لا يكاد أبناء حجة والمحافظات المسيطر عليها من ميليشيات الحوثي الانقلابية، يفيقون من أزمة مفتعلة حتى تتلقفهم أخرى، منذ انقلاب الميليشيات حتى اليوم، تضاعفت معها هموم ومعاناة المواطنين بشكل لم يعد يحتمل.
حيث تشهد كافة المحافظات القابعة تحت عبث الحوثيين منذ مطلع أبريل الجاري، ارتفاعاً حاداً في أسعار المشتقات النفطية، مع شبه انعدام لها في الأسواق، وهو ما انعكس سلباً على أسعار مختلف السلع واحتياجات المواطنين الذين باتوا لا حول لهم ولا قوة أمام تسلّط وإرهاب الميليشيات.
"أخبار اليوم" رصدت جانباً من مظاهر الأزمات التي يغرق فيها أبناء بمحافظة حجة، بإشراف وتنظيم ميليشيات الحوثي الإجرامية، وانعكاساتها على الوضع المعيشي للسكان..
انعدام المشتقات النفطية
أدى ارتفاع المشتقات النفطية- التي بلغ سعر دبة البترول إلى عشرين ألف ريال- والدبة الديزل أكثر من ١٥ ألف ريال- أدى إلى شل حركة المواطنين وتنقلاتهم..
وبحسب عدد من مالكي السيارات، فإن المشتقات النفطية وصلت لأسعار خيالية، وعبر السوق السوداء التي تديرها سلطات الأمر الواقع الانقلابية، وغير متوفرة في معظم المناطق.
غلاء فاحش
هذا الارتفاع الكبير لأسعار المشتقات النفطية- بدوره- انعكس سلباً على حياة المواطنين الذين يواجهون جحيم ارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية، وصولاً إلى ارتفاع في قيمة المياه والنقل وغيرها من احتياجاتهم، وسط تجاهل لهذه المعاناة من قبل الميليشيات التي تتعمد اغراق السكان في أتونها، خاصة في ظل غياب الرقابة على الأسواق مع جشع معظم التجار، الأمر الذي يتحمل تبعاته المواطن ليزيد الحمل على كاهله أضعافاً.
انعدام الغاز المنزلي

الغاز المنزلي وانعدامه من الأسواق، كارثة أخرى يتجرع المواطنون مرارتها منذ سنوات، حيث تتعمد ميليشيات الحوثي خلق أزمات فيها بين الحين والآخر، وتتحكم في عملية بيعه، بما يتناسب مع برامج نهبها المنظم.
ويقول مواطنون بالمحافظة بأن الميليشيات تمنع توفير الغاز المنزلي لفترات طويلة لتقوم بعدها ببيع كميات بسيطة وبأسعار كبيرة، مما يضطر الأهالي لشرائه تحت ضغط الحوثيين، في الوقت الذي لم تسمح فيه الميليشيات بوجود أي أصوات فردية أو جماعية أو جماهيرية لانتقادها أو معارضة لسياساتها!
فرض المجهود بالقوة
ولم تكتف الميليشيات بجباية الأموال الطائلة من أزمات النفط والغاز، بل لازالت تواصل فرض ما تسميه بالمجهود الحربي بالقوة على كافة المحلات والتجار بمختلف المديريات والتي تضاف إلى أسعار السلع التجارية ويتحمل تبعاتها المواطنون.
ويشكو تجار المحافظة من تعسف عناصر الميليشيات التي لا يستطيعون مواجهتهم، وفي حال امتناعهم يتم سجنهم وإهانتهم، واصفين تعامل الحوثيين معهم بالهمجية واللا أخلاقية.
وسبق أن شنت الميليشيات حملات اختطافات على ملاك محلات الصرافة مطلع الشهر الجاري، بحجة تداول العملات الجديدة، لتفرض عليهم مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عنهم.
ثراء حوثي
وبحسب شهود عيان في أكثر من مديرية ومركز المحافظة، فإن الميليشيات الانقلابية تجني- من وراء هذه الأزمات- مئات الملايين عبر السوق السوداء، إلى جانب ما تجمع عناصرها باسم المجهود الحربي، والذي تتجلى معالمه على الثراء الفاحش لمشرفي وقيادات الحوثيين، بينما يعيش معاناة هذه الأزمات أبناء المحافظة.
أمل لم تتضح معالمه
ووسط هذه الأمواج من الأزمات المفتعلة يعيش المواطنون حالة من التوهان، ينتظرون الأمل في إنقاذهم من هذه العصابات غير أنهم لا يعلمون وجهة هذا الأمل ولا معالمه، وعلى مضض منهم يتقبلون سياسات القمع والبطش والنهب الحوثية بعد أن فقدوا جوامع شتاتهم من مؤسسات وأحزاب ومنظمات جماهيرية وقبيلة، بفعل معول الهدم الميليشاوي.
ويرقب أبناء حجة كل تقدم لقوات الجيش الوطني في اتجاه بمدينة عبس الاستراتيجية الذي سيعجل بإنهاء الانقلابيين في بقية المديريات، إلا أن ذلك سرعان ما يتبدد مع تأخر وتوقف قوات الشرعية عن أي تحرك، فهل ستجد نداءات المواطنين من يسمع أنينها ويبعث فيها الحياة من جديد؟؟!.