نشر قوات أميركية باليمن بالتنسيق مع الإمارات وإعلان ترامب يفاجئ هادي من نشرة الأخبار

2019-06-13 00:46:01 أخبار اليوم/ تقرير خاص


في وقت أصبحت اليمن مسرحاً لعمليات عسكرية لصالح قوى متعددة، منها الانقلاب الحوثي الذي لم تحسم المعركة معه منذ أكثر من أربع سنوات، اتسعت الهوة بين الحكومة الشرعية ودول التحالف الداعمة لها وبدا جليا التنسيق الأميركي مع الإمارات لتنفيذ عمليات عسكرية باليمن في إطار المعركة الأميركية ضد تنظيمي "داعش" و"القاعدة" المتشددين.
وبدا الدور الإماراتي اكثر وضوحاً في الآونة الأخيرة في العمليات العسكرية الأميركية باليمن، فيما تراجعت المعارك ضد مليشيا الانقلاب بإيقاف دعم عدد من الجبهات القتالية المهمة وهو ما أعطى فرصة للانقلابيين باستعادة أنفاسهم وترتيب صفوفهم.. كما يممت إدارة ترامب وجهتها في التنسيق مع التحالف باليمن، فيما حكومة الرئيس/ عبدربه منصور, آخر من يعلم بإجراءات العمليات التي يتم التنسيق لها وربما تتفاجأ بها من نشرة الأخبار.
· نشر جنود أميركيين باليمن
‫وعلّق نشطاء يمنيون من طلب دونالد ترامب، من الكونجرس، الأذن بنشر قوات محدودة في اليمن لمكافحة الإرهاب، متسائلين ماذا إن كان هناك تنسيق مع الحكومتين اليمنية والسعودية أم التنسيق فقط مع الإمارات..‬
واعتبر الناشط /عبدالسلام محمد، الكارثة أن تنسق القوات الأميركية والإماراتية مع مليشيا الانقلاب الحوثي لمكافحة الإرهاب في اليمن، بعيداً عن الحكومة اليمنية والسعودية.
وأبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، الكونجرس بنشر عدد محدود من العسكريين الأميركيين في اليمن، "لمحاربة تنظيمي القاعدة وداعش".
وجاء في رسالة من الرئيس الأميركي لقيادات الكونجرس بمجلسيه: "لا تزال الولايات المتحدة تعمل مع حكومة جمهورية اليمن والقوى الإقليمية الشريكة للقضاء على التهديد الإرهابي الذي تمثله هاتان الجماعتان".
وأكد ترامب أنه- منذ تقرير التحديث الدوري الأخير- نفذت قوات الولايات المتحدة عددًا من الغارات الجوية على عملاء القاعدة في جزيرة العرب باليمن ومنشآتها، ودعمت العمليات التي تقودها الإمارات العربية المتحدة وجمهورية اليمن، لتطهير محافظة شبوة من القاعدة في جزيرة العرب.
· الحضور إماراتي..


ووفقاً لطلب ترامب فإن القوات المسلحة الأميركية مستعدة- أيضًا- للقيام بضربات جوية ضد أهداف داعش في اليمن، لكن ترامب لم يذكر عدد العسكريين الذين سيتم نشرهم في اليمن.
ورغم ما تضمنه إعلان ترامب، العمل مع الجانب اليمني إلا أنه واضح أن لا حضور للحكومة اليمنية في كل العمليات العسكرية الأميركية باليمن بقدر ما هو الحضور إماراتي محض.
والعام الماضي، كشف متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن وجود "مجموعات عسكرية أميركية صغيرة"، تقوم بمهام محددة في اليمن، رافضاً الحديث عن حجم هذه القوات، ومؤكداً متانة العلاقات مع السعودية التي تجعل الولايات المتحدة تساعدها في حربها على الحوثيين.
وافتتح ترامب ولايته بعملية إنزال جوي لجنود أميركيين في منطقة “يكلا” بمحافظة البيضاء وسط اليمن، خاضوا مواجهات مع مسلحين يشتبه انتماؤهم للقاعدة، وسقط في العملية مدنيون بينهم أطفال دون أن يتمكن الجنود الأميركان من القبض على قيادات خطيرة في القاعدة تم اتخاذ قرار تنفيذ العملية بهدف القبض عليهم.
ومنذ 26 مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة مسلحي "الحوثيين" الذين يسيطرون على عدة محافظات بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.
وكانت الإدارة الأميركية قد قلصت الضربات الجوية في اليمن، خلال الفترة الأخيرة من حكم الرئيس السابق باراك أوباما، قبل أن تعود بشكل أكبر مع بداية حكم الرئيس الحالي دونالد ترامب.
ونفذت إدارة ترامب خلال عامين من حكمه 2017 و2018، 176 غارة جوية بواسطة طائرات بدون طيار على أهداف مدنية وعسكرية في اليمن، قتلت 300 يمني معظمهم مدنيون. حسب تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس”.
· أدوار تفكيكية
وفيما تلعب الإمارات أدواراً تفكيكية في اليمن، وهي أدوار متعددة ومثيرة للجدل، فإنها- ومنذ بدء العمليات العسكرية للتحالف باليمن- انتهجت استراتيجية سياسية وعسكرية مزدوجة لسياسة الحكومة الشرعية التي تدعمها وللأهداف المعلنة للتحالف الذي تشارك فيه، كما قدمت دولة الإمارات دعماً حاسماً من أجل قتال تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر تمدد القاعدة وانتشاره تهديداً أمنياً خطيرة في شبه الجزيرة العربية.
ما حققته الإمارات في اليمن لم تخسر مقابله جنوداً بكميات كبيرة، ورغم أن القوات الإماراتية في اليمن فقدت على أقل تقدير 94 جندياً منذ بداية الحرب وحتى منتصف أغسطس الماضي من بينهم أربعة ماتوا في حادث تحطم طائرة مروحية بمحافظة شبوة، إلا أن هذا العدد يعتبر كبيراً بالنظر إلى عدد القوات العسكرية الإماراتية، حيث إن 94 جندياً إماراتياً يقابله 25 ألف جندي من قوام القوات العسكرية الأميركية، لقد أعلنت الإمارات في يونيو 2016م أن الحرب في اليمن قد انتهت بالنسبة لها، ولم يكن هذا الإعلان دقيقاً، حيث أنها واجهت عبئاً في مكافحة الإرهاب في البلاد والتي تعتبر هدفاً مهماً جداً للولايات المتحدة الأميركية والسعودية.
وقام الجيش الأميركي بتقديم كافة أشكال المساعدات للقوات السعودية والإماراتية التي تقوم بحرب في اليمن منذ العام 2015، ولم تحصل تلك المساعدات العسكرية على موافقة الكونغرس على الإطلاق.
ويشمل الدعم الذي يقدّمه الجيش الأميركي للتحالف تبادل معلومات استخباريّة وتدريب طيارين على "أفضل الممارسات" في شنّ الغارات الجوية مع "تقليل الضحايا المدنيين لأقصى حدّ،" بحسب ما تؤكد واشنطن.
· ترامب يشكر الإمارات..
وبعد عملية أميركية نفذت في السابق شكر الرئيس الأميركي/ دونالد ترامب، الإمارات على المساعدة في تحرير الرهينة الأميركي، داني بيرتش، من قبضة عصابة إجرامية.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تفاصيل العملية الخاصة التي نفذتها قوات للتحالف العربي في اليمن بمساعدة الولايات المتحدة ونقلت في تقرير لها عن أكثر من ستة مسؤولين أميركيين ويمنيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، قولهم إن تلك العصابة سبق أن احتجزت عددا من المواطنين من دول الغرب بهدف الحصول على فدية، وهي معروفة- أيضاً- ببيع الرهائن المحتجزين لديها إلى الفرع المحلي لتنظيم "القاعدة".
وتتناقض تصريحات المسؤولين بخصوص دور الإمارات في العملية، حيث قال بعضهم إن القوات الخاصة الإماراتية هي من نفّذ العملية على الأرض، فيما ذكر مسؤول يمني رفيع المستوى أن دور الإمارات اقتصر على التنسيق فقط، وتم تحرير الرهينة بأيدي قوات النخبة الحضرمية التي تتضمن المقاتلين اليمنيين وتم تشكيلها من قبل التحالف العربي.
وأشار المسؤولون إلى أن القوة المنفذة للعملية عثرت على الرهينة بيرتش في قبو بإحدى المناطق اليمنية التي تشهد "حالة انعدام القانون"، فيما أكد مسؤول يمني رفيع المستوى إلقاء القبض على سبعة أشخاص ضمن إطار العملية.
من جانبه، قال أحد المسؤولين الأميركيين إن وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA كان لها دور أيضا في عملية تحرير الرهينة، وذكر آخر أن القوات الخاصة الأميركية لم تشارك في العملية.
· نقل جنود إماراتيين
موقع إخباري أميركي كشف النقاب عن قيام طائرة عسكرية أميركية العام الماضي بمهمة سرية في اليمن تمكنت خلالها من إنقاذ ستة من الجنود الإماراتيين الجرحى ونقلهم خارج مسرح العمليات.
وقال موقع "ذي درايف" الإخباري الأميركي إن تلك العملية العسكرية الأميركية تؤكد أنه على الرغم من قرار مجلس الشيوخ بوقف المساعدات العسكرية الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، فإن الجيش الأميركي سيظل منخرطا في عملياته التي وصفها بالغامضة في تلك البلاد ضد القاعدة وتنظيم الدولة والجماعات المرتبطة بهما.
وكشفت رابطة القوات الجوية الأميركية النقاب خلال مؤتمرها ومعرضها السنوي الذي أقيم في العاصمة واشنطن في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي عن قيام الجيش الأميركي بعمليات إنقاذ طبية جوية عرفت باسم: "الوصول 865" حيث تم تكريم عدد من جنود وضباط القوات الجوية الأميركية ممن شاركوا في تلك العمليات.
ونقل الموقع عن مذيع احتفال القوات الجوية الأميركية في المعرض قوله إن طاقم العملية "وصول 865" نفذ عملية إخلاء جوي لستة من الجنود الإماراتيين المصابين في العمليات العسكرية في اليمن رغم خطورة تلك العملية وضعف الاتصالات في هذه المنطقة.
وأكدت قيادة القوات المركزية الأميركية حدوث تلك العمليات، وقالت إن طائرات الشحن الجوي الأميركية من طراز (سي 17) هي التي تقوم بمثل هذه العمليات، لكن القيادة المعروفة اختصارا باسم (سنتكوم) لم تدل بتفاصيل عما إذا كانت هناك عمليات إخلاء جوي أخري لمصابين إماراتيين أو من شركاء التحالف الآخرين في اليمن خلاف تلك العملية، كما لم تقدم أية معلومات عن وجهة نقل المصابين خارج اليمن.
وقامت قوات سلاح الجو الأميركي بإنشاء حجرة عمليات كاملة على متن طائرة الشحن العسكرية (سي 17) بمقدورها إجراء عمليات جراحية كاملة خلال رحلة نقل المصابين خارج مسرح العمليات العسكرية.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد