مالية، حيث تم حجز نحو 100 طالبة على اعتبار أنهن تأخرن عن الحضور للمدرسة وتم فرض عقوبة عليهن بدفع 100 ريال على كل طالبة، رغم أن الوقت- الذي وصلن فيه- لا يسمح بعقوبتهن.
وامتنعت الطالبات اللاتي في الصفوف الوزارية (تاسع، ثالث ثانوي) ورفضن دفع المال ولم يقبلن أن يتعرضن للضرب وتم حبسهن في أحد فصول المدرسة وتهديدهن بأرقام الجلوس والاستمارات، وتم تسجيل أسمائهن والاتصال لشخص على أنه موظف في وزارة التربية وتم إبلاغه أن يلغي إعطاء الدرجات الوزارية للطالبات، ثم بعدها اضطررن لأن يدفعن المبلغ.
وليست هذه المرة- التي تفرض على الطلاب دفع مبالغ مالية- لكن الطريقة جديدة واحتياله، حيث وسبق أن حددت رسوماً شهرية على كل طالب بقيمة «1000ريال» على أن تذهب تلك الرسوم بدل مواصلات للمعلمين الذين بلا رواتب، في حين يعمل الحوثيون ما بين الحين والآخر فرض حملات تبرع من الطلاب لجبهات القتال ومسميات أخرى.
نهب 30 ريالاً من طالبة بالابتدائية
وتمر غالبية الأسر بوضع معيشي سيئ للغاية ولا يستطيعون تأمين وجباتهم الرئيسة، وهذا ينعكس على المصروف الذي يتلقاه الطلاب من أسرهم، حيث يذهب بعض الطلاب بمبلغ زهيد جداً والبعض الآخر يذهب إلى المدرسة ولا يملك أي مصروف وقد يكون جائعاً لم يتناول حتى وجبة الإفطار في المنزل لأنه غير متوفر أصلاً.. والكارثة أن هؤلاء الطلاب يتعرضون للجباية في المدرسة.
وسردت طالبة - تدرس في مدرسة الزهراء للبنات - في صفحتها على "فيسبوك" قصة طالبة في الابتدائية تعرضت للعنف من قبل مُعلمة في نفس المدرسة، وبنفس اليوم الذي تم احتجاز الطالبات بسبب تأخرهن وفرض عليهن عقوبة مالية تسلم للإدارة.
وقالت "ان طفلة في الابتدائية من ضمن المتأخرات كانت دموعها تغطي وجهها وتبكي وتخبر المعلمة أنها لا تملك سوى 30 ريالاً وتبكي بحرقه، وتطلب إعفاءها من العقوبة لأنها لم تتناول وجبة الفطور وتسمح لها بدخول الفصل الدراسي، لكنها أخذت منها المبلغ وضربتها في يدها ولم ترحم دموعها".
وأضافت "لم تكتف المُعلمة بالضرب للطفلة- والتي يبدو من مظهرها أنها فقيرة- وبالرغم من ذلك تلفظت بألفاظ بذيئة التي من المفترض أن تكون قدوة لهن" وتساءلت الطالبة: أليست التربية قبل التعليم أيها المعلمين والمعلمات والطالبة في الصف الأول ابتدائي تتعرض للضرب بالعصى والسب أيضاً؟
وتم أخذ المبالغ المالية لما أسموه "إصلاح بعض الترميمات في المدرسة"، وتعد مثل هذه الجبايات عمليات نهب للطلاب- رغم حالتهم السيئة- ويعلل المعلمون ممارستهم بحق الطلاب بأنهم بلا رواتب ويدرسون بشكل مجاني، لكنهم يعرفون أن الطلاب لا ذنب لهم وحالتهم ليست جيدة، وغالبية طلاب المدراس الحكومية من أبناء الأسر الفقيرة، أما أبناء الذين حالتهم المادية جيدة يتعلمون في مدارس خاصة.
كارثة تدهور التعليم
كشف المدير الإقليمي لليونيسف/ خِيرْت كابالاري "أن وضع قطاع التعليم في اليمن مروع، فمن أصل 7 ملايين طفل في سن المدرسة، هناك أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة، وتضررت البنية التحتية للمدارس بشدة، كما أن المواد التعليمية شحيحة".
وأضاف- في تصريح صحفي- "لم يعد من الممكن استخدام واحدة من كل خمس مدارس في اليمن بسبب الضرر الذي لحق بها أو استخدامها لأغراض عسكرية أو لإيواء عائلات نازحة" وأشار إلى "إنه بدون رواتب منتظمة، لم يتمكن المعلمون من الوصول إلى مدارسهم، أو اضطروا إلى البحث عن فرص أخرى لكسب العيش لإعالة عائلاتهم".
وقالت اليونيسف- في تغريدة بحسابها على موقع "تويتر"- لا يذهب الكثير من الأطفال الذين يعيشون في بيوت الصفيح في صنعاء إلى المدارس نتيجة الفقر، وترك 72% من الأطفال المدرسة للمساعدة في كسب الرزق، ولم يستطع 98% من الأطفال ذوي الست سنوات الالتحاق بالمدرسة بينما 66% من الأطفال بين 6 و14سنة أميون و60% من اليافعين لم يلتحقوا بالمدرسة أبداً.
ورغم الكارثة التي أصابت العملية التعليمية في اليمن، يسعى الحوثيون لتغيير المناهج وبث أفكار طائفية، في الوقت الذي يستغلون غياب التعليم الجاد لاستقطاب الطلاب من المدارس إلى صفوفهم وتجنيدهم من خلال معلمين تابعين لهم تم توزيعهم على معظم مدارس صنعاء ومهمتهم تجنيد الطلاب ويتم إغراؤهم بالنجاح ونسب عالية في الاختبارات الوزارية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد