قال الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان في صنعاء لينا كرستيانسين: إن اليمن من بين أكثر بلدان العالم ذات معدل النمو السكاني المرتفع، إذ يقدر النم السكاني في اليمن بـــ 2.78% سنوياً.
وحسب لينا سكان اليمن يتضاعف كل 23 عاما، وهذا يشكل تحديا خطيرا لمكافحة الفقر والتنمية المختلفة في اليمن، وهو ما يستوجب الاستثمار في الشباب، خاصة في البلدان النامية، بما فيها اليمن إذ تعد هذه البلدان موطنا لنحو 90% من الشباب في العالم، ومع ذلك فإن ما يصل إلى 60% من الشباب فيها غير متعلمين وليست لديهم وظائف.
وتشير تقديرات عام 2014 الرسمية في اليمن حول السكان، إلى أن شريحة النشء والشباب في عمر (10 - 24 سنة) تصل إلى حوالي ثلث السكان (33.8 %)، وكان عددها عام 2004 حوالي ستة ملايين وتسعمائة ألف نسمة، وتمثل نسبة 32.7 % من إجمالي عدد السكان، وأرتفع العدد إلى ثمانية ملايين وثمانمائة ألف نسمة، وتمثل نسبة 33.8 % من إجمالي السكان عام 2014.
والزيادة المضطردة في الفئة العمرية( 10إلى 24) سنة، يدعوا إلى الاهتمام بهذه الفئة أكثر، كون التقديرات السكانية تبين استمرار الزيادة المطلقة والنسبية لهذه الفئة بالنسبة الإجمالي عدد السكان، إذ في نهاية 2014، سيبلغ سكان اليمن حوالي 26.5 مليون نسمة.
ويجب الاهتمام بهذه الفئة في الجانب الصحي والتعليمي والتأهيلي وبناء القدرات يمكن أن يشكل دفعة قوية لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويمكن أن يزيد من المتاعب والصعوبات التي تواجه البلاد في حالة عدم الاهتمام ورعاية هذه الفئة السكانية، وفقاً لخبراء في السياسات السكانية.
وكما أفاد خبراء السياسات السكانية، الزيادات الواسعة في حجم السكان مستقبلاً، أمر لا يمكن تفاديه بسبب تركيبة السكان الشابة، فالعقود القادمة ستجلب معها زيادات سكانية، وستتواصل تحركات السكان في هجرة داخلية وخارجية مسببة نموا عشوائيا ومتسارعا للمدن وإحداث خلل في التركيب العمري والتوزيع السكاني.
ولمواجهة تداعيات المشكلة فإن الأمر يستوجب استمرار دعم العمل في مجال السكان في جوانبه التخطيطية والخدمية والتوعوية لمواجهة الزيادة السكانية والتخفيف من انعكاساتها السلبية على حاضر ومستقبل المجتمع اليمني، خاصة أن معالجة القضية السكانية لا يمكن أن تتم دون استمرار العمل وتكاتف وتعاون كل الجهات ذات العلاقة.
وتم طرح ذلك على هامش اطلاق صندوق الأمم المتحدة للسكان تقرير حالة سكان العالم لعام 2014، وحمل عنوان "قوة الـ 1.8 مليار: المراهقون والشباب وتحويل المستقبل"، والذي يدعوا إلى الاستثمار في الشباب، إذ يمكن أن يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.