معركة الحسم.. الانتقالي تتداعى والقوات الحكومية تكسر أكبر زحف عسكري على "شبوة"

2019-08-26 07:42:56 أخباراليوم/ تقرير خاص


مع اشتداد وتيرة المعارك بين القوات ومليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبو ظبي، وصل مساء الأحد، رئيس مجلس الوزراء الدكتور "معين عبد الملك" إلى محافظة شبوة شرقي اليمني، قادماً من العاصمة السعودية الرياض.
وبحسب مصادر حكومية، فإن عبد الملك عقد اجتماعاً بالحكومة بحضور محافظ شبوة "محمد بن عديو".
وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، بنسختها الشرعية قالت ‘ن رئيس الوزراء وجّه- خلال زيارته لمحافظة شبوة- باتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة.
واطلع- خلال الزيارة- على جهود التصدي لمحاولة سيطرة ما يسمّى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا على مدينة "عتق"، بحسب الوكالة.
في سياق متصل، قال محافظ شبوة "محمد بن عديو"، إن قوات الجيش أسقطت انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
جاء ذلك في بيان بن "عديو" قال فيه، "إن محافظة شبوة "كسبت الرهان وأسقطت انقلاباً رديفاً لانقلاب مليشيات الحوثي، قامت به مليشيات المجلس الانتقالي بدعم كامل من دولة الإمارات".
واتهم عديو، الانتقالي الجنوبي بأنهم "رفعوا السلاح وأنشأوا معسكرات وجُلب لهم كل أنواع الأسلحة من قبل الإمارات واعتدوا به على الجيش والأمن وقاموا بأعمال تخريب وتفجير أنابيب النفط والغاز".
وأضاف "أمام هذا العدوان لم يكن أمامنا غير الدفاع عن الدولة ومؤسساتها مع توجيه تعليمات صارمة لأبطال الجيش والأمن بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب سفك الدماء مهما كان الأمر".
وتابع "وجهنا رجال الجيش والأمن بالتعامل بأخلاق الحرب مع المقاتلين المغرر بهم والعفو عن الموقوفين وإعادتهم إلى ذويهم مكرمين".
وأكد أن مشاريع التمرد على الدولة وصناعة كيانات ومليشيات توازيها بات أمراً لا يمكن القبول به أو التعاطي معه، موجهاً رجال الجيش والأمن بالتعامل بأخلاق الحرب مع المقاتلين المغرر بهم والعفو عن الموقوفين وإعادتهم إلى ذويهم مكرمين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وتأمين عاصمة المحافظة ومعالجة القصور في الخدمات التي تسببت فيها هذه الإحداث.
وفي وقت سابق كشفت مصادر مطلعة عن وصول وزير الداخلية اليمني "أحمد الميسري" ووزير النقل "صالح الجبواني" إلى محافظة شبوة الغنية بالنفط.
المصادر قالت إن تواجد رئيس الحكومة اليمنية وعدد من الوزراء في مدينة عتق، يدل على أن القوات الحكومية باتت هي المسيطرة على الوضع العسكري في المحافظة من جهة، وأن الحكومة اليمنية عززت من انتصارها العسكري بانتصار سياسي يتمثل بتواجد أعضاء الحكومة الشرعية في ميدان المعركة.
وفي ذات الاتجاه قال وزير النقل في الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، "صالح الجبواني"، الأحد، إن "الإمارات كان لها أجنداتها الخاصة منذ أن جاءت إلى اليمن ضمن التحالف".
وأشار الجبواني -في مقابلة مع قناة اليمن الفضائية- إلى أن الإمارات استغلت الغطاء السياسي للدولة اليمنية لتنفيذ مشروعها في جنوب اليمن.
وكشف الوزير عن ثلاث محاولات انقلابية قامت بها الإمارات لتصفية الدولة في جنوب اليمن. وقال إن "انسحاب الإماراتيين من اليمن كذبة كبيرة ولديهم مشروع يمن مناطقي مفكك".
وأكد أن دولة الإمارات تريد السيطرة على منابع الثروة وسواحل اليمن لتتحكم بالمشهد كله، مؤكدا أن "الإماراتيين يشرفون على القتال في شبوة وأن طائراتهم تمد المليشيات في حضرموت بالسلاح".
وذكر أن "السعودية كانت تتلقى تقارير كاذبة من الإمارات فيما يخص المحافظات الجنوبية، وبناء عليها كانت تقوم باتخاذ المواقف والقرارات".
وعبّر عن أمله في أن "تتخذ الرياض موقفا أكثر صرامة".
وتابع إن "خطر إيران واضح، لكن دور الإمارات أخطر لأنه غادر في ثياب صديق"، وفق تعبيره.
واتهم الجبواني "هاني بن بريك" بتدبير عملية اغتيال أبو اليمامة، وهو متهم في عمليات اغتيال وأعمال إرهابية.
ودعا الجبواني المملكة العربية السعودية لأن تتخذ موقفاً أكثر صراحة تجاه دولة الإمارات وتجاوزاتها.
* سير المعركة العسكرية


تفيد المعلومات الوردة من مصادر عسكرية في محافظة شبوة، بأن القوات الحكومية بسطت سيطرتها الكاملة على معسكرين لقوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات، في مديريتي نصاب ومرخة، شمال غرب مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، جنوب شرق البلاد.
وهذه هي المرة الأولى التي تسيطر فيها قوات موالية للحكومة اليمنية على مواقع للنخبة الشبوانية، خارج مدينة عتق، التي تفجّر فيها القتال بين قوات الطرفين منذ ليل الأربعاء الماضي، عقب محاولة قوات النخبة السيطرة على مدينة عتق.
ومُنيت قوات المجلس الانتقالي، الجمعة، بانتكاسة إثر فشلها في اقتحام مدينة عتق، مركز شبوة، حيث صدتها القوات الحكومية، وسيطرت على مواقع كانت تتمركز فيها على مداخل المدينة، وأحرقت عربات عسكرية إماراتية، فيما تمكنت قوات الجيش اليمني، السبت، من السيطرة على معسكرات تابعة للقوات المدعومة من الإمارات بذات المحافظة.
في المدخل الشرقي لمدينة عتق اندلعت مواجهات عنيفة بين الجانبين على إثر هجوم للمتمردين الانفصاليين استهدف تلة الإرسال الإستراتيجية التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وذكرت مصادر عسكرية، أن القوات الحكومية تمكنت من صد الهجوم وأسرت عدداَ من مسلحي مليشيات الانتقالي بينهم قيادات رفيعة أبرزهم أركان ما يسمى باللواء الثامن صاعقة التابع للانتقالي ويدعى مازن الجنيدي.
وأسفرت الموجهات، عن سقوط 3 قتلى وإصابة 7 من عناصر الانتقالي، إضافة إلى وقوع 25 أسيرا في يد القوات الحكومية.
وبحسب المصادر فقد سيطرت قوات الجيش على أسلحة وذخائر من القوات المهاجمة، من بينها 17 طقماً، و3 مدرعات، بالإضافة إلى قاذفات "آر بي جي" وكمية كبيرة من الذخائر، خلفتها قوات الانتقال ولاذت بالفرار.
على صعيد متصل، انتزعت قوات الجيش الوطني، نقطة "العكف"، الذي يعد المدخل الجنوبي لمدينة عتق- عاصمة محافظة شبوة- من قبضة القوات المدعومة إماراتيا.
وواصلت القوات الحكومية التقدم في عدد من المواقع وباتت على مقربة من منطقة خمر، إثر معارك ما تزال مستمرة بين الطرفين حتى ظهر الأحد.
ويأتي تجدد المواجهات عقب استقدام الانتقالي الجنوبي لتعزيزات عسكرية من عدة محافظات والتي لا تزال مستمرة بحسب مصادر مطلعة وهو الأمر الذي ينبئ عن اشتداد حدة المواجهات بين الجانبين خصوصاً بعد إصرار مليشيات الانتقالي على إسقاط مؤسسات الحكومة والسيطرة على معسكرات القوات الحكومية في محافظة شبوة والتي تأتي بدعم كامل من دولة الإمارات العربية المتحدة بحسب ما أكدته عدة بيانات للحكومة الشرعية.
وفي وقت سابق اتهمت وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان، أبوظبي بمواصلة تقديم الدعم العسكري واللوجستي للمتمردين الانفصاليين، مؤكدة تصديها بكل حزم للمليشيات الانقلابية الخارجة عن القانون.
*حشود الانقلابيين
في ظل الانتكاسات العسكرية التي منيت بها القوات المدعومة إماراتيا، دفعت الأخيرة بتعزيزات عسكرية ضخمة بينها مدرعات وعربات لحلفائها في الانتقالي الجنوبي، بقيادة المدعو "عبداللطيف السيد" من مدينة عدن الخاضعة لسيطرتها باتجاه محافظة شبوة عبر محافظة أبين التي تتقاسم السيطرة عليها مع القوات الحكومية، في إطار محاولة حلفاء أبوظبي استدراك الموقف العسكري في المدينة.
وأعلنت مصادر في ما يعرف بالانتقالي الجنوبي عن إطلاق عملية عسكرية تحت مسمى "الأرض المحروقة"، تسعى خلالها القوات الموالية للانفصاليين، إلى اجتياح مركز محافظة شبوة، بعدما تعرضت "النخبة الشبوانية"، لانتكاسة كبيرة بمواجهات الأيام الماضية.
ووصلت هذه القوات إلى منطقة الصعيد وهي منطقة تمثل منفذاً نحو مديرية عزان وبعدها بلحاف.
حاولت هذه القوات المعززة بالمدرعات والعربات الإماراتية التقدم من الجهة الشرقية لمحافظة شبوة، لكنها اصطدمت بالقوات الحكومية، التي تمكنت من صد الهجوم وأسرت عدداً من مسلحي مليشيات الانتقالي بينهم قيادات رفيعة أبرزهم أركان ما يسمى باللواء الثامن صاعقة التابع للانتقالي ويدعى "مازن الجنيدي".
وقالت مصادر مطلعة، إن المجلس الانتقالي جمع تعزيزات من الضالع ويافع، تضم مقاتلين وعربات عسكرية وأسلحة وصواريخ "دوشكا".
وفقدت قوات "النخبة الشبوانية"، التابعة للمجلس للانتقالي المدعوم إماراتياً، السبت، معسكرات ثماد والشهداء ومُرة، وهي مطلة على مدينة عتق من 3 اتجاهات.
وسيطرت على تلك المعسكرات القوات الحكومية، وشرعت في السيطرة على طرق الإمداد والمنافذ بين عتق ومواقع سيطرة المجلس في منطقة بلحاف النفطية جنوب شرق عتق.
كما انسحبت قوات ما يعرف بالمجلس الانتقالي من معسكر "العلم"، ثاني أكبر معسكراتها في شبوة، إثر سقوط المواقع والنقاط المؤدية إليه.
وبما يخص سقوط معسكر "العلم"، فقد رجحت مصادر عسكرية خاصة لصحيفة "أخبار اليوم" إن مقاتلي ميلشيات الانتقالي، غادروا المعسكر، لكن القوات الحكومية منعت من اقتحامه والاكتفاء بمحاصرته بناء على توجيهات من قيادة الجيش في هيئة الأركان اليمنية.
لأهمية الإستراتيجية


في خضم هذه التطورات العسكرية في محافظة شبوة، يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني/ ياسين التميمي، إن محافظة شبوة تنبع أهميتها من الحقول النفطية فيها، وعلى سواحلها يوجد ميناء بلحاف لتسييل وتصدير الغاز الطبيعي المسال، الذي يأتي من حقل صافر في محافظة مأرب الشمالية المجاورة.
ويضيف التميمي- في حديثه لموقع "عربي21"- إن أهمية السيطرة عليها تكمن في أنها توفر موارد اقتصادية للمشروع الانفصالي، وتعزز من قدرة الأدوات الإماراتية على خنق النفوذ الرئيسي للسلطة الشرعية في مأرب، أمنياً واقتصادياً.
وأشار إلى أن حكومة هادي، تستفيد من عائدات بيع النفط المنتج من هذه المحافظة، ومن أنابيب نقل النفط والغاز التي تمر عبر هذه المحافظة، بالإضافة إلى وجود ميناءين فيها، أحدهما لتصدير الغاز، والآخر لتصدير النفط.
ورأى التميمي، أنه ليس من مصلحة السعودية، أن تشجع الانفصال، وأن تتماهى مع الإمارات في تحقيقه؛ لأنه يشكل مصدر تهديد استراتيجي لأمنها بالنظر إلى استمرار الحرب، وإمكانيات تفرز معادلة جديدة، قد تغرق المملكة بالفعل في المستنقع اليمني.
ولفت إلى أن الرياض تتخذ مواقف مائعة تجاه تحرك الانتقالي في الجنوب، كما أنه يصعب التأكد من أن إخفاق قوات النخبة في الحسم العسكري في محافظة شبوة مرده إلى الدعم السعودي، وليس إلى وجود قوات كبيرة لقوات هادي في مدينة عتق.
وأوضح أن الرياض، ستتضرر من سقوط شبوة، كما أن الاستيلاء عليها يضعف موقف الشرعية اليمنية في مأرب، التي قد تسقط بيد جماعة الحوثي، مما ينذر بعواقب سيئة على كل الترتيبات السعودية.
وشدد على أنه لا يمكن التقليل، من قدرة قوات حكومة هادي في إفشال هذا المخطط، في ظل التصعيد الذي تقوم به مؤخرا ضد الإمارات.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد