قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه "يفكر جديا" في نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، منتقدا في الوقت نفسه الاستيطان الإسرائيلي، لكنه رفض انتقاد إسرائيل قائلا "لا أريد أن أدين إسرائيل خلال ولايتي".
وفي مقابلة مع صحيفة "إسرائيل اليوم"، قال ترمب ردا على سؤال بشأن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، "أنا أفكر بالموضوع وسنرى ماذا سيحدث. إنه ليس قرارا سهلا، لقد تم بحثه على مدى سنوات، لا أحد يريد اتخاذ هذا القرار وأنا أفكر فيه جديا".
وانتقد ترمب الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لأول مرة منذ توليه مهام الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال للصحيفة في عددها الصادر أمس الجمعة إن "المساحة المتاحة محدودة وكل مرة تأخذ الأرض للمستوطنات فإن المساحة تقل، أنا لا أعتقد أن المضي قدما في هذا يساعد السلام ولكننا نبحث في كل الخيارات".
وردا على سؤال إن كانت إدارته ستنتقد إسرائيل، قال "لا. أنا لا أريد أن أدين إسرائيل خلال ولايتي، إن لدى إسرائيل تاريخ طويل من الإدانات والصعوبات، أنا أفهم إسرائيل جيدا وأقدرها".
وعما إذا كان يتوجب على الفلسطينيين تقديم تنازلات من أجل اتفاق جيد، قال "نعم، بالطبع على الرغم من أن الاتفاقات لا تكون جيدة إذا لم تكن جيدة للجميع".
من جانبه جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تهديده باللجوء إلى المحاكم الدولية لمواجهة قانون تبييض الاستيطان الإسرائيلي الأخير، بينما أعلن مجلس "يشع" الاستيطاني أن أكثر من 421 ألف مستوطن كانوا يعيشون في الضفة الغربية المحتلة أواخر عام 2016.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال في بروكسل أمس الأول قال عباس إن مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون يجيز سرقة الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنين والإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية "عدوان على شعبنا، ومخالف للقانون الدولي، وتحد سافر للموقف الدولي".
وأضاف "سنواجه السياسية الإسرائيلية وقوانينها في المحافل الدولية، وسنواصل عملنا مع المحاكم الدولية لحماية وجودنا وبقائنا على أرض فلسطين".
وطالب عباس المجتمع الدولي بالمساعدة في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2334 الرافض للاستيطان، وعدم السماح بترسيخ نظام التمييز العنصري.
من جهته، قال ميشال إن حكومته تنتظر الوقت المناسب للإعلان عن اعترافها بالدولة الفلسطينية، مؤكدا أنهم يتشاورون مع الشركاء الأوروبيين باعتبار أن هذا القرار سيكون قطعيا.
ورأى ميشال أن قانون المستوطنات "لا يحترم بأي شكل من الأشكال القانون الدولي، ولا يساعد في إطلاق عملية سلام جدية".
وفي سياق متصل، قال مجلس "يشع" الاستيطاني إن أكثر من 421 ألف مستوطن كانوا يعيشون في الضفة الغربية المحتلة أواخر عام 2016، وهي أرقام لا تشمل عدد المستوطنين في القدس الشرقية المحتلة الذين يزيد عددهم على 203 آلاف بحسب معهد القدس للدراسات الإسرائيلية حتى العام 2014.
وعلى صعيد منفصل استشهد الشاب الفلسطيني محمد عامر الجلاد في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة متأثرا بإصابته برصاص حي أطلقه الاحتلال قبل اعتقاله في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الجلاد (24 عاما) توفي في مستشفى إسرائيلي لدى تلقيه العلاج من إصابته برصاص الاحتلال الذي يزعم أنه حاول تنفيذ عملية طعن.
وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت الجلاد على حاجز حوارة قرب مدينة نابلس حيث كان متوجها لتلقي جلسات علاج من مرض السرطان.