تحقيق استقصائي أميركي يكشف:

كيف يتعرض المهاجرون الأفارقة للاحتجاز والتعذيب والتجويع والابتزاز؟؟

2019-11-04 03:16:51 أخبار اليوم/ متابعات

 

كشف تحقيق استقصائي لوكالة أسوشيتد برس الأميركية كيف يتعرض المهاجرون غير النظاميين من إثيوبيا

للاحتجاز على يد عصابات تهريب المهاجرين بمجرد وصولهم إلى شواطئ منطقة رأس العارة جنوبي اليمن، ويجري تعذيبهم وتجويعهم وابتزازهم للحصول على أموال مقابل الإفراج عنهم، وتتعرض لمهاجرات للاغتصاب

مرات عديدة.

وحسب التحقيق كانت زهرة ذات العشرين ربيعا تساعد رفاقها على مغادرة قارب نقلهم بين ضفتي خليج عدن

من جيبوتي إلى اليمن في رحلة للهجرة بحثا عن حياة أفضل في السعودية، ولكن رحلة هذه الإثيوبية وآلاف

 

المهاجرين والمهاجرات غير النظاميين من إثيوبيا وبلدان أفريقية أخرى تحولت إلى كوابيس حقيقية.

 ويروي التحقيق كيف عاشت زهرة و300 مهاجر أفريقي آخر ست ساعات من السفر الشاق على متن قارب

للمهربين نقلهم عبر البحر الأحمر من سواحل جيبوتي إلى اليمن، وعندما وصل المهاجرون إلى البر حشرهم

المهربون المدججون بالسلاح في مركبات، ونُقلوا إلى أكواخ مهترئة في منطقة صحراوية خارج مدينة رأس العارة الساحلية في محافظة لحج.

ابتزاز واغتصاب

وفقا للوكالة احتُجزت زهرة ومن معها على مدى شهر كامل، حيث أمرهم المهربون بالاتصال بذويهم لكي يرسلوا إليهم الأموال مقابل الإفراج عنهم، وقد طلب من زهرة مبلغ ألفي دولار، ولكنها تقول إن أسرتها

فقيرة ولا تملك هذا المبلغ.

 وأشار إلى أن الشابة الإثيوبية وعشرون امرأة كانت محتجزة معها تعرضن للاغتصاب مرات عديدة على يد

العديد من الرجال، قبل أن يفرج عنهن بعدما يئس المهربون من دفعهن المبلغ المطلوب.

 وذكرت أسوشيتد برس ما وقع لزهرة يمثل مصير فئة من المهاجرين غير النظامين الذين يتركون بلدانهم

الأفريقية ويعبرون البحر الأحمر أملا في الوصول إلى السعودية عبر اليمن لنيل فرصة عمل وتحسين ظروفهم

المعيشية، وبعضهم ينجح في الوصول إلى الأراضي السعودية لكن يتم اعتقالهم وترحيلهم إلى حيث أتوا،

وقلة منهم تستقر في المملكة وتحصل على عمل.

 في المقابل، تتقطع السبل بآلاف المهاجرين غير النظاميين الأفارقة في الأراضي اليمنية لأنهم لا يملكون

أموالا يؤمّن بها المهربون لهم طريقا للوصول إلى السعودية، فتحتجزهم عصابات تهريب أفرادها يمنيون

وتقول إحصائيات منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من 150 ألف مهاجر وصلوا إلى اليمن عام 2018، بزيادة

ناهزت 50% مقارنة بعام 2017، ووفق المنظمة نفسها فإن أزيد من 107 آلاف مهاجر وصلوا إلى الأراضي

اليمنية منذ بداية العام الحالي وإلى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

ويكشف تحقيق أسوشيتد برس كيف أن كل مهاجر غير نظامي يصل إلى السواحل اليمنية -ولا سيما منطقة رأس

العارة- يتم احتجازه في أماكن سرية ريثما ترسل أسرهم الأموال المطلوبة ليستعيدوا حريتهم، ويقول عامل

في قطاع الإغاثة الإنسانية لوكالة الأنباء إن من بين كل ألف مهاجر يختفي 800 داخل مقار الاحتجاز.

وتقول الوكالة الأميركية إنها تحدثت إلى أكثر من عشرين مهاجرا إثيوبيا نجوا من مقار التعذيب في رأس

العارة، وذكرت أغلبيتهم الساحقة أنهم كانوا شهودا على موت العديد من المهاجرين جراء الجوع.

وتضيف أسوشيتد برس أن تدفق المهاجرين على شاطئ رأس العارة لا يتوقف، ففي يوم واحد هو 24 يوليو/تموز

2019 عاين مراسل الوكالة وصول سبعة قوارب في فترات متقاربة يحمل كل منها أكثر من مئة مهاجر.

ويورد التحقيق نماذج للعديد من المهاجرين غير النظاميين من إثيوبيا -من الرجال والنساء- وما تعرضوا

لهم من تعذيب وتجويع واغتصاب على يد مهربيهم داخل الأراضي اليمنية، بل إن بعض المهاجرات تعرضن

للاغتصاب على متن قوارب أثناء رحلتهم بين جيبوتي واليمن.

والتقت الوكالة بالعديد من المهاجرين الإثيوبيين بعدما أفرج عنه مهربوهم وعلى أجساد الكثير منهم

جروح غائرة وكدمات جراء الضرب المبرح والتكبيل بالحبال لفترات طويلة.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد