أقر مجلس النواب- بالأجماع- استمرار انعقاده الدائم، في دورته الاستثنائية المستمرة منذ السبت الماضي، بمدينة سيئون بمحافظة حضرموت، شرق اليمن.
وناقش أعضاء المجلس في الجلسة العامة التي عقدت أمس السبت، برئاسة الشيخ/سلطان البركاني، عدداً من القرارات والتوصيات والمشاريع، ذات الأولوية الهامة، وانتقد الأعضاء الأوضاع المعيشية وانعدام المشتقات النفطية وطالبوا بإجراءات صارمة لاستكمال التحرير.
الانعقاد الدائم
خصصت جلسة الأمس، لمناقشة القضايا العامة، حيث أدلى عدد من نواب البرلمان، بما تجود به ضمائرهم، وما يرونه مناسباً للطرح تحت قبة البرلمان بمقره المؤقت في سيئون.
وفي الجلسة، تحدث البرلماني/ أحمد باحويرث، عن الأوضاع المتردية في المناطق المحررة، وضرورة تطبيعها وإحلال الاستقرار فيها.
وركز- في مداخلته- على الجوانب الأمنية في المناطق المحررة، خصوصاً بمديريات الوادي والصحراء بمحافظة حضرموت، والتي ينعقد البرلمان في عاصمتها سيئون، وتعاني من انفلات أمني وتزايد حالات القتل التي وصلت إلى مختلف المستويات.
وأشار باحويرث إلى الدهشة والاستغراب، من الإمكانات البسيطة التي تتوفر لدى إدارة أمن الوادي والصحراء، ومنها الآليات والمحروقات، مطالباً الحكومة بمعالجة هذا القصور والاهتمام بإدارة أمن الوادي والصحراء.
إلغاء تصرفات الحوثيين
ورأى أحمد الشقذة، أن يصدر مجلس النواب، قانوناً بالإلغاء التصرفات التي تجري في صنعاء، تحت القهر والاحتلال، مطالباً أن يصدر المجلس أول قانون يلغي به كل التصرفات التي تحدث في صنعاء بدون نصاب قانوني وخارجة على القانون، ولا تتوافق مع اللائحة الداخلية للمجلس.
قضايا هامشية
وانتقد النائب/علي عشال، انشغال أعضاء البرلمان بمناقشة القضايا العامة والهامشية، في الوقت الذي كان عليهم مناقشة وسائل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، مستحضراً ما كان قبل أربع سنوات، حيث كان المجلس يناقش في يوم الأربعاء فقط القضايا العامة.
ودعا- في مداخلته- إلى التركيز على القضايا الجوهرية التي تهم المواطن، مشيراً إلى أن القضية العامة التي يجب أن يبدأ بها، البرلمان هي"ما الذي يجب علينا أن نقوم به من أجل استعادة الدولة".
واعتبر عشال المأساة بانقطاع البرلمان عن عقد جلساته، بعد أن أعاد الأمل للناس وهللوا بعودة المجلس لدوره، مقترحاً الانعقاد الدائم للمجلس.
وشدد- في مداخلته- على أن تحظى مديريات وادي وصحراء حضرموت بمشاريع ذات بعد استراتيجي نظير استضافتها لجلسة البرلمان وتحل مشاكل أبنائها المستضيفين للمجلس.
قرارات وتوصيات
وأوصى مجلس النواب- في ختام جلسته- الحكومة بتنفيذ مشروع توليد الطاقة الكهربائية لمحافظة حضرموت الوادي والصحراء بوقود الغاز. وشدد أعضاء المجلس على ضرورة اهتمام الحكومة بمدينة سيئون و إعطائها الأولوية في مشاريع الخدمات الأساسية والتنموية.
وبارك مجلس النواب إشهار تحالف القوى السياسية اليمنية.
مرتبات الجنود
وطالب نواب الشعب- في نقاشهم المستفيض في جلسة أمس التي حددت لمناقشة القضايا العامة- طالبوا بضرورة الوقوف أمام مجمل القضايا الهامة والمستعجلة للمواطن اليمني والتي تستدعي حلها ومعالجتها ومنها مرتبات الجيش الوطني وضرورة ان تعمل الحكومة على عملية انتظام المرتبات بهذه المؤسسة التي تدافع عن الوطن والمواطن وحل كافة مشاكل الشهداء والجرحى والبت فيها بشكل نهائي.
كما أكدوا على معالجة قضايا التعيينات والتوظيف العشوائي سواء في السلك الدبلوماسي أو مؤسسات الدولة الأخرى والعمل على إعادة إصدار الجوازات في المحافظات المحررة التي تعاني حتى الآن من توقفها.
لا حل في الحديدة غير الحسم
واستمع المجلس الى تقرير موجز عن الأسباب التي أدت إلى فشل تنفيذ اتفاق الحديدة، استعرض فيه رئيس فريق الحكومة في لجنة الانتشار والرقابة على التهدئة اللوا/ء صغير بن عزيز، ما خلفته الخروقات المستمرة من الانقلابيين، والتي أدت إلى سقوط 3204 شهداء من المدنيين، مضيفاً " لا يمر يوم في الحديدة إلا ويسقط ضحايا جراء استمرار خروقات الحوثيين المستمرة يومياً".
وخاطب اللواء بن عزيز، عضو مجلس النواب، الأعضاء قائلاً "من يظن ويعتقد أننا سنتوصل إلى حل مع مليشيا الحوثي بالطرق السياسية، فهو لم يفهم الدرس جيداً حتى الآن".
وصارح النواب بما أنجزته المليشيات- خلال الفترة التي توقفت فيها القوات الحكومية من أجل السلام- وتحويلها "مدينة الحديدة إلى أنفاق، وأصبحت البناء التحتية في المدينة مهددة بالانهدام، ومنها ما انهدم بسبب الأنفاق والحفريات والتحصينات التي يستحدثها الحوثيون في كل شوارع وأحياء المدينة".
وأشار بن عزيز، إلى مطار الحديدة، والذي لم يعد مؤهلاً لاستقبال الطائرات، جراء الحفريات والأنفاق التي حفرها واستحدثها الحوثيون حوله ومن تحته وفي مختلف مرافقه.
وصارح اللواء/ بن عزيز، أعضاء المجلس قائلاً: إنه لا حل مع جماعة الحوثي، إلا بالحسم العسكري، وإن تأخر حسم المعركة يزيد في سقوط الضحايا".
وتحدث بن عزيز عن عمل المبعوث الأممي/ مارتن غريفيث، المخالف لاتفاق الحديدة، وقرار مجلس الأمن 2451، مضيفاً "يريد غريفيث اللقاء بالقيادات، وأن يطرح عليها موضوع عملية إعادة الانتشار في الحديدة فقط، والمتمثل بانسحاب القوات الحكومية وخروجها من جزء كبير من المدينة، مقابل انسحاب الحوثيين واستبدالهم بمليشيات حوثية أخرى عبر قوات أمن موالية".
وطالب بن عزيز، أعضاء البرلمان والحكومة بالوقوف بجدية أمام تعنت المليشيات، والعمل على إقناع المجتمع الدولي بعدم إمكانية التوصل إلى حل باتفاق السويد أو بغيره.
ولفت اللواء بن عزيز إلى التسهيلات التي قدمتها القوات الحكومية في سبيل إعادة تشغيل مطاحن البحر الأحمر، وفتح المجال لموظفي برنامج الغذاء العالمي وتسهيل وصولهم إلى المطاحن لتشغيلها وتوزيع القمح، لكن الحوثيين هددوا باستهداف المطاحن إذا لم يكونوا هم المشرفون عليها.
وأكد رئيس الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار بالحديدة، منع الحوثيين عبور 120 موظفاً من الغذاء العالمية إلى مطاح البحر الأحمر، وإعادتهم إلى المدينة.
واتهم بن عزيز، الجماعة الحوثية، بمحاولة السيطرة على المساعدات واحتكارها لصالح مسلحيها، ولا يوزع منه شيء للشعب اليمني. مشيراً إلى مخاطبة الفريق الحكومي، لمنظمة الغذاء العالمية لمعرفة أسباب عدم شروعها في إعادة تشغيل المطاحن، "إلا أن الرد من المنظمة لم يصلنا حتى اللحظة".
وتحدث نائب رئيس مجلس النواب/ عبدالعزيز جباري، استعرض مع الأعضاء كواليس المشاورات التي عقدت بين الحوثيين والحكومة في السويد خلال الفترة 6-13 ديسمبر/كانون الأول 2018، مشيراً إلى إصرار المليشيات على المضي في حربها على الشعب اليمني، ورفض وعرقلة كل الجهود الرامية للوصول إلى سلام ينهي الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.
مارتن غريفيث في البرلمان
وتوقع رئيس المجلس/ سلطان البركاني، حضور المبعوث الأممي الخاص لليمن/ مارتن غريفيث إلى البرلمان في جلسة اليوم، مشدداً على ضرورة إيصال رسالة ومطالب البرلمان للأمم المتحدة، والضغط عليها في سبيل تطبيق اتفاق السويد.
ويواصل مجلس النواب اليوم الثلاثاء، جلساته بحضور الحكومة، ورئيسها، وسط أنباء عن تعليق الجلسات نهاية الأسبوع بعد إقرار الموازنة العامة.