تظاهرت حشود من الجزائريين أمس الجمعة في العاصمة ومدن أخرى للجمعة الـ33 منذ بداية الحراك الشعبي في الـ22 فبراير/ شباط الماضي، في مظاهرات تزامنت مع ذكرى انتفاضة الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 1988، وهي أكبر انتفاضة شعبية عرفتها الجزائر منذ الاستقلال، حينها، وقمعت بشدة حينها، حيث خلفت نحو 500 قتيلا و 500 قتيل ومئات الجرحى والمعتقلين، ودفعت النظام القائم آنذاك إلى القيام بتغييرات وإنهاء نظام الحزب الواحد، والتعددية الحزبية.

وبدأت المظاهرات في العاصمة منذ الساعات الأولى للصباح بالتوافد إلى ساحة البريد المركزي، نقطة اللقاء المعهودة، فيما انتشرت قوات مكافحة الشغب في الساحات الرئيسية وبالقرب من مقار المؤسسات الرسمية مثل قصر الحكومة ورئاسة الجمهورية.

وتزايد أعداد المتظاهرين بشكل لافت اليوم مقارنة بالأسابيع الماضية، فيما ألقت ذكرى انتفاضة 5 أكتوبر 1988 بظلالها، وسط تساؤلات عن التقاطعات ودروس وعِبر التاريخ. ولوحظ هذه الجمعة رفع الحواجز على مداخل العاصمة، وهو ما سمح لكثير من المتظاهرين بدخول العاصمة، وهو ما أثار تساؤلات، ونظر بعض المراقبين إلى الأمر على أنه ربما ضمن إجراءات التهدئة، بعد أن كان قائد الأركان قد أعلن، قبل ثلاثة أسابيع، أنه وجه تعليمات بحجز كل المركبات والعربات التي تحمل متظاهرين من خارج العاصمة.

ورفع المتظاهرون شعارات عديدة، وجهت بعضها ضد قائد الأركان، وشعارات من قبيل “دولة مدنية و ليس عسكرية”، و”لا انتخابات مع العصابات” للتعبير عن رفض إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل نفس النظام، وبقايا رموز حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة،ورفض ترشح رجالات بوتفليقة في الانتخابات، ومحاسبة ناهبي المال العام، والمطالبة أيضا بإطلاق سراح سجناء الرأي، ورددوا شعار “الشعب ماشي حابس (لن يتوقف) وادونا (خذونا كلنا) للحبس”.