لا زالت طريق "تعز – عدن" نقطة فاصلة لكل من يريد تحقيق أهدافه أو مطالبه وذلك بالقيام بقطعها ونصب نقاطه ومسلحيه كما فعلت المجاميع المسلحة التابعة لمليشيات "ابو العباس" في منطقة نجد قسيم خلال الأيام الماضية.
وتعتبر هذه الطريق، الشريان الوحيد والمنفذ الباقي للمدينة المحاصرة، ويمر عبرها كل احتياجات ومتطلبات المدينة وينتقل عبرها المواطنون والمسافرون من وإلى المدينة وقام المسلحون التابعون لـ"ابو العباس" بقطع الطريق لعدة أيام وأغلقوا الشارع الرئيسي في نقطة البيرين وعند مفرق يفرس- أيضاً- ومنعوا مرور الشاحنات وسيارات المواطنين والمسافرين بطريقة العصابات واستخدام هذا الأسلوب في تعذيب المواطنين وإهانتهم في صورة تخالف كل الأخلاقيات والأعراف ويحاول المسلحون- قاطعو الطريق- إيهام المواطنين أنهم قاموا بهذا التصرف للمطالبة بصرف رواتبهم المحتجزة..!!
قرار إلغاء كتائب "أبو العباس"
كان محور تعز قد اتخذ قراراً بإلغاء مسمى كتائب "أبو العباس" وتحويله إلى مسمى كتائب الدعم والإسناد تكون تابعة لمحور تعز مباشرة وقررت قيادة المحور صرف مرتبات أفراد الكتائب عبر لجنة مالية في قيادة المحور كما وتم تعيين العقيد/ محمد الصنديد، قائداً لكتائب الدعم والإسناد (أبو العباس سابقا) وتم إبلاغ أفراد الكتائب بهذا القرار وأن مرتب شهر مايو 2019م سيتم صرفه في المحور، بيد أن العناصر الخارجة عن القانون وبعض القيادات المحسوبة على "أبو العباس" عملت على رفض هذا القرار وقامت بعملية تحريض للأفراد وقاموا بتصرف أرعن بقطع طريق "تعز- عدن" وذلك في محاولة منهم لابتزاز قيادة المحور عبر تعذيب المواطنين واستخدامهم لهذا الأسلوب لإلغاء قرار قيادة محور تعز.. والخضوع لهم وتسليمهم رواتب الجنود والأفراد وأيضا إلغاء قرار تغيير مسمى الكتائب وعدم تحويلها لتتبع المحور.. رغم أن قرار قيادة محور تعز ينطبق ضمن مهامه وحسب ضرورات الظروف والواقع ومتطلبات تصحيح الاختلالات وتوحيد قوات الجيش وضمن المبادئ العسكرية والقرارات الهادفة للصالح العام وبما يقود إلى معالجة كل الأخطاء السابقة.
معاناة

وبسبب إغلاق طريق "تعز – عدن" عانى المواطنون المسافرون كثيراً وتعرضوا للكثير من المتاعب ولم يقم المسلحون باحترام المواطنين المسافرين وتعاملوا معهم بعنجهية وقسوة غير مبررة كما ومنعوا حتى النساء والعوائل من المرور من نقاطهم واضطر كثير من الأسر إلى العودة للمدينة مكسورين ومهانين فيما سعى البعض إلى محاولات عدة لإقناع المسلحين بالسماح لهم بالعبور خاصة الأمراض ومن يعاني عديد أمراض أو يتطلب سفره وخروجه.
استياء واستهجان
ولاقى هذا الفعل الشائن والمقيت من قبل مسلحي "ابو العباس" بقطع الطريق العام، استياءً عاما واستهجانا كبيراً في المدينة وأوساط المواطنين.. كون هذا التصرف يضر بالمواطنين وليس الأسلوب الصحيح للمطالبة بالحقوق أو للاحتجاج على القرارات.
ويؤكد عديد مواطنين إلى أن قطع الطريق هكذا وبقوة السلاح يساوي بين هؤلاء الذين يدعون انتماءهم للجيش وبين مليشيا الحوثي التن تحاصر مدينة تعز والآن مسلحو "ابو العباس" يقطعون المنفذ الوحيد للمدينة..
ويقول المواطنون إن أسلوب قطع الطريق لن يعيد لهم حقوقهم أو يحقق لهم مطالبهم بل يتطلب عقابهم ومعاقبتهم على هذا الفعل المخالف للنظام والقانون والأعراف خاصة وأن المسلحين ينتمون لمؤسسة الجيش ومن يخالف الأنظمة العسكرية يجب عقابه عقابا عسيرا.
وأبدى عدد من أبناء تعز غضبهم وامتعاضهم من هذه التصرفات والسلوكيات المقيتة والتصرفات الرعناء التي قام بها مسلحو "ابو العباس" بقطع الطريق كون المتضرر فيها سكان المدينة فقط وأن هذه الأفعال لا يقوم بها المنتمون للجيش الوطني بل عصابات خارجة عن القانون تستحق العقاب والحساب ومع استمرار المسلحين التابعين لـ"ابو العباس" بمحاصرة المدينة وإغلاق الطريق ومنع المواطنين من المرور واحتجاز البضائع والمواد الغذائية في نقطة البيرين!
عصابات بلباس عسكري

بات واضحاً أن مسلحي "ابو العباس" يرتكبون خطأ جسيماً وكبيراً بتمردهم على السلطة العسكرية ورفض القرار العسكري الصادر من قيادة محور تعز ويعلن أن القادة العسكريين المحسوبين على "ابو العباس" تحولوا إلى قطاع طرق وعصابات مسلحة بلباس عسكري يرفضون الانصياع للأوامر العسكرية ويقومون- منذ يومين- بحصار مواطني تعز ومنعهم من الدخول أو الخروج من المدينة ومنع الغذاء والدواء من المرور لداخل المدينة.. وبهكذا اتضحت الصورة الكاملة لهذه المليشيات المسلحة التي أصبحت تمثل خنجرا في خاصرة مدينة تعز.
ومنذ خروج مليشيا "أبو العباس" ومسلحيه من وسط مدينة تعز وإعادة تموضعها في منطقة الكدحة وفرض نقاط عسكرية لها في نقطة البيرين على الخط الرئيسي الرابط بين تعز وعدن.. ومسلحو "ابو العباس يقومون بممارسات وتصرفات غير قانونية وقد قاموا بقطع الطريق لأكثر من مرة خلال الفترة الماضية !
رفض القرار
وحتى الآن يرفض المسلحون تنفيذ قرار قيادة محور تعز بالتحاق أفراد كتائب "ابو العباس" بكتائب الدعم والإسناد وذلك بدعم وتحريض مباشر من القائد المليشاوي/ عادل العزي- نائب ابو العباس والمطلوب في عدة قضايا جنائية- وأيضا قام العزي بتهديدات مباشرة للجنود والأفراد بعدم الالتحاق بكتائب الدعم والإسناد واستلام رواتبهم من محور تعز، فيما قام عديد أفراد وجنود بالالتحاق بالكتائب والانضمام لها وقاموا باستلام رواتبهم من محور تعز مؤكدين أنهم جنود يتبعون القيادة وليسوا مرتبطين بأشخاص أو مسميات.
الحمادي يوجّه بفتح الطريق
وفي ذات السياق قام العميد/ عدنان الحمادي- قائد اللواء 35 مدرع- بإرسال مذكرة عاجلة إلى أبو العباس وجّهه فيها بسرعه فتح طريق تعز عدن ورفع المسلحين التابعين له من النقاط المستحدثة في ذات الطريق وبعد ذلك سيتم حل أي إشكاليات عالقة، بالتواصل مع قيادة المحور ومحافظ تعز لأجل تجاوز الإشكاليات.
ووسط هذا الوضع والظرف يتحتم على القيادة العسكرية لمحور تعز، الضرب بيد من حديد وتنفيذ قرارها وإنقاذ تعز من هذه المليشيات المسلحة.