انتقام إماراتي بأيادي المجلس الانتقالي:

عدن.. انقلاب الانتقالي.. رغبة ودعم إماراتي وشهوة انتقامية لضرب الحكومة الشرعية!

2019-08-19 06:31:06 أخبار اليوم/ تقرير خاص

 
فرضت دولة الإمارات العربية المتحدة انقلاباً متكامل الأركان على الحكومة الشرعية في العاصمة عدن وذلك بدعمها الكامل لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي ومليشياته المسلحة وقواته المسماة قوات الحزام الأمني لتصبح عدن واقعة تحت سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، ودانت العاصمة عدن لحكم الانقلابيين الجنوبيين في صورة مشابهة ولا تختلف عن انقلاب مليشيات الحوثي في العام 2014م على الحكومة والسيطرة على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء..!!
الإمارات- التي من المفترض أنها الدولة الشريك في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن- تحولت إلى خصم عنيد ودولة انتقامية على الشرعية والحكومة وكل مؤسسات الدولة وجيش الدولة وكل ما يرتبط وله علاقة بشيء اسمه الدولة، فعملت على الانتقام من كل ذلك، بأيادي ميليشياتها المسلحة المسماة قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والتي أوجدتها منذ سنوات وشكلتها ودعمتها وموّلتها بالمال والسلاح والمعدات من الرصاصة حتى الدبابة والمدرعة لتتحول مليشيات المجلس الانتقالي إلى قوة مسلحة كبرى في العاصمة عدن خلال السنوات الماضية لا تتبع دولة أو حكومة وإنما تأتمر بأمر الحاكم بأمره الضابط الإماراتي بعدن.
وهكذا فإن الإمارات سعت جاهدة- منذ سنوات مضت- إلى تأسيس هذه المليشيات المسلحة وبسط نفوذها التام على كل مفاصل العاصمة عدن وأنشأت المعسكرات وجندت الشباب وعملت كل ما بوسعها لتصبح مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي هي الأقوى في عدن والأكثر تسليحا ودعما.
وأتت اللحظة، التي طال انتظارها، إذ قامت الإمارات بتشغيل الإشارة الخضراء لإطفاء ضوء الحكومة الشرعية وأحدثت هذا الانقلاب الثاني على الحكومة وشرعية الرئيس هادي في المدينة المعلن أنها العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية..!!
انقلاب وانتقام!


انقلاب عدن.. أشبه بالانتقام الإماراتي من الحكومة الشرعية، وضرباً تحت الحزام وللأسف بأيادي جنوبية بما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي ،الذي تهوّر بسذاجة مفرطة للوقوع في فخ الإمارات بأكل الثوم بفمه.. وذلك بأن جعل الانتقالي الجنوبي في وجه المدفع وأنه من يتحمل مسئولية الانقلاب على الحكومة الشرعية والسيطرة على مؤسسات الدولة واقتحامها ونهبها وطرد الحكومة الشرعية من العاصمة عدن..
انقلاب الانتقالي الجنوبي رغبة إماراتية وشهوة انتقامية لضرب شرعية الرئيس هادي وإحداث حالة من إعادة توزيع الأدوار وإضافة لاعبين جدد في العملية السياسية، وكانت ضحية هذه اللعبة والخطة الإماراتية مدينة عدن وأبناء الجنوب بشكل عام وذهب ضحايا كُثر بُعيد الاشتباكات المسلحة بين مليشيات الانتقالي الجنوبي وألوية الحماية الرئاسية خلال الايام الأربعة الدامية التي شهدتها العاصمة عدن وأسفرت عن خسارة القوات الحكومية وهزيمتها أمام المليشيات المسلحة للانتقالي الجنوبي التي سيطرت على قصر معاشيق الرئاسي والمعسكرات والمؤسسات وكل شيء داخل عدن وليعلن المجلس الانتقالي نجاحه في السيطرة على العاصمة عدن ومؤسسات الحكومة وطردها من عدن ولينجح الانتقالي الإماراتي في تنفيذ انقلابه التام متكامل الأركان على الحكومة الشرعية وليتم تنفيذ مخطط الإمارات الشيطاني في إسقاط عاصمة الحكومة الشرعية في أيادي مليشياتها المسلحة..!!
نهب السلاح!!
بعد نجاح انقلاب الانتقالي الجنوبي ودانت السيطرة لهم على كل مقاليد الأمور في المدينة، عملت المليشيات المسلحة والمنفلتة وغير الواعية لما حدث ولشهوة الانتقام من الذين وقفوا ضدها وواجهوها، عملت الميليشيات المسلحة للانتقالي على تجسيد حالة الانتقام عبر عمليات اقتحام ونهب واسعة قامت بها على مؤسسات الدولة وأيضاً معسكرات ألوية الحماية الرئاسية الأول والثاني والثالث والرابع ومعسكر بدر.. إذ تم نهب كل ما وصلت إليه أيادي العابثين والمسلحين، فنهبوا الرخيص والغالي الرصاصة والمدرعة والكلاشنكوف وشامبو الحمامات.. في صورة مأساوية..
مليشيات الانتقالي نهبت كل شيء داخل معسكرات الحماية الرئاسية والمعسكرات التابعة للدولة والحكومة وعملوا على نهب السلاح الموجود فيها والمتبقي في المخازن.. هذا ما يتعلق فقط بالمعسكرات فقط إذ هناك نهب آخر للمنازل وبيوت مسئولي الدولة..!!
نهب البنك المركزي!!


ولم يتوقف مسلسل نهب مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي على معسكرات الدولة ومنازل القيادات والمسئولين فقد عمد المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة رئيسه عيدروس الزبيدي بعد السيطرة على البنك المركزي اليمني على نهب مبالغ مالية من خزائنه.. وحسب مصادر خاصة فإن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي نهبت أكثر من ملياري ريال يمني من البنك المركزي بينما يتوقع مراقبون أن تكون عملية نهب البنك تفوق ما ذكر وأن المبالغ المنهوبة تكاد تكون بالمليارات.. عملت قيادة المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك على نهب المبالغ ونقلها إلى أماكن سرية لا يعلم عنها أحد..!!
فشل اللجنة السعودية
ورغم وصول لجنة سعودية عسكرية للعاصمة عدن من أجل استلام المواقع العسكرية والمؤسسات الحكومية الخاضعة لسيطرة مليشيات الانتقالي الجنوبي، بيد أن عمل اللجنة ظل مجرد أخبار وفقاعات في الهواء الطلق.. ففيما تعلن اللجنة السعودية استلامها لبعض المواقع من الانتقالي الجنوبي، لكن قيادات تابعة للانتقالي تنفي ذلك وتؤكد عدم تسليمها لأي موقع.
وهكذا طيلة الأيام الماضية ظلت لعبة تسليم المواقع والمؤسسات الحكومية المسيطر عليها من الانقلابيين الجنوبيين في مسلسل ممل وسخيف لم يصل معه اليمنيون إلى نهاية.
وما بين إعلان سعودي عن التسليم، هناك نفي انتقالي للتسليم.. وما بينهما ما زالت المواقع والمؤسسات الحكومية خاضعة لسيطرة مليشيات الانتقالي الجنوبي وفشلت معه اللجنة السعودية في اتمام مهامها بإخراج مليشيات الانتقالي من المعسكرات الحكومية ومؤسسات الدولة واستلام المواقع من هذه المليشيات.
ورغم انتهاء المهلة التي حددتها اللجنة السعودية للمجلس الانتقالي الجنوبي للانسحاب إلا أن المهلة انتهت ولم يحدث شيء..
ووسط ذلك لابد من الإشارة لدور إماراتي مريب وخفي في عدم تسليم المواقع والمؤسسات الحكومية للجنة السعودية.. إذ عمل الإماراتيون على وضع العراقيل والصعوبات أمام اللجنة السعودية وذلك عبر جعل قيادات الانتقالي ترفض التسليم والتلاعب بالقبول بالتسليم إعلامياً والرفض واقعا وعلى الأرض. وهو ما حدث تماما.
اعتقالات!!
قامت مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي بحملة اعتقالات واسعة في عدن لكل القيادات الحكومية والسياسيين المعارضين للمجلس الانتقالي ومن يتبعون الحكومة الشرعية وقيادات عسكرية وعسكريين يتبعون ألوية الحماية الرئاسية.
حملة مليشياوية انتقالية استهدفت كل الخصوم وانتهكت كل الحقوق ومارست كل صنوف الاعتداءات والتجاوزات اللا أخلاقية من قبل مليشيات الانتقالي.
وتعرّض المسؤولون الحكوميون والقيادات العسكرية والأمنية التابعون للحكومة، للترهيب والاعتداءات والاعتقالات التعسفية.. وزادت الحملة قمعا وتعسفا ضد خصوم المجلس الانتقالي من أبناء الجنوب نفسه الذين يوالون الحكومة الشرعية.. وليس ذلك وحسب، بل إن المليشيات المسلحة الجنوبية عملت على اعتداءات مقيتة على جنود وضباط وكل المنتمين لألوية الحماية الرئاسية ومارست ضدهم شتى صنوف العذاب والتعذيب والاعتداء.. كما زج بالكثير منهم في السجون ويعانون الويلات والتعذيب في سجون مليشيات المجلس الانتقالي في عدن والتهمه أنهم مع الحكومة الشرعية أو يعارضون ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي.!!!

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد