;
طه العامري
طه العامري

حگاية رحلة سفر .. «3» 1372

2008-08-23 02:37:22


ameritaha @ gmail.com

الطريق الممتد من العاصمة حتى محافظة تعز ويربط المحافظتين بكل من محافظتي ذمار وإب بصورة مباشرة، كما يربط العديد من المحافظات والمديريات بصورة غير مباشرة غالباً، هذا الطريق يمكن أن يكون عنواناً للرحلات الممتعة والتأمل في المناظر الجميلة التي تمنح المتذوق للرحلات متعة إضافية للفوائد السبع المعروف عنها في السفر والرحلات، فقط لو عرفنا كيف نستفيد من هذا الطريق ونوظفه بصورة مثالية، ونجعل منه طريق السعادة والأمل والحب لكل العوامل التي حبا بها الله هذا الامتداد المتعرج والمتنوع التضاريس والمناخ والمشاهد والموروث الثقافي والحضاري والتاريخي.

لكن هذا التوظيف للطريق يحتاج في البداية لتوافر "ثقافة مرورية" من شأنها أن تجعلنا نستخدم هذه الطريق بطرق حضارية ومثالية ونموذجية، وأن يجعل البعض من هذا الطريق، طريقاً للموت والحزن والهم والغم والنكد، فإن هذا لا يعود للطريق ولكن يعود لمن يستخدم الطريق بسلبية وبمغامرة تعتمد على - الحظ - وليس على الوعي بالكيفية التي علينا التعامل بها مع الطريق.

خلال رحلتي اكتشفت أن سائقي سيارات الأجرة "بيجو" وسائقي "الباصات المتوسطة العاملة على هذا الخط، لا يقيمون وزناً لحياة من يستخدمون هذه الوسائل من وسائل النقل، فيما قانون "الحظ" هو الوحيد الذي يعتمد عليه سائقو هذه الوسائل التي ترعب الطريق ومن يستخدمه من سائقي الوسائل الأخرى، لدرجة أن سائقي الشاحنات الكبيرة يخشون أكثر ما يخشون من سائقي سيارات "البيجو" والباصات - الحافلات - المتوسطة الذين لا يكترثون بحياة الناس الذين يقلونهم وغالباً إلى مثواهم الأخير على خلفية السرعة الزائدة والتجاوزات الخطيرة والمغامرات، حتى أن المراقب لمسار هؤلاء وطريقة تصرفهم في الخط ينتابه القلق من هكذا تصرف يفتقد لأبسط قيم الوعي والإدراك لعواقب تجاهل قواعد السير والسلامة المرورية وفقدانهم لثقافة التعامل مع الطرق التي بدورها تحتاج للقيام بدورها إلى من يجد فن استخدامها، فالطريق منتج حضاري واستهلاكي وكل منتج يحتاج لثقافة تعزز من دوره ورسالته ونجاحه، والذين جعلوا من طريق صنعاء - تعز عنواناً للموت والنكبات والكوارث ومصدراً للحزن والهم والغم، هؤلاء يفتقدون لثقافة التعامل مع الطريق، الجهات المسؤولة في الدولة مطالبة بوضع المزيد من الضوابط على ممارسة هؤلاء للمهنة التي قيل عنها بأنها "فن وذوق وأخلاق" لكن هذه القيم لا تتوافر لدى سائقي سيارات "البيجو والباصات المتوسطة" الذين يفتقدون أبسط مفاهيم الفن والذوق والأخلاق، ويخوضون على امتداد الطريق رحلة مغامرة لا يحصد ضحاياها غير الخوف والرعب والهلع والتوجس خيفة من كارثة قادمة على هذا المنعطف أو ذاك، وهكذا يقضي الضحية رحلته يتلوا ما تيسر من كتاب الله ويستعد لملاقاة ربه بسبب عبث ومغامرات واستهتار هؤلاء الذين يخوضون "مارثون" غير أخلاقي وغير قانوني بدافع من جشع وعبث واستهتار بحياة الناس، وهذا ما شاهدت على امتداد هذه الطريق ذهاباً وإياباً!

لقد شاهدت على امتداد خط السير من صنعاء إلى تعز والعودة ممارسات سلبية ومغامرات ومواقف عبثية تدل مجتمعة على أن هؤلاء النفر الذين يقومون بهذه التصرفات ضربوا بكل القيم الدينية والحضارية والقانونية والأخلاقية والمرورية عرض الحائط وفضلوا التعامل مع الطريق وفق ثقافتهم الاستهتارية التي تستبيح كل حقوق الحياة والمواطنة والسلم المروري والتشريعات القانونية، وتمتهن ثقافة المرور وقواعد السلامة المرورية، وتجعل حياة الناس رهينة بيد مغامر طائش لا يحسب سوء عواقب تصرفه إلا بعد أن تحدث الكارثة، فإن سلم هو منها لحكمة ربانية يصبح المعنى لاحقاً عاهة اجتماعية بعد أن كان بإمكانه أن يكون غير ذلك لو أنه فكر بعواقب الطيش والجنون الذي ينتابه ويجعله يحول طريق السعادة والتمتع بظواهر الحياة وجمال الجغرافية والطبيعية إلى وسيلة للموت السريع والحزن المصنوع بطيش الاستهتار..!!

قضية نضعها أمام ذوي الشأن والمختصين في الأجهزة الإدارية والمرافق السيادية، مع أملنا بأن تغطى الطريق من باب الاستعداد بطواقم إسعاف ودوريات متنقلة على محطات يمكن تحديدها بحسب مناطق الخطر المحتملة، مع مراقبة السائقين الذين يتجاوزن قوانين الحياة والدين وتعاليم المرور، وإنزال العقوبات المناسبة بكل من يثبت تجاوزه واستهتاره بكل القيم التي تعلمنا قيمة الحياة ودورنا فيها ورسالتنا على تضاريسها..!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد