توقف الجبهات عند مساحة محددة من أبرز ملامح عدم جدية إنهاء الانقلاب

جبهات الحدود بين هدف تأمين المملكة وواقع خذلان الشرعية

2019-05-01 11:49:31 أخبار اليوم / تقرير خاص


شكلت جبهات الحدود الشمالية لليمن مع المملكة العربية السعودية، أهمية بالغة لدى التحالف العربي الذي يسعى- منذ الوهلة الأولى- إلى دعم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتأمين أراضي المملكة ضمن خطة دحر الانقلاب وإنهائه، كما أعلنت عن ذلك دول التحالف العربي بقيادة المملكة.
غير أن تلك الجبهات ومنذ سنتين تقريباً لم تراوح أماكنها التي وصلت إليها، بعد أن تم دحر الحوثيين من خط التماس الحدودي إلى العمق اليمني، وظلت تلك الجبهات بين مد وجزر، وصل بها الحال في كثير من الأحيان للانسحاب من مناطق كان قد تم السيطرة عليها من قبل قوات الشرعية لتعود اليها الميليشيات.
"أخبار اليوم" سلطت الضوء- عبر هذا التقرير- على جانب من سير المعارك في تلك الجبهات الممتدة بين محافظتي حجة وصعدة، والتكتيك المتبع فيها ومدى قرب وابتعاد خطط الشرعية والتحالف من خطة إنهاء الانقلاب.. إلى التفاصيل:
الموقع والأهمية 


تمتد جبهات الحدود مع المملكة العربية السعودية واليمن من مديرية ميدي الساحلية غربا والتي تتبع بمحافظة حجة، إلى مديريتي كتاف والبقع شرقاً التابعة لمحافظة صعدة، وفي مجملها تقع شمال اليمن.
وتضم المنطقة الحدودية مديريتي "حرض وميدي" بمحافظة حجة، و مديريات "الظاهر، وشدا، ورازح، والغمر، ومنبه، وقطابر، والبقع، وكتاف" بمحافظة صعدة، وتحد تلك المناطق من الجانب السعودي كل من منطقتي جيزان ونجران.
وشكل الشريط الحدودي للمملكة مع اليمن أهمية بالغة لحماية أراضيها من هجمات ميليشيات الحوثي الانقلابية، خاصة وأن الحوثيين باشروا- منذ الوهلة الأولى- لاندلاع الحرب بفتح جبهات عدة على الحدود استهدفت مواقع عسكرية ومدينة داخل العمق السعودي.
تهديد أمن المملكة
من المعلوم أن الحوثيين قاموا بتنفيذ أول مناورة عسكرية بعد انقلابهم بأيام على الحدود اليمنية السعودية شمال صعدة في رسالة واضحة لأهدافهم الأولى بعد بسط نفوذهم على محافظات اليمن، ولذا باشرت المملكة بالإعداد للتدخل العسكري المباشر والذي بدأ بعدها بأشهر مع انطلاق عاصفة الحزم، وذلك لعدة أهداف من أهمها حماية امن المملكة من اي أعمال مسلحة للحوثيين قد تستهدفهم.
وجاءت عاصفة الحزم بعد أن شعرت المملكة بخطورة الانقلابيين ليس على اليمنيين فحسب وإنما عليهم في المقام الأول والمنطقة عموما، ولذا فقد كانت جبهات الحدود من أهم الجبهات التي لاقت اهتماماً بالغاً لدى التحالف الذي تقوده السعودية.
منطقة آمنة 


وبحسب دراسة "لمركز أبعاد للدراسات والبحوث " نشرت مؤخرا، فقد قسمت الجبهات القتالية إلى ثلاث أحدها "جبهات تأمين الحدود السعودية" والتي تقول الدراسية بأن تلك الجبهات لا تهدف إلى الانتصار على الحوثي وإنما لخلق منطقة آمنة على الحدود اليمنية السعودية لحماية حرس الحدود التابع للملكة من هجمات الحوثيين.
وهو ما أكدته تحركات الجيش الوطني في مختلف تلك الجبهات والتي توقفت عن التقدم في العمق اليمني "أماكن سيطرة الميليشيات" عند نقاط محددة، بعد أن تم دحر الحوثيين إلى مساحات كبيرة في الأراضي اليمنية مسرح المواجهات حاليا.
أهداف محدودة
ومن بين الأهداف المعلنة للتحالف العربي بقية أهداف محدودة فاعلة بينما تم تجميد بقية الأهداف والتي في مقدمتها أنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الشرعية وبسط نفذوها بمختلف المحافظات اليمنية.
وبالنظر إلى واقع حال الجبهات الحدودية أنها حققت هدفها الأساسي في تأمين أراضي المملكة من الهجمات المباشر لعناصر الحوثيين، إلا أنها لم تمنع وصول القصف الصاروخي إلى أراضيها، ساعد الميليشيات في الوصول إلى امتلاك هذه الإمكانات المسلحة، إطالة أمد الحرب الذي يزيد من قوتهم بمختلف الاتجاهات والمجالات.
كما كشفت حرب الحوثيين مع قبائل حجور بمحافظة حجة مؤخراً، عدم اكتراث التحالف لأي تحركات قبلية مناهضة للميليشيات، رغم أن قوات الجيش الوطني كانت على بعد عشرة كيلو مترات من المنطقة، إلا أنه تم منعهم أو عرقلة ـي تدخل لقوات الشرعية لدعمهم، ما يشير إلى أن مثل تلك الأحداث التي تصب في صالح الشرعية لا تعني التحالف.
مخبأ زعيم التمرد
اقتربت قوات الجيش الوطني مؤخرا من مخبأ زعيم ميليشيات الحوثي المدعو/ عبدالملك الحوثي، وذلك بوصولها إلى عقبة مران بمديرية الظاهر، وشكل ذلك التقدم بارقة أمل لاقتراب قطع رأس الأفعى، والتسريع في إنهاء الانقلاب.
إلا أن قوات الشرعية لم تراوح مكانها منذ أكثر من ستة أشهر، بل إنها تراجعت عشرات الكيلوهات، -بحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ"أخبار اليوم"- لتعود الميليشيات للتمركز فيها من جديد، وهو ما آثار التساؤلات حول المستفيد من هذه التوجهات التي لا تخدم الشرعية او التحالف او الشعب اليمني.
اغلاق المنافذ


من اهم سلبيات نشوب الحرب في المناطق الحدودية أنها كانت سلبا في إغلاق المنافذ البرية الحيوية المواطنين، خاصة منفذي حرض بحجة والبقع في صعدة، ما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من الأسر وتدمير ممتلكات المواطنين وعرقلة حركة المواطنين الاقتصادية والخدمية.
ومن جانب آخر يلاحظ المواطن البسيط قبل النخب إتاحة المملكة الحوثيين، استخدام ممرات ومنافذ غير رسمية لتنفيذ عمليات التهريب والمحصورة في محافظة صعدة، والتي يتم- من خلالها- تهريب القات والمخدرات والمواشي والعسل وغيرها من المواد، والتي تدر ملايين الريالات على الميليشيات الحوثية المتحكمة في تلك المنافذ وتفرض على أصحابها مبالغ مالية بالعملة السعودية.
تساؤلات مشروعة 
يمكن وصف حال جبهات الحدود بأنها بين مد وجزر، لا يخدم أهداف الشرعية أو دعمها، وإنما وفقا لما تمليه أهداف التحالف وتحديدا المملكة العربية السعودية التي لا تنظر لأبعاد هذا التلاعب مع ميليشيات لا تؤمن بالتعايش السلمي.
ولذا فإن السؤال الذي يفرض نفسه، لصالح من لا يتم السماح لقوات الشرعية بمواصلة تقدمها ودعمها للالتحام بباقي الجبهات؟ ثم إن توقف هذه القوات عند النقاط التي وصلت إليها لا يخدم أمن المملكة، وسبق أن نبهت "أخبار اليوم" في تقارير سابقة من خطورة سيطرة الميليشيات على منطقة حجور، كون جبالها تطل- بشكل مباشر- على مدن المملكة في جيزان، ما يؤكد بأن هدف المملكة السابق الذكر لم يتحقق وسينال أبناؤها جزءا من نار هذا العبث وعدم استقرار اليمن واليمنيين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد