المدينة القديمة في تعز..

من وكر للجماعات المسلحة إلى مدينة تنبض بالحياة وقبلة للزائرين

2019-05-16 05:01:13 أخبار اليوم/ خاص


بعد أن كان ياسر القاضي، يرى أن عودته إلى منزله بمدينة تعز القديمة، حلم لن يتحقق، بسبب سيطرة الجماعات المسلحة على المدينة، أصبح اليوم حقيقة، وعاد أخيرا إلى منزله، بعد أن استعادت الأجهزة الأمنية المدينة، وطردت الجماعات المسلحة منها.
وكانت الحملة الأمنية في مدينة تعز، قد تمكنت- خلال الأيام الماضية- من استعادة المدينة القديمة بعد أن ظلت منطقة مغلقة أمام الأمن لسنوات، وارتكبت ضد سكانها الانتهاكات المختلفة، وحولتها الجماعات المسلحة إلى وكر للقتلة وملتقى لعصابات الاغتيالات.


يقول القاضي- وهو (جندي) في تصريح لــ" أخبار اليوم"- بأنه ظل بعيداً عن أسرته لسنوات، رغم أن مسافة مترات فقط تفصله عن منزله، الا أنه كان إذا أراد أن يلتقي والدته أو أحد أقربائه، فكان يلزمهم الخروج من منزلهم الكائن بالمدينة القديمة إلى منطقة الروضة شرقي المدينة، حيث استقر هناك، ولم يتمكن من العودة خوفا من اغتياله او اختطافه من قبل تلك الجماعات.
عودة الدولة وحضورها بالمدينة القديمة، وانتشار أجهزتها الأمنية في الشوارع بعد تغييب، وقيام القيادات الأمنية والعسكرية بالمحافظة بزيارات إلى الأهالي، قوبل بفرحة عارمة، واستقبال كبير، من قبل السكان الذين كانوا رهائن تحت سطوة سلاح تلك الجماعات.
يواصل القاضي حديثه قائلاً" لم أكن أتخيل أني سأقضي شهر رمضان في منزلنا وبين أسرتنا هذا العام، بعد أن قضينا رمضانات كثيرة بعيدا عن هذه المدينة التي ولدنا وتربينا فيها، وأصبحت بين لحظة وضحاها ممنوعة علينا لا لشيء إلا لأننا جنود بالجيش، ووهبنا انفسنا ودمائنا لخدمة الوطن.
وقال إن تلك الجماعات عرضت عليه في بداية الأمر الانضمام إلى صفوفها، ورغم أن عدد من أصدقائه انضموا، الا أنه رفض لأنه يعلم أنها جماعات تعمل لأجندات خارجية، خاصة عندما كانت ترفع الرايات السوداء على مقراتها في العام 2016.
وبعد أن كانت المدينة القديمة قد تحولت إلى وكر للقتلة والمجرمين، تحولت بعد استعادتها من قبل الأجهزة الأمنية، وبسط نفوذ الدولة فيها، إلى مزار للمواطنين، وقبلة للمحبين، وتوالت مواكب السياح الداخليين اليها، فهذا يذهب إلى جامع المظفر ليشتم عقب التاريخ، وذاك يأخذ سلفي مع مدرسة وجامع الأشرفية، وهؤلاء يرتشفون القهوة ويتجولون في أزقتها التاريخية، وهكذا عادت الحياة إلى المدينة واكتظت شوارعها بالزائرين.


من جهته قال المواطن/ محمد إبراهيم، إن الوضع بالمدينة القديمة اختلف جذرياً عن السابق، وبعد أن كنت تدخلها خائفاً مترقباً، وتسابق الزمن خوفاً لقضاء ما تريد، أصبحت الآن تشعر بالأمان، وتدخل اليها ليلاً أو نهاراً، خاصة مع انتشار الأطقم الأمنية وتواجد الجنود.
وأضاف- في تصريح لـ" أخبار اليوم"- كما تشاهد فالحياة عادت إلى طبيعتها وأحسن، والناس مطمئنون بتواجد الدولة، وأقسام الشرطة تعمل وأفراد الأمن والشرطة العسكرية وشرطة النجدة منتشرون، في كل حواري المدينة القديمة ومحيطها، الدولة هي مطلبنا، والدولة هي الضامن لأمننا وحياتنا.
وقال " الشكر لله أولاً، ثم للحملة الأمنية التي فرضت هيبة الدولة وأعادت الهيبة للنظام والقانون بعيدا عن حكم المجموعات التي تريد أن تكون دولة داخل دولة، وتتحدى أوامر السلطات، وعاثت في المدينة الخراب وأخافت السكان.
بدوره قال المواطن/ موسى السامعي، إنه يذهب يومياً إلى المدينة القديمة خلال شهر رمضان، لشراء " الطرمبا"، حيث يتواجد داخل المدينة القديمة أحد أشهر المحلات المشهورة ببيع هذه الحلوى. يضف الحياة هادئة جداً، والأمن حضوره مبهج للناس بعد سنوات من سيطرة الملثمين.
وأضاف- في تصريح لـ" أخبار اليوم"- في العام 2016 كنت خلال رمضان أذهب للتجول أحياناً إلى المدينة القديم عصراً، وكان حينها ينتشر مسلحون ملثمون ويرتدون الزي الأسود، والزي الأفغاني، وراياتهم السوداء ترفرف، حقاً لقد كانوا يشكلون رعباً حقيقياً، في ظل حالة الفوضى والحرب.
وتابع " كان يراد للمدينة القديمة أن تتحول إلى قنبلة موقوتة، ومنطلقا للأعمال الإجرامية، واستهداف الدولة وأجهزتها وجنودها، لكن تم إفشال المخطط، وعلى الأمن أن يبقى مستعدا لأي أعمال انتقامية من قبل تلك الجماعات.
وكانت شرطة تعز، قد أعلنت- عقب انتهاء الحملة الأمنية من تحقيق أهدافها- بأن عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا بالمدينة القديمة، بالاشتباكات مع العناصر الخارجة عن القانون، بلغ 115 قتيلاً وجريحاً، نصفهم مدنيون.
وأكد مدير أمن المحافظة العميد/ منصور الأكحلي، أن الأجهزة على أهبة الاستعداد لمواجهة كل من يخل بالأمن في المحافظة ويحاول زعزعة أمنها واستقرارها، مشدداً على أن التضحيات والنجاح الذي تم تحقيقه لن يذهب سدى، وأن الوضع تحت المراقبة المستمرة، ولن نسمح أن تتكرر الأخطاء التي حصلت خلال الحملات السابقة.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد