إندبندنت توقعت عقدين من الزمن لطي اثار الحرب

لجنة الإنقاذ الدولية: الحرب في اليمن وصلت إلى مفترق طرق وغياب المحاسبة أدى إلى ازدياد الضحايا المدنيين

2019-12-04 05:28:59 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 

كشفت تقارير حقوقية، عن وصول اليمن إلى مفترق طرق للمرة الأولى منذ سنوات عدة، وأن على المجتمع الدولي، وخصوصاً أعضاء مجلس الأمن، الاستفادة من الوضع الجديد لإنهاء أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم.

جاء ذلك في تقرير لجنة الإنقاذ الدولية، امس الثلاثاء، حذر فيه من، الفشل في استغلال الفرصة السانحة لإحلال السلام في اليمن حالياً، منبّهة من استمرار المجاعة في البلاد لعشرين عاماً أخرى.

التقرير قالأن الفشل في إنهاء الحرب سيكلّف المانحين 29 مليار دولار من المساعدات الإنسانية،أن استمرت الحرب لخمس سنوات أخرى، وهو ما يتجاوز الميزانية المخصصة للمساعدات الإنسانية عالمياً.

من جانبه أشار رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ووزير الخارجية البريطاني السابق، "ديفيد ميليباند"، إلىأن بريطانيا، التي تقود الجهود الدولية في اليمن، قد تضيع الفرصة الحالية بسبب الانقسام الداخلي حول "بريكست" والتبدلات العشوائية في سياستها بالشرق الأوسط

وبحسب "ميليباند، "فأن التقديرات الحالية، ما هي إلا دليل على الثمن الباهظ في عصر غياب المحاسبة: عندما تجري الحروب في ظل تجاهل تام لحياة المدنيين، وتجاهل الدبلوماسيين المكلفين إنهاء العنف ومحاسبة منتهكي القانون الدولي".

وأضافأن "الأكثر من ذلكأن الحرب في اليمن قد طالت بفعل الدعم العسكري والدبلوماسي من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والقوى الغربية، لكن الأخبار الجيدة تأتي من طرف الهيئات الإنسانية، والحكومات المانحة وعمال الإغاثة، الذين أسهموا في التقليل البسيط من مستويات سوء التغذية الفظيعة في اليمن".

ميليباند شرح سلبيات ديمومة الوضع الحالي في اليمن، قائل "سنحتاج لعشرين عاماً أخرى للوصول إلى مستويات ما قبل الحرب فقط في ما يتعلق بتغذية الأطفال، وذلك ضعف المدة المتفق عليها لإنهاء سوء التغذية حول العالم".

وبالعودة إلى تقرير لجنة الإنقاذ الدولية، الذي يشير إلى وجود فرصة نادرة للدفع نحو السلام في اليمن، في ظل التطورات الأخيرة، منوهاً بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين والدفع الأخير لمفاوضات السلام في القنوات الدبلوماسية الخلفية، إضافة إلى تطبيق بنود اتفاق استوكهولم المقررة في ديسمبر/ كانون الأول 2018، وإن كانت متأخرة.

ويرى التقريرأن اتفاق تقاسم السلطة الموقّع في نوفمبر/ تشرين الثاني بين الحكومة المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي، علامة أخرى على إمكانية تجاوز الانقسامات السياسية في الجنوب والدفع بمباحثات سلام أكثر شمولاً.

ويؤكدأن النجاح في هذه الجهود لا يزال غير مضمون، إذأن على الأطراف المنخرطة في الحرب، سواء السعودية والإمارات، أو الحوثيون المدعومون إيرانياً،أن تختار التوجه نحو السلم. أما الدول الفاعلة دولياً، فأمامها خياران: إما الدعم الدبلوماسي الجاد للمفاوضات الأممية وجمع المكونات السياسية اليمنية كافة في مفاوضات السلام، أو مشاهدة اليمن غارقاً في الحاجة للمزيد من المساعدات الإنسانية، وغارقين معه مواطنوه، في دوامة من الاحتياجات الإغاثية.

ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من تراجع أعداد الضربات الجوية والهدوء النسبي عام 2019، إلاأن المدنيين لا يزالون مستهدفين، في تجاهل تام للقانون الدولي، حيث دُمِّر 500 منزل في شهر يوليو/ تموز 2019 فقط.

ووجه التقرير الاتهام إلى أطراف الصراع جميعاً بتجويع اليمنيين، من خلال الضربات الجوية والألغام الأرضية المنتشرة في الأراضي الزراعية، مشيراً إلىأن هذه الأفعال انتهاكات للقانون الدولي، وبدلاً من محاسبة مرتكبيها، أصبحت واسعة الانتشار وتواجَه بعدم الاكتراث.

ودعا التقرير بريطانيا إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية لإحلال السلم في اليمن، التي شتتتها الأوضاع السياسية الداخلية في بريطانيا. وطالب الحكومة البريطانية بمنح الأولوية لليمن بعد الانتخابات العامة المقررة في 12 ديسمبر/ كانون الأول، وجعل إقرار السلم اليمني على رأس سياستها الشرق الأوسطية عام 2020. كذلك يرى في السياسات الأميركية المتقلبة في المنطقة، فرصة أمام بريطانيا لإعادة إثبات نفسها شريكاً يمكن الاعتماد عليه في اليمن ومستقبل الشرق الأوسط.

في موازاة ذلك قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية -نقلا عن تقرير "لجنة الإنقاذ الدولية" الذي يصدر في وقت لاحق اليوم- إنه حتى لو كانت الحرب التي دامت خمس سنوات باليمن قد انتهت اليوم فإن الأمر سيستغرق عقدين من الزمن كي يصل أطفال ذلك البلد الفقير إلى مستوى أقل من سوء التغذية الذي عانوه قبل النزاع.

وبحسب التقرير المكون من عشرين صفحة بعنوان "الحرب دمرت أحلامنا" فإنه بدون وقف فوري لإطلاق النار فإن تلك الحرب يمكن أن تكلف المجتمع الدولي 29 مليار دولار إضافية من الموارد. وأضاف "اليمن الآن موطن لأكبر عدد من السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم".

فالوضع يتفاقم -حسب التقرير- فقبل عام فقط أعلنت المجاعة في أجزاء معينة من البلد، والآن 80% من عدد السكان البالغ 24 مليونا يواجهون نقصا شديدا في الغذاء ويعيشون على حافة المجاعة، والأطفال هم الأشد معاناة.

وفي مقابلة هاتفية من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليه جماعة الحوثي الانقلابية، قال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن فرانك مكمانوس "هذا يعني أن كل طفل تسلب منه الفرص التي كانت ستتاح له". وأضاف "سوء التغذية ليس شيئا يمكنك الشفاء منه.. فهو يقصر الطول ويحد من فرصك ويؤثر في كيفية نموك".

وتحث المنظمة الخيرية على ضرورة تحقيق سلام عاجل، مشيرة إلى النجاح المتواضع لما يسمى اتفاقية إستكهولم التي قلصت القتال بمدينة الحديدة الساحلية قبل عام، وعلى الرغم من حدوث انتهاكات لوقف النار بشكل منتظم، فقد اجتنبت أزمة إنسانية مدمرة على المدينة الساحلية، وقلت فرص احتمال تفاقم انعدام الأمن الغذائي في شمال البلاد.

ومع ذلك، أشار مكمانوس إلى أن وقف النار في الحديدة كثف القتال فورا في أجزاء أخرى من البلاد. وقال "وقف إطلاق النار حول الحديدة ليس كاملا لكنه أفضل من لا شيء".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد