منذ إطلالة الأيام الأولى لشهر الخير والرحمة والمغفرة، شهر رمضان الفضيل بكل ما يحمله من قيم سامية وروحانية برزت ظاهرة الغياب اللافت لكثير من مسؤولي الدولة عن الدوام الرسمي للعمل في مكاتبهم، وطوال العشر الأولى لهذا الشهر الكريم لوحظ غياب العديد من المسؤولين في الإدارات الحكومية معظمهم ما زالوا وحتى دخول العشر الثاني لشهر رمضان لم تطأ أقدامهم مرافق عملهم وخلدوا لنوم طوال اليوم ويقضون الليل في مضغ القات حتى لحظات السحور.
* الراجح أن هذه الظاهرة قد أرهقت المواطنين المترددين على مكاتب المسؤولين ولا يجدونهم لكي يستكملوا معاملاتهم وطرح مشكلاتهم وهمومهم ومظالمهم حيث يترد البعض لأيام إلى المكاتب إياها لكن دون جدوى.
* اللافت ومن خلال مراقبتي اليومية كصحفي ملتحم بقضايا المواطنين وصرخاتهم المتصاعدة لا سيما في محافظة أبين أن هذه المحافظة ضربت الرقم القياسي الممول والمخيف لغياب أعلى نسبة لمسؤوليها في رمضان ومنذ يومه الأول، والأرجح أن هؤلاء المسؤولين قد استغلوا انشغال المحافظ م. أحمد الميسري وتعثره عن الدوام بمكتبه بديوان المحافظة باستثناء حضوره يوم الأربعاء الفائت لرئاسة الاجتماع الاستثنائي للمجلس المحلي للمحافظة لمناقشة وإقراره موازنة المحافظة لعام 2009م والذي للأسف لم تحسم ذلك النهار العاصف مما دفع بالمحافظ لرفع الجلسة، نقول استغل هؤلاء المدراء هذا الفراغ السلطوي للمحافظ وزاد نائبه أمين محلي المحافظة والأخوة الوكلاء باستثناء مداومة الوكيل المساعد/ عادل الصبري لثلاثة أيام فيما يتلقى الوكيل محمد هدران العلاج في قاهرة المعزو، والغياب عم أيضاً أعضاء الهيئة الإدارية باستثناء عبدالله سعيد سالم، كل تلك العوامل شجعت المدراء على الاستمرار في القيام والخلود للنوم وبعضهم طوال العشر الأولى كاملة للشهر الفضيل ويمكن وصف هذا الفعل بعدم الاسستشعار بالمسؤولية.
* والأرجح أنه في ظل هذا العبث والاستهتار من هؤلاء المسؤولين بضمير المسؤولية فإنه بالمقابل وعلى صعيد محافظة أبين أشاهد من المسؤولين نموذجاً في الالتزام بالدوام أمثال مدير مكتب الصناعة والتجارة ومدير المالية ومدير الثقافة ومدير الخدمة المدنية والصحة والمؤسسة الاقتصادية والواجبات والآثار ومدير مديرية خنفر ومدير الإعلام وصندوق الرعاية والاتصالات.
* الحاصل أن محافظ أبين الذي كلف يوم أمس الأول الأخ/ زيد سيف علوي مديراً لمكتبه قد يساعد ذلك في تحسين آلية العمل إلى جانب سكرتيره الخاص أحمد مسود والأفضل الاستفادة من الملاكة الإدارية للأخ/ سعيد الصيدي مدير عام السكرتارية ضابط إيقاع 9 محافظين مروا وهو الأفضل.
* ومن نافل القول أن المؤسسة الاقتصادية في أبين التي تتجه الأنظار إليها خلال رمضان ستدشن اليوم مشروع إفطار الصائم المقدم من مؤسسة الصالح ل"4000" حالة يومياً ولنحو أسبوعين، وفي ذات الوقت تدشن مؤسسة الصالح بواسطة المؤسسة الاقتصادية وبإشراف ممثليها عبدالسلام محاوش ومحمد القملي والسلطة المحلية بالمحافظة والمديريات توزع معوناتها الغذائية الرمضانية ل"7000" حالة فقيرة هذه المواقف الإنسانية هل يستيقظ ضمير المدراء النائمين في هذا الشهر المبارك ويدركون أن المواطنين يمقتونهم وجهات وطنية تراقب التسيب والغياب، والأرجح أن هناك أرحم الراحمين ويا ويل يوم الحساب، أما مسك الختام نهديه بالعطر والورد إلى المخلصين من المسؤولين وإلى الأيادي الرحيمة التي تعين المحتاجين وتلفت إليهم في هذه الأيام المباركة وشهراً مباركاً وصوماً مقبولاً وإفطاراً هنيئاً والله المستعان.
