سيناريو الانقلاب الخاسر والقنبلة التي تشعل فتيلها الإمارات بشبوة

2019-06-22 05:19:49 أخبار اليوم/ تقرير خاص


صعّد ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤخراً، في محافظة شبوة جنوب شرق البلاد، حيث دشنت مليشيا النخبة الشبوانية” الموالية للإمارات، حملة للسيطرة على مدينة عتق مركز المحافظة وخاضت اشتباكات مع القوات الحكومية قبل أن تتقدّم في المدينة التي لا يزال الوضع المتفجّر حولها مستمراً.
وفي وقت لاحق أمس قالت مصادر محلية في شبوة إن المليشيا الموالية للإمارات هاجمت مطار مدينة عتق في إطار محاولتها إتمام السيطرة على المدينة.. ووفقاً للمصادر فقد أقدمت “النخبة الشبوانية” على محاصرة مطار عتق لمطالبة أفراد الأمن والجيش الحكوميين بتسليم المطار المتوقف عن العمل قبل أن تنجح القوات الحكومية بصدّ محاولات هذه القوات باقتحام المطار.
وذكر مصدر محلي أمس أن القوات الحكومية اليمنية استطاعت السيطرة على الوضع العسكري والأمني في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، وإفشال محاولة انقلابية على السلطة المحلية هناك من قبل ميليشيا «النخبة الشبوانية» التابعة للإمارات العربية المتحدة، بعد يومين من المواجهات المسلحة بينهما.
وقال إن «القوات الحكومية تمكنت من استعادة السيطرة على الوضع العسكري والأمني في مؤسسات الدولة الرئيسية في مدينة عتق، مركز محافظة شبوه، ودحر ميليشيا النخبة الشبوانية وأعوانها من أتباع المجلس الانتقالي الانفصالي الممولين والمدعومين من أبوظبي، وأن الأمور باتت تحت السيطرة».
وأوضح أن مواجهات متقطعة شهدتها مدينة عتق منذ يومين بين القوات الحكومية وميليشيا النخبة الانفصالية التي حاولت الاستيلاء على مقار المؤسسات والمنشآت الحكومية، وواجهتها القوات الحكومية بقوة حتى تمكنت- أمس الخميس- من استعادة السيطرة عليها، على الرغم من أن الميليشيا الإماراتية اقتحمت المدينة قبل ثلاثة أيام بقوات ومدرعات وعربات عسكرية ثقيلة زودتها بها الإمارات وفقا لـ«القدس العربي».
وذكر أن مدينة عتق شهدت، الخميس، اشتباكات عنيفة في أكثر من جانب بين القوات الحكومية ومليشيا النخبة الشبوانية، حتى تمكنت القوات الحكومية من إخماد المحاولة الانقلابية الانفصالية المدعومة من الإمارات، وقصفت المعسكر الذي تتمركز فيه الميليشيا الإماراتية في مفرق مصينعة بالقرب من مدينة عتق.
وأكد أن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على كل مداخل ومخارج مدينة عتق، ودحر ميليشيا النخبة من الأحياء والمناطق الواقعة داخل مدينة عتق، ومن تبقى من مجاميع قليلة منهم أصبحوا محاصرين في أيدي القوات الحكومية التي أصبحت تسيطر على كامل الوضع في مدينة عتق وقواتها منتشرة في مختلف أرجاء المدينة.
الصراع الخاسر


ودعا مجلس تنسيق الأحزاب السياسية في بيان له وجهاء وأعيان محافظة شبوة إلى التحرك العاجل والقيام بدورهم في الحفاظ على محافظتهم من الانزلاق في الصراع المسلح الذي وصفه بـ«الصراع الخاسر».
وقال إن «الخاسر الوحيد في هذا الصراع هو محافظة شبوة وأبناؤها»، مطالباً بحقن دماء أبناء محافظة شبوة من الاقتتال والحيلولة دون انزلاقها إلى ساحة حرب لصراعات خاسرة.
وتعد ميليشيا النخبة الشبوانية ضمن الميليشيا المحلية التي أنشأتها القوات الإماراتية في العديد من المحافظات الجنوبية اليمنية وبالذات المحافظات النفطية للسيطرة على الوضع هناك وإخضاعها للنفوذ الإماراتي على حساب سلطة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس/ عبدربه منصور هادي.
وأنشأت أبوظبي ميليشيا قوات الحزام الأمني في محافظات عدن ولحج والضالع وكذا ميليشيا النخبة الحضرمية والشبوانية في كل من محافظتي حضرموت وشبوة وتسعى حالياً إلى استحداث ميليشيا النخبة السقطرية أو الحزام الأمني في جزيرة سقطرى، رغم الاعتراضات الحكومية والرفض القاطع من قبل السلطة المحلية والتي تواجه ضغوطات كبيرة من القوات الإماراتية في اليمن في محاولة لإخضاعها للنفوذ الإماراتي كما فعلت في بعض المحافظات الأخرى.
جهود قبلية لتهدئة الأوضاع..


وخلّفت المواجهات العسكرية بين وحدات الجيش الحكومي وقوات تابعة لما يسمى النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات، في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة (شرق اليمن)، نحو 5 مصابين على الأقل من الجانبين.
وقال مدير أمن محافظة شبورة/س عوض الدحبول، لـ”المشاهد”: “خلال الأيام الثلاثة الماضية حاولنا تهدئة الأمور، وضبط النفس، وتم الاتفاق من قبل لجنة الوساطة على تهدئة الأوضاع، وانسحاب جميع القوات والعودة إلى ما كانت عليه قبل الأحداث، حتى عودة محافظ المحافظة. لكن أثناء إكمال الانسحاب من قبل قوات الأمن الحكومية، فوجئنا بعددٍ من العربات والأطقم العسكرية تقوم بالضرب على مبنى المحافظة وإدارة الأمن وقيادة النجدة، ثم تقتحم مبنى محكمة الاستئناف، وتطلق النار على رجال الأمن والجيش، دون أي مبرر، وبشكلٍ مفاجئ”.
وتشير مصادر تابعة لقوات الحكومة الشرعية، إلى تمكن هذه القوات من بسط سيطرتها على كامل مدينة عتق، بعد طرد مقاتلي النخبة التابعة لدولة الإمارات، من كامل أحياء المدينة، مؤكدة أن مداخل مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، باتت تحت سيطرة القوات الحكومية، ولم يعد لقوات النخبة الشبوانية أي تواجد داخل المدينة، سوى مجاميع يتحصنون داخل مبنى محكمة الاستئناف ومبنى الشباب والرياضة، لكن القوات الحكومية تحاصر المبنيين.
وعقب ذلك، تدخلت لجنة الوساطة التي أشرفت على جهودها قوات التحالف العربي، لإيقاف المواجهات، بحسب مصادر موالية لقوات النخبة الشبوانية، أضافت أن لجنة الوساطة توصلت إلى اتفاق بين قوات اللواء 21 ميكا والنخبة الشبوانية، تضمن استحداث معسكر للأخيرة في مدينة عتق، واستمرار دورياتها إلى جانب انتشار اللواء 21 ميكا.
وذكرت المصادر أن الاشتباكات تجددت بين القوتين أمام مبنى محكمة الاستئناف، وفي عدد من الشوارع بالمدينة، أثناء تنفيذ الاتفاق، ما أسفر عنه إصابة 5 جنود، في حصيلة أولية، وإعطاب مدرعة وآلية.
ووفقاً للمصادر، فإن وساطة تبذل جهوداً لإخراج مجموعة من النخبة الشبوانية، بينهم قائد، محاصرين في مبنى المحكمة، بعد إعطاب آليتهم من قبل اللواء21 ميكا.
وتتمركز قوات النخبة الشبوانية التي أنشأتها الإمارات قبل نحو عامين، في غالبية المديريات الغنية بالنفط، والتي تقع على مداخل محافظة شبوة، إلا أنها استطاعت، خلال الأيام الماضية، الدخول إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة، ونشرت معدات ثقيلة وآليات في شوارعها وأسواقها، واستحدثت حواجز تفتيش في عدد من المواقع القريبة من المرافق العامة.
وتمتلك شبوة، إلى جانب النفط، العديد من المرافق والمؤسسات الحيوية، كميناء بلحاف على بحر العرب، والذي يتم من خلاله تصدير الغاز إلى خارج البلاد، وتسيطر عليه قوات مدعومة إماراتياً، كما تحتوي عاصمة المحافظة مدينة عتق على مرافق عامة كالمطار، ومحكمة الاستئناف، ومبنى الأمن العام، التي يدور حولها النزاع الحالي في المدينة.
وترتبط شبوة مع محافظتي المهرة وحضرموت (شرق البلاد)، ومحافظة أبين من الغرب، فضلاً عن ارتباطها بمحافظتي الشمال مأرب والبيضاء.
وتُبذل جهود قبلية للعمل على إعادة قوات النخبة الشبوانية إلى مداخل مدينة عتق، وإبقاء مسؤولية أمن المدينة من اختصاص إدارة الأمن العام.
محاولة اغتيال
في الغضون نجا قائد اللواء 21 ميكا العميد جحدل حنش العولقي من محاولة اغتيال صباح الجمعة بمنطقة العبيلات اثناء زيارته لاحد المواقع العسكرية.
وقال مصدر مقرب من العميد انه واثناء ذهابه لزيارة احد المواقع العسكرية التابعة للواء تفاجئ باطلاق النار عليه من مجموعة مسلحين تابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات.
واضاف المصدر انه وعقب استهداف العميد جحدل قامت حراسة قائد اللواء بالاشتباك مع المسلحين التابعين للانتقالي، حتى تدخلت وساطة قبلية. لانهاء الاشتباكات.
واكد المصدر ان محاولة الاغتيال التي نجا منها قائد اللواء 21 ميكا العميد جحدل حنش هي ناتجة عن حملة تحريض ممنهجة شنها نشطاء الانتقالي المدعومين من الامارات ضده نتيجة مواقف الوطنية، وشارك فيها عدد من نشطاء مليشيات الحوثي نتيجة موقفة البطولية في المعارك ضد الحوثيين.
وشهدت محافظة شبوة توترا امنيا بعد انتشار قوات عسكرية تابعة للامارات وسط المدينة دون علم السلطات الامنية والعسكرية في المحافظة.
اجتماع طارئ
الى ذلك عقد نائب الرئيس نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن صالح الفريق علي محسن بمارب اجتماعا عسكريا طارئا ناقش المستجدات الميدانية في عدد من الجبهات وجهود تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.
وقالت وكالة سبأ الرسمية أن نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ترأس فور وصوله مأرب اجتماعاً عسكريا ضم وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي ومحافظ محافظة مأرب اللواء سلطان بن علي العرادة وقائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن فيصل علي حسن وقائد المنطق العسكرية السابعة اللواء الركن محسن الخبي وبحضور قائد قوات تحالف دعم الشرعية في مأرب اللواء الركن حمدان بن حمود الشمري.وعدد من القادة والضباط والصف.
وجرى خلال الاجتماع استعراض عدد من القضايا الميدانية والمهام العسكرية وأوضاع الوحدات وجهود رفع مستوى الانضباط والتأهيل لمنتسبي القوات المسلحة.
ونوه نائب رئيس الجمهورية إلى سلسلة التصعيدات الأخيرة للميليشيات الحوثية التي أكدت مستوى الدعم والتنسيق الإيراني المستمر والهادف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة
مؤكداً بأن اليمن لن تكون منصة لإطلاق الصواريخ أو قاعدة لانطلاق الطائرات المسيرة أو منطلقاً لتهديد الملاحة الدولية، وأن عزيمة اليمنيين واستمرار دعم الأشقاء كفيل بدحر هذا التوجه الإيراني التخريبي وقطع مخالبه في جنوب الجزيرة العربية.
وقال نائب الرئيس في كلمته التوجيهية: “إن الدولة الاتحادية المكونة من ستة أقاليم والتي أجمع عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل هي المخرج الوحيد والآمن لليمن ومن يفكر بغيرها فهو على خطأ ويعمل لخدمة المشروع الإيراني”.
وعرض نائب رئيس الجمهورية على الحاضرين عدداً من المستجدات والموضوعات السياسية وفي مقدمتها التعنت المستمر للحوثي وعرقلته لتفاهمات استوكهولوم الأخيرة ومنها اتفاق الحديدة.
مجدداً التأكيد على سعي الشرعية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية إلى إحلال السلام الدائم المبني على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار 2216، ورفض أي محاولات لانتقاصها أو الالتفاف عليها.
ورحب نائب الرئيس بالقائد الجديد لقوات التحالف اللواء الركن حمدان الشمري متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه، موجهاً الجهات المعنية بالتعاون الإيجابي والفعال لما فيه تحقيق المصالح والأهداف المشتركة.
و عبر عن شكره للأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وقائد القوات المشتركة وحكومة وشعب المملكة على الدعم لبلادنا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإغاثية وغيرها.
وقدم الحاضرون تقارير الأداء المختلفة كلاً في اختصاصه وفي إطار مهامه، مؤكدين على المضي قدماً خلف القيادة السياسية والاستمرار في العمل بما يفضي إلى استعادة الدولة اليمنية ورفع المعاناة عن أبناء شعبنا اليمني.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد