اليمن ..بين مطالب التغيير وحيرة المصير (2-2)

2011-10-10 04:07:17 ينقلها /يونس الشجاع


تتجه الأوضاع في اليمن بوتيرة متسارعة صوب منحدر كارثي من جراء التفاقم المطرد لتداعيات الأزمة القائمة في البلاد في ظل تعثر كل مساعي الوساطة والتدخلات المحلية والإقليمية والدولية الهادفة إلى إحداث التهدئة والدفع بالعملية السياسية إلى مشارف الانفتاح المفتقد نتيجة اصطدامها بمواقف الأطراف المتشددة والمتشبثة بخيارات تسوية مشروطة ومتقاطعة .
انسداد أفق التسوية السلمية للأزمة السياسية القائمة والمستعصية يضع البلاد أمام بدائل مغايرة وأكثر كلفة إذا ما أصرت الأطراف الرئيسية في مشهد الأزمة على التمترس الذي سيكون كفيلاً باتساع مساحة الأزمة الراهنة وتصاعد الأوضاع المتفاقمة في البلاد والدفع بالمشهد اليمني صوب منحدر الانهيار الشامل,وهو ما حذر منه مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر قبل مغادرته العاصمة صنعاء,ملمحاً بطريقة دبلوماسية إلى صعوبة الوصول إلى حل يرضي الأطراف كافة، مكتفياً بالقول "إن الحل لما تمر به البلاد في أيدي اليمنيين أنفسهم" .
الدور المؤمَّل اليوم من كبار القوم تغليب لغة السلم كي لا يغدوَ الدَّمارُ حِكمة البقاءِ للأغبى بصرف النظر عن التحليلات الذاهبة يمنة ويسرة في موضوع الانفجار الذي سيقود اليمن إلى فوضى خلاقة إذا ما تم التعامل معه كورقة سياسية للضغط على طرف أو آخر ؛ حيث سيؤدي بلا أدنى شك إلى نقل البلاد إلى الهاوية إن لم نتدارك أنفسنا بأسرع وقت سقطنا جميعاً في قعرها..
سنواصل في هذه المساحة الأسبوعية من "هموم الناس" استلهام الحكمة اليمانية مع عدد من العلماء والمفكرين وأصحاب العقول النيرة الذين يعنيهم قبل غيرهم انتشال البلاد مما وصلت إليه والخروج بها إلى بر الأمان..

إن الأطراف المتصارعة متوازنة وإن المصلحة ليست في تفكير أي من الأطراف في إقصاء الآخر-حسب تعبير الدكتور / عبدالصمد بلكبير- عضو المؤتمر القومي العربي والمحلل السياسي المغربي ـمعتبراً إقصاء الآخر خطأً جسيماً قد ينقل البلاد من حالة الصداع إلى مرحلة التصدع.
ويرى الدكتور/ بلكبير أن المعضلة اليمنية مثل بقية المعظلات في أمثالها من البلدان العربية، مركبة ومتداخلة فيها قضايا التنمية وقضايا الديمقراطية وقضايا الوحدة، لذا يفترض أن يراعي الأطراف أن القضايا يجب أن تعالج بحيث لا يضر أحدها الآخر. .
ويؤكد عضو المؤتمر القومي العربي على ضرورة أن يتفاهم كافة الأطراف ,حفاظاً على الوحدة وعلى التعايش وفي نفس الوقت تطوير النظام بما يستوعب المطالب المشروعة المطلوبة من قبل مختلف الأطراف التي تتصارع الآن، فلا يجوز لأي طرف أن يلغي الآخر أو أن يقصيه ويتجاوزه أو أن يتصور أن الحل يمكن يكون على حسابه.
 ولايمانع المحلل السياسي المغربي من إمكانية دخول طرف ثالث يقدم حلاً توافقياً وليس تنسيقياً، استراتيجياً مفتوحاً على المستقبل-في إشارة منه إلى المبادرات الخليجية والأممية- من أجل تجاوز حالة الاحتقان والدوران في الحالة المفرغة وما ينتج عن ذلك من ضياع للوقت والجهد والطاقات وتوريث الحقد والكراهية والضغينة..مردفاً: ومن غير المعقول ألا نجد حلولاً وسطى يرفضها أحد الأطراف.
وعن تلويح النظام بورقة الحروب الأهلية وتسليحه لبعض فئات الشعب يقول المحلل السياسي بلكبير:كل شيء ممكن سيما عند دخول الأطراف في عناد وعقلية الإقصاء.. مستدركاً:الجميع يدرك بأن كل شيء من الممكن احتوائه والتعايش والتعامل معه ولكن فقط علينا أن نغير نمط تشكيلنا بحيث لا يبقى الصراع فقط حول الرئاسة.. إذا فكرنا تفكيراً آخر فعلينا أن نستوعب كل التناقضات والمصالح والمطالب وبالتالي يصبح مسألة المركز عنصراً من عناصر النقاش والصراع والتوافق وليس هو كل شيء.
وعن إمكانية نجاح التغيير في اليمن على طريقة النموذجين التونسي والمصري يرى أنه لا توجد علاقة للحالتين التونسية والمصرية بالحالة اليمنية التي هي حراك حقيقي داخلي ،منوهاً بأن هناك أياد وأصابع خارجية هي التي لا تسمح بالحل، ولهذا لابد من صوت العاقلين والراشدين في اليمن حتى لا يتحول الصراع إلى حرب أهلية ،فما يجري مقدمات حرب والحرب فيها أياد خارجية.

لمصلحة من هذا الخراب؟
يشاطره في ذلك الأستاذ المساعد بجامعة تعز الدكتور/خالد حسن الحريري ..منوهاً بأن منطق الحكمة وصوت العقل بدأ يتلاشى لدى مختلف الأطراف السياسية والحزبية اليمنية, خصوصاً بعد أن بدأ منطق العنف والرصاص يبرز بقوة على واجهة الأحداث على الساحة اليمنية في بعض المدن اليمنية, الأمر الذي زاد من إقلاق السكينة العامة وفاقم من خوف ومعاناة الناس البسطاء من أبناء هذا الشعب الطيب والمسالم والذين تحملوا الكثير من الصعوبات والمعاناة في حياتهم ومعيشتهم منذ بداية هذه الأحداث مطلع العام الحالي.
ويردف الدكتور/ الحريري: وصف رسول الإنسانية الأعظم أهل اليمن بأنهم أهل الإيمان والحكمة, لكن ما نلمسه ونشاهده اليوم على أرض الواقع من أحداث وتداعيات خطيرة قد تنذر بتفجير الوضع عسكرياً بين أطراف الصراع على الساحة اليمنية وإراقة المزيد من دماء اليمنيين, فكم من الأسى والحزن والحسرة والألم الشديد يصاب به كل مواطن يمني محب وغيور على وطنه اليوم عندما يشاهد دماءً يمنية تتدفق هنا وهناك من أجساد يمنية أزهقت أو جرحت أو أصيبت بأيد يمنية.
ويتساءل الحريري: لمصلحة من تراق الدماء؟ ولمصلحة من يروع الآمنون ؟ ولمصلحة من يتوقف التعليم وتتوقف المصانع وورش العمل ويسرّح العديد من العمال؟ ولمصلحة من تستمر الأيادي ضاغطة على الزناد إيذاناً بتجدد الاشتباكات وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى من أبناء هذا الوطن؟.. وهل آن الأوان لأن تعود جميع الأطراف والأطياف السياسية والحزبية إلى دائرة الحكمة, ويُغلب الجميع مصلحة الوطن العليا؟.
وخاطب دكتور جامعة تعز قائلاً: أيها العقلاء في كافة أرجاء وطننا الحبيب, اليمن أمانة في أعناقكم وبحاجة ماسة اليوم إلى توحيد رؤيتكم وجمع شملكم وتوحيد صفوفكم من أجل المحافظة على وحدته وأمنه واستقراره ،فهو ليس ملكاً لشخص أو فئة أو منطقة أو حزب معين, بل هو ملكنا جميعاً والحفاظ عليه مسؤوليتنا جميعاً, فلنحرص جميعاً على أن نخرج به إلى بر الأمان وشاطئ النهوض والتقدم والاستقرار.
وتمنى الأستاذ المساعد بجامعة تعز أن يصل أهل الإيمان والحكمة من قيادات العمل السياسي في البلاد إلى مخرج وحل مناسب وحكيم لهذه الأزمة التي طال أمدها واستفحل خطرها وباتت تهدد كيان وأمن ووحدة واستقرار ومستقبل هذا الوطن الذي لم يعد اليوم قادراً على تحمل المزيد من الخلافات والعناد السياسي والحزبي أو الشخصي بين مختلف الأطراف السياسية في البلاد.

دمار لكل شيء
العجيب أن أطراف الصراع يتذمرون من الذي يحصل، رافضين الحرب والفتنة وعلى قناعة بأن الحرب دمار لكل شيء بما في ذلك الأخلاق والمروءة، وأن هذه الحرب تفرش البساط للرذيلة من زنا وسرقة وقطع طريق وابتذال مروءة ونصب واحتيال..ماسبق طرحه الدكتور محمد النهاري..مضيفاً: أما ما هو أشد عجباً فهو أن كثيراً من قادة الصراع على درجة من الوعي العلمي والثقافي والوطني..
ويتابع الدكتور النهاري :إن رغبة الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه أن يتحرر قادة الصراع ويؤثرون الوطن على مصالحهم الفاجعة الموجعة التي أضرت بالمصالح الوطنية العليا والدنيا.. فالشعب يسأل من هذا المنطلق: متى سيفيد الوعي إن لم يك مفيداً في هذه المرحلة؟ ألم يئن لكم أن تكفوا الأذى عنا وتمنحونا فرصة لحياة متواضعة نعيشها بسلام وسعادة؟.
كما يتساءل الدكتور النهاري: لصالح من تراق دماء اليمنيين ؟.. لصالح من يفقد الأطفال آباءهم والآباء أطفالهم؟ .. لصالح من الرعب والخوف والهلع الذي يصيب المجتمع اليمني ؟.. لصالح من تصرف ملايين الشعب - موالاة ومعارضة - للرصاص بدلاً من حبوب الخبز وقناني العلاج، وبناء المشافي والمدارس والطرقات؟.
ويختتم النهاري الدكتور بأن الشعب اليمني يطلب إلى السياسيين أن يستثمروا الوقت لصالح الشعب بدلاً من تخليهم عنه وتركه نهباً للقلق والرعب والخوف ,فالعقل مطلوب وقت الأزمات.. إن على هؤلاء أن يعلموا أن جيلاً كاملاً أصبح مشوهاً نفسياً مهزوماً مسحوقاً، فأين المفر؟!.

مجنون من يخرب داره بيده
الأستاذ/احمد غالب المغلس يشارك زميله الرأي ..ويضيف:لا يختلف عاقلان بأن الذي دعا ويدعو إلى تخريب داره وتفتيت وطنه وتمزيق مجتمعه وأهله، وإشاعة الفوضى والكراهية والاحتراب بين أفراد أسرته شخص مصاب بلوثة عقلية ومرض نفسي مركب يفقده التفكير السوي مثل خلق الله.. ويردف الأستاذ/ المغلس:أما إذا اتضح أن صاحب الدعوة هذه شخص سليم، ليس به من تلك الأمراض شيء فهو واحد من اثنين : إما شخص قد تحلل من كل القيم والمعتقدات ولم يبق لديه من الأخلاق وشيم العروبة شيء يذكر ,وإما أن يكون هذا الشخص أياً كان قد لجأ أبوه أو جده يوماً ما إلى اليمن وهو عبارة عن دعي ولصيق بها لا أكثر ودخيل على أهلها الطيبين الشرفاء ،منوهاً بأن اليمانيين على مر التاريخ الإنساني ما عرف عنهم هذه الأخلاق الذميمة، ويفضلون الموت جوعاً على ألا يبيعوا الأرض والعرض أبداً وينبذون من يدعو جهاراً نهاراً إلى تمزيق اليمن وفتح حمامات العنف والدماء وحرق حاضر اليمنيين ومستقبلهم.
ولفت المغلس إلى أن ما يميز اليمني عن غيره كبر شأنه أو صغر هي الحكمة المرتبطة بالإيمان، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصف اليمن قال: "الإيمان يمان والحكمة يمانية " ,أي أن الإنسان اليمني صاحب حكمة وقيم وأخلاق حيثما حل ورحل، ولا يمكن إلا أن يكون مواطناً صالحاً في أي بلد يقطنه,مندمجاً ضمن نسيج المجتمع الذي استقر فيه بصدق وانتماء كامل، ولا يمكن أن يفرط فيه.. متسائلاً باستغراب شديد: فكيف به يفقد هذه الحكمة والقيم لينادي بإحراق بلده اليمن الأرض والإنسان ؟!.
ويبدي المغلس تفاؤله بأن الحكمة اليمانية ستقود اليمنيين جميعاً سلطة ومعارضة ومجتمعاً من حضرموت إلى صعدة للاصطفاف وحماية الوحدة بالعمل والتماسك ومحاربة الظلم والفساد والعبث، وجعل مصلحة اليمن فوق مصالح الأشخاص والقبائل والمناطق والأحزاب.

صنعاء تندب حظها
لم تعد حياتنا تليق ببشر؛ لا كهرباء ولا ماء ولا غاز ولا بترول ولا حتى أدنى درجة من درجات الأمن على الحياة، صرنا أقرب إلى الجنون من شدة الخوف، نختلف أكثر مما نتفق حتى في بيوتنا، فريق مع وفريق ضد، حتى صار الخوف كل الخوف أن تنفجر الحروب داخل البيوت، وبين الجيران..هذا ما نوهت به الدكتورة/سعاد السبع- أستاذة المناهج وطرائق التدريس بجامعة صنعاء.. مردفة: نحن سكان حي الحصبة والأحياء المجاورة له ؛ نموت ونحيا كل يوم ألف مرة خوفاً من تكرار انفجار الموقف بين الإخوة الأعداء، وبخاصة أن طلقات الرصاص وأصوات المدافع والرشاشات صارت في مدينة صنعاء عاصمة الدولة اليمنية الحديثة بديلة عن أصوات ميكرفونات الأفراح .
وتتابع الدكتورة السبع:صنعاء اليوم ضاعت ملامحها من كثرة البكاء على ماض كانت فيه من أجمل مدن الأرض، وافتقد سكانها الأمن والأمان، وحبسوا في منازلهم من رعب الرصاص الطائش،وسدت الطرق في وجوهنا لا نستطيع حتى الخروج لشراء احتياجات أطفالنا، في ظل فوضى الخلافات بين الكبار، وصارت كثير من الأسر تنزح نحو الأرياف طلباً للحماية، وبلا تفكير في قادم الأيام، فالمهم عند رب الأسرة أن يبعد أطفاله ونساءه عن أصوات الرصاص .. أصبحت أيامنا مظلمة وليالينا مرعبة، صرنا نصبح غير واثقين من مجيء المساء، ونمسي غير آملين في طلوع الصباح، وبخاصة بعد أن شاهدنا دماء الضحايا الأبرياء تسفك بدم بارد.
وتستطرد :نعم الشعب يريد التغيير لكنه يرفض الحرب الأهلية، يرفض الرصاص، يرفض استخدام العنف ، يرفض الاعتداء على حرمات البيوت، يرفض إراقة دماء الجنود ودماء القبائل ودماء المواطنين، كلها دماء يمنية، والدم اليمني غال يا أيها الكبار، الشعب يريد التغيير لا التدمير يا أهل الحكمة...نعم الشعب اليمني يبحث عن التغيير؛ لكنه لا يريد أن يحدث التغيير على جماجم الأبرياء.
وخاطبت أستاذة المناهج التربوية بجامعة صنعاء الأطراف المتنازعة: لا يظن أحد فيكم أنه سينتصر على الآخر باستخدام السلاح، نحن في عصر الاحتكام للشعب ، وكيفما كانت تصريحاتكم لن تكسبوا تأييد الشعب، لأن الشعب اليمني لم يعد يصدق التصريحات ولا البيانات، لقد صار الشعب يدرك من المسئول عن إشاعة الفوضى، ومن المستفيد من تفجير الوضع وإراقة الدماء؛ الشعب يدرك ذلك كله، لكنه شعب يمني صابر حكيم، لا يميل إلى سفك مزيد من الدماء لإحداث التغيير.. إلا الحرب يا كبار اليمن!! نرجوكم لا تثيروها..لا تشعلوا النار بأيديكم ضد أبناء هذا الشعب الطيب الذي بدمائه عبدتم طرقكم نحو استعباد العباد والسيطرة على البلاد، وعلى حساب كرامته بنيتم أمجادكم، واليوم تستمتعون برؤية أبنائه نازحين من بيوتهم المتهالكة بفسادكم أو مضرجين بدمائهم المسفوحة بنيرانكم، ومع ذلك لا يزال هذا الشعب يتوخى فيكم الخير، ويتمنى أن تتحاوروا وتتفقوا..نناشدكم بكل اللغات وبكل القوانين والأعراف القبلية أن ترحموا النساء والأطفال من هذا الخوف الذي نعيشه ليلاً ونهاراً جراء أصوات الرصاص في عاصمة الدولة..

بحثاً عن ضوء

 رغم تعقيدات راهن المشهد اليمني, وما تحيل إليه من خيارات كارثية, لبعضها في الواقع –إن لم يكن الكل- مستويات واسعة من الحضور, إلا أن ممكنات درء شبح الحرب الأهلية, وما يوازيها أو يقل عنها من سيناريوهات الأسوأ في المستقبل..هذا ما بدأ به الصحفي/ عبد الله السالمي ..مضيفاً: أما ما إذا كان رموز أطراف الأزمة في وارد اجتراح تسوية تستمد قابلية التموضع على الأرض وفاعلية نزع فتيل الأزمة من أخذها بعين الاعتبار لاشتراطات اللحظة وأولويات المرحلة, بعيداً عن القفز على الواقع والوقائع, فهذا ما لم يزل الأمل بحضوره معقوداً عليهم, والمسؤولية في إحداثه منوطة بهم.. لكن الخوف من تخلف المؤمل أكثر من التفاؤل بنهوضه.
ويتساءل عبدالله الصحفي: فلماذا لا يكون التلاقي على نهاية لا غالب فيها ولا مغلوب هو المؤمل لدى رموز الأزمة الذين بيدهم القدرة على التسريع بإحداث هكذا نهاية؟!. مردفاً :والمعطى الأكثر دافعية على التزحزح عن أثقال "الممانعة الندية" يتمثل في انتهاء وعي أطراف الصراع إلى قناعة مفادها أن سياسة "لي الذراع" لن تؤتي نتائجها على شاكلة انتصار هذه الجهة على تلك, فتوازي موازين القوى السياسية والعسكرية ولو بأبسط الحدود, أدل على أن تقديم التنازلات يلزم كل طرف بلا استثناء.
وهكذا باختصار – حسب الصحفي السالمي-يظل الضوء في نهاية نفق الأزمة اليمنية مستمداً اتقاد جذوته من تعاظم دواعي الانفجار الشامل الذي لن تكون النخب بمنأى عن لهيبه,بما يعني أن إملاءات دفع الأسوأ من خيارات مستقبل الأزمة لدى رموزها, وعن أنفسهم أولاً, وليس الوطن ابتداءً, سبب كاف لتلاقي هذه النخب على خيار جامع يحفظ مصالحها, التي فرص تعزيزها بالسلم أوفر منها بالحرب, أما خبوت جذوة ذلك الضوء فإنها فقط لا تتطلب أكثر من تمادي الفاعلين الرئيسيين في استحضار "الندية الشخصية" والعناد والمكابرة.

مسك الختام
وعن موقف علماءِ الإسلام من الأحداث الأخيرة التي تجري في اليمن وفي بعض الدول العربية؟ وكيف نتعامل معها؟ يقول العلامة/عمر بن حفيظ- عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية ما نصه:-الاهتمام بأمرِ المسلمين واجبٌ قبل الأحداث وأثناءها وبعدها، ومَن لم يكن له حُسن تضرُّع ودعاء لله في لياليه وأيامه فقد قصَّر في الهمِّ بأمر المسلمين، ومن كان مُتمكِّنا مِن مساعدةِ أقرباء له وأصدقاء وأُناسٍ في بلدِه فقصَّر في ذلك فهو ضعيفٌ في الهمِّ بأمرِ المسلمين..
ويتابع عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية: والعلماء يرشدون الكلَّ، الطالبُ والمطلوب، يرشدونهم إلى ما أرشد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم له سيدَنا عمر بن الخطاب، وقال:" مُره بِحُسن الطلب، ومُرنِي بحُسن القضاء"، يؤكِّدون على الجميع حُرمةَ الدماء وحُرمةَ الأموال وحُرمة الأعراض، لتأكيدِ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ويقولون: على كلِّ مَن كان وليَّ أمرٍ أو من الرعية أن لا يضرَّ ولا يؤذيَ الآخرين، ولا يستحلَّ شيئاً مِن دمائهم ولا أموالِهم ولا أعراضِهم بأيِّ وجهٍ من الوجوه.
ويردف العلامة/ بن حفيظ: ويجب أن يُعرف القدرُ لعلماء الإسلام بأن لا يكونوا مُنتَتَفاً يُتَناتَف عند الحاجة مِن أولياء الأمور أو من الرعية، لكنهم أهلُ أمانةٍ وإرثِ نُبوةٍ يجب أن يُحترم قولُهم في الأحوالِ كلها، وأما مَن يعيش يخالف كلَّ ما يقولون من أولياء الأمور، ثم يتذرَّع بهم عند حاجته، أو يعيش من الرعية ناسياً لهم لا معرفةَ له بِقدرهم فعند حاجته يقول أين العلماء؟ فليسوا بضاعةً تُنتَتف من قبل هؤلاء ولا من قبل هؤلاء.
ويختتم الحبيب/عمر: وإن فِتناً واقعةً وفِتناً تحصل قد أُنبِئنا عنها على لسان النبوة، وحُذِّرنا أن نكون طرفاً فيها، وأُخِذ علينا العهد أن نبين للكل ما يجب عليه فمن قبل فليقبل وليتعرَّض لرحمة الله، ومن أبى فإن حساب الكلِّ على الله...ومع ذلك كله فإنه مِن وراء الفتن الشديدة والصعوبات القوية فرج لله تعالى وغارةٌ لأمة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، سائلاً الله أن يجعل العاقبة خيراً وأن يصلح المسلمين أجمعين حيثما كانوا.
باختصار
 شبح الأزمة المعيشية الطاحنة والظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية تفرض علينا جميعاً، موالين و معارضين، ضرورة الاتجاه و بأسرع وقت ممكن إلى التوقيع على اتفاقية الالتقاء في نقطة المنتصف، وتشكيل حكومة وفاق وطني،والتحضير لإجراء انتخابات الرئاسة ومجلس النواب وفق جدول زمني محدد،وإعادة بناء الاقتصاد اليمني المنهار،وإجراء كل ما يلزم لترسيخ الأمن والاستقرار ،والعمل على تحويل اليمن إلى مجتمع مدني ديمقراطي منتج.
تنويه
نلفت عناية قراءنا الكرام إلى أننا سنخصص الأسبوع القادم للحديث عن الهموم المعيشية ..لذا نرحب بمشاركاتكم في هذه المساحة المخصصة لـ"هموم الناس" على فاكس الصحيفة أو سيار "771283300" أو إيميل"Yonis210@hotmail.com".

اليمن بعيون أبناءه في المهجر..حنين وآهات
اليمنيون متوجسون من مستقبلهم السياسي والاجتماعي ,فقلوبهم في المهجر ترتجف لما تتناقله وسائل الإعلام من أخبار مقلقة ير‫ون فيها خطراً محدقاً بكامل الشعب وطبقاته...هكذا يروي لنا أحد المغتربين اليمنيين في نيويورك الدكتور/ خالد احمد العامري – حال اليمنيين خارج الوطن وهم يشاهدون ما يعتمل اليوم في بلد المنشأ.
متسائلاً: إلي أين ينتهي الطريق في خروج الشعب للمطالبة بحياة كريمة ؟ وهل من مصلحه الشعب اليمني الأخذ بالعنف أم عليه أن يتمسك بالعقلانية ويواصل رفع شعار الثورة السلمية؟.
 ويضيف الدكتور العامري : العنف سيجعل اليمن ينزلق في فوضى لا يعلم عواقبها ومدى تأثيرها إلا الله ..وعلى جميع الأطراف التكاتف والعمل بيد واحدة وأن يتمسكوا بالوحدة الوطنية تحت شعار اليمن فوق الجميع وعلى هذه الصخرة الوطنية يجري تحقيق جميع المطالب التي يطمح إليها الشعب اليمنى وبالطرق والوسائل المتاحة والمقبولة.
ويختتم العامري كلامه بالتحذير من الانزلاق في الفوضى والركض وراء شعارات حزبية أو فئوية أو مناطقية لا تضع مصلحه اليمن فوق كل الاعتبارات .
متسمرون أمام شاشات التلفزيون
وبسبب الخوف والقلق.. لا يكتفي المغتربون اليمنيون بمشاهدة القنوات الفضائية لمعرفة مستجدات الأحداث اليمنية، بل بمعاودة الاتصال بالأهل والأبناء للاطمئنان على أوضاعهم وأحوالهم في اليمن.
وفي ظل تضارب الأنباء التي توردها القنوات الفضائية حول تطورات الأحداث في اليمن، أصبح اليمنيون في الغربة متسمرين أمام شاشات التلفزيون، لمتابعة أخبار وطنهم، غير أن القنوات لا توفر لهم الطمأنينة التي يبحثون عنها، فصاروا يحملون الريمونت بيد، لمتابعة الأخبار عبر شاشة التلفزيون، وفي اليد الأخرى يحملون الهواتف للتأكد من صحة الأخبار التي يشاهدونها أولاً بأول.
ففي مدينة جدة السعودية، التي تحتضن أعداداً كبيرة من المغتربين اليمنيين، أفاد المغترب اليمني شاهر الصبري (29 عاماً) بأن ما يثير قلقه وقلق زملائه في العزبة التي يقطن فيها برفقة ثمانية منهم، هو ما تظهره القنوات الفضائية من أنباء، تؤكد بأن وطنهم صار خبراً تمزقه الشاشات، التي يتسمرون أمامها، في ظل مخاوف من اندلاع حرب أهلية ستلقي بالوطن في الهاوية.
يقول صلاح سعيد: إن ما يجري الآن في الساحة اليمنية جعل أخاه محمد يلازم هاتفه الجوال ليل نهار، بسبب المواجهات المسلحة التي تشهدها البلاد لاسيما في مدينة تعز حيث مقر سكن أسرته وأقربائه،مشيراً إلى أنه كان لا يتواصل مع أفراد أسرته إلا مرات معدودة في الشهر، لكن ما إن بدأت الدماء تسيل والنفوس تزهق، لا تكاد تمر ساعة واحدة إلا ويجري اتصالاً معنا .
ويضيف: لقد صار قلقاً كثيراً بسبب ما يجري، لاسيما عندما يشاهد الكثير من الضحايا الأبرياء يسقطون في عدة محافظات يمنية.
ويرى محمد واصل أن التداعيات الجارية الآن في اليمن، جعلت القلق والتفكير ملازمين لكثير من المغتربين لاسيما الذين تعيش أسرهم داخل الوطن، وهو أمر أثر في نفسياتهم، وفاقم من أوضاعهم المالية بسبب تكاليف اتصالاتهم وحوالاتهم المالية التي ازدادت في الأيام الحالية.
ويتزايد القلق لدى المغتربين اليمنيين وخصوصاً أولئك الذين أجبرتهم الظروف المعيشية على الغربة عن الوطن، بحثاً عن لقمة عيش، تؤمن لهم ولأسرهم حياة كريمة عجزوا عن تحقيقها في وطنهم.. يشير المغترب عبد الرؤوف حسن (27 عاما) بأن اليمنيين المقيمين في لندن يعانون من مرارة الغربة، ومرارة الحسرة على بلدهم ,منوهاً بأن أهم شيء بالنسبة له كمغترب هو أن يظل اليمن في أمن وأمان، وبعيداً عن المشاكل، كي يعود إلى وطنه، لينسى هموم الغربة وتعسف إجراءات تجديد الإقامة.
هموم الغربة هذه التي يشكو منها عبدالرؤوف هي ذاتها التي يعاني منها المغترب وليد -30 عاماً- والتي تتضاعف أكثر عندما تعكر الأنباء الواردة من وطنه آمال العودة للوطن، وعندما يشاهد سيلان دماء الأبرياء في وطنه، يدرك بأنه يرى وطنه يتمزق دون أن يستطيع فعل شيء.
حتى لا يخسر الوطن مكتسباته
عرف اليمنيون بشكل خاص بين شعوب الجزيرة العربية على أنهم الشعب الذي لا تفارقه الترانيم ولا الجُمل اللحنيّة, يحفظ أكثرهم الأغاني التي تمجد الوطن عن ظهر قلب..سالم باعبيد، يمني في الأربعينات من عمره، يتحدث حول ما يجري في اليمن بصمتٍ قليل قائلاً "نريد الاستقرار, أنا لا أريد لوطني سوى أن يكون مستقراً" "أشعر بالقلق من تصاعد الأحداث وأخاف من حدوث حربٍ أهلية,أنا مع كل المطالب الشعبية، لكن ليس بهذه الصورة".
سالم الذي يعمل بصحبة خمسة يمنيين آخرين في مطعمٍ للأكلات الشعبية في دبي يعتقد أن الحل يكمن في الحوار بين السلطة والمعارضين, ويضيف "لا يمكننا الاستمرار في إدارة المطعم لو حدث خلاف بيننا ،مجرد خروج عامل من هذا المطعم يعني أن خللاً ما سيصيب مكتسابتنا, أنا أتخيل الأمر بهذه الصورة الضيقة يجب أن يكون هنالك حواراً حتى لا يخسر الوطن مكتسباته".
ومثله عبدالكريم الصنعاني الذي يقضي مع الكثير من اليمنيين المقيمين في أبوظبي معظم وقتهم في مشاهدة التلفاز ومتابعة تطورات الأوضاع في اليمن..يقول الصنعاني :أنا أتابع الأحداث في اليمن تقريباً كلما سنحت لي الفرصة..ويضيف " الكل ينقل لك أخباراً متضاربة.. متابعاً "عائلتي في صنعاء يقولون بأن الوضع مطمئن, وأن الاشتباكات تتم في منطقة أخرى ومعزولة... ويردف "كل شيء سينتهي بأي كيفية لا أدري, لكنه متفائل من أن اليمنيين سيتجاوزون هذه الكارثة التي حلت بأرضه وناسه"..هكذا يداوم اليمنيون على قوتهم مثلما يداومون على متابعة أخبار بلادهم وكلهم خوف وقلق من نشوب حربٍ أهلية,يدعون الله ليل نهار أن يجنب اليمن الفتن ما ظهر منها وما بطن .



أن تولد امرأة في ما يعرف بالعالم الثالث،وفي بلد كـ(اليمن)،وتتحمل المسؤولية ابنة وزوجة وأماً، معلماً وصديقاً، وتتعلم وتفكر وتبدع، ثم تكون مثقفاً لا لتتكلم عن الحرية مجر كلام عابر ,بل تؤمن بها، وتمارسها بمسؤولية كاملة، ثم تطالب بها لغيرها،وتكافح في سبيل ذلك،وربما تموت لأجلها، ويؤذيها الحمقى من قريب ومن بعيد، وينعتها السفهاء بما يجلون منه أنفسهم، متحملة هذا كله، ثم حين يكرمها الناس تقف بتواضع شديد لتقول: شعبي هو من يستحق التكريم، المرأة العربية هي من يستحق التكريم، الذين ناضلوا قبلي وتعلمت منهم هم من يستحقون التكريم..أعتقد أن الكل عرف من هي المرأة المقصودة بما سبق تسطيره..
إنها توكل كرمان ..تلكم المرأة النحيفة ذات البشرة السمراء التي استطاعت أن تهز عرش الزعامة،وتدك أركان الحصانة، لتصبح قبل وبعد فوزها بجائزة نوبل حديث الكل..
يكفي فخراً لليمن أنها أنجبت هذه المرأة المناضلة التي صمدت أمام سيل جارف من التهم وصل حد المس بسمعتها وشرفها في حين الغالبية صامتون يراقبون لمن الغلبة ستكون ..ولكن بنت تعز أبت إلا أن تكون حمامة السلام المنقذة للوطن من مستقبل مجهول..لتضع اليمن على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها السلام،وروحها التسامح،ومبدؤها التصالح،والتوق للعيش في وئام ..مرحلة نبذ الخوف والرعب والقلق والقتل والمرض والجوع والتخلف والتناحر وزرع الثارات...كيف لا وتوكل عاشقة الحرية،وناشرة السلام تنحدر أصولها من شرعب السلام ومن سلالة أبيها عبدالسلام ..
هاهي توكل نشيد السلام، وأيقونة التصالح والتسامح،معزوفة الحرية والانعتاق ترفع رأس اليمن عالياً ليسجل التاريخ لها حبها للتحرر ومناصرتها للمظلومين،ومطالبتها بحقوق المهضومين والأخذ بيد المنكوبين..كامرأة فريدة من نوعها، متحررة في زمانها ووحيدة في عالمها..ويكفي جائزة نوبل فخراً أنها تشرفت حين قدمت نفسها لهذه المرأة العربية الهوى واليمنية الأصالة،أما توكل فيكفيها شرفاً أنها تقدمت حين تراجع الرجال، وأثارت العزائم والآمال حين امتلأت القلوب باليأس والإحباط، وأثبتت أن العمل الجاد النبيل الصابر لن يذهب سدى..
بمثل " توكل كرمان " -رمز السلام والأمان- سيعاد كتابة التاريخ، وسيتم تغيير وجه العالم العربي بربيع عربي جديد.. فلها منا كل الاحترام والتقدير،وسنبقى نذكرها بكل ما هو مدعاة للتباهي.





وطني ثوب مرقع
كل جزءٍ فيه مصنوع بمصنع
وعلى الثوب نقوش دموية..
فرقت أشكالها الأهواء
لكن..
وحدت ما بينها نفس الهوية:
عفة واسعة تشقى
وعهر يتمتع..
***
وطني : عشرون جزاراً
يسوقون إلى المسلخ
قطعان خرافٍ آدمية..
وإذا القطعان راحت
 تتضرع
لم تجد عيناً ترى
أو أذناً من خارج المسلخ..
تسمع..
فطقوس الذبح شأن داخلي
والأصول الدولية تمنع
 المس بأوضاع البلاد الداخلية..
إنما تسمح أن تدخل أميركا علينا
في شؤون السلم والحرب
وفي السلب وفي النهب
وفي البيت وفي الدرب
وفي الكتب
وفي النوم وفي الأكل وفي الشرب
وحتى في الثياب الداخلية..
فإذا ما ظلت التيجان تلمع..
وإذا ظلت جياع الكوخ
تستجدي بأثداء عذاراها لتدفع..
وكلاب القصر تبلع..
وإذا لم يبق من كل أراضينا
سوى مترٍ مربع..
يسع الكرسي والوالي
فإن الوضع في خيرٍ..
وأمريكا سخية!
****
فرقتنا وحدة الصف
على طبلٍ ودف
وتوحدنا بتقبيل الأيادي الأجنبية..
عرب نحن .. ولكن
أرضنا عادت بلا أرضٍ
وعدنا فوقها دون هوية..
فبحق البيت
والبيت المقنع
وبجاه التبعية..
أعطنا يا رب جنسية أمريكا
لكي نحيا كراماً
في البلاد العربية..
* أحمد مطر


الانفجار المخيف(2)
لغة السياسيين اليوم صارت خطابات حرب ونذير كوارث.. في ظل واقع مشحون حد الانفجار الوشيك بقنابل الاختلاف والعداوة كعنوان لمستقبل دموي يمكن أن تعيشه البلاد .. تصريحات صارخة من هذا الطرف أو ذاك تنكأ الجرح وتوسع الفجوة أكثر وأكثر عندما يصرخ الواقع المعاش من زيفها وتعطي الضوء الأخضر المشرب بالدم الأحمر لداعي العصبية أياً كان لونها "قبلية أو فئوية أو مذهبية أو حزبية أو مناطقية...إلخ " لممارسة المزيد والمزيد من إراقة الدماء..
لغة الساسة المتشنجة أوجدت سوقاً رائجة لوسائل الإعلام التي لا هم لها سوى إثارة النعرات بواسطة مشائخ يحذرون وآخرون ينذرون وكتَّاب أصبحوا بين ليلة وضحاها فقهاء ينتصرون لهذا ويخوفون من ذاك ,مستغلة هذه السوق الرائجة لمزيد من التكسب والارتزاق ..وأي وسيلة إعلامية تريد زيادة عدد متابعيها فما عليها سوى الإتيان بموضوع أو مقابلة تسَّعر نار الاحتراب الداخلي في هذا البلد أو ذاك.. عاكفة على طهي الفواجع وتقليب المواجع وتسعير الاحتراب في شمال الوطن وجنوبه وزرع الفوضى واستنبات أدوات الفتن والحروب في شرقه وغربه بعد أن خلقت حالة من الإستعداء الداخلي أضحى الحليف معه عدواً والعدو حليفاً.. مستعينة بدبلوماسية كاذبة لشرعنة الخراب الذي يعتمل هنا وهناك وإلباسه لباس العقلانية الغارقة في التمييع والتلميع والتسطيح والواقعيَّة الهاربة من الواقع والموضوعيَّة العارية عن الموضوع ، وفنِّ الممكن الذي لا فن فيه سوى الخراب والدمار..
مواقف يندى لها الجبين ولسان حال شاكٍ.. ثمة أخطاء جسام ومفاسد عظام تُرتكب بحق هذا الوطن من غير مراجعة أو تقويم والإصرار على المضي بنهج كيفما اتفق ودونما اكتراث.. وكأن المسألة أصبحت شبيهة بـ"شيك دموي مفتوح"! لصالح مجاميع طائشة لا تدرك بأن الوطن سينكب بسببها في أغلى ما يملك.
ما من شك بأن مشكلاتنا كبيرة وبدرجة عالية من التعقيد ؛ تتطلب حلولاً بنفس الحجم والمستوى وبحاجة إلى تبصر وقراءة في التجارب والنتائج بتجرد وبشورى حقيقية لا تجمع المتفقين والمتوافقين ليباركوا إنجازات وبطولات إخماد الوطن المتهالك. .

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد