نزع وإتلاف قرابة 40 ألفاً منها خلال السنوات الماضية في مناطق محدودة

الألغام في حجة.. وجه الميليشيات القبيح والجريمة المسكوت عنها

2019-06-29 03:33:54 أخبار اليوم/ تقرير خاص:


لغم هنا وعبوة ناسفة هناك، استراتيجية لجريمة باتت أكثر وضوحاً لدى ميليشيات الحوثي مع كل هزيمة تلحق بعناصرها، حيث تلجأ لزراعة كل شبر بهذه المتفجرات التي تستهدف المدنيين قبل غيرهم.
"محافظة حجة" واحدة من المحافظات التي تعيش هذه الجريمة البشعة، وتكشف حجم بشاعتها الأعداد المهولة للألغام والعبوات المزروعة من الميليشيات الانقلابية، تعكس وجهها القبيح وفكرها المملوء بالحقد على الارض والإنسان اليمني.
فقد شهدت المحافظة في المناطق المحررة وتحديداً بمديرية حرض شمالاً- أمس الجمعة- إتلاف كمية كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة كانت زرعتها ميليشيات الحوثي في مناطق محدودة، والتي تمكنت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني "المنطقة العسكرية الخامسة " بالتعاون مع خبراء ألغام من قوات التحالف العربي من انتزاعها خلال الأسبوعين الماضيين، حيث نسلّط الضوء في هذا التقرير على حجم ما تم الكشف عنه منها، ومخاطرها المستقبلية ومستوى تعاطي المجتمع الدولي مع هذه الجريمة البشعة..... إلى التفاصيل:
أرقام مهولة
يؤكد رئيس شعبة الهندسة في العسكرية الخامسة العميد/ ياسر الروحاني، بأن إجمالي ما تم انتزاعه من قبل الفرق الهندسية خلال السنوات الماضية بلغ ٣٧ ألف لغم في كل من مديريات "ميدي وحرض وحيران وعبس وأجزاء من مستبأ ".
وبحسب مصادر ميدانية فإن الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني لم تتمكن حتى الآن من مسح كافة مناطق المديريات المحررة وإنما أجزاء منها، ما يشير إلى أن هناك كميات كبيرة مماثلة من الألغام لازالت فيها تهدد حياة المدنيين.
عمليات تطهير مستمرة
ويضيف الروحاني- في تصريح له عبر صفحة المركز الإعلامي للمنطقة الخامسة- بالقول " إن الفرق الهندسية أتلفت- أمس الجمعة- نحو خمسة آلاف عبوة ولغم متنوع المهام والأحجام والصناعات، بعد أن نزعتها خلال الأسابيع الماضية من مدينة حرض ومزارع النسيم والخضراء والقرى المجاورة لها، مؤكداً استمرار فرق الهندسة في تطهير حقول الألغام الحوثية لتأمين حياة المواطنين العائدين لقراهم ومزارعهم.
وتعد هذه العملية السابعة التي يتم فيها إتلاف الألغام في المنطقة العسكرية الخامسة منذ نحو ثلاث سنوات، والثانية خلال العام الجاري.
ما خفي اعظم!


ما تم الكشف عنه من الألغام والعبوات الناسفة في المناطق المحررة من حجة ليس كل ما تم زراعته فيها من قبل عصابات الحوثي، وإنما ما تم زراعته في مناطق محدودة نتيجة ضعف الإمكانات المتوفرة لدى الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة، إلى جانب عدم إدراج المحافظة ضمن مهام البرنامج السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" حتى الآن.
وإذا كان هذا الكم الهائل من الألغام قد تم الكشف عنه في مساحات بسيطة، فما خفي فيما تبقى من أراضي المديريات المحررة سيكون أكثر فظاعة وإجراما.
ما وراء الجريمة؟
والسؤال الذي يضع نفسه أمام هذه الجريمة البشعة "ما الذي يهدف إليه الحوثيون من زراعة هذه الكميات المهولة من الألغام في كل شبر من المناطق التي يتم دحرهم منها؟ " وما هي الآلة التي يمتلكونها لإنتاج هذا الكم من الألغام والمتفجرات؟ وهل إمكاناتهم تؤهلهم إلى صناعتها بهذا القدر أم أن هناك دعما خارجيا سخيا يريد تحويل اليمن إلى أرض محروقة حاضراً ومستقبلاً؟ مستغلين حقد الحوثي وميليشياته أدوات لتنفيذ الجريمة.
وبالعودة إلى ما جرى في المناطق الوسطى من زراعة للألغام في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، يمكن للمراقب البسيط مقارنة حجم الكارثة التي تنتظر اليمنيين في قادم الأيام نتيجة وحشية الحوثيين في استخدام الألغام بشكل لا إنساني..
ضحايا لا بواكي لهم
وخلال السنوات الماضية شهدت عدة قرى في كل من ميدي وحيران وحرض عدة حوادث انفجار الغام تعرض لها مزارعون وصيادون ذهب ضحيتها العشرات من المدنيين بين قتيل ومعاق، تلك الأحداث انعكست سلباً على أمن واستقرار السكان الذين باتوا يعيشون حالة من القلق والخوف في كل حركة لهم.
وما يهم الإشارة إليه هنا أن ضحايا الألغام حتى الآن لا بواكي لهم، ولم يتم تعويضهم أو سد جزء كما تعرضوا له جراء الألغام سوى تدخلات طبية إسعافيه آنية ليعود بعدها المصابون بعاهاتهم إلى أسرهم ليتضاعف معها همهم وتزيد معاناتهم، الأمر الذي يتطلب ضرورة إدراج برامج لمعالجة آثار هذه الألغام على المدنيين من قبل الشرعية والتحالف العربي كأقل واجب.
صمت دولي مريب
وطيلة السنوات الماضية من الحرب، ضجت الساحة المحلية الحقوقية والإعلامية والإنسانية بالنداءات والتنديد بارتكاب الحوثيين جريمة زراعة الألغام، إلا أن المجتمع الدولي لازال يلتزم الصمت تجاه مرتكبيها د هذه الجريمة التي لولم ترتكب الميليشيات سواها لكفى لإدراجها ضمن "الجماعات الإرهابية".
ومع دخول الحرب العام الخامس لازالت الميليشيات تواصل زراعتها لعبوات الموت والدمار دون وازع إنساني، وبحسب مراقبين محليين فإن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجريمة شجعهم على ارتكاب المزيد منها بل والتبجح علناً بارتكابها.
لابد من موقف!
تحميل المجتمع الدولي مسؤولية صمته لا يعني إعفاء قيادة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها من هذه المسؤولية، حيث أن موقف الأخيرين تجاه هذه الجريمة والتعاطي معها لازال ضعيفا، رغم طرح القضية في أكثر من مرة وعلى مستويات عدة إلا أنها لم يتم التعاطي مع هذا الملف بشكل إيجابي من شأنه أن يضع حدا لاستمرار الميليشيات في زراعتها لما تشكله تلك الألغام من مخاطر مستقبلية كبيرة إلى جانب ما سيكلف الدولة من مبالغ باهظة لانتزاعها، مع ما تخلفه من أضرار مادية وضحايا بشرية على المدنيين.
وسبق للصحيفة تناول هذا الملف لأكثر من مرة طيلة السنوات الماضية، و حذرت من مخاطر تلك الألغام قبل عودة بعض السكان إلى قراهم، إلا أن تلك التحذيرات لم تجد التعاطي المسؤول معها، لنكرر التحذيرات مرة أخرى من مغبة إهمال هذه القضية الحساسة التي تمس حياة المواطنين على المستوى القريب والبعيد.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد