سبقني في هذه الصحيفة الزميل/ نزيه عبدالله بتناولة ذكية لتقييمه أداء أربعة من المحافظين المنتخبين الجدد بعد انقضاء فترة شهرين من عملهم واستطاع اختزال رأيه في محافظي عدن ولحج وأبين والضالع ويبدو أنه أصاب الحقيقة في تقييمه السريع لفترة من الصعب أن تحكم على المسؤول نجاحه من فشله فيها.
* الثابت أن المحافظ يمثل في محافظته رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والمسؤول الأول عن ما يدور في المحافظة من نجاحات وإخفاقات ومن عطاء وحراك نهضوي أو فساد وتسيب وإهمال، وإذا تمكن من السيطرة على إيقاعات لشؤونها فيحسب له، وإن كان غير ذلك فما الفائدة من وجوده؟ الأرجح أن المحافظ تقع عليه مسؤوليات أكبر من الوزير المختص، فلا بد أن يتابع كل صغيرة وكبيرة، وأن يفتح قلبه ومكتبه أمام العامة، إما إذا حوصر في شلة من البطانة السيئة وأغلق مكتبه وديوانه بالمفتاح والضبة فترقبوا تردي الأوضاع في محافظته وتصاعد مظالم الناس التي ستصل إلى القيادة العليا صاحبة القرار ولو بعد حين، وإن كان منتخباً فإن المصلحة العليا وصلاحيات الرئيس الدستورية في الحالات الاستثنائية ستطيح به ويصدر القرار بالبديل الأكفأ.
* الحاصل أنني ومن خلال متابعتي لأداء ونشاط وعمل بعض المحافظين الجدد خلال ال "80" يوماً الماضية فإنني أشعر بالاطمئنان والثقة لنجاح الكثير منهم خاصة المخضرمين في الإدارة وأصحاب الخبرات والقرارات المدروسة أمثال محافظ حجة م/ فريد مجور الذي عرف بدهائه وذكاءه وزاد خبراته الطويلة متفوقاً على الكرسي، وزاد محافظ المحويت/ أحمد علي محسن المسؤول القوي ود/ عدنان الجفري الذي يتكئ على تجربة مشهودة وأظهر نجاحاً لافتاً في قيادة محافظة هامة كعدن بهدوء وسلوك حضاري يتناسي مع خصوصيتها، فيما يمتلك محافظ البيضاء/ محمد العامري قدرات هائلة على العطاء والنفس الطويل والحرص على إحداث تغييرات في الأداء، وقد بلغني بالهاتف أنه منذ مجيئه وجه بصرف مرتبات الموظفين في تاريخ "25" من كل شهر وحسم قضايا عديدة في الثارات المتاخمة بها المحافظة وترتيب الوضع القيادي لفرع المؤتمر بالمحافظة، واسمع عن نشاط ملحوظ لمحافظ تعز الصوفي وبالمثل محافظ الضالع/ علي قاسم طالب ومحافظ شبوة الأحمدي ولم أعرف أداء الآخرين.
* لكن لنأتي هنا إلى محافظ لحج/محسن النقيب الذي جاء على تركة من المشكلات والتوترات والفساد، لكن الراجح أن محسن النقيب القادم من مدرسة الإدارة المحلية ومروره بتسلسل سلطوي فيها حتى وصوله إلى لحج لديه الإمكانية على الإمساك بزمام الأمور في المحافظة الملتهبة وأنصحه بإعطاء الدعم والصلاحيات فوق ما هي مخولة للأمين العام/ علي حيدرة ماطر لما يمتلكه ماطر إمكانيات وتجربة وزاد فعاليته وليخفف عنه العبء وأقول ذلك بعد أن عرفت أن المحافظ النقيب قد فعل ذلك، وأن هناك علاقة حميمة وثقة بين الاثنين ستعود بدون شك بالنفع للمحافظة.
* اللافت أننا نصل إلى محافظ أبين م/أحمد الميسري الذي أعمل بالقرب منه وأراقب خطواته منذ اللحظات الأولى حتى كتابة هذه المادة الصحفية بعد مرور شهرين ونصف وهي فترة قليلة لعمل الرجل التي استقلت زلة لسانه عن إصلاح أبين في غضون شهرين ما لم سيغادرها ويترك الفرصة لغيره.
* إن المحافظ الميسري الذي أدرك الآن كم هي أبين صعبة وأوضاعها الراهنة لا تسر العدو قبل الصديق بحاجة إلى وقت أكثر يفوق النصف عام حتى نقدر نفهمه وهو يعمل بمفرده ليل نهار حتى بدأا الإرهاق في ملامحه ونبرة صوته، شخصياً أعرف نزاهة وزهد وإخلاص ومصداقية وصراحة م. أحمد الميسري قبل أن يصعد إلى هذا الكرسي الرفيع، وتلك القناعة جعلتني اختار العمل معه طواعية في انتخابات المحافظين كصحفي وحيد وذهب زملائي للعمل معه بقناعته، الحاصل اليوم أن توجيه النقد لأدائه اعتبره مبكراً، لكن لا بأس من نصيحته بإصلاح آلية العمل في مكتبه وفتح خطوط التواصل مع كل فعاليات المجتمع في المحافظة، وأن يستفيد من الكوادر المؤهلة عنده لمساعدته، ومنهم الوكلاء والوكلاء المساعدين، ويتذكران هناك وكيل مساعد عنده بمؤهل دكتوراه وفاعل ومستقيم الضمير د/حمود عثمان السليماني ويعرف أن الفساد ارتفعت وتيرته والتسيب وغياب المسؤولين عن مكاتبهم مستمر.
* أخيراً ما زال الأمل في المحافظ النظيف أحمد الميسري في تحريك الأوضاع وبدء الإصلاحات بعد إذا هو واثق أنه شخص المحافظة وأن يفتح قلبه للجميع للاستشارة، وأن لا يوقف المساعدات وإعانات الفقراء والمساكين والمرضى كون أبين فقيرة وناسها يشخصون حول شخص المحافظ ومثل ذلك ليس فساداً، وأن المريض الذي يحتاج لقيمة الدواء وإغاثة أولاده لا يهمه المشاريع قبل سد فاقته، والكلام كثير وللموضوع بقية والله الموفق. .
