الحياة صعبة قاسية، جافة مليئة بالظروف المتراكمة تحيط بك أحياناً بلا رفق وتتحدى شعورك الإنساني، لتصيبك في مقتل.
وهي تمضي بسرعة لتكتشف أن معاناتك مجرد نقطة في بحر الحياة الزاخر الذي انطلق منذ زمن بعيد قبل ولادتك وسيمضي طويلاً بعد وفاتك.
هذه ليست خاطرة أدبية ولا مقاله رومانسية، أنه حديث إنساني ينم عن جوهر القضية، عن المناخ الذي يجمعنا نحن البشر جميعاً، لأن فهمنا للمناخ قد يجعلنا نرى الأمور بشكل مختلف ونتعامل معها بشكل أعمق وأجمل.
هذه أيضاً ليست عبارات تشاؤمية، فأنا أكره التشاؤم، ولكنها حقيقة الحياة منذ أن بدأت، وضحكاتنا لا ننفي أبداً أن الحياة تواجهنا بكل الصعاب سر قوة الحياة كامن في ضعف الإنسان الذي يهرب من الموت الذي ينتظره في أخر مسيرته.
إن أدراكنا لكون الحياة قاسية على الجميع، وأن الإنسان ضعيف جداً أمام مختلف أنواع الظروف، يجعلنا نقلل كثيراً من الغضب ضد الآخرين ونتحلى بالرحمة والتسامح نحن نحتاج للتسامح والروح الإنسانية أن تسري بيننا ونحن نناقش مختلف القضايا فبدون الروح الإنسانية تصبح أحاديثنا جافه ونهاجم غيرنا ولا ننتبه لكثير من الأمور.
تخيل نفسك مكان طفل متسول على قارعة الطريق..
طفل صغير كان يمكن أن ينعم بكل وسائل الراحة التي تمتع نحن بها ولكن هو جاء من يستغله وصار يعمل لساعات طويلة يعطيه قليلون، وينهره كثيرون..
تخيل حياة هذا الطفل، وتخيل كيف كنا سنناقش قضية التسول ونحن نتذكر معاناة هذا الطفل.
دعونا نعلن أننا بشر، من بني آدم، وكلنا أخوة في الآدمية، وكلنا ضحايا الحياة الجبارة كلنا ضعفاء وكلنا يستحق أن يرحم بعضنا البعض.
وإذا قرأنا القرآن لوجدنا فية الآيات كلها نداءات للرحمة وكلها تبدأ بسم الله الرحمن الرحيم.<
