ذا ناشونال: الحوثيون يتلقون عرضا بحوافز أمريكية لوقف هجمات البحر الأحمر

2024-04-25 03:58:57 أخبار اليوم / ترجمة بلقيس (نت)

   

نقلت وسائل إعلام عن رسائل من الولايات المتحدة إلى المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، قدمت فيها "حوافز" لهم بما في ذلك رفع الحصار عن صنعاء والحديدة، وتسريع محادثات السلام، مقابل وقف الميليشيات الإرهابية هجماتها في البحر الأحمر، حسبما ذكرت مصادر سياسية يمنية لصحيفة "ذي ناشيونال".

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في أكتوبر، شنّ المتمرّدون اليمنيون، الذين يسيطرون على صنعاء وأراضٍ في الشمال والغرب، عشرات الهجمات على الشحن الدولي في المياه الإستراتيجية قبالة اليمن.

وادّعت الميليشيات الإرهابية أنها نفذت الهجمات؛ تضامنا مع الفلسطينيين، وحليفتهم حماس، في قطاع غزة، مطالبين بإنهاء الحرب الإسرائيلية المدمّرة، التي أودت بحياة أكثر من 34,000 شخص.

وقال مصدر سياسي يمني "ردا على محاولات الجماعة استهداف السفن الإسرائيلية، لم تلجأ الولايات المتحدة إلى العمل العسكري فحسب، بل سعت أيضا إلى نقل مقترحات من شأنها تحفيز المسلحين على وقف هجماتهم".

وأضاف: "تم إرسال رسائل تحتوي على حوافز من الأمريكيين إلى صنعاء في الأسابيع الأخيرة. وقد تم تسليم هذه الرسائل من خلال مبعوثين ووسطاء، بمن فيهم مسؤولون غربيون، كما لعبت العاصمة العمانية مسقط دورا مهما، بهذا الجانب". ورفض مسؤولون أمريكيون التعليق.

وتعتبر ميليشيا الحوثي الإرهابية والمدعومة إيرانيا جزءا من "محور المقاومة"، وهو تحالف سياسي وعسكري مناهض للغرب تقوده طهران، مثلهم تماما مثل حزب الله في لبنان، والجماعات المسلحة الأخرى في سوريا والعراق.

وعززت الميليشيات المدججة بالسلاح قدراتها القتالية منذ بدء الحرب الأهلية في البلاد، في عام 2014، مما يشكّل تهديدا خطيرا لجيرانها.

وحتى نهاية عام 2018، استخدمت ميليشيا الحوثي بشكل متكرر الصواريخ الباليستية، التي استولوا عليها من مستودعات الجيش، غير أنهم، في السنوات الخمس الماضية، اتجهوا نحو استخدام طائرات مسيّرة صغيرة وطويلة المدى ومتفجرة يمكنها التهرّب من اكتشاف الرادار.

•⁠ ⁠إظهار النوايا الحسنة

وقد عطّلت هجماتهم في البحر الأحمر الشحن العالمي، مما أجبر الشركات على تغيير مسارها إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب أفريقيا.

ودفع هذا الظهور كتهديد خارج عن النص لإسرائيل، وطريق الشحن الإستراتيجي، إلى ضربات انتقامية من قِبل الولايات المتحدة وبريطانيا منذ فبراير.

كما صنّفت واشنطن الميليشيات، التي سيطرت على العاصمة اليمنية في أواخر عام 2014، على أنها "جماعة إرهابية".

وأشار مصدر سياسي يمني ثانٍ إلى أن الحوافز الأمريكية المقدَّمة لميليشيا الحوثي "تشمل إجراءات لإظهار نوايا واشنطن الحسنة، مثل تسريع عملية السلام اليمنية، وإنهاء الحرب، ورفع الحصار بالكامل عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، الذي تسيطر عليهما ميليشيا الحوثي.

وأضاف: "منطقيا، ستتطلب هذه الخطوات من واشنطن إعادة النظر في تصنيفها لميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، وربما الاعتراف بسلطتها في بعض مناطق اليمن".

ورفض المصدران التعليق على كيفية رد ميليشيا الحوثي على الحوافز، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.

ويأتي انخفاض وتيرة هجمات ميليشيا الحوثي في الوقت الذي تحاول فيه المحادثات، غير المباشرة، بين إيران والولايات المتحدة البناء على هدنة غير معلنة في العراق؛ لتوسيعها عبر المناطق التي تعرَّضت للصراع في الشرق الأوسط.

وشهدت الهدنة وقف هجمات المليشيات العراقية على القوات الأمريكية.

وذكرت مصادر سياسية يمنية أنه، خلال "محادثات سرية غير مباشرة" أجريت مع الإيرانيين في عُمان قبل نحو ثلاثة أشهر، كان هناك جهد أمريكي لإقناع طهران بالمساعدة في خفض تصعيد "الجبهة اليمنية".

وقال أحد المصادر "إن الوفد الإيراني أبلغهم أن القرار متروك لميليشيا الحوثي، وأن على الأمريكيين التحدث إليهم".

وهذا الأسبوع، قال تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، لصحيفة "ذا ناشيونال"، في مقابلة له، إنه "في نهاية المطاف، تريد الولايات المتحدة العودة، والابتعاد عن الهجمات في البحر الأحمر إلى خفض التصعيد، والحفاظ على التركيز على السلام".

ومن جانب آخر بحث المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأربعاء 24 أبريل، مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والتنمية اللورد طارق أحمد، سبل تحقيق تقدم في خارطة الطريق الأممية باليمن.

وأفاد مكتب غروندبرغ، أن الجانبين بحثا خلال اتصال هاتفي بينهما، ضرورة الحفاظ على بيئة تدعم الحوار البناء، وسبل تحقيق تقدم في خارطة الطريق الأممية في اليمن، دون مزيد من التفاصيل.

والثلاثاء، عقد غروندبرغ مباحثات في العاصمة السعودية الرياض، مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ووزير الخارجية اليمني شايع الزنداني، إضافة إلى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، تركزت حول إحراز تقدم في خارطة الطريق باليمن.

وجدد العليمي خلال اللقاء، التزام الحكومة، بالتعاطي الإيجابي مع كافة الجهود لإحلال السلام بموجب المرجعيات، مؤكدا أهمية تركيز الوساطة الأممية على أفعال المليشيا للتحقق من جديتها في التعاطي مع تلك المساعي.

وفي 15 أبريل/نيسان الجاري، كشف غروندبرغ، في إحاطة لمجلس الأمن، عن تصعيد للأعمال العدائية في جبهات عدة بالبلاد، محذراً من “عواقب وخيمة على اليمن والمنطقة حال الاستمرار في التصعيد”.

وفي 18 مارس/ آذار الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية في بيان لرئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، توقف خارطة الطريق الأممية لوقف إطلاق النار مع ميليشيا الحوثي الإرهابية، “بسبب تصعيد الميليشيات في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية”.

                         

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد