قدم المبعوث الأممي جريفيت إحاطته لمجلس الأمن عن الوضع في اليمن وخاصةً اتفاقات استكهولوم عن الحديدة بعد جولات مشاورات في عدة عواصم دولية وعربية، والتقائه طرفي الحكومة الشرعية وقيادة مليشيا الحوثي.. وفي هذه الفترة التي بحث فيها مارتن جريفيتث عن حل سياسي، والتي استغرقت أشهر، سالت دماء يمنية كثيرة وصدرت أحكام غير شرعية من القضاء الحوثي بصنعاء بحق ثلاثين معتقلاً من المدنيين بتغاضٍ أممي مريع ..
إحاطة لم تأت بجديد، ولم تلزم الحوثيين بتنفيذ اتفاقات الحديدة، ولم تلغِ قرارات المليشيا الصادرة بأحكام الإعدام على المعتقلين، ولم تحدد الطرف الذي تسبب بكل هذه المآسي لليمنيين، بل اعتبر المبعوث مليشيا الانقلاب من خلال إحاطته طرفاً موازياً للدولة،، وتحدث بلغة العموميات بالرغم أن واجباته القانونية تفرض عليه التحدث بوضوح ومن غير تعميم ولا مداهنة..
وعلى ضوء الإحاطة -التي اعتبرها مراقبون دوليون ومحليون مجحفة بحق اليمنيين الذين يبحثون عن سلامٍ دائم - تشكلت ردود أفعال سياسية وقانونية واسعةً وغاضبة إزاء ما قدمه جريفيتث لمجلس الأمن:
رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي قال- في منشورٍ له على صفحته فيسبوك- معلقاً على إحاطة جريفتس، إن المبعوث الأممي لم يأت بجديد عن جميع تقاريره السابقة مؤكداً أنه خيَّب كل الظنون..
وتوقع اليدومي من المبعوث إدانة أحكام الإعدام التي أصدرتها إحدى محاكم التفتيش للمليشيات في صنعاء،مضيفاً: وكنا نتوقع-أيضاً-أن يطلب من مجلس الأمن إدانة لهذه الأحكام واستصدار قرار بإلغائها، ولم يشر جريفتث إلى شيء يدل على إنسانيته ولكنه خيب ظنون الكل..
قانونيون: جريفتث يستعطف الحوثي
رئيس منظمة هود في اليمن عبدالرحمن برمان اعتبر إحاطة المبعوث جريفتث استعطافاً لمليشيا الحوثي وكأنه يطلب منها استفتاء لإلغاء الأحكام الصادرة بالإعدام بحق المعتقلين المدنيين بصنعاء..
وقال - في تصريح خاص لصحيفة- "أخبار اليوم" إن مارتن تحدث عن أحكام الحوثيين الصادرة بإعدام ثلاثين معتقلاً، وكأنها صادرة من دولة وليس من مليشيا، موضحاً أنه كان يجب عليه أن يدين هذه الأحكام ويستصدر قراراً لإلغائها لأنها خارجة عن القانون وصادرة من محكمة غير شرعية..
وأضاف إن المبعوث لم يكن واضحاً في إحاطته، بالرغم أن واجباته القانونية تفرض عليه التحدث بوضوح وشفافية وأن يحدد الطرف الذي تسبب بمعاناة اليمنيين، ولم يسمِّ الطرف الذي يعرقل كل الاتفاقيات ابتداءً من اتفاقية تبادل الأسرى والمعتقلين وأيضاً اتفاقيات الحديدة وإخلاء المدينة من المليشيا..
وتعاملت منظمة الأمم المتحدة في كل الجوانب الأخرى، بما يتعلق بالوضع في اليمن بشكلٍ عام ولم تختلف إحاطاته اللاحقة بالسابقة، وتحدثت بالعموميات، وفقاً لتصريحات برمان لـ"أخبار اليوم".
وأشار الناشط الحقوقي إلى أن الإحاطة التي قدمها جريفتث لمجلس الأمن تعاملت مع المليشيا كطرف موازٍ للدولة،، ومنحتها دفعة معنوية للاستمرار في القتال..
الباحث السياسي/ عدنان هاشم- في حديثه لصحيفة "أخبار اليوم"- لفت إلى أن غريفيث قال ما يلزمه للمضي قدماً كوسيط بين ما يراه طرفين، وكالعادة لا يُقدم أحكاماً قد تؤدي إلى توتر أحد الطرفين بحسب وصفه، وقال هاشم إن المبعوث هو في النهاية موظف دولي يخضع لاشتراطات الدول الداعمة والمهيمنة على الملف اليمني مثل الولايات المتحدة وبريطانيا..
وأضاف إن المجتمع الدولي يتجه نحو تقسيم الحل على مستويين' الأول بين الحوثيين والحكومة الشرعية، والثاني بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية،، واعتبر الضغوط اللاحقة على الحكومة الشرعية أو السعودية هي إجراءات ستمضي بسبب الجمود على الأرض وانسحاب الإمارات وقد تستخدم كل الأوراق بما فيها الاقتصادية للوصول إلى أهدافهم بحسب حديثه لـ"اخبار اليوم"..
الصندوق الدولي
يمارس الصندوق الدولي -- وهو مؤسسة دولية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة -- ضغوطاً هو الآخر على القيادة السياسية ممثلةً برئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي وحكومته الشرعية، وقال الصندوق- عقب تقديم جريفتث إحاطته- أن على حكومة الشرعية أن تدفع رواتب القطاع العام في كل انحاء اليمن..
مراقبون اعتبروا هذا الضغط على الشرعية فيه تدليل واضح لمليشيا الحوثي، كون الصندوق الدولي لم يشر إلى وجوب توريد العائدات من قبل الحوثيين من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم إلى البنك المركزي بعدن..
ورغم كل ما ورد في التقرير أعلاه فإن أخطر ما ورد في إحاطة غريفيتث أمام مجلس الأمن هو الفقرة الخاصة بإعدام الثلاثين معتقلاً في صنعاء، لأنه أقر- وبشكل صريح- بأن ما صدر ضد المعتقلين هو حكم قضائي يتم حالياً الطعن فيه بالاستئناف وطالب بما أسماه في نهاية المطاف الرأفة بالسجناء، وهو ما يدل على اعتراف بشرعية القضاء الحوثي ويسقط أيضاً هذا الاعتراف على الأحكام التي صدرت من نفس المحكمة بحق الرئيس هادي ومعاونيه..

لقتال، لافتا إلى تحول الكثير من المدارس في صنعاء وغيرها إلى معسكرات تعبئة وتدريب".
وأوضح "اليناعي" أن مراجعة للكتب المدرسية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي كشفت عن محتوى يحض على الكراهية والتمييز والعنف، مبيناً أن التعديلات التي أجرتها جماعة الحوثي على المنهج الدراسي يتأثر بها نحو 3 ملايين طالب وطالبة يتوزعون على مرحلتي التعليم الأساسي والتعليم الثانوي.
ودعا المسؤول الإعلامي بنقابة المعلمين لوقف جميع الانتهاكات ضد المعلمين اليمنيين، والكشف عن المختطفين والمختفين قسريًا والإفراج العاجل عنهم، وتعويضهم عن الضرر الذي لحق بهم خلال فترة إخفائهم.
كما طالب الأمم المتحدة باتخاذ تدابير صارمة وعاجلة لإنقاذ آلاف التربويين من الانتهاكات والممارسات القمعية التي يتعرضون لها من قبل لجماعة الحوثي..