;
زكية عبدالنبى :
زكية عبدالنبى :

الاغتراب يلازم الفنان اللبنانى مارسيل خليفة 1306

2008-08-02 08:26:58


تألق الفنان اللبنانى مارسيل خليفة وانتقاله من عمل ناجح إلى آخر وصل حدود العالمية لم يخلصه من ذلك الإحساس العميق بالاغتراب أو الشعور الأبدى الذى يصاحب عددا من الفنانين والمفكرين مرهفى الإحساس.

ففى دردشة سريعة مع رويترز على هامش إحيائه الأحد حفلا فنيا بمدينة طنجة فى شمال المغرب لخص هذا الإحساس فقال "حياتى وعملى وتجوالى لم يستطيعوا مطلقا زعزعة إحساسى بالاغتراب فى المواطن الجديدة حتى عندما أعود إلى وطنى لبنان".

هذا الشعور بالاغتراب والبحث الدائم عن موطن أو "حضن دافئ فى هذا التيه والبرد والرحيل" جعله يتجاوز الفضاءات الضيقة محدودة الأفق وينتمى "إلى أكثر من عالم مسافرا عبر الحدود" وهو يقوم بذلك "بحب وبإحساس واقعى بالأرض" لأن هذا اٌلإحساس فى الأخير ما هو إلا "إحساس بالحرية".

وتأتى زيارة خليفة المقيم فى باريس لطنجة فى إطار الدورة الرابعة "للمهرجان المتوسطى للثقافة الأمازيغية".

كما زار قبل نحو شهر مدينة أغادير فى جنوب المغرب فى إطار مهرجان "تيميتار".

وهى زيارات يدخلها مارسيل ضمن هذا الإحساس والتوق للحرية عبر فضاءات متعددة.

وتفاعل الجمهور الذى قدر بالآلاف فى حفل طنجة مع خليفة ورددوا معه أشهر أغانيه كما نجحوا فى قلب الأدوار ودفعوه إلى أن يردد معهم أشهر أغانيه فى جدلية موسيقية غنائية.

وكعادته لا يحب خليفة الخوض فى التفاصيل الدقيقة لكن حديثه يقترب بشكل كبير من موسيقاه.. رقيق هادئ فى إيقاعه صاخب قوى من حيث مضمونه وشحنته الدلالية وقيمه الجمالية العالية "كلما يتوغل الإنسان فى تجربته عليه أن يتحصن من المجابهات التى تعترضه.. الذات الإبداعية ربما تكون تعبيرا عن الحقيقة غير الموجودة فى الواقع الذى نعيشه".

هذه الحقيقة التى ظل يبحث عنها خليفة ممتطيا صهوة الإبداع والبحث الموسيقى جعلته "يحب كل شيء وممكن الا يحب أى شيء".

لكن تعريف الحرية عند خليفة هو "ترك السلطة الفقيرة الجامدة للحكام والابتعاد عن تملق الذات" لأن "الاتصال بالعالم هو أن تتصل بأمكنة لا نهاية لها من المعرفة والحرية".

وفاز خليفة فى نهاية العام الماضى بجائزة "شارل كروس" الفرنسية وهى جائزة توازى جائزة "جرامى الأمريكية" فى فئة الموسيقى العالمية تقديرا لعمله الفنى "تقاسيم" الذى أهداه للشاعر الفلسطينى محمود درويش.

كما قدم خليفة العمل "شرق" فى نهاية العام 2006 بمشاركة مئة عازف ومئة منشد فوق مسرح "بياسانزا" التاريخى فى مدنية ميلانو الإيطالية.

وقامت الفرقة الفيلهارمونية الإيطالية بقيادة كارل مارتان بعزف هذا العمل. وقال مارسيل إنه بحث من خلال "شرق" عن "عكس نفسه على الورق" لأنه "لا رغبة لديه.. بإخفاء أى شيء".

وبدأ خليفة "58 عاما" مساره الفنى فى نهاية السبعينات عندما أطلق البومه "وعود من العاصفة". وأسس بعد ذلك فرقة الميادين التى صاحبته فى عدة أعمال من بينها "أعراس" و"الجسر" و"أحمد العربي" و"تصبحون على وطن".

وأشتهر بغنائه لكبار شعراء المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم محمود درويش وسميح القاسم وقاسم حداد.

وبدأ خليفة فى الأعوام الأخيرة يتجه أكثر إلى التأليف الموسيقى مبتعدا نسبيا عن تلحين الأغانى لأنه "لا يفصل بين الابداع من حيث الكتابة الموسيقية او الكتابة للقصيدة"..وعن تغير المشهد الفنى الذى طغى عليه جانب الربح والتجارة والابتذال قال "إنه يهرب من هذا الصخب المدوى الذى يصم الآذان.. أذهب وحيدا إلى ذلك الأفق البعيد لأكتشف غموض الأفاق.. هناك ارى أناسا كثيرين قد هربوا مثلى ونلتقى سوية فى هكذا امسيات."

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد