;
أحمد صالح عطروس
أحمد صالح عطروس

محاولة النيل من الرئيس السوداني ضمن السيناريو الأميركي الاستعماري 1452

2008-08-24 02:17:24


لم يعد الأمر بجديد على أميركا وحلفائها، الإعلان عن أي قرارات أو خطوات يقصد منها المزيد من فرض هيمنتها ونفوذها على العالم العربي والإسلامي، بل ربما صار ذلك بالنسبة لنا كعرب أمراً مألوفاً لا يتخلله أي علامات استفهام أو غرابة، وما تم مؤخراً إعلانه ضد زعيم عربي مسلم مثل الرئيس السوداني/ عمر البشير عن قرار إحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية يعتبر ضمن الخطط المرسومة سلفاً في أجندة أميركا وحلفائها الهادفة إلى تعزيز تواجدها المباشر في أكبر مساحة في الأرض العربية بغية تحقيق أهدافها الاستعمارية، إذ يتم تنفيذ السيناريو المعد سلفاً بكل دقة بعد مشاورات ودراسة دقيقة بصورة متسلسلة، إذ لم تكتف ست الكل أميركا بما قامت وتقوم به من أعمال وحشية وقمع وترشيد واغتصابات في العديد من بلدان العالم بما فيها العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها، ولم تقتنع قط بسيطرتها غير المباشرة على عدد من دول العالم وخلق المشاكل والحروب الداخلية في هذه البلدان بغية تمرير خططها الإجرامية، بل إن تعطشها لمزيد من السيطرة وإزهاق الأرواح يجعلها مستمرة في مواصلة تنفيذ مخططها اللعين بكل صلابة، فما تعاني منه اليوم العديد من دول العالم من مشاكل وحروب مثل لبنان والسودان وإيران وغيرها لم يكن بمحض الصدفة وإنما بدعم وتحريض أميركي، وهناك تهديدات واضحة تلوَّح بها أميركا بشن حرب مباشر ضد دول تحاول عصيانها أو التخاذل في تنفيذ أي قرارات، أو تتجرأ بالتطاول عليها والخروج عن المألوف في ابتكاراتها، فلا بد أن نظل دولَ عالمٍ ثالث كما نحن خاضعين للسيطرة، ونظل سوقاً لاقتناء حاجياتنا التي يصنعها لنا الغرب دونما هوادة، ولا بد أن يضلوا يمتصون خيرات بلداننا العربية وفق أهوائهم، إنما يعاني منه الشعب الأفغاني والعراقي من أعمال وحشية واغتصابات ونهب وقتل يؤكد دون أدنى شك عكس الشعارات البراقة التي ترفعها أميركا التي تتبجح أنها الراعي الأول لحقوق الإنسان والداعم الأساسي للحرية والديمقراطية، من يعمل على تسخير امكانيات الحكومات من أجل المساواة وتحسين مستوى الإنسان وتقدمه، إن "ماما أميركا" صاحبة المبادئ المتقدمة تقوم بارتكاب جرائم وخروقات لن يغفرها التاريخ، وستظل وصمة عار على مر العصور، فمنذ أربعة أعوام تقريباً والعراق والشعب العراقي يعاني أسوأ الظروف ويتم امتصاص خيراته وارتكاب جرائم القتل والاغتصابات الوحشية وإذلاله، كذلك ما يحدث في أفغانستان في الوقت الذي لم تستطع فيه الدول العربية والإسلامية تحريك ساكناٍ، ولا تملك سوى الشجب والتنديد وو.. والزعماء العرب يتسابقون على نيل رضى أميركا وحلفائها حتى يحافظوا على كراسيهم ليس إلا، فقد تم احتلال العراق وفق ذرائع عارية عن الصحة منها، وجود إمكانيات نووية خطيرة بحوزة الحكومة العراقية، وكذا ديكتاتورية صدام حسين، بينما أن الهدف الرئيسي هو استعمار العراق، فها هو زعيم عربي تعرض لمحاكمات صورية وتم إعدامه يوم عيد الأضحى ليكون عبرة لكل زعيم عربي يتحدى أميركا ويخرج عن الخط المرسوم له، ومع ذلك فإن الأمر لم ينته والسيناريو لم يخلص بعد، بل إن الأخيرة تحوي الكثير من النقاط وتشمل جآت متسلسلة.

ها هو الدور قد جاء على السودان والشعب السوداني بذريعة إحالة الرئيس البشير للمحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي لا بد من إجراءات وإيفاد قوات مشتركة أخرى لأميركا وإجبار البشير على الانصياع للقرار ما لم فسيتم تنفيذ الخطة "W" المتضمنة شن الحرب ضد السودان وزعيمها بحجة ما قام به الجيش السوداني من مواجهة مسلحة وضد المتمردين في دارفور، فهل كان على الحكومة السودانية وجيشها أن تتجنب الصراع وتترك المتمردين يحققون ما يريدون دونما مواجهة أم ماذا؟ نقول لأميركا وحلفائها: يكفيكم هراءً وأطماعاً، يكفيكم كذباً وافتراءً، يكفيكم دغدغة للمشاعر وذر الرماد على العيون، حاولوا تغيير سياستكم الإجرامية الدموية، فمهما أطلتم بجبروتكم وغروركم فلا بد أن يأتي وقت تُهزَمون فيه وتتقهقرون إن شاء الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد