المهجرون مشردون في الشوارع والمساجد وأوضاعهم صعبة وبحاجة ماسة إلى المساكن والغذاء والدواء والجرحى حالتهم حرجة والدولة لم تعالجهم والشهداء لم تعط أسرهم رواتب إلى الآن ونكثت الدولة وعودها نحوهم وأهالي منطقة دماج يتعرضون للاستفزازات والإذلال من قبل الحوثيين.. تلك خلاصة الأوضاع المأسوية التي يعيشها مهجرو دماج وأهالي دماج في مقابل تهرب الدولة وعدم التزامها بأي واجبات واتفاقيات نحوهم..
في الحوار التالي مع الناطق السلفي لمهجري دماج الشيخ/ سرور الوادعي, وضعنا في الصورة وشيئاً من معاناتهم في سطور الحوار التالي:
* ما هو وضع السلفيين اليوم بعد مرور أشهر على التهجير؟
ـ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد: بالنسبة للمهجرين السلفيين من أبناء قبيلة وادعة منطقة دماج, فبعد الحالة- التي كانوا فيها في دماج- فمنهم من كان مديراً عاماً ومنهم المدرسون ومنهم الأطباء ومنهم مدراء المعاهد ومنهم الموظفون في المؤسسات والوزارات المختلفة ومنهم المزارع- الذي له من المزارع الشيء الكثير مزارع العنب ومزارع الرمان وغيرها- وبعد الحياة الطيبة التي كانوا يعيشونها في منطقة دماج, عندما هجروا إلى صنعاء أو إلى محافظات أخرى تغيرت الأحوال, أصبحوا نازحين ومهجرين عند أسرهم والذي عنده قريب عند أقربائه والذي ليس له اقرباء جلس في الفنادق أو في الشقق حتى = انتهت الأموال التي كانت معه ومنهم من اتجه إلى المساجد والنفر اليسير الذين حصلوا على شقق لأنها تكلف من الأربعين إلى الخمسين الف ريال لم يخرجوا من منازلهم الا بعد ان اتتهم الحروب والحصار واستنفذوا كل ما كان لديهم سواء على عوائلهم وعلى طلاب العلم.
*هل هم راضون بوضعهم الحالي؟
ـ وضعهم الحالي!! أصبحوا نازحين ومشردين, بعيدين عن بلدهم وعن بيوتهم وحالتهم صعبة لا يعلمها الا الله, والدولة تخلت عن أبناء دماج, تخلت عنهم تماما ولم تقدم لهم شيئاً إلى الآن.. أخي ليسوا راضين.. من الذي يرضى بالمهانة؟ لا أحداً يرضى بهذا الشيء, إنما أكرهوا على هذه الحالة إكراها.
* سمعنا أن الكثير من طلبة العلم قد عادوا إلى قراهم وبعضهم ذهب للبحث على عمل وبعضهم ترك طلب العلم, ما الصحيح؟
ـ بالنسبة لطلاب العلم الذين هم من خارج دماج غالبيتهم اتجه إلى محافظته, كل اتجه إلى مدينته.. المتضرر الأول والأخير هم أبناء وادعة, أبناء منطقة دماج, أما طلاب العلم غالبيتهم كل اتجه إلى بلده إن حصل على الذي يريد في صنعاء وإلا عنده الأمر واسع عاد إلى محافظته المتضرر الأول والأخير هم أبناء دماج وحالة الأشقاء من غير اليمنيين عانوا معاناة شديدة وحالتهم صعبة جدا, بعضهم غادر اليمن والباقي حالتهم صعبة.
* كانت المحطة الأولى للسلفيين بعد تهجيرهم هي سعوان وكان هناك مسجد كبير ومرافق.. الآن تم انتقالهم إلى مسجد الفتح في الأصبحي.. هل صحيح أن الانتقال كان بتوجيه من السلطات ومراعات لمشاعر القائمين على السفارة الأميركية؟
ـ لا لا هذا غير صحيح.. ما أحد ألزمنا أو ألزم الشيخ بالخروج من سعوان والانتقال إلى الفتح..
*اذا لماذا خرجتم من مسجد واسع إلى مسجد ضيق؟.
ـ أبداً هنا رأينا أن المصلحة ننتقل إلى مسجد الفتح من أجل الابتعاد عن أماكن الشبهات والمنطقة هناك قابلة للتوسعة واتجه الشيخ يحيى لمسجد الفتح..
*ماذا تقصد بالشبهات بالضبط؟
ـ يعني الابتعاد عن أماكن السفارات وغيرها.
*ما اهم معاناتكم في جامع الفتح وهل سيكون محطة للبقاء بصورة مستمرة؟
- بالنسبة لبقائنا في مسجد الفتح بصورة مستمرة, نحن نأمل أن تصلح الأوضاع في الجمهورية اليمنية وتبسط الدولة نفوذها على محافظة صعدة ويعود أبناء دماج إلى قريتهم وإلى مركزهم دار الحديث بدماج.. جلوسنا في جامع الفتح إلى أن تتحسن أوضاع البلاد ثم بعد ذلك يعود الناس الى ديارهم وإلى دار الحديث بدماج.
*ماهي اهم احتياجاتكم في هذا المركز.. مركز الفتح؟
- الناس- كما تعرفون- كثر يحتاجون الى سكنات (مساكن) يحتاجون إلى مواد غذائية, يحتاجون إلى متطلبات الحياة من سكن ومواد غذائية ومواد طبية وغيرها..
* هل ما تزال الجمعيات الخيرية وأمانة العاصمة تقدم لكم ذلك؟
ـ البداية أمانة العاصمة قدمت مساعدة تشكر عليها, قام بذلك الأستاذ/ عبدالقادر هلال مشكوراً قام بتقديم مساعده.
*هل هي مساعدة جديدة أم المساعدة السابقة فور تهجيركم ؟
ـ هي المساعدة الأولى, كما قامت الجمعيات في بداية الأمر بالمساعدة.. الآن انقطعت المساعدة من الجمعيات ومن الدولة.. الآن من بقي أصبحوا الآن ما تلقوا مساعدة لا من الجمعيات ولا من الدولة إنما ييسر الله من هنا ومن هناك.
* أين هي التزامات الدولة نحوكم عندما خرجتم من دماج؟
ـ للأسف الدولة لم تف ولم تقم بواجبها تجاه أبناء منطقة دماج وكأن أبناء منطقة دماج ليسوا يمنيين أو ماذا.. كأن الدولة غير مسؤولة عنهم, تخلت تماما.. في البداية تخلت عنهم في منطقة دماج ولم توقف الحرب عنهم.. ثم بعد ذلك عندما أخرجوا إلى الآن.. أخي أهل دماج مهجرون في الشوارع وفي المساجد.. أبناء منطقة وادعة ومشايخ وادعة الآن في الفنادق والمساجد.. الدولة لم تهتم بهم أبدا.. مقاطعاً.
*هل تواصلوا معكم في الأيام الماضية القريبة او وعدوكم ببناء مركز او اعطائكم مركزاً؟
ـ الدولة تخلت- كما قلت لكم في البداية- الدولة تخلت عن أبناء دماج تماما, لم تتواصل مع أبناء قبيلة وادعة ولم توف بواجبها تجاه هؤلاء.. أخي لم تعامل أبناء دماج مثلما عاملت المهجرين من أبناء صعدة السابقين.
*المهجرين السابقين من اليهود.. أم ماذا؟
ـ اليهود والمسلمين.. نحن لا نقارن أنفسنا باليهود.
*أقصد من حيث المعاملة؟
ـ إنما المسلمون مشايخ صعدة والمهجرون من صعدة استقبلتهم.. أخي حتى الوحدة التنفيذية التي تهتم بالمهجرين الآن أصبحت تتلكأ عن إعطاء المساعدات لأبناء منطقة دماج.. الوحدة التنفيذية- التي تساعد المهجرين من جميع محافظات الجمهورية- أصبحت الآن تتلكأ عن مساعدة أبناء دماج وتطلب من كل شخص يتقدم إليها أن يأتي بتزكية من غير أبناء منطقة دماج.
*هل تتعرضون لأي مشكلات أم مضايقات بعد تهجيركم؟.
ـ المشكلة الأولى والأخيرة التي يعاني منها أبناء منطقة دماج هي- كما قلت لكم- عدم وجود السكنات لهم وعدم وجود المواد الغذائية.. الجمعيات في البداية ساعدت أبناء المنطقة ولكنها في الأخير رفعت أيديها و الدولة لم تعطنا شيئا لا من قبل ولا من بعد و أمانة العاصمة أعطتنا.
*ماذا اعطتكم هل أعطتكم مساكن وتغذية مستمرة ودائمة؟
ـ لا.. ليست مساكن. أعطتنا تغذية مرة واحدة بداية تهجيرنا, أعطتنا تغذية وفرشاً وبعض الرز وبعض السكر وبعض الدقيق, أخذ جل المساعدات طلبة العلم.
*متى أعطوا في بداية التهجير أم الآن؟
ـ قدموها لنا عندما وصلنا بعد التهجير..
* ما هو وضع منطقة دماج الآن بعد التهجير القسري؟ صف لنا الوضع؟
ـ الصحيح أن الحوثي لم يفي بالالتزامات التي وضعت بيننا وبينه.. نحن اشترطنا الاستمرار لدار الحديث بدماج.. الحوثي في هذه الأيام يقوم باختراق هذه الالتزامات ويدس بعناصره إلى دار الحديث بدماج واستفزاز المواطنين بالصراخ داخل المسجد وكسر الأقفال وغيره.. الحوثي لم يلتزم بالاتفاقيات الموقعة وأنا أطلب من الدولة القيام بواجبها أو من لجنة الوساطة أن تقوم بما في وجهها وتردع الحوثي بما يقوم به من استفزاز ضد أبناء منطقة دماج وعن الاعتداءات المتكررة من قبل مليشيات الحوثي ضد أبناء منطقة دماج وعلى أبناء منطقة دماج.. أخي عناصر الحوثي في هذه الأيام تمشي بين بيوت أبناء دماج من أجل الإثارة والاستفزاز والإذلال لأبناء منطقة دماج من أجل أن يذلوا أبناء منطقة دماج.. عناصر الحوثي- هذه الأيام- يقومون بالتجول في دماج من أجل إذلال أبناء منطقة دماج.. أنا أطالب لجنة الوساطة القيام بواجبها تجاه ما فعله الحوثي تجاه أبناء منطقة دماج.
*هناك أخبار عن نيتكم للانتقال إلى منطقة إب وأخرى إلى حضرموت.. ما الصحيح؟
ـ نحن جالسون في صنعاء إلى أن ييسر الله وتعود صعدة إلى سلطة الحكومة اليمنية.. نحن باقون في صنعاء وخاصة أبناء منطقة وادعة جالسون في صنعاء إلى أن ييسر الله وتعود وتبسط الدولة نفوذها على محافظة صعدة وعند ذلك ننتقل أو نرجع إلى بلدنا إن شاء الله تعالى.
*كان عددكم يقدر بخمسة عشر ألف فرد في دماج كم يقدر عدد من بقوا للدراسة حاليا في صنعاء؟
ـ كما قلت لكم, أكثر طلاب العلم كل عاد إلى محافظته, القليل بقوا من طلاب العلم في صنعاء أما الغالبية فكل اتجه إلى محافظته.
*ما هي علاقتكم ببقية المراكز مثل مركز ذمار والحديدة ومعبر وغيرها؟
ـ علاقتنا هي علاقة أهل السنة ببعضهم البعض.
*هل تتلقون معونات ام مساعدات منهم مثلا ؟
ـ في الوقت الحاضر لا..
*هل لديكم طلاب حاليا معتقلون لدى الحوثي؟
ـ أنا ما أعرف أن هناك طلاب علم معتقلون عند الحوثي في هذه الأيام.
* ما هو وضع المصابين والجرحى حالياً؟
ـ الجرحى حالتهم حرجة وقد كتبنا كشوفات للدولة من أجل نقلهم للخارج والاعتناء بهم ومعالجتهم ولكن للأسف الدولة- إلى الآن لم- تفي لنا بشيء لم تعالج الجرحى, أيضا شهداؤنا أبناء منطقة دماج أبناء قبيلة وادعة منهم أكثر من ثمانين شهيداً لم يتلقوا أو لم يحصلوا أو لم تعتبرهم الدولة شهداء ولم تعطهم رواتب, إلى حد الآن معنا نحن أبناء منطقة وادعة منهم أكثر من ثمانين شهيداً الدولة لم تعتمد لأسرهم رواتب حتى الآن بالرغم أن الدولة كانت قد وعدتنا أنها ستعطيهم رواتب من أول يوم من خروجنا والى اليوم الدولة لم تعط شهداء دماج أي شيء إلى الآن..
*كم يقدر عدد الجرحى؟
ـ الجرحى كثير.. جرحى دماج ابناء قبيلة وادعة ما يقارب العشرين جريحاً وطلاب العلم منهم جرحى كثر.
*هل تناشد الجمعيات الخيرية ورجال المال والأعمال بالقيام بواجبهم تجاه هؤلاء الجرحى وتوفير منح علاجية لهم في الخارج او الداخل؟
ـ نناشد الجمعيات الخيرية وأهل الخير وأقول لهم بعد أن يئسنا من مساعدة الدولة لنا ومعالجة جرحانا نناشد أهل الخير أن يعالجوا جرحانا..
* من بعد التهجير إلى الآن هل التقاكم رئيس الجمهورية أوالتقى الشيخ الحجوري وبحث معه وضع المهجرين؟
ـ أنا التقيت به مرة واحدة فقط, عندما أتيت إلى رئيس الجمهورية يعاملنا معاملة ثانية.. الصحيح رئيس الجمهورية يهتم بمحافظته أبين وشبوة وغيرها ويهمل المحافظات الشمالية مثل صعدة وعمران وغيرها..
رئيس الجمهورية بحكم العصبية يهتم بمحافظته ويحرك الدبابات والطائرات لردع القاعدة ويهمل المحافظات الشمالية..
المحافظات الشمالية سقطت تماماً ومع ذلك رئيس الجمهورية لا يحرك ساكناً تجاهها وكل ما في الأمر أنه يهتم بالمحافظات الجنوبية وخاصة محافظة أبين, فكما تسمعون في هذه الأيام يقوم بالحرب على القاعدة وهي لم تحتل إلا جزءا يسيرا من شبوة أما صعدة فقد سقطت تماما وعمران وجزء من حجة والجوف ولم يحرك رئيس الجمهورية ساكناً لتحرير هذه المحافظات.
*سمعنا عن الموقف السلبي لبعض المشايخ مثل الشيخ البرعي الذي كان له موقف سلبي مع قضية دماج ما هو رأيكم؟
ـ أنا أسف لكل من لم يقم بمناصرة أهل السنة في دماج.. أنا أسف لبعض المواقف المخزية سواء من البرعي وغيره كل من لم يقم بمناصرة إخوته في دماج فأنا أسف على هذه التصرفات منه ونقول له إذا اعتدت الرافضة اليوم على دماج فغذاً ربما يكون دورك.. أنت يا فلان أم غيرك ربما اليوم في صعدة وغداً في تعز وإب وغيرها إن لم يتكاتف أهل السنة ويقفوا وقفة رجل واحد فأنا أخشى عليهم أن تجتمع عليهم الرافضة في كل مكان.
*لديكم رسالة لمن تحبون توجيهها؟
ـ
أولا أناشد رئيس الجمهورية أن يتقي الله في أبناء دماج وخاصة أبناء وادعة, فهم الآن مهجرون في صنعاء ولا أحد يلفت إليهم.. أنا أذكر رئيس الجمهورية بالوعود التي قطعها هو ولجنة الوساطة على أنه سيقدم لهم سكنات وسيقدم لهم معونات وسيقدم لهم وسائل العيش.. أنا أذكر رئيس الجمهورية أولا أن يتقي الله في هؤلاء ويوفر لهم ما وعدهم.. ثانياً أنا لا آمل من حكومة الوفاق وخاصة وزير الدفاع- الذي يعتبر ولاؤه لغير حكومة الوفاق ولاؤه للخارج..
*لمن في التحديد؟
ـ لأميركا وغيرها.. في حرب دماج لم يحرك ساكنا وفي هذه الأيام يزمجر وله مواقف ضد القاعدة ويترك الحوثي بالرغم من أن الحوثي أخطر من القاعدة..
وفي الأخير أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل.
* إذا نصحكم البعض أو اقترح عليكم البعض بعمل اعتصام أمام الحكومة أو بيت الرئيس, هل توافقون؟
ـ يا أخي أهل السنة, من أبعد الناس عن المشاكل وهذه الحالة- التي هم فيها- بسبب أننا بعيدون عن المشاكل وبعيدون عن الثورات, فلهذا الدولة تتجاهلهم لأنهم يعرفون أن أهل السنة لم يقوموا بمثل هذه الأعمال التي يقوم بها كثير من الأحزاب.. أهل السنة بعيدون عن الاعتصامات وعن الثورات وغيرها لهذا المسئولون يتجاهلونهم والله المستعان.
والدولة تتجاهل أهل السنة رغم أنهم السواد الأعظم في الشعب اليمني, غالبية الشعب هم سنة ومع ذلك الدولة تتجاهلهم سواء في مراكز الدولة أو في المراكز العليا وغيرها من الوظائف المهمة الدولة تهمش أهل السنة وتأتي بناس آخرين بالرغم أن أهل السنة السواد الأعظم أو جل الشعب.. أهل السنة هم أهل السنة وأتوا بالحوثي والاشتراكي وغيره ويولونهم البلاد.. أنا أطلب من الدولة أن لا تتجاهل في مثل هذا الشيء.
