;
شكري عبد الغني الزعيتري
شكري عبد الغني الزعيتري

الجمعيات الخيرية والهجمة الأميرگية ضدها 2039

2008-08-27 02:37:16


 Shukri_alzoatree @yahoo.com 

من رحمة الله سبحانه وتعالى بالإنسان المسلم أن شرع له ما جعل به حياته أكثر استقرارا وطمأنينة سواء في الجوانب الروحية أو الجوانب المادية وفي دنياهم إذ مما شرع الله سبحانه وتعالى (الزكاة والصدقات) سواء بشكلها المالي أو العيني ووضح سبحانه وتعالى بان تجبى من الأغنياء لتصرف على المستحقين من المحتاجين وجعل منها ما هو فرض وركن من أركان الإسلام (كالزكاة) ومنها ما هو اختياري للإنسان (كالصدقة) كما وضح للإنسان المسلم الفئات المستحقة بقوله تعالى في محكم كتابه القران الكريم : ((إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )) (سورة التوبة آية 60 ) ومن رحمة الله بالإنسان أن ترك للإنسان المسلم تقرير الزمن والمكان والمقدار لأداء الصدقات من غير الفريضة . وفي زمننا الحالي نري في المجتمعات الإسلامية ظهرت وتأسست ما سمي بالجمعيات الخيرية وتسهم في جمع الصدقات والمساعدات الخيرية وتحصيلها من الأغنياء والمقتدرين والراغبين في تقديمها وسوى كانوا مقدمي العون والمساعدة من الأفراد أو الحكومات وأيضا تنظيم وتبذل الجهود المنظمة لصرفها ولإيصالها لكل المحتاجين والمستحقين . ونلاحظ أن الكثير من هذه الجمعيات الخيرية أسهمت في كثير من البلدان العربية والإسلامية في وصول الصدقات إلى المحتاجين من الناس والمستحقين لها من خلال قيامها بجمع البيانات والمعلومات وحصر عدد المحتاجين والمستحقين ونوعهم ومدى حاجتهم وأسباب احتياجهم . والتي تمثل قاعدة معلومات وبيانات تنطلق منها لإيصال الصدقات إلى مستحقيها الفعليين من ذوي الحاجة إذ لا يجد الأغنياء وقتا أو تفرغا لجمعهم المعلومات والبيانات حول المستحقين من الناس وكلا في بلده أو حتى خارج نطاق بلده بالدول الإسلامية والعربية الاخري التي يعيش كثير من شعوبها حالة الفقر والحاجة وأيضا مواجهتهم لصعوبة تأكدهم وتدقيقهم من الظروف المحيطة بالمستحقين لذوى الحاجة لانشغالهم في أعمالهم وعليه ظهرت الجمعيات الخيرية لتتحمل هذا الجهد والعبئ ولتسهم بدور إنساني وخيري واجتماعي تطوعي وأفرزت المجتمعات العربية والإسلامية وظروفها ظهور وانتشار الكثير من الجمعيات الخيرية في البلدان العربية و الإسلامية ومن ثم أسهمت هذه الجمعيات الخيرية في تحسين أوضاع معيشية لدى أبناء المجتمعات الفقيرة والمحتاجه واتبعت هذه الجمعيات الخيرية العديد من طرق العمل وأنواع متعددة من الأنشطة الخيرية التي تؤدى إلى رفع المستوى المعيشي لذوى الحاجة إذ ظهر لدى كثير من هذه الجمعيات الخيرية بأنها لم تكتف فقط بإعطاء وإيصال المساعدات المالية والعينية من الغذاء للمحتاجين بل ذهبت نحو تأهيل وتدريب الكثير من الفقراء والمحتاجين وتحفيزهم ليمتلكوا مهن وحرف يرتزقوا منها وليعولون أنفسهم بالاعتماد على النفس والعمل فكفلت الأيتام بالرعاية والتربية والتأهيل وإعالة الأرامل وإعانة المعاقين ودعمت الفقراء ومن خلال اتجاهين الأول معيشي بالعون المادي لتوفير متطلبات الغذاء للعيش وثانيها إيصالهم إلى أن يكونوا أشخاص فاعلين ومنتجين وصالحين في مجتمعاتهم ويستطيعون أعالة أنفسهم بتأهيلهم بحرف ومهن إنتاجية بل تطور نشاط بعض هذه الجمعيات الخيرية بان بحثت عن مصادر إيرادات تعزز بها دخلها بحيث يكون دخل ثابت ومستقر ومتدفق لا ينقطع من خلال تبني مشاريع استثمارية تدر لها أرباحاً وكلا في بلدانها العربية والإسلامية فعملت جنبا إلى جنب ومعينا لدور حكوماتها في اتجاه التنمية البشرية والاقتصادية وحققت نجاحات كبيرة في إيجاد التعاضد والتكافل الاجتماعي كلا في بلدانها وبما أدى إلى حصر وتضيق مساحة الفقر والمجاعة قدر الإمكان وتقليص تفشي الإمراض الاجتماعية والجريمة بداخل المجتمعات العربية والإسلامية رغم تفشي الجهل والفقر والمرض (الثالوث ) في كثير من البلدان العربية والإسلامية الثالوث الهادم لأي مجتمع والمعيق لحركة التنمية والذي عاشته وتعيشه كثير من المجتمعات العربية والإسلامية ويؤدي إلى تفشي حالات عدم الاستقرار والفوضى ونشوب الصرعات بين أفراد المجتمعات العربية والإسلامية بداخل الدولة الواحدة والذي جعل دول هذه المجتمعات رهن التبعية والخضوع لتدخلات وابتزاز واستغلال الدول المتقدمة التي بدورها عملت على تعزيز حالات عدم الاستقرار في العديد من البلدان العربية والإسلامية ومازالت تعمل هذه الدول المتقدمة على استمرار حالات عدم الاستقرار وتفشي الأمراض الاجتماعية والفوضى والتخريب لمجتمعات الدول العربية والإسلامية لتتمكن من استمرار الاستعمار الاقتصادي وتبعية الدول العربية والإسلامية واليوم ترى هذه الدول المستعمرة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية الصناعية بأنه لابد من استمرار حالات عدم الاستقرار وعدم أحداث التنمية الحقيقة لدى المجتمعات العربية والإسلامية ورأي الخبراء الاستراتيجيين لديهم بان الشوكة في خاصرتهم لضمان استمرار (الثالوث : الجهل والفقر والمرض) وبالتالي ضمان استمرار حالات عدم الاستقرار والفوضى والتخريب وجود وتزايد نشاط الجمعيات الخيرية في البلدان العربية والإسلامية لما تسهم به من إيجاد تعاضد وتكافل اجتماعي خيري وباتجاه بناء الإنسان العربي والمسلم وتوعيته وإيصاله ليكون فردا منتج وصالح لمجتمعة وبان لا يكون شخص مخرب وفوضوي وذي حاجة دائمة تدفعه للتخريب وممارسة الأعمال الإجرامية في مجتمعة الذي من شأنه يعزز استمرار حالات عدم الاستقرار وعدم تحقيق التنمية في بلده وعليه كانت أحداث 11 سبتمبر المطية لمحاربة الجمعيات الخيرية تحت مبررات أنها مؤسسات تدعم الإرهاب و الأنشطة الإرهابية فسعت نحو تضييق الخناق عليها وقطع تدفق الأموال الخيرية ووصول المساعدات الإنسانية إليها بتجميد ارصدة مالية للكثير من هذه الجمعيات الخيرية العاملة بدول العالم وبتوجيه الاتهام السافر لكل رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الأغنياء ممن يقدمون العون المالي للجمعيات الخيرية في البلدان العربية والإسلامية بأنه إرهابي ويدعم أنشطة ومؤسسات إرهابية وتسعي لمضايقتهم في كافة دول العالم تارة بتجميد أرصدة أموالهم في البنوك وتارة بمحاربة أعمالهم التجارية وتارة أخري بحرب نفسية من خلال تشديد الرقابة لتحولات الأموال من بلدان إلى أخري وغيرها من إجراءات تضيق الخناق أمام وصول الصدقات والمساعدات للجمعيات الخيرية في البلدان العربية والإسلامية وتحت مبررات تجفيف منابع الإرهاب ونحن في الجمهورية اليمنية كغيرنا من البلدان العربية والإسلامية انتشرت وتأسست الكثير من الجمعيات الخيرية وأكثر ما نلمس نشاطاتها الخيرية في شهر رمضان المبارك وسنويا إذ نري تقديمها العون للفقراء والمحتاجين ابتداء بإفطار الصائم وكسوة الفقراء والمساكين وتقديم لهم المواد الغذائية العينية ناهيكم عن استمرارها طيلة العام في رعاية وكفالة الأيتام ومساعدة الفقراء وأيضا تأهيلهم وتدريبهم لإكسابهم المهن والحرف للارتزاق منها وتحسين مستوى معيشتهم وكثير من الأعمال الخيرية التي تقدمها هذه الجمعيات الخيرية هذا من نواحي اقتصادية ناهيكم العناية بالنواحي الدينية والأخلاقية والثقافية لمن تدعمهم من المحتاجين وهذه الجهود كلها خيرية تسهم في بناء المجتمع اليمني بجانب إسهامات الدولة وندعوا الله مد العون والمساعد والتوفيق لكل الجمعيات الخيرية التي تسير في هذا المنوال كما ندعوا كل أهل الخير من المقتدرين وكلا بما استطاعة من دعم سوى المادي من الأغنياء أو المعنوي من الشخصيات الاجتماعية والسياسيين والدبلوماسيين والعلماء لمحاربة التهم التي تخلق وتفتري علي الجمعيات الخيرية و لإزالة اللغط الذي يطوق الجمعيات الخيرية المتواجدة في الساحة اليمنية من وقت لآخر وبان لا نجاري مأرب الأعداء ودسائسهم وتمرير أهدافهم بالإسهام في القضاء على هذه المؤسسات الخيرية ونشاطاتها الاجتماعية كما ندعوا كل من يقف معارضا لتواجد الجمعيات الخيرية ويحارب نشاطاتها الخيرية والاجتماعية سوى بدافع من ذاته ولمأرب في نفسه أو بدافع وتأثير أطراف خارجية معادية لوجود وفاعلية هذه المؤسسات الخيرية بالتعقل والتروي فيما ينجر إليه والتصرف بعين الحكمة والخير والإنسانية والمصلحة الدينية لنفسه أولا وأمام ربه يوم الحساب (يوم لا ينفع مال ولا بنون ) ولمصلحة وطنه وشعبه ثانيا وندعوه بان لا يسير في اتجاه تخريب الوطن ومنجزاته الإنسانية والخيرية وبان لا يكون عونا للأعداء . كما نغتنم الفرصة بتهنئة الهيئة الإدارية لجمعية العدل الاجتماعي الخيرية التي قدمت بإسهاماتها الخيرية وعلى مستوى واسع النطاق في العديد من المدن اليمنية ولكثير من الفقراء والمحتاجين ودوما تعمل من منطلقات إنسانية ووطنية وتحت رئاسة ورعاية الشيخ الفاضل / احمد صالح دويد ونجليه علي احمد وعصام احمد صالح دويد ودعمهم المستمر لها ولنشاطاتها الخيرية والاجتماعية كما نهنئ كافة أبناء ومواطني الدائرة العاشرة بأمانة العاصمة على تأسيس فرع جمعية العدل الاجتماعي الخيرية بالدائرة العاشرة وبتعاون ودعم المجلس المحلي لمديرية الوحدة بأمانة العاصمة وفي مقدمتهم رئيس المجلس المحلي الدكتور / خالد محمد الكحلاني وأعضاء المجلس المحلي كما نبارك جهود الجمعيات الخيرية الاخري والتي لها بصمات كبيرة في اتجاه البناء والتنمية البشرية والإنتاجية كجمعية الصالح الخيرية وجمعية الإصلاح الخيرية وغيرها من الجمعيات الخيرية المتواجدة وتعمل في الساحة اليمنية داعين لهم المزيد من التوفيق والنجاح في نشاطاتهم الخيرية والإنسانية والاجتماعية و على مستوى الساحة اليمنية عامة ولكل الجمعيات الخيرية المتواجدة في الساحة اليمنية وتسير في منوال الخير والعطاء للشعب والوطن . كما ونشد علي أيدي أهل الخير من رجال الأعمال الداعمين ماليا للجمعيات الخيرية في الساحة اليمنية مذكرين بان شهر رمضان المبارك على مشارف الدخول ونزف إليكم التهاني والمباركة وكل عام وانتم بخير ومتمنين لكم مزيداً من النجاح والنمو ونقول لكم الفود الفود باستغلال خير وحسنات هذا الشهر الكريم والتي يكتبها الله سبحانه وتعالى مضاعفة عن باقي أيام السنة .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد