;
شكري عبد الغني الزعيتري
شكري عبد الغني الزعيتري

مفهوم وأداء الصيام عند أتباع الأديان السماوية.. الحلقة الثانية 2265

2008-09-03 14:49:57


نستقبل أراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني Shukri_alzoatree @yahoo. com

تقرير. . الصوم عبادة مفروضة في الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام واليهودية والمسيحية) ولكل منها طقوسها في الصوم سواء في الطريقة أو الأيام أو الشهور من السنة والتي يصوم فيها أتباع كل دين وما يمتنعون في الصيام عنه. فعندنا نحن المسلمون فان صيام شهر رمضان الذي فرضه علينا الله سبحانه وتعالى في السنة الثانية من الهجرة هو فرض لقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) (سورة البقرة:183). وقولة تعالى : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ. . . )) (سورة البقرة 185) فالصوم ركن رئيسي من أركان الإسلام الخمسة. وحكمة الصوم عند المسلمون تتجلى في كف النفس عن الأكل والشرب والجماع طوال فترة النهار لمعرفة عظم هذه النعم وشكر الله عليها تحقيقا لقوله تعالى : ((وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) (سورة البقرة 185)) كما أن الصوم وسيلة إلى التقوى لقوله تعالى : (( لعلكم تتقون )) وأيضا هو قهر للطبع وكسر للشهوة وموجب للرحمة والعطف على المساكين والفقراء. والصوم يحتل مكانة هامة ويعتبر في الدين الإسلامي منسكا ومن الأمور التي تساهم في تطهير الروح. فالصوم في الإسلام كما عرفه النبي الأكرم صلي الله عليه وسلم : (( لكل شيء باب وباب العبادة الصوم (( وأما كيفيته فقد تحدث القران الكريم بقول الله تعالى : (( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر (((سورة البقرة ) والشريعة الإسلامية السمحاء لم ترض بالصوم عن الطعام والشراب فحسب بل ذهبت إلى ابعد من ذلك حيث نادت بصوم الجوارح كالعين واللسان والسمع. . . . والصيام قسمان : فرض و تطوع و الفرض ينقسم إلى ثلاثة أقسام : (1) - صوم رمضان، (2) - صوم الكفارات، (3) - صوم النذر. و ما يبطل الصيام قسمان: (1) ما يبطله، ويوجب القضاء. (2) وما يبطله ويوجب القضاء والكفارة. وما يبطله و يوجب القضاء : الأكل والشرب عمداً فإما أكل أو شرب ناسياً، أو مخطئاً، أو مكرها، فلا قضاء عليه ولا كفارة، فعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه)) (رواه الجماعة، وقال الترمزى : والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وبه يقول سفيان الثورى والشافعي واحمد واسحاق، وروى الدارقطني والبيهقي والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، ، وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من افطر في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة ))، قال الحافظ ابن حجر : إسناده صحيح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( أن الله وضع عن امتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه )) (رواه ماجه والطبراني والحاكم). و القىء عمداً فإن غلبة القىء فلا قضاء عليه أو كفارة، فعن أبى هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من ذرعه القىء فليس عليه قضاء، ومن إستقاء عمداً فليقض )) (رواه احمد وأبو داود والترمزى وابن ماجه وابن حبان والدارقطنى والحاكم وصححه). والحيض والنفاس و الاستمناء سواء كان سببه تقبيل الرجل لزوجته أو ضمها إليه، أو كان باليد فهذا يبطل الصوم، ويوجب القضاء، فإن كان سببه مجرد النظر، نهاراً فى الصيام، لا يبطل الصوم، ولا يجب فيه شىء، وكذلك المذى، لا يؤثر في الصوم، قل أو كثر. و تناول ما لا يتغذى به، من المنفذ المعتاد، الى الجوف كالحقن والمغذيات الطبية وغيرها، فهذا يفطر في قوله عامه أهل العلم و من نوى الفطر وهو صائم بطل صومه، وان لم يتناول مفطرا فإن النية ركن من أركان الصيام، فإن نقضها قاصداً الفطر ومتعمداً له أنتقض صيامه لا محالة. و إذا أكل، أو شرب، أو جامع ظاناً غروب الشمس وعدم طلوع الفجر فظهر خلاف ذلك، فعليه القضاء، عند جمهور العلماء، ومنهم الأئمة الأربعة وذهب اسحاق وداود وابن حزم وعطاء وعروة والحسن البصرى وجاهد: إلى أن صومه صحيح، ولا قضاء عليه، لقول تعالى { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } (5) سورة الأحزاب، ولقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الله وضع عن امتي الخطأ. . . ))الخ، وتقدم، وروى عبد الرازق قال : حدثنا معمر عن الاعمش عن زيد ابن وهب، قال :(( افطر الناس في زمن عمر ابن الخطاب، فرأيت عساساً أخرجت من بيت حفصة فشربوا، ثم طلعت الشمس من سحاب فكأن ذلك شق على الناس، فقالوا : نقضى هذا اليوم، فقال عمر لم؟ والله ما تجانفنا الإثم ))، وروى البخاري عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها قالت (( افطرنا يوماً من رمضان في غيم، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس ))، ، قال ابن تيمية : وهذا يدل على شيئين : الأول : يدل على انه لا يستحب مع الغيم التأخير إلى أن يتيقن الغروب، فإنهم لم يفعلوا ذلك، ولم يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة مع نبيهم أعلم وأطوع لله ورسوله ممن جاء بعدهم، والثاني : يدل على أنه لا يجب القضاء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لو أمرهم بالقضاء، لشاع ذلك، كما نقل فطرهم فلما لم ينقل دل على انه لم يأمرهم به،. . وأما ما يبطل الصيام ويوجب القضاء والكفارة فهو الجماع لا غير عند الجمهور. فعن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت يا رسول الله، قال: (( وما أهلكك ؟ )) قال : وقعت على امرأتي في رمضان. فقال (( هل تجد ما تعتق رقبة؟ )) قال: لا، قال: (( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ )) قال : لا، قال :(( فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا ؟ )) قال : لا، ، ثم جلس فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال : (( تصدق بهذا )) قال : فهل هناك أفقر منا ؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا ؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، حتى بدت نواجذه، وقال :(( اذهب فأطعمه اهلك )) ::: رواه الجماعة ::: ومذهب الجمهور أن المرأة، والرجل سواء في وجوب الكفارة عليهما، ماداما قد تعمدا الجماع، مختارين فى نهار رمضان ناوين الصيام، فان وقع الجماع، نسيانا، أو لم يكونا مختارين، بأن اُكرها عليه، او لم يكونا ناوين الصيام، فلا كفارة على واحد منهما. فإن أُكرهت المرأة من الرجل، أو كانت مفطرة لعذر وجبت الكفارة عليه دونها. ومذهب الشافعي : أنة لا كفارة على المرأة مطلقا، لا في حالة الاختيار، ولا في حالة الإكراه. وإنما يلزمها القضاء فقط، قال النووي: والأصح - على الجملة - وجوب كفارة واحدة عليه خاصة، عن نفسه فقط، وأنة لاشيء على المرأة، ولا يلاقيها الوجوب، لأنه حق مال مختص بالجماع، فأختص به الرجل، دون المرأة كالمهر. . .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد