;
* د. جانا بوريسوفنا
* د. جانا بوريسوفنا

أوراق الضغط الأميرگية على روسيا 1462

2008-08-17 03:52:40


الرد الروسي على الغزو الجورجي لأوسيتيا الجنوبية أصاب الكثيرين بالصدمة والذهول، فلم يكن أحد يتوقع أن يكون الرد بهذا الحسم والقوة والسرعة، وكان أقصى ما يتوقع من موسكو أن تشجب وتندد وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل السريع لردع المعتدي، ولكن على ما يبدو أن الحسم بالقوة على الطريقة الروسية هو الأفضل في مثل هذه الحالات.

الرد الأميركي على رد الفعل الروسي جاء في رأي الكثيرين متخبطا وأقل حنكة وخبرة من الأوروبيين، كما جاء يعكس بوضوح عدم حيادية واشنطن في هذا النزاع بالتحديد، فقد كان غضب البيت الأبيض مبالغا فيه بدرجة ملحوظة للجميع.

و ما صرح به نائب الرئيس ديك تشيني يعكس عداء وكراهية شخصية لديه تجاه روسيا ربما تعود لإعلان موسكو «ديك تشيني شخص غير مرغوب فيه» ورفضت استضافته في روسيا ولا حتى مرافقا للرئيس بوش.

وذلك بعد تصريحاته الحادة في صيف 2006 أثناء جولته في دول البلطيق والتي وصف فيها روسيا بالدولة المستبدة ذات الطموحات الاستعمارية تجاه جيرانها، و انتقد بشدة سياسات الرئيس السابق بوتين واعتبرها عودة للشمولية السوفييتية، وقد رد بوتين عليه ردا وصفه فيه بالذئب العجوز وأعلن عدم قبوله كضيف في روسيا.

تصريحات الرئيس بوش التي انتقد فيها الهجوم الروسي على جورجيا لا تعدو في نظر الكثيرين أكثر من إنقاذ ماء الوجه بعد أن خرج الشعب الجورجي يتساءل أين واشنطن التي وعدت بمساعدتنا والوقوف بجانبنا، والحقيقة أن واشنطن لم تكن تتوقع هذا المستوى من القوة والحسم في الرد الروسي، فقد نسي الأميركيون منذ سنوات طويلة القوة الميدانية العسكرية لروسيا.

وأفاقوا في جورجيا على مشهد عملاق عسكري ينهض ويهجم برا وجوا وبحرا بقوة يجب أن يعمل لها بعد ذلك ألف حساب، هذا على الرغم من أن الجيش الروسي لم يهاجم جورجيا سوى بوحدة واحدة من وحداته هي الوحدة 58، وهي وحدة صغيرة لا تستخدم أسلحة إستراتيجية، أي أنها ليست من الوحدات الرئيسية للجيش الروسي.

لقد هدد الرئيس بوش بأن العلاقات الأميركية الروسية سوف تتضرر كثيرا بسبب الهجوم على جورجيا، لكنه لم يوضح في أي مجال ممكن تتضرر العلاقات، خاصة وأن الجميع يعلم أن العلاقات الأميركية الروسية لم تكن يوما ما على ما يرام، وأن روسيا تتعرض لمضايقات أميركية كثيرة في أسواق الطاقة والسلاح العالمية.

والجميع يعلم أن واشنطن هي التي بحاجة لروسيا في حملتها على الإرهاب، وكذلك حلف الناتو الذي اعترف قادته الأميركيون بأنهم لا يستطيعون مواجهة الصعوبات في أفغانستان دون مساعدة روسيا، أيضا ليس لروسيا تبادل تجاري يذكر مع الولايات المتحدة، بينما تلهث شركات النفط والغاز الأميركية وراء العمل في السوق الروسية.

وهناك شركات أميركية كبيرة مثل شركة بوينج وغيرها تعتمد على واردات أساسية من روسيا، هذا بخلاف اعتماد الولايات المتحدة بشكل كبير على اليورانيوم الروسي في صناعتها النووية، واعتمادها الكامل على الصواريخ الدافعة الروسية في إطلاق المركبات الفضائية، هذا إلى جانب حاجة واشنطن لروسيا في الضغط على إيران.

الواقع أن روسيا أكثر دول العالم تحررا من الضغوط الأميركية، وربما من أية ضغوط غربية، حيث أصبح الغرب في أمس الحاجة لمصادر الطاقة الروسية ومساهماتها في دعم الأمن والاستقرار الدولي، وربما يوضح لنا قرار إسرائيل بوقف إمداد جورجيا بالسلاح شيئا من قوة الضغط الروسية.

ولكن على ما يبدو أن واشنطن بتهديداتها تلمح لأشياء أخرى خفية على غرار دعمها العسكري والسياسي لجورجيا وسعيها لمضايقة روسيا على حدودها، وهو الأمر الذي بات لدى روسيا رد فعال عليه على غرار التجربة الجورجية.

* كاتبة روسية

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد