الهجوم الحوثي على منشآت النفط السعودية بطائرات مسيرة يثير الأسئلة الخفية:

لماذا تم الاستهانة بالتحذيرات من تطوير الحوثيين للطائرات المسيرة؟!

2019-05-16 04:59:34 أخبار اليوم/ خاص

  

أعادت الهجمات، التي قامت بها مليشيات الحوثي بطائرات مسيرة بدون طيار على محطتي ضخ لخط الأنابيب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع السعودي الثلاثاء الماضي.. أعادت إلى الأذهان ما تم التحذير منه في وقت سابق من خطورة امتلاك مليشيا الحوثي لهذه من الطائرات المسيرة بدون طيار، والتي عملوا على استخدامها في المعارك وقاموا –أيضاً- بتطويرها بالاستعانة بخبراء إيرانيين.. وعملوا على زياده مداها وحمولتها.

جاء هذا الهجوم الحوثي الأخير- بسبع طائرات مسيرة مفخخة ومحملة بالمتفجرات واستهدفت منشأة حيوية بالسعودية ليكشف بوضوح وبجلاء أن المليشيات الحوثية سعت- خلال الفترة الماضية إلى تطوير هذا النوع من الطائرات لكي يستطيعوا- من خلاله- الوصول إلى الأهداف الحيوية والمنشآت النفطية في المملكة السعودية وهو ما تحقق الآن بهذا الهجوم الإرهابي الكبير.

ومن باب الاستذكار كان تقرير لجنة الخبراء الدوليين قد رصد وبوضوح، استخدام مليشيات الحوثي للطائرات المسيرة بدون طيار في الحرب وأيضا رصد الخبراء قيام الحوثيين بتطوير هذا النوع حتى يتمكنوا من الوصول إلى مسافات أكبر وأبعد.. ونشرت الصحيفة- في سلسلة حلقات- تقرير لجنة الخبراء لما فيه من معلومات وتفاصيل دقيقة عما تقوم به مليشيات الحوثي من استخدام للأسلحة والهجمات التي يقومون بها في اتجاهات عديدة.

ونظراً لأهمية التقرير الخاص بالطائرات بدون طيار وتزامناً مع الهجمة الحوثية الأخيرة على منشآت النفط السعودي نعيد نشر التقرير والاطلاع على ما فيه من تفاصيل ومعلومات مهمة ودقيقة!

 

ويكشف تقرير الخبراء الدوليين أنهم استطاعوا اكتشاف تمويل إيراني عبر أفراد وكيانات قامت بشراء إمدادات للطائرات المسيرة بدون طيار والتي تستخدمها المليشيات الحوثية.

وكشف التقرير أن التمويل الإيراني تم عن طريق بنوك إماراتية وأن استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة بهذه الكثافة يؤكد أنهم يتلقون دعماً خارجياً.

الطائرات المسيرة

 

يؤكد فريق الخبراء أنهم بدأوا يلاحظوا- امتداداً من أغسطس 2018م- انتشار الطائرات المسيرة من دون طيار طويلة المدى ذات نطاق يسمح للحوثيين باستهداف أهداف في عمق السعودية والإمارات.. ويرصد التقرير الأممي (أن قوات الحوثيين في عامي 2015م_2016م كانت تستخدم منظومات أسلحة كاملة أو مجمعة تجميعاً جزئياً وموردة من الخارج مثل القذائف التسيارية.. وهي تعتمد حاليا بصورة متزايدة على استيراد مكونات عالية القيمة تدمج بعد ذلك في منظومات أسلحة مجمعة محلياً مثل الطائرات المسيرة من دون طيار الطويلة المدى..

الطائرات المسيرة ومكوناتها

يؤكد تقرير الخبراء الدوليين أن قوات الحوثيين تواصل نشر الطائرات المسيرة من دون طيار بحجميها صغيرة وكبيرة وذلك للقيام بأدوار مختلفة ويرصد التقرير الأممي أن الحوثيين يستخدمون الطائرات المسيرة في الاستطلاع وأيضا كذخائر تطوف بها الطائرة وتضرب أهدافها.. وأن الحوثيين يمتلكون طائرة مسيرة من دون طيار قادرة على نشر ذخائر بحجم القنبلة اليدوية وتعد الطائرة المسماة قاصف الأكثر شيوعاً في ترسانة الحوثيين والتي تتميز بخصائص مماثلة للطائرة الطوافة الإيرانية الصنع "أبابيل" وطائرة "راصد" وأيضا طائرة "هدهد1".. ويكشف التقرير الأممي أنه مع تواصل استخدام هذه الطائرات المسيرة من دون طيار وبهذه الأعداد الكبيرة في اليمن.. يعني أنه لا يزال بإمكان قوات الحوثيين الحصول على المكونات الأساسية مثل (المحركات ونظم التوجيه) من الخارج.. وهي ضرورية لتجميع هذه الطائرات ونشرها..

 ويقول تقرير الخبراء في رصد تفاصيل أسرار الطائرات من دون طيار (حتى منتصف 2018م كانت قدرة الحوثيين على استخدام منظومات الذخائر الطوافة لضرب أهداف خارج ميدان المعركة المباشر يحد منها قصر مدى الطائرة "قاصف 1" الذي لم يسمح بتنفيذ ضربات تتجاوز حدود اليمن، لأن أقصى حد لها هو 150 كيلو مترا..

 وفي سبتمبر تم فحص نوع جديد من الطائرات يمتاز بصفائح ذيلية على شكل 7 ومحرك أقوى وتتطابق مع ما أعلن أنها طيارة باسم "صماد 2" كما فحص الفريق خمس طائرات مسيرة من هذا النوع استخدمت في مهام استطلاعية وهجومية وتحمل هذه الطائرات رأسا حربياً يحتوي على 18 كلغ من المتفجرات الممزوجة مع محامل كريات مما يمثل زيادة على الفتك بالمقارنة مع "طائرة قاصف 1".. وتتميز الطائرة بزيادة كبيرة في فترة التحليق والمدى.. وتعمل بمحرك صيني الصنع أو محرك ألماني الصنع وتتراوح سرعتها القصوى بين200 و250 كيلومتر في الساعة وأقصى مدى لها بين 1200 و1500كيلومتر حسب أطوال الرياح..

 ويورد التقرير عديد ملاحظات حول عدم السماح للفريق الأممي بفحص منظومات التوجيه للطائرات المسيرة وذلك من قبل السعودية والإمارات، رغم طلبات الفريق الأممي المتكررة رغم أن ذلك يمكن أن يوفر مفاتيح لتحديد شبكة الإمداد)..

 ويواصل التقرير (يحقق الفريق في تسلسل العهدة المتعلق بمحركين تم فحصهما في أبو ظبي)..

وأوضح التقرير أن أنواع الطائرات المسيرة من دون طيار الأكثر شيوعاً في ترسانة الحوثيين، والتي استخدمتها بشكل كبير حتى منتصف عام 2018، هي طائرتا استطلاع مسيرة، الأولى تدعى «راصد» وهي صغيرة الحجم، «صممت استناداً إلى الطائرة Skywalker 8-X الصينية الصنع»، والأخرى «هدهد-1» رجح الفريق أنها «صممت في اليمن».

وأفاد الفريق أن طائرة «قاصف-1» المماثلة في الخواص والمميزات لـ«الطائرة الطوافة الإيرانية الصنع أبابيل-2/T»، والتي تستخدمها جماعة الحوثيين «في اليمن على الأقل منذ عام 2016».

وأشار التقرير إلى تمكن الحوثيين من استخدام الطائرة الأخيرة «عاصف-1» للضرب «خارج ميدان المعركة المباشر.

وقال التقرير أن قوات الحوثيين واصلت «نشر طائرات مسيرة من دون طيار صغيرة ومتوسطة الحجم للقيام بأدوار شتى تتراوح بين استخدامها في الاستطلاع واستخدامها كذخائر تطوف وتضرب أهدافها، أو ما يسمى «طائرات انتحارية بدون طيار»».

واتهم التقرير، الإمارات العربية المتحدة، بتمويل شراء معدات للطائرة الحوثية المسيرة «قاصف-1» والتي استخدمها الحوثيون في مهاجمة مطار أبها ومواقع مدنية أخرى جنوب السعودية.

 وأن الفريق وجد أفراداً وكيانات من أصول إيرانية مولوا عملية شراء إمدادات الطائرات المسيرة للحوثيين في اليمن.

وأكد التقرير أن عملية تمويل وشراء الطائرات تمت عبر حسابات بنكية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي للسعودية في قيادة التحالف العسكري ضد الحوثيين والمساند للحكومة الشرعية في اليمن.

وأضاف التقرير إن مواطناً من أصول إيرانية يدعى «سكور جنرال تريدينغ» موّل شراء معدات لطائرات مسيرة للحوثيين من طراز قاصف التي وجدها الفريق في اليمن.

وبحسب التقرير فإن حساب الإيراني مسجل في بنك الإمارات الإسلامي.

وأشار الفريق إلى أن الأموال المحولة من المصرف الإماراتي، وصلت إلى جهة الإيداع الأخيرة في إيران، وتم بتلك الأموال إرسال شحنة معدات لطائرات مسيرة من طراز قاصف منذ عام 2015م.

ولفت فريق الخبراء إلى توجيهه رسائل استفسار إلى «جمهورية إيران الإسلامية والإمارات العربية المتحدة لاطلاعهما على الأدلة المتعلقة بالشركة».

وبحسب التقرير فإن جمهورية إيران الإسلامية أنكرت أي علاقة لها، فيما لم ترد الإمارات العربية المتحدة، على استفسارات الفريق..

المدفعية الصاروخية

 

يكشف تقرير الخبراء الدوليين أن قوات الحوثيين تواصل نشر صواريخ بدر1 بأعداد كبيرة سواء في اليمن أو في الحدود مع السعودية ويرصد التقرير أن الحوثيين يوصفون صاروخ "بدر1" باعتباره صاروخاً باليستيا قصير المدى.. وبعد أن فحص الفريق الأممي بقايا من هذا الصاروخ اتضح أن هذا السلاح هو صاروخ مدفعي غير موجّه يعمل بالوقود الصلب وينتج محلياً من أنابيب فولاذية يتم الحصول عليها من صناعة النفط ويشير التقرير إلى أن الحوثيين يستخدمون هذا الصاروخ منذ مارس2018م ويعتمد على مجموعة متنوعة من منصات الإطلاق، لكن الحوثيين في أكتوبر أعلنوا عن نسخة معدلة من صاروخ" بدر1" أضافوا إليه بي وهي نسخة أضيفت إليها صفائح توجيه مركبة وراء الراس الحربي.. وادعى الحوثي أن الصاروخ يبلغ مداه 130 كيلومتر وتبلغ دقة إصابته ثلاثة أمتار..

يؤكد تقرير الخبراء أنه قام بالتحقيق في شحنة البنادق الهجومية التي ضبطت في قارب في خليج عدن..

 ويكشف التقرير الأممي أن طائرة هليكوبتر رصدت عملية إنزال صناديق مشبوهة من مركب شراعي وتحميلها في قارب في مكان يقع على بعد حوالي 110 كيلومتر إلى الشمال من الساحل الصومالي وتوجّه القارب إلى اليمن وتم اعتراضه على بعد 22 كيلومترا من الساحل اليمني ويرصد التقرير أنه تم ضبط 2522 قطعة سلاح على متن القارب وعدة مئات من البنادق..

 وثبت للفريق الأممي، بعد فحص الأسلحة المضبوطة، لها خصائص تتسق مع البنادق الهجومية من طراز 11056 المنتجة في الصين.. والأسلحة عند ضبطها جديدة كما لو أنها خرجت للتو من المصنع وعمل ختم إنتاج المصنع 26..

 ويخلص التقرير إلى أن هذه الأسلحة المضبوطة وجهت إلى قوات الحوثي وهو ما شكّل انتهاكاً لحظر الأسلحة في اليمن ويمثل تهديدا للسلام والأمن في اليمن.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد