;
شكري عبد الغني الزعيتري
شكري عبد الغني الزعيتري

حمل السلاح الناري ليس معياراً للرجولة والشجاعة 3567

2008-08-21 02:52:03


نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني : Shukri_alzoatree @yahoo. com

عند العرب منذ القدم وحتى اليوم يوصف الرجل بالرجولة والنخوة إن حمل وتحلى بصفات مثل الكرم الوفاء، التسامح، الود، الرحمة، العفو عند المقدرة، القدوم والمبادرة لفعل الخير، الصدق في الكلام والتحلي بمكارم الأخلاق الفاضلة، وفي المعاملات يوصف الرجل بالرجولة إن عامل الناس بمعاملة الاحترام وتقدير الذات للآخرين وتقدير مشاعرهم والتأدب في الكلام. وممارسة كل تعامل يصون إنسانية الإنسان ومن يريد اكتشاف نفسه إن كان يحمل صفات الرجولة الحقة ونخوتها وصفاتها فليقسها وفق معايير مكارم الأخلاق الفاضلة و المعاملة الطيبة مع الناس والمتعارف عليها بين الرجال في الماضي والحاضر والمستقبل ويقرها ديننا الإسلامي الحنيف والتي هي في ذات الوقت معايير ارتكز عليها صانعو القوانين الوضعية في بلدان العالم غير الإسلامية عند تشريعهم للقوانين المنظمة للتعاملات الإنسانية بهذا فقط يقاس الرجال ورجولتهم إلا أننا نلاحظ تفشي مفاهيم خاطئة هذه الأيام عن معايير الرجولة والشجاعة ومنتشرة لدى كثير من الناس في يمننا الحبيب، إذ نرى أن هناك من الناس من يعتقدون بان حمل السلاح معياراً للرجولة والشجاعة فيذهبون للبس وحمل ( الآلي ) فوق ظهورهم أو(المسدس) على جنوبهم و منطلقين ليتجولوا في الأسواق ولا يخرج احدهم إلا بالسلاح وعندهم الرجل إن خرج الأسواق بدون سلاحه فهو (امرأة على حد تعبير بعضهم ) ونشهد هذا منتشراً في العديد من المدن اليمنية إذ يتباهون بحمل السلاح ويتفاخرون بأنواعه وترى منهم من يخرج إلى الأسواق حاملا على ظهره سلاحه (الآلي ) أو في جنبه (مسدسه) ويسير متفاخراً وصدره منشرحاً مفروداً للأمام ويرفع رأسه إلى السماء متعالياً واثقاً من نفسه بأنه الأشجع وانه الأرجل وانه الأقوى بين الناس ممن حوله وكأنه يقول محدثا لنفسه : يأرض إحفظي من عليك، وان اقتربت منه وحادثته فانه يتحدث معك بصوت عال وخشن وبكل جلاف لتأكيد واثبات رجولته أمامك (نظرياً) وبالطبع الإثبات لرجولته (عملياً) فقد تم إثباته من خلال حمله للسلاح إذ انه في تلك اللحظات يرى بان الرجال تقاس بما على ظهورها أو جنوبها من سلاح ناري مفهوم خاطئ يسيطر على عقلية الكثير من أولئك الناس بينما لو ينطلق مسافرا داخلا إلى أمانة العاصمة صنعاء أو واصل سفره نحو المدن التي لا يتجول فيها ساكنوها حاملين للسلاح فانه سيسير بينهم جباناً وذليلاً وخائفاً رغم انه يحمل سلاحه وسيري نظرات الاحتقار والتصغير إليه تمتد إذ يراه الناس في تلك اللحظات لحمله السلاح جبان وليس ذي رجولة لأنه يحتمي بسلاح ولا يحتمي بصفات حميدة وفاضلة تجلب احترام الآخرين له ولو أتيحت له الفرصة بان يخرج حاملاً سلاحه الناري إلى خارج حدود الدولة اليمنية أو الى أي دولة أخرى فإنهم سيكسرون ظهره وبسلاحه الناري (الآلي ) المحمول عليه وان كان لديه مسدس على جنبه وحاول إظهاره للتفاخر به بين السائرين في الطرقات بان شمر ثوبه عن جنبه كاشفاً لسلاحه فان الناس سيجتمعون للقبض عليه معتقدين انه مجرم ورجل إجرام و إرهاب وربما لطموه بالنعال ونسأل أولئك الناس : منذ متى كان حمل السلاح معيار لقياس الرجال عند العرب وغيرهم ؟ ومتى كان أي عربي يحمل صفات الرجولة والنخوة والشجاعة يشهر سلاحه على رجل اعزل أمامه لا يوجد لديه سلاح وبسب عراك كلامي ؟ إذ ما رأيته أمامي في احد شوارع أمانة العاصمة بين شخصين تعاركا بالكلام وامتد احدهما و أشهر سلاحه (المسدس) فوق الآخر يتهدده بالقتل حتى تم الإغارة على الآخر الذي كان تحت تهديد السلاح من قبل المارين في الشارع وتم فك العراك بينهما، ولعلم أولئك النوع من الناس بان تاريخ العرب يحدثنا بأن الرجل الشجاع المتصف بكامل الرجولة لا يرى الرجل الأعزل نداً له ليصارعه وينتظر حتى إحضار السلاح لخصمه الأعزل ليصارعه من منطلق أن الشجاع يري الأعزل ضعيفاً لعدم امتلاكه السلاح للمبارزة والرجل العربي الشجاع لا يبارز من هو أضعف منه وإنما يبارز من هو ند له أو أقوى منه لإظهار شجاعته وقوته ورجولته

وأخيراً نقول : فليستح كل من يتباهى ويتفاخر بالسلاح وليتركه في بيته إن خرج إلى الأسواق لقضاء حاجاته اليومية أو خالط الناس وليعلم بان من يذهب إليهم أو يخالطهم من الناس وحاملا سلاحه أمامهم إنما هم يضحكون عليه ويسخرون منه ويستهزئون به وبعقليته الضيقة وجبنه ولكن بصمت وسكوت إذ أن الجبان فقط من لا يتحرك إلا بحماية سلاحه، كما انه لا يستدعي عصرنا الحالي ومدنيتنا وفي ظل وجود أمن الدولة والنظام والقانون لحمل أي إنسان لسلاحه الناري وأيضاً يقول المثل (من سالم الناس سلم )

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد