;
شكري عبد الغني الزعيتري
شكري عبد الغني الزعيتري

مفهوم وأداء الصيام عند أتباع الأديان السماوية ..الحلقة الأولى 2697

2008-09-02 04:38:54


نستقبل أراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني Shukri_alzoatree @yahoo.com

ونحن نستقبل شهر رمضان وفي إحدى الجلسات الأسرية اليومية في المساء مع أطفالي ووالدتهم بالأسبوع الماضي كنا نتحدث أنا ووالدتهم عن شهر رمضان والصوم وفجأة قاطعنا ابني الصغير وعمره ست سنوات قائلا وأنا أشتى أصوم . فقلت له أنت بطل وشاطر : حاضر صوم . فقال لي كل الناس يصوموا "وما يأكلوش" إلا عند أذان المغرب ؟ وقلت له بس المسلمين . فقال والكفار واليهود فقلت له ما يصوموش في شهر رمضان . وبعد أن خلوت مع نفسي استرجعت حديثي ما ابني وأسئلته وقلت إذا كنا في بلد أجنبي خلال شهر من شهور رمضان ولاحظ ابني أن من حوله يأكلون ويشربون في النهار ونحن صائمون وليس لديه أي معرفة بأنه يوجد أديان متعددة وكل دين له شعائره وعباداته قد تسيطر علية حالة الاستغراب بين تناقض ما يراه في تلك اللحظة ولما يجري مع أفراد أسرته من صيامهم وما يجري في البيئة الخارجية المحيطة به من البشر من غير المسلمين من عدم صيامهم .. وأتوقع أن يكون هذا حادث لدى كثير من أخوننا المسلمين المغتربين في الدول الأجنبية التي يعتنق أبناؤها ديانات غير الإسلام ومن هنا رأيت من الضرورة أن يكون لدى الكثير من الناس المعرفة حول مفهوم وأداء الصيام في الأديان السماوية الثلاثة ... ولكي نستطيع نحن وجميع أولياء الأمور الرد والإجابة على أسئلة أولادنا حول الصيام والصائمين وفي حالة تكررت نفس أسئلة الحوار التي أثارها طفلي الصغير ولهذا سأحاول عزيزي القارئ وعلى مدى أربع حلقات متتالية باختصار ولمحة سريعة تعريف القاري بمفهوم وأداء الصيام في الأديان السماوية الثلاثة وستكون هذه الحلقة الأولي عن مفهوم الصيام في الأديان السماوية الثلاثة وفي الحلقة الثانية مفهوم وأداء الصيام في الدين الإسلامي وفي الحلقة الثالثة مفهوم وأداء الصيام في الدين اليهودي وفي الحلقة الرابعة والأخيرة مفهوم وأداء الصيام في الدين المسيحي .. وإبدأ بالقول انه اتفقت الأديان السماوية الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام ) على مبدأ واحد ألا وهو تكليف أتباعها بتأدية سلسلة من العبادات والطقوس لله سبحانه وتعالى المعبود غير أن صور هذه الفرائض التي يكلف بها المؤمن تختلف من دين لآخر وإن كانت تتفق في الهدف لأن الهدف من وراء إلزام الإنسان بفريضة دينية ما ليس هو شكلها الظاهري وإنما ما توحي به تلك الفريضة لنفس الملتزم وما تغرسه من فضائل في سلوكه مع ربه وإزاء نفسه ومع من يعيشون معه في المجتمع سواء كانوا أقرباء في الدم أو في الجوار أو إخواناً في العقيدة أو شركاء معه في الحياة داخل تجمع بشري معين ولكن الإسلام اختلف عن الأديان كلها في نظرته للحياة وفي تكليفه المسلم بتأدية عدد من العبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج فهذه كلها وإن اتفقت في الاسم مع الأديان السماوية الأخرى إلا أنها تختلف اختلافاً كلياًّ عنها في هيئتها أو شكلها فالصلاة في الإسلام غير الصلاة في الأديان الأخرى والتي يؤديها بالوقت الحاضر أتباع الديانتين (اليهودية والمسيحية( وكذلك الحال في باقي الفرائض من صيام وزكاة وحج إلى الأماكن المقدسة فإذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الصيام بأنه فُرِض على المسلمين كما فُرِض على الذين من قبلهم في قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) (سورة البقرة:183). فليس إلا من حيث فرضيته فقط لا من حيث هيئته وشكله فالصيام مفروض في (اليهودية والمسيحية( غير أن زمنه وكيفيته يختلفان من دين لآخر فهو وإن كان يدور في كل دين حول الامتناع عن الأكل الممارسة الجنسية إلا أن تحديد وقته وتعيين من يقوم به متفاوتان من دين لآخر . ففي الديانة اليهودية يكون الصيام للتكفير عن السيئات وهو ما يعرف بيوم الغفران أو للحزن وهو يوم ذكرى هدم المعبد المقدس.وفي الديانة النصرانية (المسيحية ) اعتمدت الكنيسة المسيحية في فرض الصوم على ما جاء في إنجيل متّى في الإصحاح التاسع حيث قال عيسى عليه السلام لمن سألوه عن سبب عدم صيام تلاميذه: ((ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون.(( متّى : 9/15) فصاموا بناءً على هذا النص أربعين ساعة وهو الزمن الذي مكثه عيسى في القبر حسب اعتقادهم . ثم تغير وقت الصوم فيما بعد إلى أربعين يوماً قبل عيد الفصح واعتمدوا في هذا على ما جاء في الإصحاح الرابع من إنجيل متى من أن عيسى عليه السلام صام أربعين نهاراً وأربعين ليلا . وفي الكنيسة الغربية القديمة، كانوا يسمون يوم الجمعة والسبت من كل أسبوع ( بيومي التكفير) وفرضوا صيامهما . وفي الكنيسة الشرقية القديمة كانوا يصومون يوم الأربعاء السابق على عيد الفصح لأنه يوم القبض على عيسى عليه السلام ويوم الجمعة التالي له لأنه يوم تنفيذ الحكم عليه حسب معتقدهم.أما طريقة الصيام فاختلفت أيضاً فهم يصومون في بعض الأيام حتى منتصف النهار وبعضها يصومون فيها عن تناول اللحم فقط وصيامهم المسمى بالصيام الكبير يستمر أربعين يوماً قبل عيد الفصح وصيامهم فيها هو : الامتناع عن أكل الأطعمة المأخوذة من الحيوان كاللحم واللبن والسمن البلدي وماعدا ذلك فيأكلونه كما أن الكنيسة الكاثوليكية تفرض الصيام من سن( 21 ) حتى سن الستين هذه صورة إجمالية لوضع الصيام في بعض الأديان وفي الكنيسة المسيحية وهي تختلف كلية عن الصيام في الإسلام فقد فرض الله سبحانه وتعالى علينا نحن المسلمين الصيام في شهر رمضان أي الامتناع عن الأكل والشرب من الفجر إلى غروب الشمس لقوله تعالى: ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل (( (سورة البقرة ) ولم يُحَدَّد الصيام بسن معينة كما هو الحال في الكنيسة الكاثوليكية بل هو مفروض من سن التكليف وهو خمس عشرة سنة حتى آخر العمر فالشيخ مفروض عليه الصيام ولو بلغ أرذل العمر مادام قادراً عليه ولا يسقط عنه الصوم إلا عند العجز فيفطر ويطعم مسكيناً عن كل يوم يفطره. ومن هذا يتبين أن صورة الصيام في الإسلام فريدة لا يوجد مثلها في أي دين آخر فهي تتفق مع طبيعة الإنسان وأسلوب حياته فلا تحرمه من ملذات الحياة إلا بضع ساعات في اليوم لتدريبه على الصبر وتحمل المشاق فيزداد صلابة في مواجهة مصائب الدهر ومتاعب الحياة وتلك هي أهم أهداف فرض الصيام على المؤمنين.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد