قتل أكثر 13 شخصا وجرح 33 آخرون في انفجار وقع أمام الكاتدرائية المرقسية في مدينة الإسكندرية (شمالي مصر) وذلك بعد ساعات قليلة على مقتل أكثر 25 وإصابة نحو سبعين آخرين في تفجير كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا شمال القاهرة, ولاقت التفجيرات إدانات واستنكار عربي ودولي واسع.
وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن التفجيرين، علما بأنه كان قد أعلن مسؤوليته عن تفجير مشابه استهدف كنيسة بالقاهرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي وراح ضحيته 25 قتيلا.
وقد ذكرت مصادر إعلامية أن من بين قتلى تفجير كنيسة الإسكندرية رئيس مباحث وضابط شرطة، في حين نقلت وكالة الأناضول عن مصدر أمني أن من بين القتلى ثلاثة عناصر أمنية سقطوا إثر استهداف حاجز أمني أمام الكنيسة.
ووقع انفجار الكنيسة المرقسية عقب قداس ترأسه تواضروس الثاني بابا الإسكندرية. وقال التلفزيون المصري إن انفجار الإسكندرية نفذه انتحاري.
وذكر مصدر كنسي أن انتحاريا فجر نفسه أمام بوابة الكاتدرائية في الإسكندرية.
وجاء تفجير الإسكندرية بعد ساعات على تفجير استهدف كنيسة مارجرجس في طنطا عاصمة محافظة الغربية وأدى إلى مقتل وجرح العشرات.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مصدر مسؤول أن انتحاريا يشتبه في تنفيذه التفجير في كنيسة مارجرجس، وأضاف المصدر أنه عُثر على أشلاء يشتبه في كونها لمنفذ العملية داخل قاعة الصلاة بالكنيسة.
ويأتي هذان التفجيران بالتزامن مع "أحد الشعانين" وهو من أعياد المسيحيين التي فرضت السلطات بالتزامن معه إجراءات أمنية مشددة وخاصة في محيط الكنائس.
وقال محافظ الغربية اللواء أحمد ضيف إن "الانفجار حدث داخل الكنيسة أثناء الصلاة".
وقالت فيفيان التي كانت داخل الكنيسة وقت حدوث التفجير، إن النيران ملأت الكنيسة كما انبعث الدخان وسقطت أجزاء من القاعة وتناثرت أشلاء الضحايا الذين كانوا يجلسون في الصفين الأول والثاني من المقاعد، وأضافت أن حالات الإصابة صعبة جدا، وأنها رأت أحشاء مصابين ورأت مصابين سيقانهم مقطوعة بالكامل.
وفي ذات السياق وقعت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين بمحيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ومار جرجس بطنطا بعد تعرضهما لتفجيرين تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية، وأسفرا عن مقتل 46 وإصابة أكثر من مئة.
وأفادت مصادر مطلعة أن اشتباكات اندلعت في محيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية بين متظاهرين وقوات الأمن التي حاولت منعهم من دخول الكنيسة.
كما توجهت مسيرات غاضبة تضم آلاف المواطنين إلى محيط الكنيسة احتجاجا على حادث التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة 16 شخصا على الأقل وإصابة ما يزيد عن 40.
وفي الإسكندرية أيضا، أظهرت صور جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي قيام عدد من المصريين الأقباط بقطع طريق الكورنيش، تعبيرا عن الغضب من استهداف الكنيسة المرقسية بالمدينة، واحتجاجا على ما وصفوه بتراخٍ أمني.
ورفع المتظاهرون شعارات ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أما في في طنطا فقد أظهرت صور بثها ناشطون تعرض مدير أمن الغربية المقال لاعتداء من قبل عدد من الأقباط أثناء انتقاله إلى مبنى كنيسة مار جرجس حيث قتل ما لا يقل عن 30 وأصيب أكثر من 70.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إنه تم تعيين اللواء طارق حسونة مديرا لأمن الغربية خلفا لمدير الأمن المقال، بينما قرر السيسي الدفع بعناصر من القوات المسلحة بشكل فوري لمعاونة الشرطة في تأمين المنشآت الحيوية بمختلف محافظات مصر.
وجاء هذان التفجيران بالتزامن مع عيد للمسيحيين يسمى "أحد الشعانين"، رغم أن السلطات تفرض في مثل هذه الأعياد إجراءات أمنية مشددة خاصة في محيط الكنائس.