اختبارات الثانوية في تعز

جهود حكومية لمواجهة ظاهرة الغش وتسهيلات حوثية للطلاب للنجاح بالغش..!!

2019-06-26 04:43:00 تقرير / خاص


مع كل عام جديد تتكرر ذات الحالة المأساوية وتثار ذات الأسئلة المبهمة وتظل بلا إجابات ونفس حالات التفاعل المجتمعية ومشاعر ومظاهر الاستنكار تتكرر كل سنة حين يحل موعد الاختبارات النهائية لطلاب المرحلة الثانوية العامة، إذ يبدأ مع هذا الموسم الامتحاني، منذ السنوات الخمس السابقة، بعد انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة والسيطرة على مؤسسات الدولة.. يبدأ الحديث كثيراً عن ظاهرة الغش التي تجتاح مراكز الامتحانات وبصورة غير طبيعية ويتم التركيز كثيراً على ذلك بالصوت والصورة بالكلام والكتابات والتفاعل المجتمعي مع هذه الظاهرة وتشكلها وانتشارها في كل عام دراسي ويكون ذلك بالتعبير عن الاستياء التام والغضب من تكرار الظاهرة وتضاعفها أكثر وأكثر مع مرور السنوات وكل عام تكون ظاهرة الغش أكبر من العام الذي قبله ودون وضع حلول أو مواجهة ظاهرة الغش من قبل مسئولي التربية والتعليم بل الأقدح أن قيادات التربية والتعليم تتماهى مع هذه الظاهرة بوضوح شديد والدليل عدم قيامهم بأية تحركات أو معالجات للوقوف أمام هذه الظاهرة ومحاولة إنقاذ أبنائنا الطلاب من الاعتماد عليها وذلك يعتبر تلغيم وتفخيخ لجيل الشباب ومستقبل البلاد وبهكذا وضع مخيف سيكون له آثاره المرعبة والسوداوية في مستقبل اليمن بشكل عام وذلك بإيجاد جيل غبي.. وطلاب ينجحون بالغش ولا يفرقون بين الكثير من المصطلحات أو مفاهيم العلم لأنهم لم يدرسوا ويتعلموا بل نجحوا بالغش للأسف الشديد..
انقسام تعليمي
ووسط هذا الوضع التعليمي الكارثي والذي يمكن وصفه بالمأساوي تأتي وتعود الامتحانات كل سنة وعام دراسي جديد فيما طلابنا يعيشون وسط هذه الظروف والأوضاع غير الصحيحة ليكونوا عرضة وضحايا لها، فيتحول الطلاب وأبناؤنا إلى ضحايا غير مأسوف عليهم وهم يمشون في طريق الخطأ ولا يعرفون مقدار ما يرتكبون من جرم بحق أنفسهم ومستقبلهم إذ بلجوء الطلاب إلى ظاهرة الغش وبهذا الشكل سيكون مردوده سلبيا عليهم ومستقبل البلاد.. غير ذلك.. هناك أيضاً حالة الانقسام الحاصلة في قطاع التعليم بشكل عام في البلد إذ قامت وزارة التربية والتعليم في الحكومة الشرعية بإلغاء الامتحانات الوزارية للمرحلة الأساسية (ثالث إعدادي) وجعلها مرحلة عادية لا ترتبط بالاختبارات الثانوية وبدأت بتطبيقه فعلياً على أرض الواقع من العام الدراسي الحالي بينما وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي رفضت قرار وزارة عدن وأبقت على ذات النظام القديم وبقاء المرحلة الأساسية مرحلة وزارية وذلك في كامل المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي وهو ما جعل ذلك القرار ضربة قاصمة للعملية التعليمية بشكل عام وكما وأن استمرار هذا الانقسام والقرارات المتضادة بين وزارتي التربية في حكومة الشرعية وحكومة الانقلابيين سيكون مردوده وآثاره على الطلاب والعملية التعليمية كبيراً وسيؤدي إلى اختلاط الحابل بالنابل وضياع تام للطلاب وكما يقال بين حانا ومانا ضاع طلابنا..!!
تعز وسط الانقسام
في تعز المشهد مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة، فوسط المدينة وبعض المديريات المحررة تم سريان نظام حكومة الشرعية في الامتحانات فيما المناطق الخاضعة للحوثي طبق عليهم نظامهم القديم وبقوة السلاح فادى الطلاب اختبارات المرحلتين الأساسية والثانوية..!!
24 ألف طالب وطالبة


في وسط مدينة تعز توجه 24 ألف طالب وطالبة في 146 مركزاً إمتحانياً لأداء اختبارات الثانوية العامة ويقول مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز إن الطلاب الذين سيؤدون الامتحانات 24 ألف طالب وطالبة وبلغت المراكز 146مركزاً وأن المراكز الامتحانية محاطة بالحماية الأمنية وتشديد الرقابة لمنع الغش وتفعيل الجهات التربوية المرافقة..
وأكد وكيل أول محافظة تعز الدكتور/ عبد القوي المخلافي، في تدشينه اختبارات الثانوية العامة بتعز، بما فيهم الطلاب النازحون أن السلطة المحلية تتابع عن كثب سير الاختبارات وتقديم كل التسهيلات التي تجعل الطالب يؤدي الامتحان في أجواء ملائمة وحل كل الإشكالات، بما فيها مشكلة النازحين.
وحث الدكتور المخلافي، الطلاب والطالبات على بذل مزيد من الجهود والمذاكرة لتحقيق أعلى درجات في التحصيل العلمي، مؤكدا اهتمام السلطة المحلية والحكومة بفئة الشباب الذين سيكونون قادة في المستقبل وستبنى على أيديهم وأفكارهم البلد، وتذليل كافة الصعوبات والعراقيل التي قد تواجه الطلاب أثناء الامتحانات متمنيا لهم التوفيق النجاح.
كما تفقد وكيل محافظة تعز محمد عبدالعزيز الصنوي عدداً من المراكز الامتحانية في مديرية المواسط..
وشدد الوكيل الصنوي على السلطة المحلية في المديرية وفي مقدمتها مكتب التربية والتعليم وإدارة أمن المديرية القيام بالمهام الخاصة بهم تجاه سير عملية الامتحانات ووفع تقرير مفصل وبشكل يومي عن سير عملية الاختبارات.
وحث الصنوي الطلاب والطالبات على الابتعاد عن الغش ومضاعفة جهودهم لتحقيق تحصيل علمي متميز ودرجات عالية توفر عليهم الكثير من الجهد والعناء في المستقبل، متمنياً لهم التفوق والنجاح وحصد مراتب متقدمة.
الاختبارات الثانوية
وكانت وزارة التربية والتعليم في الحكومة الشرعية أعلنت أن 90 ألف طالب وطالبة بدأوا امتحاناتهم في 750 مركزاً امتحانياً في 13 محافظة محررة، فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي أن 203 آلاف و87 طالباً وطالبة في ألف و137 مركزاً إمتحانيا بدأوا اختبارات المرحلتين الأساسية والثانوية في 8 محافظات تسيطر عليها المليشيات.
محاولات لمواجهة الغش
ورغم حالة الحصار المطبق على مدينة تعز وآثار الحرب إلا أن الطلاب والطالبات بدأوا امتحاناتهم بحيوية ونشاط كما وأن الإدارات المختصة وفرت كل الإمكانيات لهم لأداء الاختبارات وبذل الجهود لأجل احتواء ظاهرة الغش قدر الإمكان ومواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، بما تمثله من مخاطر على الطلاب والطالبات ويبذل المسئولون جهوداً كبيرة في هذا الأمر للمخالفين ومن يقوم بارتكاب الغش وسط قاعات الامتحانات وسارت الأمور على ما يرام إذ الملاحظ، عدم تسجيل حالات غش كثيرة لكن الظاهرة موجودة ومحاولات مواجهته لم تنجح كلياً كونه من الصعوبة بمكان مواجهة الغش وسط الظروف الحالية التي تمر بها البلاد ومدينة تعز بشكل خاص.
من جهته يعلق الكاتب الصحفي/ بلال الطيب، على ظاهرة الغش بصورة مختلفة ويقول في مقال له بهذا الخصوص:
ها هي الامتحانات الوزارية لـ «شهادة الثانوية العامة» قد بدأت، الناس خارج أسوار المدارس، ربما فاق عددهم عدد الطلاب المُمتحنين، من الدقيقة الأولى تتسرب الأسئلة، فتتوارد الإجابات النموذجية على الفور، جميع من في الخارج مُستنفرون على قدم وساق وجيب أيضاً، يعملون كخلية نحل دون توقف، الكل يريد أن «يَتَجمل» مع «ابنه، ابنته، أخيه، أخته..»، حتى «الطـارف»!!.
ويضيف الكاتب:
كثير من الطلبة لم يعودوا يعتمدون على مجهوداتهم في الاستعداد للامتحانات، وإنما أصبحوا يعتمدون على الغش، الذي أضحى بنظر بعضهم مُجرد تعاون آني ونبيل لأجل النجاح، وفي ذلك تراجع خطير في القيم، خاصة قيمة طلب العلم، والسعي في سبيله، والكد والسهر من أجله، فماذا سينتج هؤلاء الطلبة الغشاشون، ما هو الهم الذي يحمله الواحد منهم؟ ما هو الدور الذي سيقومون به؟ بالطبع لن يقدموا شيئاً، ولن يفكروا حتى في ذلك!!
ويواصل: ما مـن عـام يأتي إلا وتأتي معه أساليب وابتكـارات جديـدة في «فن التغشيش»، تأخـذ الكثير من جهد ووقت طلاب «كُسالى» لم يعطوا مذاكـرة الدروس أي اهتمام؛ حتى غدت هذه الظاهرة عُرفاً أرعن، وثقافة هوجـاء، وسرطاناً يهدد مستقبل أجيال ووطن، والأسوأ أنها أضحت أمراً عادياً يفعله الجميع، ولا يعترض عليه أحد.. وأسباب كثيرة تقف وراء استفحال هذه الظاهرة المُريعة، تارة تتجه صوب الأسرة، وتارة صوب المجتمع والنظام التعليمي ككل، وتبقى «التنشئة الخاطئة» سبب بارز لا يمكن تجاهله، وهي تبدأ من عدم نهي الصغار عن التعدي على ممتلكات الآخرين، ولا تنتهي بحرص الآباء على نجاح أبنائهم في الامتحانات، وبأي ثمن.
الانقسام واقع مؤلم
المؤسف أكثر أنه في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي في مدينة تعز كانت حالة الطلاب أكثر مأساوية بفعل الانقسام الحاصل وإجبار طلاب المرحلة الأساسية على أداء الاختبارات بالقوة، لكن المؤلم أن المراكز الاختبارية فيها شهدت تدميراً كلياً للعملية التعليمية وذلك بفتح الباب على مصراعيه للغش بين الطلاب والطالبات بصورة علنية واضحة وفاضحة..
ولعل من الملفت أن المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها تمارس الترهيب والتهديد والوعيد لكل من يرفض الانصياع لتوجيهات مسلحيها وتدخلاتهم في العملية الامتحانية وذلك بفرض الغش في المراكز الاختبارية وتسجيل أسماء مقاتليها كطلاب حاضرين الاختبارات في صورة تبعث عن واقع مؤلم ومستقبل مرعب لليمن..!!
المهم أن الانقسام في المدينة سيكون له آثاره المستقبلية القادمة على هذا الجيل من طلاب وطالبات اليمن من حيث تخرج الطلاب يحملون شهادات الثانوية العامة من دون علم ومستواهم التعليمي أدنى مستوى.. ويفتقرون لكثير من أساسيات العلم وكونهم نجحوا وحققوا معدلات كبيرة فيما مستواهم عادي جداً ما يؤثر كثيراً على مستقبلهم وكارثة فادحة تنتظر البلاد عموما.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد